أنا محمد بشير ، أصحابي بلقبوني "دلوكة" و أصلي مابحب اللقب ده وما حأوريكم سرو شنو لأنو الناس معتبرني بتاع بنات لكن يخوانا أنا زول بطبعي بعرف أتعامل مع النسوان و كمان وسيم و جذاب عشان كده أي وحدة تقرب لي بتتعلق بي و بتحبني و أنا مابقدر أكسر قلبها ، و ما كنت عارف إنو دي مشكلة و بقول أنا ماخسران شي أهو أرضي عليهم و أكسب ثواب.. و طالما أي وحدة فيهم قايلة نفسها الوحيدة الفي حياتي و أنا قادر أفصل بينهم إذن مافي مشكلة.... لغاية ماوقعت مع ستة ستات وقعة سووودة وعرفت إن الله حق!!!!
الست الأولى اسمها قسمة ، دي لمن عرفتها أصحابي قايلني يوم يومين و حأتخارج منها لكن القصة طولت.. طبعا هي ست شاي ، لا لا معليش الكلمة دي مابحبها ف نقول بائعة شاي أظرف ، المهم قسمة دي مسكينة اتزوجت وعمرها ١٤ سنة.. و جابت ليها ٥ شفع نوع كل سنة بي واحد ، و بعد داك أبوهم لمن غلبو يربيهم طلقها و طفش لا مصاريف لا نفقة لا أي شي ، وطبعا إنتو عارفين يعني شنو في مجتمعنا ده الوحدة تكون مطلقة و كمان بتبيع شاي.. مجتمع دايما بعاين لجانب واحد و مابفكر في ظروف الناس.... قسمة دي تعبت وعانت لأنو أبوها راجل كبير و وضعو تعبان مابقدر يصرف على ٥ عيال ، غايتو اتخبطت من شغلة لشغلة لغاية ما عملت تربيزتها دي و بقت تبيع الشاي على مسافة شارعين كده ولا تلاتة من بيتهم ، وربنا فتحها عليها واشتهرت وبقو الناس يجوها من وين ووين...
و رغم إنها بتكسب كتير لكن ما كانت بتدخل أي شي على نفسها ، الناس بقولو بخيلة لكن هي بتلم كل قرش عشان تأمن مستقبل أطفالها وبتقول الظروف مامعروفة و كمان أبوها كان ضاغط عليها و بياخد منها قدر مايقدر ... الظروف المرت بيها دي كلها خلتها تبقى زولة حادة و بتعصب سريع لكن برضو بتروق سريع و بترضى بأقل كلمة لأنها أصلا طيبانة وقلبها أبيض...
قسمة رغم إنها كانت جميلة جدا لكن جمالها ده أصلو ما ظاهر يمكن لأنها ما بتهتم تظهرو .. كانت سمراء سمارها نقي وملامحها هادئة و عيونها واسعة ، وكانت عندها توب واااحد أصلو مابتلبس غيرو لونو أحمر مخطط بأسود و توبها التاني داك لمن تلبسو إلا تكون في مناسبة ولا عيد....
قصتي معاها بدت في يوم كده بالعصر كان صيف و سخانة ، كنت زهجان وقافلة معاي لأني دخلت في بيعة بتاعت عربية و خسرت في يدي قبل ما أبيعها ، بالمناسبة أنا أصلا شغال في شركة أدوية بالصباح وبالمسا بشتغل في السوق أي شي بلقاهو بحشر فيهو راسي وماشة معاي كويس ، المهم كنت ماشي والعربية دي وقفت لي ، نزلت و قفلت الباب بزهج و قلت أركب المواصلات أمشي أجيب ميكانيكي وأجي ، جذبتني ريحة قهوة ما بتتقاوم اتلفت لقيتها قاعدة و حولينها ناس كميات ، طوالي دخلت ف نصهم وقعدت جنبها وقلت :
- قهوة بدون دوا والسكر برة
بدون ماترد بدت تجهز لي في جبنتي ، و فجأة كده رفعت راسي لمن سمعتها بتقول بعصبية وهي بتحاول ماترفع صوتها :
- أنا مش مية مرة قلت ليك ماتجيني هنا؟
لقيتها مجضمة ليها شافع عمرو زي ٥ سنين كده ، وهو دموعو رقرقت وقال :
- يابا رسلني ليك قال ليك جيبي خمسين جنيه
- ماعندي ، و بعدين أنا الصباح جبت الخضار واللحمة والعيش و اللبن تاني خمسين لشنو!
بدا يبكي وقال :
- ماعارف لشنو
زعلت منها شديد و بقيت ماقادر أمسك نفسي و جريت الولد منها وقلت :
- ما قال ليك مرسلنو مالك بتشاكليهو
حمرت لي وقالت :
- و إنت مالك بينا؟
أحرجتني لكن برضو ما سكتا وقلت ليها :
- ما تطلعي زهجك في الشافع بالله
حمرت لي و بعد داك شالت الجبنة كبتها لي وقامت عشان تختها لي ، والولد لمن شافها قربت مننا خاف و اتلصق فيني ، بدون ما أحس مسكتو علي... و بعد قسمة ختت الجبنة وزحت قلت ليهو براحة في أضانو :
- أمشي لأبوك و قول ليهو قالو ليك مافي قروش..
قال وهو بتلعثم و صوتو شوية وحيبكي :
- لكن.. لكن.. هو.. قال لي لو ماجبت القروش.. ماتجي و لا بضربك
أول مرة أتألم كده ، كنت قايل المرسلو أبوهو و حزنت على حال الطفل المجهجهنو بيناتهم ده ، طوالي طلعت خمسين أديتها ليهو ، و فتشت جيوبي طلعت فكة و قلت ليهو :
- دي ليك انت
شالها و جرى بفرحة ما تتوصف ، و أنا قلت في نفسي شوف الأطفال ديل كيف حاجة بسيطة تخوفهم و حاجة بسيطة تبكيهم و حاجة بسيطة تملاهم فرح.....
- ما كنت تديهو
قلت ليها :
- نعم؟؟؟
- أنا ماغالبني أديهو الخمسين
- أصلا إنتي كيف تصرفي على البيت و راجلك قاعد و يرسل في الشفع
قالت بحزن :
- ده أبوي ، راجلي مطلقني من زمان و رامي لي العيال
سكتا ماعرفت أرد ، و هي واصلت كلامها :
- هو زاتو أبوي راجل كبير ، و كتر خيرو متحملنا أنا و أولادي
عرفتها قدر شنو قلبها أبيض لكن ساي لسانها طويل ، قلت ليها :
- الله يصلح الأحوال
- الحال مستور والحمدلله لكن الواحد بقى يشيل هم بكرة
- بكرة ده في علم الغيب ، و ربنا ما سألك من عبادة بكرة عشان كده ما تسأليهو من رزق بكرة
- كلام سمح
- سمحة الزولة السمعتو
ماعارف شنو الخلاني أرد كده ، وهي زاتها اتخلعت و شكلها كمان اتبسطت و بقت تتبسم براها ، و أنا شربت آخر جغمة من جبنتي و ختيت ليها القروش و قمت ، لكنها وقفتني :
- خليها علي المرة دي ، كفاية القروش الأديتها للولد
- لا ده براهو وداك براهو ، و بالله خفي عليهو شوية
- سمح
- يلا فتك بعافية
قالت تاني كأنها ماعاوزاني أمشي :
- بتجينا تاني؟؟
- إن شاءالله
مشيت و كنت عارفها أعجبت بي ، أصلا أنا بعرف الحاجة دي و بعرف متين الوحدة بتتكسر فيني ، مش قلت ليكم خبرة؟؟
...
.
دي بداية حكايتي مع الست الأولى 😄
نتلاقى إن شاءالله و بحكي ليكم عن باقي الستة ستات💓💐
.
مع تحياتي
رحمات صالح