آلْـحلقة الخامسة عشر والأخيرة.

6.3K 218 24
                                    

وَصيّةُ جَدي

آلْـحلقة الخامسة عشر (١٥)، والأخيرة.
الجُزء الأول (1)

~صَآبرين~

"غالباً، تبدأ العلاقة الزوجية بالود والمحبة بين الزوجيّن، وكل واحد منهم يحاول على قدر إستطاعتهِ إنّ يقدم الأفضل لشريكه ويحققله السعادة المثالية، ويتوقع كلا الطرفين إنهم حيكونو ديمّا على نفس الخُطى، لكنّ بعد فترة -تقصر أو تطول- يبدأ بريق العلاقة يخفت، ويبدا الراجل يفكر إنّ مرته حتتصرف زيهّ كَ رجل، بما معناه تكون عمليةً جداً، غير مهتمة بالتفاصيل، غير عاطفية. وفي الكف الآخر، تفكر الزوجة إن زوجها حيتصرف على أساس إنها مرأة، حيفهمها بدون ما توضح أو تشرح. وما يحطوش -الطرفين- أي إعتبار للفروق بينهم كَ ذكر وأنثى ، وهادا الشيء يؤدي إلى عدم التفاهم، عدم الإستقرار، سيطرة الملل على الحياة الزوجية، وبالتالي يجمع بينهم بس سقف واحد بالرغم من إخلاص الطرفين للحياة الزوجية، وواجباتهم كزوج وزوجة، وحبهم لبعض.
- المشكلة : لا الإخلاص ولا الحب هما المشكلة .. تبدا هذهِ المشكلة لما ينسى الراجل، وتنسى المرأة، إنهم يختلفو على بعض، ويتوقعو إنهم لو يحبو بعض حيكونو "مرايا منعكسة" ومن الضرورة إنهم يتصرفو زي بعض وكأنهم إنعكاس بعض. فَ من أهني، تبدا التناقضات والصعوبات الإدراكية تبرز في علاقتهم كَ زوجين، يعني مثلاً، الزوج عادةً يتوقع من الزوجة إنها تطلب الشي اللي يحب يحصل عليه، والزوجة تتوقع من الزوج إنهّ يحس باللي هي تحس بيه! . وبالتالي، ألغو عنصر إختلاف الشخصية، إختلاف تجارب الحياة، إختلاف النشأة والتربية، وأهمها إختلاف التصرف كجنسين بعيدين كل البعد عن بعضهم "ذكر، أنثى" .
في القرآن جاءت آية "وليس الذكر كَ الأنثى".
هلبا زوجات يقولو "الرجل بحر من الغموض" ، وهلبا أزواج يقولو "المرأة لغز كبير"، لكن الموضوع بكل بساطة، في فروق مهمة بين الرجل والمرأة، جسدية ونفسية، وفهم هذهِ الفروق يخلي التعايش ما بينهم أسهل، والتفاهم أكبر.
- إدراك الإختلاف في الوظيفة الكونية للرجل والمرأة :
المرأة تختلف عن الرجل في طريقة الكلام، الحوار، الإدراك، ردود الفعل، الشعور، الإستجابات، التحمّل، التفكير، طريقة الحُب والتعبير عنه، طريقة التقدير، والإحتياجات.
وتختلف عنه في خشونته، قوته، كظمه لغيظه، الصلابة، الشجاعة.
فالمرأة قادرة على إعطاء الدفء وخدمة عيلتها وأولادها بدون كلل أو ملل. والرجل قادر على مجابهة الحياة وصراعها مقابل تأمين حياة كريمة ومُتزنة لعيلته وأولاده.
ولا بد للزوجين أن يعرفوا إنّ هما كشريكين يختلفو في الشخصية، وبنية الجسم، ومثلاً، الزوج عصبي والزوجة هادية. أو، الزوجة تحكي هلبا والزوج قليل الكلام.

والإختلاف هادا يحقق التكامل ما بينهم، فلو كانو زي ما ذكرت سابقاً إنهم كَ المرايا المنعكسة لبعض فوظيفتهم في الحياة حتكون متشابهة، وتصبح الأنثى كَ الذكر.

- الحب أو الفهم :
دائماً ما نتعرض لأسئلة مباشرة عن زواجي، هل زواجي عن حُب؟ .
فعلياً، ما كنتش نعرف شخصية زوجي لما تزوجنَا، بالرغم من إنهّ ولد عمي. بعد فترة من زواجنا وإستقرارنا في علاقتنا، وإدراكنا لمكنونات بعض، اختلفنا في الرأي أني وزوجي *آدم* عن اللي خلى علاقتنا ببعض تكون ما يقارب للمثالية مع إنها مرت بثلاث نكسات كانت الأضخم في حياتي كلها، هل السبب هو الحب أو التفاهم؟ ومن اللي ليّه الأولوية أو الأهمية؟
كان رد *آدم* إن الحب في بداية الزواج مش الحب الكامل أو الحب الأزلي، ولكنه بذرة الحب، وتوافق القلوب أو بمصطلح أدق "الميل القلبي" ، ولكن الفهم والتفاهم بين الزوجين يعمق الحب ويضرب بجذوره في آخر طبقات الأرض، ينميه، ويثمره بالدفي .. وهالدفي هو على هيئة أولاد .. فأسمى درجات الحب هو التقرب.
رأئي الخاص : المحبة بإمكانها حفظ الزواج لوقت مؤقت، ومن الممكن إن هالزواج يكون فيه مشاكل وخلافات. لكن المحبة والآلفة والفهم العميق -اللي بشكل صحيح- للفرق ما بين المرأة والرجل، ومعرفة الطريقة الأنسب للتعامل مع الجنس الآخر، تجعل من الزواج محاط ديمّا بالمودة والإحترام. ولأن فهم هذه الفوارق يخفف الإحباط ويجعل خيبات الأمل -اللي تساعد في بناء حواجز- أقل وطأة.
وكما قال دوستويفسكي "البدايات للكل، والثبات للصادقين".

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن