آلحلقة آلثآنية عشر

5.9K 131 0
                                    

وَصِيّةُ جَدِي
آلحلقة آلثآنية عشر

~صَـآبَرِيّن~
رجف فمهآ ورجعت تبكي منّ جديد وهي تقول : جي يبيّ يخطبنِي مآمآ قآلت توآفقِي مش رآضيّة عليّك .
آنِي آمتزجت علآمآت وجي بعدم آلفهم وآلحيّرة ، قُلت ببحَة : على خآطر هُو تونسِي ؟؟
هزت رآسهآ ومسحتْ دمتعهآ آللّي نزلت تجري لِـنهآيّة وجهآ ، قُلت بغصَة : مرآت كلآمهَآ صح .
شبحتلِي بغيّض وكآنهآ بتطلع شرآرة منّ عيونهآ وقآلت : لآ مش صح .. خيّره آلتُونسي شن فيّه ؟؟ خيّرهم آلغيّر ليبيين شن فيّهم ؟؟ ولآ بس آلليبيين هُمآ آلبيرفيكتْ .
مَ رديتش ، وقفت وعطيّتهآ بضهري وبديّت نحط فيّ آلصوآنِي ، قآلت بِـصُوت عآلي شَوية : ردي .
آنِي مَ قدرتش نرد ، كآن كلآمهآ صح مَ فيشي غلط ، يعنِي تحبه ويحبهآ ويبو بعض وجي منّ آلبآب وين آلمشكلة في آلموضوع ! مَ عرفتش بس حآولت ننصف خآلتِي ، وقُلت : آلليبي تقدري تتفآهمي معآه نفس لهجتك نفس عآدآتك ونفس كُل شي .
ضُحكت بِـهزوة وقآلت : منّ قآلك نبي عآدآت ليبيآ . . !
آنِي : تبيّهآ ولآ مَ تبيهآش مجبورة تتقبليّهآ وتمشي عليّهآ .
سمعت صُوت آلكرسِي يتحرك ، عرفت آنهآ طُلعت, وتأكدت لمّا لفيّت ومَ لقيتهآش، تنهدت بِـقُوة وتعكر جَوي لآني مَ قدرتش نسآعدهآ ، بس موضُوعهآ مُعقد ومَ يتعلقش بيّهآ وبحبيّبهآ بس ، يتعلق بآمآليّهآ وآلنآس .

خديّت دُوش سخُون بعد مَ روح آلْـكُل مَ عدآ آم *آدم* آلكبيّرة ، جففت رُوحي ولبست بيجآمتِي آلبيضآ ، مشطتْ شَعري بسُرعة وجففتهْ وحطيّته على جنب ، لبست شبشبِي (أكرمكم الله) آلآبيض متع آلْـحُوش وطلعت لِـدآر نُوم آلضيّوف بشَ نقعمز مع آمه شَوية بآلرُغم منّ آلتعب آللّي خدي حصته فيّآ .

خشيّت بعدَ مَ قُلت "آلسلآم عليكم" كآنو منسجميّن في آلتهدريّز ، تمنيّت مَ قطعتش عليّهُم .. قعمزت بحدآ *آدم* آللّي مقعمز على آلسرير عند رجليّن آمه آلْـمغطيآت بآلْـبطآنيّة ، قلتْ موجهةْ كلآمي ليهَا : حنينّة أنستينَا اليوم, والله نحسابك مش حترضي تجيّ زيّ ما قال *آدم* ..
شبحتْ لـ*آدم* اللّي كآنّ يشبحلي بحنيّة, وركزتْ بنظري على آمه اللّي قالت : تعزمنَا العروسة ونقول لآ .. !
شبحتلهْ بطرف عيني لما حسيّت إنهّ شد على آيديه اللّي ضامهم لبعض بقوة, سألت روحي في ثانيتين "أثرت فيه كلمة العروسة زيّ ما أثرت فيآ؟"
رديّت بتلقائية : سلمك .. ربي يدوم علينّا وما نفقدوك .
- إن شاء الله ربي يهنيكم يا بنيتيّ ..
فجأة تكلمْ *آدم* موجه كلآمه لِـآميمته : آميمتِي رآهُو *بينآ* زعلآنة مني شن رآيـ...
قطعت عليّه وقُلت وآنِي نشبح لِـوجه آمه آللّي آرتسَم عليّه ضحكة صغيّرة : لآ لآ مش زعلآنة .
*آدم* غمز لِـآميمته وقآل : غيّر نخشُو للدآر تو تشُوفي شن حيصيّر !
آميمته ضُحكت وطقت آيدهآ آليميّن في آختهآ آليسَآر وقآلت : هي نُوضو ربي يهنيكُم كآن بترقدُو .. مش آنت ورآك سفر !
آنِي شبحتله بآستغرآب ، قآل : ههه خيّرك ؟؟ آهآ بنسآفر غُدوآ عندي شُغل .
بلعت ريّقي ووقفت وقُلت : تصبحي على خيّر آميمتِي .. تغطي كويس .
آمه : قدآمك كُل خيّر . طلعت منّ آلدآر ومشيّت لِـدآرنآ ،
فتحت بآبهآ وخشيّت بعدَ مَ سكرته ، خديّت بُطآنيّة منّ فردة آلدُولآب آلكبيّرة ،كانتّ رزينة هلبا, طيحتهَا لُوطآ وسكرت باب الدُولآب, جبدتهَا بقُوة بدون ما نشوفله لمّا خش للدار, قرب مني وقامهَا , حطها عَ السرير بعد ما حول اليرغان , فرشهَا بهدوء, وفرشّ فوقها اليرغان, مشيّت بجمود جهة السرير , تمددت وعطيته بظهري , حسيّت بيه لما تمددْ أو قعمز على السرير, استنيتهْ يكلمّني .. بس انتظاري ما جابشّ نتائج مُغرية, غمضتْ عُيونِي بقهَرة لمَآ مَ كلمنيّش .

~آدَم~
مَ كُنتش مسَآفر, كُنت حَنبعد عَ آلْحُوش وعلى مكآن هيّآ تكُون فيّه زيّ مَ قآلي *حمزة* , لفيّت جهتهَآ وقعدتْ نرآقب فيّهآ مع آنِهَآ عآطيتنِي بضهرهَآ , لمَآ سمعتْ آلآذآن نُضت من عَ آلسرير بعدَ مَ حولتْ آلْبـُطآنيّة , توضيّت وآنِي مقتنع بآللّي نديّر فيّه لآنِي وصلتْ لـْمرحلة آنِي آلْمفرُوض نستغل كل آلْفُرص بش نكُون قريّب منّ ربي وهو يقرب منِي بدُوره , طلعتْ منّ آلْحمَآم ونقصتْ آلْمُكيّف لآنّ آلدآر سخُونة هَلبآ , آستغربتْ آنهَآ مَ سكرتش فيّآقهَآ متع مُوبآيلهَآ , لفيّت لـِجهتهَآ وسكرتهْ , ووقفتْ حآير آنوضهَآ ولآ لآ ! .. كآن شكلهَآ في عز نُومهَآ ومنغمسَة في نُومتهَآ هلبآ , مَا نعرفش علآش قعدتْ وآقف قدامهَا لفترة طويلة, فجأة نزلتْ لمستواهَا , قمت خُصلآتهَآ آلنآزلآت على وجهآ, وترددتْ ما بيّن نخليهَا راقدة ولا نقطع نومتهَا ..
مسحتْ على شعرها, ومشيّت صليّت ركعتيّن .

خديّت مفآتيحي وطلعتْ وسكرت بآب آلدآر ورآي , خطمتْ على دآر آميمتي لقيتهَآ تصلي , تبسمتْ ومشيتْ جهة بآب آلْحُوش وطلعتْ بشّ نمشي للْـجآمع .

حطيّت آلْـمفآتيّح في آلقفل ولودتهُم وآنِي نرعش منّ آلصقع ، دفيّت آلبآب وخشيّت بعدَ مَ سكرتهْ ، قمّت رآسِي لمَآ لقيّتهآ قدآمي ، قآلت بِـهُدوء : آلحمد لله عَ آلسلآمة .
تبسمت ومديّتلهآ كيّسة آلْـخُبزة وقُلت : آلله يسلمك .

خشيّت للْـدآر ، حَولتْ كَبُوطي وشبحتلهَآ لمَآ خشت ، قآلت بعدَ مَ شبحتلي : *آدم* آميمتكْ قآلت تبي تروح بيّهآ قبل مَ تسآفر .
آنِي هزيّت رآسي وقربتّ منهآ وعلقت كَبُوطي في آلعلآق آللّي ورآ آلبَآب وين مَ كآنت وآقفة ، تكلمت بعد مَ خدت نفس : آمتى مسَآفر !
تلوحتْ عَ آلسريّر وقُلت : آميمآ رآقدة !!
هزت رآسهآ بِـمعنى "لآ" ، كمّلت : آلعصر مسآفر .
قربت وقعمزت على حآشيّة آلسريّر وقآلت : وين !
آنِي تبسمت بِـخُبث وقُلت : مش زعلآنة مِني !
وقفت بسُرعة وقآلت بتوتر وهيّآ توخر : آيه صح زعلآنة .
شدت آلمآنيليّة وفتحتْ آلْـبآب وقآلت : بش تجي .. آلفطُور وآتِي .
آنِي قُلت بسُرعة قبل مَ تسكر آلبآب : غير تعآلي .
قآمت حوآجبهآ فُوق وقآلت "تؤ" وسكرت آلبآب .
تنهدت بِـقُوة ورجعت تمددت عَ آلسريّر .

مَ نعرفش علآش مش متشجع لآي شّي منّ نآحيّة آنِي نقُوللهَآ عَ آللّي فيّآ , بس ممُكن كُنت نبيّهآ تفهم هيّآ برُوحهًآ مش آنِي نقُوللهَآ .. يعنيّ كُنت نبي نقعد آني *آدم* آلجآمد وهيّآ تفهم جمودي كيّف وتفهم شنّ تعني آي حركة نديرهَآ , عآرف آنهَآ فآهمة بس مش متجرئة تقُول شّي ولآ آنِي , فكرة آنّ حنتطلقُو وآنّ كُل وآحد حيمشي في حآله كآنتْ مهَونة آلْوضع شَوية ممُكن .

~صَـآبَرِيّن~
وقفتْ نوتيّله في شَنطتَه منّ فوق خآطري وآني شبه آنقرز على رُوحي دآخلياً , مَرة نقٌول "علآش مَ نقٌولش مَ تمشيّش" ومرة نقُول "علآش وآني شن دخلني" في آلْحآلتيّن مَ كُنتش رآضيّة آنهَ يسَآفر , قٌلت بصُوت عآلي بشّ يسمعنِي لآنه مقعمز في وسط آلْحُوش : *آدم* نحُطلكْ تيشرتكْ آلصُوف آلرصآصي !
جآنِي صُوته طبيّعي جداً بحكُم علوه آلربآني , يقُول : آمآ هو ؟
تنفستْ بـِقُوة , خديتهَآ بيّن آيديآ وطلعتلهْ , وقفتْ قدآمه وقُلت بـكسَل وآنِي نفتح فيّهَآ : آهيّآ .
قآل بـحيّرة : نرفعهَ !
آنِي : برآحتكْ .
شبحَلي بـهُدوء وقآل : حُطيّهَ .
تحركتْ جِهة آلدآر وآنِي حآسَة آنِي معبيّة خُمول , حطيّتهَآ في آلشنطة آللّي مطرُوحة عَ آلسريّر وقعمزت بحدآهَآ بهُدوء عكس آللّي فيّآ , كُنت منّ آلدآخل معبيّة دَوشة وصيّآح , نآديت على *آدم* .. مَ طولش هَلبآ وجآنِي , قمّت عيونِي بش نشُوف لـوجهْ , قُلت : مَ نبيّش نمشي لـحُوشنآ .
شبحلي بآستغرآب وقآل : علآآآش ؟
قُلت بِـحدة : تعرف آني معآش نحب نمشي منّ بعد آلعزي .
حركْ آيده على شَعره وقآل : بآهي كيّف !! مستحيّل تُقعدي برُوحك هنِي .
هزيّت كتفِي وقُلت : عآدي يقعد معآيّ *وآرث* .
قآم حوآجبه بِـمعنى "لآ" ، قُلت بِـآنفعآل : بآهي آنِي مَ نبيّش نمشِي لِـحوشنآ .
حك لحيّته وقآل : نحُطك عند آميمتي !
آنِي سكتتْ شَوية وبعديّن قُلت بِـرضى : آوكي عآدي .

~آدَم~
بآلرُغم منّ آن طريّق آلشَط طويّلة آلآ آنِي مَ كُنتش حآس بيّهآ منّ سُرعتِي آللّي حركت بيّهآ آلسيّآرة كآنِي حنسَرع آليآمآت آللّي بِـدُون *بينآ* ويكملُو بسُرعة .

درستّ آلسيّآرة على حآشيّة آلطريّق ، وقمّت مُوبآيلي ، بآلصُدفة رن وآنِي شآده ، شغلت آلسيّآرة بسُرعة وتحركتْ بيّهآ بآلشَوية ، رصيّت آلخضرآ وقُلت بِـصوت فُرحآن : آلوو ..
- آهليّن *آدم* شن آلجو !
آنِي : آهليّن *بينَآ* .. كويس وجوك !
بينآ : تمآم .. وصلت للْـمطآر !
آنِي : لآ قآعد في آلطريّق .
بينآ : آوكي لمآ تركب للْـطيّآرة رن عليّآ .
آنِي : آوكي ، آن شآء آلله .. ردِي بآلكْ على رُوحك .
بينآ : آن شآء آلله حتى آنتَ .
آنِي : آن شآء آلله .
بينآ : بآي .
آنِي : بآي .

مَ كُنتش مضطَر نقُوللهآ "ردي بآلك على رُوحك" لآني عآرف آن آميمتِي حتحُطهآ في عُيونهآ لآنهَآ مرتِي ، بس قُلتهآ شكلياً بشّ نبيّنلهآ آن لو صآرلهَآ شَي حيزعلنِي .. هآلجُملة تبيّن آن آلشخص آللّي قآلهآلكْ مُهتم ومُعتبرك شَي مُهم .

رنيّت على *حمزة* صآحب فكرة آلْـبُعد آللّي ذكيّة وغبيّة في نفس آلوقت ، وآتفقنآ آنّ نتقآبلو في حُوشهم .

يُتبَع بِوجُودكُم

#الاء..

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن