يُدمِّرنا المطر، ألَا يفعل؟

239 37 8
                                    



"so don't give up, it's just young lovers romance" -sia

__________

صعدَ تايونغ التل يغني
ظهيرة حارّة تذكِّره بالصيف
كان هناك نسيمٌ خفيف دافئ يلاطفه ويهوِّن عليه شدّة الحَر
تلفَّتَ على الدروب عله يجد تين يسير إليه
هَمَس: لربما يأتي اليوم

ولكن تين لَم يأتِ اليوم...

-

يوم الثلاثاء
حيثُ يلزم تايونغ البيت طوال اليوم
استهمَّ إذا ما تين قد أتى اليوم

ولكن تين لَم يأتِ اليوم .

-

فجرُ الأربعاء

كأنَّ السماءَ انشقَّت حين انهمر المطر بقوة مرعبة، لَم يَنَم طوال الليل أبداً، انتظر تين ولكن تين لَم يأتِ

استقام أمام النافذة ومَدَّ يده للخارج، ابتلَّت يده برفق
قَدَّرَ تايونغ أن المطر قد خَفَّ ويستطيع السير تحته، لذا سحبَ مظلَّة وغادر قبل أن يمسكه والده

ركض قلقاً نزولاً لتين
ما كان للمظلة فائدة بعد أن عَبرَ القمح الرطب وابتلَّ كله
تعكَّرَ مزاجه وتابع الركض حتى وصل لمنزل العمة

سارَ ببطءٍ وأراد طرق الباب، ولكنه يعلم أنه سيرعبهم إن طرق في هذا الوقت مع المطر
شعرَ أن ما هناك فائدة أبداً وأجبر نفسه على العودة حتى تشرق الشمس، وقتها سيتفقد حال تين
استدار خائباً، ولكن الباب انفتح وسمع اسمه يُنْطَق بهمسٍ حار
استدار محدّقاً
كان المنزل معتماً وهادئاً
اقترب تايونغ يرى وجه تين الدُّهني وسط الظلام
ألقى المظلة حين أثقلت على كتفه، فابتلَّ شعره واحْمَرَّ أنفُه
ما كان لنظراته معنى
ولكن تين كان غاضبٌ بحق

سَحَبَ تايونغ ليحتمي تحت السقف
همسَ تين: لِمَ أتيت؟!
رد تايونغ هامساً: تين مالخطب؟ أنت بخير؟ لَمْ تَعُد تأتي للتل! . امتلأ جوف المِظلَّة بالماء
رد تين: من الجيد أني رأيتُك من النافذة، تايونغ ارحل بسرعة! ارحل قبل أن يستيقظوا.. أنت مجنون! انظر إلى السماء تمطر بغزارة وانظر إليكَ مبتلٌّ تماماً! . أشارَ بيديه على بلوزة تايونغ قد التصقت على صدره غَرِقاً
قال تين: انتظر هنا لحظة! . سحب تايونغ لداخل عتمة البيت وأغلق الباب
قال: لا تتحرك أبداً حتى أعود . ذهب على أطراف قدميه حتى اختفى عن مرآى تايونغ

ثُم عاد ومعه وشاح صوفي قد خاطته له أخته زمان
ومظلة شفّافة
تلمَّسَ بيديه في الفراغ حتى التمس صدر تايونغ، ارتجفت يده، فرد الوشاح ولفّه حول تايونغ
أنَّبه مُجدداً بهمس: أنت مبتلٌ تماماً . لم يحرِّك تايونغ ساكناً ولم يتكلم
ناوله تين المظلة وفتح الباب برفق

أتى نور الإنارة من الشارع فكشف نصف وجه تين أخيراً
مشى تايونغ غير راضٍ، بوجهٍ جامد وأكتاف ذابلة
همسَ تين: سأزورك حين أجد الفرصة، لا تَخَفْ أنا بخير تماماً . تركه تايونغ دون إضافة المزيد

سارَ عائداً لفوق ببطءٍ يشدُّ الوشاح بيده

حتى أن تين لَم يأتِه في اليوم الذي بعده ولا الذي يليه...

LUDUS حيث تعيش القصص. اكتشف الآن