آلحلقة آلتآسعة

6.1K 129 0
                                    

وَصِيّةُ جَدِي
آلحلقة آلتآسعة

~صَـآبَرِيّن~
قال بهدوء : مشّ قلنّا الدلع مش لآزم منه ؟
صدري ارتفع ونزل, وتنبأ هو بموجة بكي جديدة , لف آيده عليّا وحضنيّ . . حسيّت كأنه بنتهْ الصغيرة, حسيّت أن *آدم* حنين, ويضعف قدامي, حسيّت إنه أكثر شخص حاس بيّا , قلتْ وأني نجاهد بشّ تطلع معاي الكلمّات : مخــ .. مخنــووقة من إهــ .. إهني .
طبطبْ على رآسي بهدوء, وقال بحنيّة : خلآآآص .. آسسسْ, علآش تبكي؟ .. كلهْ بيتم في آلآخير , إدعيلهْ إنتي بس .
زدت في آلعيّآط ، وقمت رآسي آللّي على كتفهْ وقُلت : مش قآدرة نستوعب، مَ نبيش نقعد في مكآن كآن هُو فيه .
لمّا طال سكوتهّ, كمّلت : خلينَا نمشُو لمزرعة آمك الكبيرة!
فجأة قال : بآهي لآمتى ؟
آني (بـِترددْ) : ليّن .. ليّن يكمل آلْـعزي .
آدم : يَ *بينآ* مَ نقدرش وآلله مَ نقدر .
مسحت دموعي بقوة وقلتْ : علآش ؟
آدم : مَ نقدرش نسيّب آلعزِي .
الهُدوء عمّ إلا من رشفات وشهقات تطلع مني,
شبحلي بآستفسار عن سكوتي, وبعدين قآل : بعد آلعزي نمشُو .
آنِي (بعصبيّة) : لآ مَ نبيّش .
تمتم وقآل : آوكي .
وقف ومشي جهة آلْـبآب وقآل : تبي حآجة ؟
آني : لآ .
آدم : مَ آتعبيّش رُوحك . . وردي بآلك على صحتك .
طلع وسكر آلْـبآب ورآه ، وآنِي آكدت على تسكيّره بطقة بآلْـمفتآح وتلوحت عَ آلسرير ، دمآغي مشَوش وملخبط ومضطرب .. عبرت عَ آللّي فيّآ بدمُوع بس .

~آدَم~
كلمتِي لِـ*بينآ* قُعدت تتردد في ودني هَلبآ "بعد آلعزِي نمشُو" ، نُضت فجأة منّ قعدة آلرجآلة في آلخيمة وطلعتْ .

لميّت كم من لبسَة منّ دُولآبي ونزلت بسُرعة ، ولعت سيآرتي وتحركت بيّهَآ .

خشيّت بآلسيّآرة لِـحوآزة ميمتي آلكبيّرة ، درستهآ قدآم آلْـحُوش، نزلت آلشنطة آللّي فيهآ حوآيجي لمَآ نزلت ، فتحت آلْبآب بآلمفتآح آللّي عندِي مع مفآتيّح آلسيّآرة ، جآنِي صُوتهَآ كآلعآدة وبعلوه : مِنوو ؟
آنِي بصُوت آعلى : آني يَ آميمتي .
آميمآ : مَرحبتيّن آهليّن خَش سلم وليّدي .
تبسمتْ غصباً عَني , وخشيّت .
لوحتْ شنطتي على جنب وقربت منهَآ , نزلت لـمستَوآهآ وحضنتهَآ بـِقُوة وقُلت : ولدك تعبآن يَ آميمتيِ .
مسحتْ على رآسي بـِحنيّة زي عآدتهآ وقآلت : بعيد آلسو يَ وليّدي في عدوينك .
بعدتْ منّ عليّهَآ ورشفت خَشمِي وقُلت : ضآيقة بيّآ ..
شدت رآسي وحطآته على رجليّهَآ وقآلت : إن الموتَ عليّنآ حق , مَ ليّك آلآ آلصبر يَ ولدي .
قعدتّ نشبح للْـسقف آلآبيّض آللّي تمتَآز بيّه آلْحيّآش آلْقدم , ونسَمع لـكلآمهَآ آللّي سآلك سلك آلدين كُله , فجأة قُلت : آميمآ .
قآلتْ بعد مَ تنهدتْ : خيّر يَ وليّدي .
آنِي تكلمتْ بـِصُوت ضعيّف وصآب تركيزي على صُورة *بينآ* آللّي نجمع فيّهآ في عقلي , قُلت : مَرتي آللّي كُنت مغصُوب عليّهَآ .. لقيّتهَآ كَويسَة ومريحتنِي .
آميمآ : بآهي يَ وليّدي كويس وتستآهل كُل خيّر .
آنِي : لكن مَ نعرفش كيّف نخليّهَآ عندي .. يعني قُلتلهَآ آنِي مَ نبيّهآش ..
آميمآ ردتْ رد فعل قوي وعصبي : قُلتلهَآ ؟
هزيّت رآسي بـِ"آيه" , قآمت آيديهَآ منّ على شعري آللّي كآنتْ تلعب بيّه وضربتهُم ببعض دليّل على آلآسف , وقآلت : لآ حول آلله يَ وليّدي .. وين عقلك ؟ معقُولة تقُوللهَآ !
آنِي سكتتْ , بعديّن تشجعتْ وقُلت : مَ كُنتش نبيّهَآ .. مَ كُنتش نحبهَآ يَ آميمتِي .
آميمَآ (بـِعصبيّة) : تحبهَآ ؟؟ وآلله حق تبي تديّر زي آلْكُفآر آوو ؟؟
آني نزلتْ عُيوني آللّي كُنت مركبهُم بشّ نشبحَهآ كيّف تتكلم , ديمّا لما نكون مع آميمآ نحس فٍ روحي متجرد من قوتي, وقسوتي, نكونّ على طبيعتي ومرات نكونّ هش وضعيف جدًا , كمّلت وقَآلت : يَ وليّدي رآهو آلْعشرة تجيّب كُل شَي .. آك آنتَ قُلت مريحَآتك ومَ كُنتش تحبهَآ ؟؟
هزيّت رآسي بـهُدوء وقٌلت : آن شآء آلله خيّر .
تنهدتْ بـقوة وقآلت : آن شّآء آلله .
آنِي : آميمآ آنِي تآعب بنمشِي نُرقد وآي حد سآلك عليّآ آنِي مش عندك بآهي !
كآنتْ فآهمة علآش آنِي نجيّهَآ , هزت رآسهَآ وقآلت : آلدآر وآتيّة وفيّهَآ حتى حوآيج ليّك من قبل .
وقفت وتبسمتلهآ وقٌلت وآني نقيّم في آلشَنطة : جآيب معآي ومَ تنوضنيّش بآهي ! .. هي تصبح على خيّر .
آميمآ : آن شَآء آلله .. قدآمك كُل خيّر .

طلعتْ منّ آلْمعيّشَة ومشيّت جهة آلْبآب آللّي مجآورهَآ ويسكر على آلّديآر آلستة , خشيّت لـدآري وآللّي كآنت ثآنِي وحدة عَ آلْيمين , لوحتْ آلشَنطة بحدآ آلْبآب لمَآ خشيّت وتلوحتْ عَ آلسرير زي تلويحة آلّشَنطة .

قعدتْ تقريباً حَوآلي يومين عند آميمتِي , بس لآول مَرة نكُون متضآيق وفي حآجَة منغصَة عليّآ , قدرت نسَلك وفآة جدي ونتأقلم معآه بس آنِي نبعد على *بينآ* مَ نقدرش , بس غصبت على رُوحي وقعدتْ .

تقلبت في سريري هَلبآ ومَ جآنيّش آلْنُوم , حولتْ آليرغآن منّ عليّآ وخديّت تُوب ثقيل شّوية وطلعت برآ آلْحُوش , كَآن آلْجَو مصقع شَوية بحُكم آنهَآ قريب آلّسَآعة 3:00 , خديتْ كُرسي وحطيّتَه في نُص آلمنطقة آلْمعشبة آللّي قريبة منّ حُوض آلسبآحة , فتحتْ مُوبآيلي آللّي سكرته منّ لمَآ جيّت , تفاجئت لمَآ شُفت فُوق آلمية مُكآلمَة وآكثرهُم منّ رقم *آيمن* ورقم جدي , عرفت آنهَآ *بينآ* ضحكتْ ودرت آتصآل بآلْرقم آلآخيّر وآنِي مبتسم ومتنمي آنهَآ تكُون فآيقة , لمَآ آنفتح آلْخط قُلت بسُرعة : آلو .
نفسَهآ آلمش منظم كآن يتكلم بس , لمَآ سمعت شهقتهَآ قُلت بـخُوف : *بينآ* ردي !
قآلت كلآم مَ فهمتآش منّ بكآهآ آللّي صُوته عَآلي , قُلت : *بينآ* هَدي رُوحك .
سمعتهَآ كيّف تتنفس بسُرعة وخدتْ نفس كبيّر وزفرآته , وبعديّن قآلت بـصُوت مبحوح : آيوآ .
آنِي : خيرك تبكي ؟
ردت بـعصبيّة : وآلله يعني حضرتك مش مدآير شَي ؟
آنِي (ببرآءة) : شن درتْ ؟
ولتلهَآ آلحَآلة آللي قبل شَوية وبدتْ تقُول : يعـ.. يعني آنــ.. آنتَ آنتَ مَ نعرر..نعرفش ويننك وتقٌوو .. وتقُول شش.. شن دررت ؟؟
تمنيّت آنّهآ تكُون بحدآي, كنتْ نقدر نمصْ غضبها أكثر, قُلتْ بـصُوت حآولت على قَد مَ نقدر نخليّه حنيّن هلبآ : آسسسْ , آسف وآلله آسف يَ عيوني ..
مَ هدهَآش كلآمي ولآ حصلتْ تجآوب , قُلتلهَآ : قُولي آنِي وين مقعمز ؟
قآلت بنبرة مُحبطة : وين ؟
آني : في مزرعة آمي .
رشفتْ خَشمهَآ وقآلت : بآه .
قُلت : *بينآ شنّ رآيك نجي تَوآ ونمشُو لـحوآزة جـ ..
آلْكلمة مَ بتش تطلع منّ فمي , لآني مَ كُنتش نبي نلحق ورآهَآ كلمة "آلله يرحمهْ" .
كمّلت : للْـحَوآزة منّ آلتَآلي .
قآلتْ بسُرعة : آوكي .
قُلت : نلقآك وآتية مش نستنى رآه .
بينآ : آوكي .. سلآم .

سكرت آلْخَط وطلعتْ نجري للْـحُوش خديّت مفآتيّح آلسيّآرة وطلعت .

~صَـآبَرِيّن~
حَولت آليرغآن آللّي كُنت غآمه بيّه رُوحي لمَآ كلمنِي *آدم* ، ونزلت منّ آلسرير ، فتحت آلبآب آللّي مسكر بآلْـمفتآح ومشيّت للْـحمآم (وأنتم بكرامة) ، غسلتْ وجهِي كَويّس ، وطلعت .

كُنت حَنطلع لِـوسط آلْـحُوش بس لمَآ تدكرتْ آلْـمُوبآيل وليّت للْـدآر ، خديّته وقعدت ندور على بُطآنيّة خفيفة نلفهَآ على كَتآفِي .

خطمتّ منّ وسط آلْـحُوش آللّي كآن فيّه نسآوين رآقدآت ، وفتحت بآب آلْـحُوش آلْـمردود وطلعت بعدَ مَ رديته لِـوضعه آلآول .

شبحتْ للْـبنآت آلْـمقعمزآت في آلخيمة ، وجبدت كُرسي وقعمزت على جنب وآنِي شآدة آلْـمُوبآيل نستنى في *آدم* يرن بشّ نطلع ، جآنِي صُوت *رحمة* تقُولي : *صآبرين* تعآلي قعمزي معآنآ .
آنِي رديّت بِـهُدوء وعُيونِي على *نجلآء* : لآ مَ فيش دآعي نستنى في *آدم* .
آللّي عُيونِي عليّهآ قآلت بسُرعة كبيّرة : *آدم* ! وين كآن هُو ؟
آنِي مَ رديّتش بسبب آلْـمُوبآيل آللّي رن ، قمتَه وقُلت : آلو .
آدم : آنِي برآ .. آطلعي هي .
آنِي : وين برآ !
آدم : ورآ آلخيّمة .
سكرتّ آلخط وقُلت : بنستآذن .
طلعتْ بِـدُون مَ نسمع ردهُم ، مشيّت وين مَ كآن ووقفت بعيّد عليّه ، آشر بآيده آن نجي ونقرب منه وهُو مبتسم ، قربت وآنِـي متعفلقة ، ضحك وقآل : هيّآ عآد فكي هآلوجه آلسمح . .
لفيّت آلْـبُطآنيّة عليّآ لمَآ حسيتّ بنسمة بآردَة لفحت وجي ، تحركت بآلشَوية وبعدت عليّه وهُو لحقنِي ، لمَآ شَد آيدي حسيّت برجفة وزدت تشبتت فيّهآ ، قآل بِـهُدوء : شن آخبآركْ !
آنِي : آلحمد لله .
آدم : تعرفِي آنّ جدي مَ يبيّش منّ يدير هكي عليّه ولآ !
لمَآ مَ رديّتش كمّل : آلْـمفروض تدعيّله وتُصبري .
آنِي : آنتَ مش عآرف جديدآ شن كآن عندي ؟
آدم : عآرف يَ *بينآ* ، لكن هآدي سُنة آلحيّآة .
قُلت تغيراً للْـمَوضوعْ : علآش مشيّت لِـمزرعة آمكْ ؟
رد بعد مَ تنهد : نغيّر جَو .
آنِي : آهآ .
وآلهُدوء عَم فيّنآ آحني آلزُوز ، قآل : نحسَآبكْ هآدية .
شبحتلهْ بآستغرآب ، وقُلت : آنِي على حآلي مش هآديّة .
آدم : آيه صَح .
سيبتّ آيده ووآسيّت آلْـبُطآنيّة كويس وقُلت فجأة وبِـهُدوء : تعرف ..
شبحتهْ منّ طرف عيني كيّف شبحلي ، كمّلت : مرآت نحبوْ آلآنسآن آلصَح في آلوقت آلغلط ، ومرآت نحبوْ آلآنسآن آلْـغلط في آلوقت آلصَح .

سكتتْ وآنِي نحس بِـحرقة في قلبي ، آلْـجُملة آلثآنيّة تنطبق عليّآ ، آني آنحب *آدم* في وقت آلْـمفروض نحبه لآنهْ رآجلي بسّ هُو مَ كآنش يبيّ هِكي لآنه رآجلي مؤقتاً .

قآل بعد مَ تنحنح : ومرآت تحب آلآنسَآن حُب صح وفي وقت صح بس تكُون دآير غلطة في آلبدآية وتهدم كُل شي .. بمعنى آنكْ درت نهآية منّ قبل مَ يبدآ شَي بس لقيّت رُوحك تغرق عكس توقعآتكْ وحسآبآتكْ .
لفيّت رآسي وشبحتلهْ بِـصدمة ، ركبني آلشَك .. عليّآ آلدُوة ولآ لآ !
قُلت بِـتهور مسح آبتسآمته آللّي رسمهآ لمَآ شبحتلهْ : *آدم* آتفآقنآ يُعتبر كمّل لآن جديدآ توفى .
آلصدمة آللّي كآنت فيّآ ، آنتقلت ليّه ، دآرآهآ وقآل : بس .. بس مش توآ .
آنِي : بعد آلعزي بثلآثة شهُور منآسب .
مَ سمعتش آلآ سُكوته ، شد آيدي منّ جديد وقآل : تعآلي نقعمزُو هِني .

قعمزنآ بحدآ بعض على حجر محطُوط كزيّنة ، شبحلِي وكآن شكله مِتوتر ، قآل : آستآحشتك يَ صديقتي .
تبسمت بغصة منّ كلمة "صديقتِي" وتكيّت رآسي على كتفهْ ، سمعتهْ يتنهد وقآل : آآه .
قُلت بِـحنيّة : خيركْ *آدم* !
قآل بِـضحكة : لآ, شَي .
سكتت وهُو سكَت كآنآ مَعآش فيّ كلآم فِ جوفنآ .

تحركتْ بِـضيّق لمَآ حسيّت بآيد لآفة عليّآ ، فتحتْ عُيونِي لقيّت رُوحي متمددة عَ آلسريّر وبحدآي جسم صلب وهآلآيد تخُصه ، تحشمتْ منهْ وتدكرتْ آمس كيّف كنّا مقعمزين .

"آدم" نطقتْ آسمه لآ شُعورياً ، وبِحُكم نُومه آلرزيّن مَ تفآعلش مع نُطقي ، فكيّت آيده وآنسحبتْ منّ رقدتِي ومشيّت للْـحمآم (وأنتم بكرآمة) .

يُتبَع بِوجُودكُم

#الاء

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن