آلْـحلقةْ الرَابعَةْ

4.3K 88 0
                                    

وَصِيّةُ جَدِي

آلْـحلقةْ الرَابعَةْ (4)

~صَآبريّنْ~
لمَا مَا خديتشّ إذنّ أنّ نخُش بعدَ مَا طقطقتْ مرتيّنْ ، عطيتهْ أني لرُوحي وفتحتْ آلبآبْ .
شبحْ للبآبْ بخُوف أول مَا فتحتهْ ، قربتْ منهْ وأني قآرنةْ حَوآجبيّ بريبة وإستغراب ، قعمزتْ بحداهْ عَ السريرْ وقُلتْ وآنِي نأشرْ عَ الباب - بقصدْ برا منهْ - : خيرهُم شنّ في !
بلعْ ريقهْ وقَالْ بخُوف ممُكن لأول مرة نشُوفهْ فيّه : بآللهيّ عليّكْ سكريّ آلبآبْ .
طبقتْ أوامرهْ وسكرتْ آلبآبْ ورجعتْ لمكآنيّ ، قَالْ : نقُولكْ وبدُون عيَاطْ والجَو هادا .
حسيّتْ بأنّ مُعدل نبضْ قلبيّ زادْ ، كآنّ يدُق بشكل فظيعْ ، هزيّتْ راسي وقُلتْ بعد مَا بللتْ شفآفيّ : تكلمْ قلبيّ طاحْ ؛ شنّ في ؟!
- بآبآ شافنيّ وأني ندخنْ .
"آه" ردةْ فعلْ طبيعيّة قُلتهَا بصُوتْ عاليّ ؛ كمّلتْ بتداركْ : تدخنْ ؟! ..
درتْ إشارة التدخينْ وكمّلتْ بإستفهام : تدخنْ فِ سيجارةْ !
هزْ رآسهْ آللّي منزلهْ هلبآ لدرجةْ إنيّ حسيّتْ أنهْ ح يغرقْ بيّنْ كتآفهْ ؛ قُلتْ بإنفعال : علآش ؟! ؟! .. علآش شنّ الفايدةْ منهٍ ؟!
خديتْ نفس قُوي لمَآ قعدْ يشبحليّ بعتَآبْ , تأففتْ وقُلتْ وأني نبلعْ فِ ريقيّ : شنّ دآرلكْ ؟!
قَالْ بغصةْ وعُيونهْ مليآنآتْ دمُوع : قعدْ يشبحليّ هلبآ ..
هزيتْ رآسي وقُلتْ بتشجيعْ : آيهْ !
غمضْ عُيونهْ بقُوة وبعديّن فتحهُم وقَالْ : قآليّ لوحْ العفنّ آللّي فِ آيدكْ وآركب لدارك.
بدُون آستغرآبْ منّ تصرفْ بآبآ - لأنهْ ديمَآ يتصرفْ بطبيعة مع المشَاكلْ وبدُون مَا يضخمهَا ؛ وفِ نفس آلوقتْ آستغربتْ إنهْ يتعاركْ مع ماما - قُلتْ بسُرعة : بآهي نُوضْ غيّر حوايجكْ وآغسلْ وجكْ وإنزلْ نمشُو لحُوش جَديدَا .

