"أهكذا إنتهى..كُل الذي كانَ بيننا؟" Chpt 45

6K 382 117
                                    


ليس صباح خيرٍ إطلاقاً.
مالذي يحدُث لي؟ أشعُر أننّي هزيل وضعيف.
يُزعجني أن أصبح مختلفاً عن شكلي السابق في فترة وجيزة ، يزعجني أن أتحوّل من شخصٍ لآخر ، أن أكون عاطفياً لا منطقياً ، أُحدّق في الماضي والحاضر وأكتشف الفرق الواهي بينهما ، لم أعد أجرؤ على الرجوع كما كنتُ سابقاً ، لأنّ طُرق العودة ليست دائماً نجاة، أخشى أن أعود فأتعثّر من صعوبة الطريق ، أخشى أن أسقُط من الهاوية وأأبى الوقوع ، أخشى أن أبقى عالقاً ، ولم أعد أمتلك أيضاً خطواتٍ جريئة لإكمال ماتوصلتُ بهِ الآن .. ماذا أفعل؟ هل أسلكُ طريقاً جديداً؟ حاضراً آخر ؟
كلّا لا أستطيع، لا أحد يستطيع أن يُصبح كائناً جديداً مُختلفاً والأشياء من حولهِ كما هي ، آه ياللعَجز والحِيرة.

_______________
#خطايا_وغفران
#للكاتبة_زهراء_شلتاغة

وعى هُشام من غيبوبة الظلام الجانت روحة مطمورة بيها ، رفع راسة وحملق بحُسام وكأنه يلقاه للمرة الأولى وماميز وجهه .. بقى سؤاله يتراود بذهنه ويتكرر بمسامعة ، أجاب ببرود مميت شبيه ببرود الدكتور وكال ؛

_أُمي ماتت ..

توسعت عيون حُسام وباوعلة بدهشة ببادئ الأمر ، طكها بضحكة بعدين وكاله ؛

_هُشام بطل شقاك الثكيل هذا ترة كلبت مصراني على هالشقة البايخ .

رمقة هُشام بنظرة شفقة وخيبة ، عبس حلكة ودنك راسه عنه .. عاد يهوم من جديد بالفراغ يحاول يبحث عن روح أمه .

إنتظر منه حُسام الرد وتكذيب السالفة أو العركة وياه ويرزلة أو أي شي بس ماحصل غير نظرات شفقة وألم .. دنك هُشام ورجع يباوع بالفراغ .

إنهارت سارة بعد ماسمعت هالكلام ، عضت شفاهه وبدت تحملق بالفراغ ، شوي وبدت الدموع تنجرف من عيونها .. صاحت وشحرجت عليهم ؛

_كولوا جذب ! مامعقول أُمي تموت وتعوفنة ششفنة منها حتى تموت ! .

سألتهم تنادي منهم الإجابة والتكذيب بس ماحصلت غير السكوت ، هذا السكوت المخبئ وراه ألف غصة وحسرة .. خيبات وندم .. دموع وصياح ومناجاة الفقيد ، هذا السكون القاتل المقتلع للقلوب من أضلاعها .

هزت راسها بالنفي وصاحت بيهم من جديد ؛

_إحجوا كولو جذب ! مامعقول والله ما أصدك أُمي وعدتني متعوفني ونطتني كلمة حتبقى وياي وتعوضني كولوا جذب أُمي بعمرها ماجذبت علي ولانكثت الوعد .. إحجوا شبيكم ساكتين إحجوا .

صابت هُشام غصة وزادت دموعة بالإنهمار ، بدأ ينحب وينوح .

توسعت عيون سارة وأدركت الحقيقة ومرارتها .. مايبجون زلم بيتها إلا على وفاة أمهم .

حضنت نفسها بقوة وأطرافها تتراجف ، صاحت وبجت  ونحبت ، راحت من جانت تأويها وتحتويها .. راحت ملجأ أسرارها وبيتها الثاني المغمور بحضنها الدافي ، راحت وتركتها وحيدة من جديد بعد ما أفترقت عنها قبل ووعدتها بالبقاء .. نكثت العهد ونامت للأبد وشمرتها بين أحضان الحزن والأرق .

خطايا وغفران || باللهجة العراقية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن