الْـحلقة الرابعَة عشَر

4K 96 0
                                    

وَصيةُ جَدي
الْـحلقة الرابعَة عشَر (14)

~صآبريّنْ~
فجأة سحَبت مُوبايلي، وفتحتّ الفايبر .. على اسمه .. راقبتْ، نفختْ الأوف اللي كانت داخل فمي في هوى الدار، وإتصلت ..
وأول ما ردّ قُلت بنبرة مُحببة : *آدَم* حبيبي ..
حسيّت بنفسه, بعدين "نعم!!"
بلعتّ ريقي وحسيّت إني نصطنع في نبرة الفرحْ إصطنَاع يُقارب للواضح : كم تبي بشّ تطلع التأشيرة لتايلاند !
- علاش تسألي ؟

~آدَم~
بين تعرفّ وبيّن ما تعرفش، بيّن تبي وبينّ ما تبيّش، بيّن فاهِم وبينّ مش فاهم، بين مُهتم وبينّ مش مهتم، تضيع هلبا تفاصيل صغيّرة كان من الممكنّ -لو إنهَا تجمعت- تخلق شي جميّل ومُتماسك ..
أصلاً الفكرة في شنُو؟ الفكرة في الحاجات البسيطة، والتفاصيل اللّي ما تعاشتش معاهَا من جديد .. في حضنهَا وقت النَوم، في صوتهَا أول الصُبح، في نظرتهَا اللّي تراقب بحُب، وإبتسامتهَا ليّا أول ما تركب السيارة، وكلمة "استاحشتك"، في أكثر عصير إنحبهّ نلقاهّ بين إيديّا ، في أغنيتنَا المفضلة، في كلمة "تأخرت ولا! تو نعوضك .. قولي شن تبيّ؟" ، تبتسم وتقُول "شوكولا"، وتختار الشوكولا اللي إنحبهَا، في إنهَا على خاطري تغيّر ولو شَوية من مبادئهَا، في إنهَا تقول "إنحبك" ..

إنحَبهَا؟ أكيد إنحبهَا، حتى لو حطمتني بشكل جميّل خلال أسبوعيّن .. لكنّ كان لازم إنهَا تفهم إني ما عانيتشّ من قلبي بس، ولا منهَا، ولا حتى من بُوي وعيلتي، ولا من عمي *ناصر* ، ولا حتى من العالَم .. أني عانيّت من أبسط الأشياء والتفاصيل، حتى من بانيُو شقتنَا الصغيّر اللي ما إستوعبشّ طُولي!

قُلت : متأكدة إنك تبي تجي؟
بصُوت متحمّس قالت : ايه أكيد ..
ضحكتّ بهُدوء، وقُلت : باهي نشوفك بش نتأكد .
- أوك، شَوية بس .

ابتسمتّ لما طلع وجههَا على شاشة مُوبايلي، تنحنحتّ وقالت : أهليّن ..
ابتسمتّ أكثر وقعدتّ نتأمل فيهَا، ضُحكتّ ضحكة صغيرة وقَالت بهمس : *آدَم* .. خيّرك؟
فجأة قُلت : تعرفي إني إنحبكّ ولا !
إبتسمتّ إبتسامة خفيفة وقالت : مم ، بصراحة آخر فترة ما حسيتش هكي .
بلعت ريقي وقُلت : أسف حبيبتي .. نعرف، ضغطتّ عليك هلبا صح ؟
- لا .. إن المفروض هكي درت من الأول ..
- متأكدة ؟
- ايه .. أكيد.
ابتسمِتْ، ابتسمَتْ .. غمضتْ عُيوني وتكلمتّ بهُدوء : في حاجَة ما قلتهالكشّ من قبل .. نبي نقُولهَالك توا .
قعمزتّ كويس، وقلتّ بضحكة : إنحبك زي تَوا لما ترفعي في شعرك .. وعيونك بتتسكر من النُوم.
ضحكتْ ضحكة طويلة وقَالت : وشن تاني؟
فكرت شَوية، بعدينّ قُلت : ممم ، إنحب المُوسيقى الليّ تسمعيلهَا .. إنحب كيف تتغلغل فيّك، وكيف تاخد فيك لمكان بعيد وإنتي تتمايلي مع نغماتهَا بهدوء بدون ما تحسي حتي بوجودي .
ضحكتّ وضحكت، قالتّ "كمّل." ، كمّلت : وزي تَوا لما غطيتي ضحكتك بإيدك .
- ههههه .
- ولما تتكلمي على موضوع شاغلك وإيديك تتحرك وتعبر زي المايسترُو .. عرفتيّه! متع الفرق في الأوبرا .. ولمَا تتكرمش عُيونك لما تودعيني .
- مممم، تعرف عليّا حاجات هلبا والله .
- *بينَا*
- عيونها .
- نعرف إنك زعلانة، وواخدة على خاطرك مني، من آخر مرة .. ما تقوليّش "لا" .
- ههه، باه.
- أني عرفت قيمتكّ بزيادة إهني بروحي .. نوعدك إني مش حنزعلك مرة ثانية زي هكي .
تنهدتْ ، وقالت : "إن شَاء الله."

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن