عدى زي شهر و كم يوم كده ، و فجأة حسيت نفسي مليت من قسمة و حكاويها المابتخلص ، ياخي الست مهما تكون طيبة و بتحبك لكن لمن تقعد الوقت كلو تشكي وتنكد عليك انت بتتضايق ، الواحد مرات بكون محتاج يفرفش و يتونس ، المهم اليومداك قعدت أتذكر في البنات البعرفهم في منو ممكن أحنكها و أتونس معاها شوية ، كل الاتذكرتهم مابنفعو ، علا ماعندها سيرة غير العرس وتعال اتقدم لي ، ميادة مأساوية كلامها كلو إنت مامهتمي بي و إنت مابتحبني ، غادة شينة و أنا ماقادر أتجاهل شكلها ده ، هناء مفتحة و دايما بتحقق معاي و بتعرف إني بكلم غيرها و بتربط المواضيع بطريقة تحير ، و تسابيح برااااية و كلامها كلو عن روحها أكلت شربت نامت صحت مرضت طلعت دخلت ياخ مملة بشكل ، و غيرهم كتيرات لكن مااادايرهم ، بس فجأة اتذكرت ياسمين و قلت ياخ أكلمها و عبدو ما حيعرف ، و طوالي قمت فتشت الكرت و طلعت رقمها سجلتو في تلفوني ودخلت عليها واتس :
- يسعد مساك ياباش مهندس
انتظرتها زي نص ساعة حتى ظهرت وقرت رسالتي وماردت ، خفتها تحظرني لو ماعرفتني ، عشان كده بسرعة غيرت صورة بروفايلي من صورة العصفورة الكنت خاتيها عشان وحدة من البنات مامتذكرها منو طلبت مني أعملها ، وختيت بدالها صورتي الشخصية ، و فعلا كده ياسمين عرفتني و ردت .. اتونسنا مسااافة و اتعرفنا على بعض و فجأة قامت اتصلت علي ، استغربت من جراءتها و رديت عليها وهي قالت :
- تعبت من الكتابة
- هههههه كويس أهو سمعنا صوتك
وفي المكالمة دي اكتشفت إنو البت دي ماجريئة ولا خفيفة لا هي بس بسيطة و البجيها بتعملو بدون تفكير ، يمكن تكون بتظهر مغرورة و مفترية لكن مع الزول البدخل مزاجها بتتعامل بأريحية و مابتحسب لشي ، و بعد اليوم داك بقينا طوااالي بنتكلم و بالجد أعجبت بيها شديد و تقريبا دي أول مرة أفكر بجدية في العرس ، لكن قلت أتمهل شوية لمن أعرفها أكتر... و أحاول بالتدريج أتخلص من باقي البنات البعرفهم عشان الزواج ما لعب.... و كمان أشوف طريقة أصارح عبدو صحبي......
كل مرة بلاقيها فيها كنت بحس إعجابي بيها بزيد ، ياخ البت دي جميلة جمال ماعادي و كمان بريئة زي براءة الأطفال ، دي لمن تقول لي يا محمد بحس قلبي شوية و حيطلع من مكانو :
- محمد
سرحت في عيونها وقلت لا شعوريا :
- ياعيونو
خجلت لمن وشها حمر ، و قالت :
- كنت سرحان وين؟
قلت بصدق :
- في بكرة
- بكرة أحلى وبعدو أحلى
ياخ كلامها ده يخش القلب على طول ، قربت أقول ليها بحبك مع إني ماحصل قلتها لي بت... اكتفيت بكلمتين :
- يخليك لي
اليوم داك رجعت البيت و أنا آاااخر روقان حتى هديل أختي لاحظت :
- ماشاءالله الليلة منوور و مبسوط
- يابت ياهديل ، رايك شنو لو
و سكتا قبل ما أغلط و أكمل لكن هي فهمتها و قالت بفرح و انفعال :
- لو شنووو ؟؟؟؟ بتفكر تعررررس صااااح؟؟؟؟؟؟ أيوووووووي ماقادرة أمسك نفسي مامصدقة ، أخيييييرا أخووويااا عريييس
نهرتها :
- يابت ، روقي.. حسي أنا جبت سيرة عرس؟؟؟
- وقسما باين في وشك
استغربت كيف بتفهمني كده البت دي ، ماقدرت أنكر زيادة :
- أصبري شوية ، لسه بدري
- بدري ؟؟؟ محمد إنت جادي؟؟؟؟
استغليت الفرصة و قلبت عليها :
- داير أفرح بيك أول
طوالي وشها اتغير من جبت السيرة دي ، و سكتت
قلت أخليها براحتها أصلا الزواج قسمة... ااااخ بمناسبة قسمة البت دي زعلانة مني زعل لأني لي فترة متهرب منها حتى الجبنة حقتها خليتها
- محمد سرحت وين؟
انتبهت مع هديل وقلت :
- ولا شي ، يلا داخل أنوم... تصبحي على خير
..
..
مر كم يوم كده ، و يوم بالصباح و أنا في الشغل فجأة حسيت نفسي داير أشوف ياسمين ، اتصلت عليها و طلبت ألاقيها ، قالت لي أمر عليها الساعة ٣ هي شغالة في موقع في شارع الستين ، بقيت شغال بنفسيات فل و متحمس للساعة ٣ دي لغاية ما جاتني مكالمة عكرت صفاي مع إنها مكالمة مهمة و منتظرها من متين :
- ألو ، أستاذ محمد شركة كويك كيور؟؟
- أيوة معاك ، منو إنتي؟
- أنا نجوى موظفة شركة سي آند كي.. عندنا إجراء ليهو زمن طويل مفترض نخلصو معاكم ياريت تمر علي اليوم
طوالي اتذكرت موعد ياسمين وحاولت أعتذر لأني خفت أتأخر :
- اليوم صعب ممكن نأجلها لبكرة ؟؟
- يا أستاذ بكرة الجمعة وبعدو السبت ، و بعدين نحن دايرين نحصر كل عقوداتنا لو غيرتو رايكم ورونا عديل عشان نشوف غيركم
طبعا حيرتني لأنو أصلا التأخير منهم ، و منها هي تحديدا ، لكن قلت أمسك نفسي و كمان أحسن أمشي أنتهي منو مدام أخيرا اتسهل :
- طيب ساعة و أكون معاك
وفعلا خلال ساعة كنت خلصت الشغلة الفي يدي و ركبت العربية و مشيت ، وبالمناسبة أنا العربية ديك اتخلصت منها بعتها بالخسارة و اشتريت دي و حسي برضو عارضها للبيع ، المهم ده ماموضوعنا... وصلت أمدرمان و دخلت الشركة و لقيت موظفة قاعدة و معاها زولي بتاع الشاي الشاكلتو داك ، بقيت بدعي في سري إنو ما يتذكرني ، سألتو :
- لو سمحت وين ألقى الأستاذة نجوى؟؟
حدر لي شدييييد نظام متذكرك أنا ، و بعدين أشر على البت القاعدة في المكتب الجنبو ، استغربت لأنو دي شكلها ما شكل عروس كانت في إجازة زواج ، ولاشكلها متزوجة أصلا لا حنة لا أي شي ، و كمان وشها شاحب و عيونها باهتة... بيني و بين نفسي بقيت بفكر يعني هي عشان شغالة قصدت تكون بالمنظر ده ، لكن بصراحة أحسن من موظفات كتاار الوحدة تجي الشغل زي كأنها ماشة عرس ، الحنة و الدخان والريحة و التوب مشنوق في نص الرجل ....
المهم سحبت الكرسي و قعدت قصادها وعرفتها بنفسي و وريتها إني جاي أناقشها في العقد قامت قالت لي ندخل المكتب الجوة ودخلنا و بدينا نتناقش في العقد .. في لحظة كده رفعت عيني عاينت ليها لقيتها فيها حزن ماطبيعي و حسب خبرتي في قراية عيون البنات حسيت إنو البت دي خاطرها مكسور ، و خمنت إنو عرسها اتفرتق عشان كده هي عاملة كده :
- أستاذ ، إنت معاي ؟؟
- اااا آيوة معاك
- للأسف بنود العقد ده ما بتتوافق مع سياسات شركتنا
قلت أقنعها بالمنطق :
- يا أستاذة انتو لازم تكون عندكم مرونة ، منها بتكسبو شركات و جهات كتيرة و منها بتاخدو خبرة ، ماتحصرو نفسكم في حتة وحدة
قالت :
- ما مني أنا ، ده نظام الشركة كده
اتنرفزت لأني عااارف إنو الموضوع كلو في يدها هي ، و بإمكانها توافق وتوقع و تخلصنا لكن شكلها كده روحها محرقاها من عدم العرس ، حسي دي أعمل معاها شنو يا أخربها معاها ولا أضغط على نفسي و أحنكها....
سحبت نفس عميق و استعديت عشان أبرز مهاراتي و أنا واثق إنها بكلمتين مني ممكن تغير رايها مع إني خاتي في بالي ياسمين و قراري إني أكتفي بيها و أركز معاها ، لكن أعمل شنو للضرورة أحكام :
- فعلا شكلها الشركة بتاعتكم متعنتة شوية وانتي ماشاءالله عليك زولة خبرة و مهارة و زوق إنتي عديل كده كنز مدفون هنا
عاينت لي شديد ، و أنا اتكيفت قلت ياود يامحمد ماشي كويس واصل بسس :
- الله يزيدك فهم وزوق و أدب ، وعموما البتقوليهو يمشي حتى لو خسرنا العقد كفاية إنو عرفنا إنسانة زيك
فجأة ألقى ليك البت شالت القلم و رفعتو في وشي زي السيف و قالت :
- كلمة زيادة بقدد ليك عيونك ديل
نططت عيوني من الخلعة و اتصنمت مكاني وانا مافاهم دي مالا ، و قربت القلم زيادة من وشي وقالت :
- أوع تكون قايل كلامك الفاضي ده بدخل راسي ، أصلا كلكم كذابيييين كلكم منافقييين كلكم بتاعين كلاااام خوووونة مستهبليييين....بسسس أنا كده إتأكدت من ظنوني ، البت دي مشوكشة شاكوش جااامد ، لكن علاجها عندي أنا محمد بشير ده تخصصي... فرصة أخفف عنها و منها أقضي مصلحتي و أوقع العقد بتاعي.... لكن ماكنت قايل نفسي حأتعب كده، ياخ دي أصعب حالة نسائية مرت علي على الإطلاق..!!!!!
.
و دي كانت البداية الوقعتني في نجوى المنفسنة 😩 الست التالتة
و حتعرفو الحصل معاها ومع الباقيات ، لو ربنا حيانا 😘
.
.
مع تحياتي 💐 رحمات صالح