سقدتْ *وآرث* قبليّ وقعمّزتْ فِ الصَالُونْ متعْ الرجَالةْ نستنى فِ *سَايا* آللّي حَ ناخدهَا معَايّ ، آنخلعتْ لمَا سمعتْ خبطةْ قُوية للبآبْ ، بعدهَا صُوتْ مَاما وآضحْ - كأنهَا وقفتْ فِ نُص آلحُوشْ - تقُول : آيهْ مَا هُوَ قُلتْ آللَي عندكْ .. خلينيّ نعآنيّ بآهي ؟!
بللتْ شَفآفيّ اللوطياتْ وآحتفظتْ بيهُم داخلْ فميّ ، قعدتْ نسمع بتركيّزْ وقلبيّ يدُق وحسيّتْ إني كُلي نرجفْ داخلياً .
نادت : ناصرر .. ناصرررر
نكلم فيك أني ..
سمعتْ خطواتهْ الثقيلة على الأرضية, وصوتّها يتردد باسمه وكأنهّ صدى .. وقفتْ بسرعة لمَا مرْ منّ قدامي ، قُلتْ وأني نبلعْ فِ ريقي : بآبآ !
بدُون مَا يُوقفْ ويشبحليّ قآل وهُو يأشرْ بآيدهْ فُوق : بعديّن بعديّن .
حسيّتْ للحظةْ أنّ العيلةْ تشتتْ ، وإني واقفة على أرضية هشة .. أو ممكنّ نقول عنهَا أرضية من رمال متحركة، في أي لحظة تغرق بينا وتنزلنا لوطا.
عرفتْ أن بابا حاول ينهيّ الخلاف ، بس مَاما زيّ العادةْ مَا خلاتاشْ .. كآنّ وآضحْ منّ حركتهْ أنهْ متعفلق
طلعتْ بسُرعة، وحاولتْ نلحقهْ ونكلمّه، وقفتْ على باب سيارتهْ، فتح الرُوشن بهدُوء وقال : *بينا* ..
قبل ما يكمّل، قطعتْ عليّه وقُلت : بابا وين بتمشي؟
- بنمشي لعمك بو بكر، في القهوة.
قُلت برجاء : بابا ما تسكرش مُوبايلك.
"إن شاء الله، إن شاء الله" تمتم بيهُم وهو يسكر في الرُوشن .. رجليّا لا تلقائيًا خدونيّ لحُوش جديدَا وآنِي حاسةْ إني عاجزةْ .
ما كنتشّ شاطرة هلبا في التصرف مع المواقف, والأزمات اللّي تصيرلي مع عيلتي .. كنتْ نحسّ بإرتباك لو أي حل درتهْ ممكنّ يجيبْ عواقب غير محتملة!
كنت نقلق هلبا، بدرجة كبيرة .. لدرجة إني نحس بالذنب لشي ما درتاش ..
قعمزتْ على أول كرسي شفتهْ قدامي في الجنان, فكرتْ شوية، وقررتْ إني بنتكلم مع ماما .
رنيّتْ عليها، أول مَا آنفتحْ الخطْ جتنيّ جُملتهَا الآمرة : قُوليّ لِـ*وآرث* يجينيّ تَوآ .
قُلتْ بهُدوء : مَاما هدي رُوحكْ .
بعصبية قَالتْ : توا يَا *صآبريّن* .. مَا نلقاشيّ قداميّ نجيّ نجبدهْ منّ ودانهْ .
قُلتْ بإنفعال : يَا مَاما، يَا مَاما الأمور مَا تنحلشّ هكي .. بعديّن هُوَ مشّ صغير بشّ تعامليهْ هكي .
قَالتْ بحدة : إنتِي مَا تدخليش ، تخشيّ تَوآ زيكْ زيّ الفالحةْ وتقُوليلهْ يجيّ للحُوش ..
كمّلتْ بتهديدْ : أحسن والله والله يَا *صآبريّن* نشهد العيلة كُلهَا عليهْ .
قُلتْ بآستسلآم : بآهي تو نبعتهْ .
قآلتْ بصرآمة : بسُرعة .
حولتْ آلمُوبايلْ منّ على ودنيّ وقعدتْ نشُوفلهْ بهُدوء لمَا سكرتْ الخطْ عليّآ ، حطيّتْ وشَاحيّ على رآسي ، وطلعتْ مِنَ الجنانْ بقصدْ نمشيّ لحُوشنَا .
دفيتْ آلبآبْ بقُوة ، ومشيّتْ لِـوسطْ آلحُوش بخطوآتْ سريعة ، أول مَا خشيتْ لِـإطارهْ شُفتْ عُيونْ مَاما تراقبْ بغيضْ للّي حَ يخشْ ، قُلتْ بهُدوء : السلام عليّكُم .
قَالتْ بحدة : وين خُوك ؟
قربتْ منهَآ وقُلتْ وأني نقعمزْ عَ آلكنبةْ : يَا مَاما غير آسمعينيّ ..
صدتْ بوجهَا ، كمّلتْ وآنِي متجاهلةْ نفُورهَا منّ النقاشْ : يَا ماما مش هكي تعالجي الموضوع .. كآنآ هكي بتديريّ والله لمَا يرجعلهْ منّ جديدْ .
قآلتْ بعصبية : وآلله نخليهْ هكي بدُون عقابْ .. آلمفرُوض يتعاقبْ بشّ يعرفْ إنهَا غلط .
قُلتْ بتأييدْ : إيهْ عآقبيه صحْ ..
كمّلتْ بآعتراضْ : لكنّ مش ضربْ ، رآهُو قريبْ بيطلعُولهْ شناباتْ ، معقُولةْ راجلْ تضربيّ فيّهْ !
تنهدتْ وقُلتْ بهُدوء لمَا هيّا مَا تكلمتشّ : ماما علآش كنتيّ تتعاركيّ مع بآبآ ؟
قرنتْ حوآجبهَا بإستغرابْ وقَالتْ : إنتِي كُنتِي آهني ؟!
هزيتْ رآسي بِـ"آيه" ، قآلتْ بهُدوء , وكأني بسؤاليّ مصيتْ كُلّ الغضبْ آللّي فيهَآ : على هآلموضُوع .. محملنيّ ذنبهْ ، على أساس أني مُهملة ..
فجأة غطتْ وجها بكفُوفها بشّ مَا نشُوفشّ دموعهَا آللّي بينُو ضعفها وكسرتهَا .. ما كانتش هادي أول مرة نشوف ماما تبكي، ولا بابا متعفلق وطالع من الحُوش بهالطريقة، ولآ صوتها العالي، لكنّ لأول مرة حسيت إن بكاها أثر فيّا، وخلى وجي أحمر وكله ينبض مع نبضات قلبي، قعمزتْ مجآورتهَا فِ آلكنبةْ وحضنتهَا ، مَا حاولتشّ نقُول شَي ، خليتهَا تعبرْ هيّا عنّ آللّي فيهَآ بدموعهَا .. لأول مرة حسيت بالقُرب هادا كله من ماما, لأول مرة جبروت ماما وقوتها تتلاشى ببساطة بين إيديا وفي حضني .
فجأة قُلتْ وآنِي نسلكْ فِ حُنجرتيّ منّ البحة آللّي فيهَآ : رنيّ على بابا وقُوليلهْ يجيّ .. وَمَا تقعديشّ متعفلقةْ من *وآرث* .. حَ نخليّ *آدم* يكلمهْ ويفهمهْ .
خدتْ كلينكس ومسحت كُحلها تحت عيونها، وقآلتْ بهزوة وآضحة : مُدخنْ بينصحْ مُدخن !
بجدية رديتْ : *وآرث* مَا يتسمَاش مُدخن  .. المهم إنتي كلمّي بابا.
- ما تدوريشي بوك، تو لما يروح في الليل نتصافو ..
ابتسمت غصبًا عني وقُلت : باهي أني بنمشي غادي .
- تو نلحقك أني .
لفيّت وشاحي ، وطلعتْ .
خشيّتْ منّ بآبْ آلجنَآنّ - متعْ حُوش جدي – وآني مبسُوطةْ ، بس غآبتْ آلتبسيمةْ آللّي على شفآفيّ وتجمدتْ ملآمحِي لمَآ عُيوني شَآفُو *آدَم* وهُو يضحكْ ويهدرزْ بآنسجآم مع بنآتْ عمآتي ومنّ بينهُم *نجَلآء* .. *نجلآء*، *نجلآء*، نحس إنها مخلوقة نخُلقت بش تضايقني، تزعجني، وتكدرني، كنا ما نحبوش بعض، ما نتفقوش، ما نتصاحبُوش .. من لمّا كبرنا .. وكل هالمشاعر نكنُو فيها لبعض بدُون سبب وبدُون تصريح بيهّا .. بس بالشعُور.
وقفتْ لثوآنيّ نشبحلهُم وتوقعتْ آنهُم مَآ يكملُوش هآلثوآني آلآ وهُو منتبهليّ .. بس توقعآتي كآنتْ خطأ .

" *بينَآ* تعآلي " قآلهَآ لمَآ سكرت الباب لحتى ينتبهليّ، تبسمتْ وقربتْ منهْ ، قعمزتْ على آيدْ آلكُرسي آللّي مقعمزْ عليّهْ *آدَمْ*، ومديتْ آيدي لشعرهْ، قُلتْ بضحكةْ مُصطنعةْ وآني نلعبْ بيهْ : متجمعينْ .. بآهي كُويس .

كُل وآحدْ منهُم ردْ بردْ مُختلفْ عنّ آلثَآني , وكمّلُو تهدريزهُم متجآهلين وجُودي , قعدتْ نرآقبْ فيهُم بهُدوء , ومركزةْ مع صُوتْ ضحكآتهْ آلمُتتآليةْ .. سألتْ رُوحي "علآش جوهْ حلُو تَوآ وآلفترةْ آللّي فآتتْ كآنْ ديمَآ منكدْ ! .. هل آلسببْ آني ؟"
قعدْ آلسُؤآلْ يحُوم هلبآ ويدورْ فِ جواب .. تعب وهو يدور, وفِ الأخر مالقاشي.

شبحتْ لِـ*نجلآء* آللّي مش مرتآحةْ لتقعميزتهَآ معآهُم وقُلتْ بنحنحهْ : *نجلآءْ* شنّ جو آلجَآمعةْ ؟
ردتْ ببرُودْ : تمَآم وآلله .

نزلتْ آيديّ منّ على شعرْ *آدم* وتمتمتْ بـِ"كُويس" , وقفتْ وبعدتْ منّ عليهُم وآني حآسَةْ بكركبةْ فِ دآخليّ .

~آدَم~

سحبتْ الدُخانْ بقُوة لصدريّ وخليتهْ لثوانيّ فيّهْ ، بعدينّ آنفثهْ ، لفيّتْ لمَا سمعتْ حد ينآدي بآسمي ، قُلتْ بآستغرآب : نعم *نجلآء* شنّ في ؟
وقفتْ قريبة منيّ وقَالتْ بهُدوء : لآ شَي بنهدرزْ بس .
لوحتْ السيجارةْ وطفيتهَا برجليّ ، بديتْ نسمعلهَا وهيّآ تهدرزْ وتضحكْ عَ آلجآمعةْ وعَلى شنّ فيَهَا وهلبآ حآجآتْ خاصةْ أكثر منّ عامة ، وكُنتْ بدُوريّ نبادلْ فيَهَا نفس الكلام عليّهَا .. وشَوية نصايحْ بآلذاتْ إنهَا نفس تخصصيّ الجامعي .

بعدتْ عليّهَا شَوية لمَا حسيّتْ إنّهَا قريبة مني و هالقُربْ حَ ينفهم غلط منّ الشَخص آللّي سمعتْ صُوتْ خطواتهْ ملتْ الجنان ؛ وظلهْ بديّ يكبرْ ويقربْ منَا ، شبحتلهَآ كيّف تهدرزْ بآنسجامْ وشبحتْ لصاحبةْ الظلْ آللّي كآنتْ *آستبرقْ* أختْ *نجلآء* ، قربتْ منَا بسرعة وهيّآ تقُول بصُوتْ عالي شَوية : *أدِم* *صابرين* قالتلكْ تعالى تعشَى ..
وشبحتْ لأختها وقالت : وإنتي يدورو عليك من إمبكري ..
ردتْ عليها بنبرة حادة وقالت : باهي جاية .
شبحتلها وقُلتْ بهمّس : نهدرزُو فِ وقتّ ثانِي .

بعدتْ منّ عليّهَا لحدْ مَا وصلتْ للعتبةْ ، خشيتْ منهَآ ومشيّتْ بهُدوء لحدْ مَا وصلتْ للصَالُون ، أول مَا شميتْ ريحة المبكبكهّ، قرنتْ حَوآجبيّ وغيرتْ وجهتيّ لوسطْ آلحُوش أو حديّ البابّ اللّي يُفصل .

وقفتْ قدامهْ وناديتْ بصُوتْ عآليّ "صَآبريّنْ" ، انفتحْ بابّ وسط آلحُوش المردُود ، وطُلعتْ منّ وراهْ أميّ ؛ عرفتْ إنهَا حَ تجينيّ بدل اللّي ناديتٍ عليّهَا ، فقُلتْ كأني نحدْ فيَهَا منّ جيتهَا : وينّ *صآبريّن* ؟
قربتْ منهَآ وخليتْ آلبآبْ ورآي لمَا قَالتْ بشوية حدة وهيّا تقربْ مني : خيركْ تصيحْ آلعفُو ؟
قُلتْ بآستغرابْ : أني ؟ .. نآديتْ على *صآبريّن* بس .
دفتنِي منّ كتفيّ بآيدهَا -اليمينْ المضمُومة- لِـجهةْ المطبخْ ، وقَالتْ بأمر : خُشّ ..
قرنتْ حَوآجبيّ بعصبيةْ منّ لقطتهَا ، وتحركتْ بحداهَا وَمَا قُلتشّ ولآ كلمَة لأنّ أمي ونعرفهَا .. لمَا تتعَاملْ معَاكْ بخشُونةْ ، هادا يعنيّ إنهَا متعفلقةْ ، ولمَآ تكُونّ متعفلقةْ مَا يجُوزشّ مُناقشتهَا شنّ مَا كَانّ عُمركْ .

وقفتْ بحدآ آلكُولرْ وقُلتْ بآستفسآرْ : قصديّ خيركْ يَآم ؟
آستفسرتْ زينيّ لكنّ بذرةْ عصبيّة : ....
يُتبع بوجُودكُم
#ألآء‏
#مُغتربة

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن