آلْـحلقةْ آلتَاسعـة

3.6K 91 1
                                    

وَصِيّةُ جَدِي

آلْـحلقةْ آلتَاسعـة (9)

~صَآبريّن~

ما قدرتشّ نُصبر ليّن الإجابة توصلني، قررتّ أني ندورها، واتصلتّ بماما .
بدتّ مكالمتهَا بتعبيرهَا عن كميّة الإحباط، والعَار اللّي حسَاتهّ بسببي، وعبرتّ عن إنهَا لأول مرة تحس إنهَا مش فخُورة بيّا، وإني حشمتهَا.
ما كانشّ هالكلام أول مرة نسمعهّ، لأن ماما مسمعتهُولي من قبل .. لكنّ كانتّ أول مرة نسمعهّ وأني "مدام"، وإحسَاس إني مدام ومشّ بنت، خلآني ننتشي –نوعًا ما- ونحس بإحسَاس حُر، وإني متحررة منّ قُيود ماما، بحيثّ إنهَا مش قادرة تسيطر عليّا، وهالشَي ساعدني في إني منتأترشّ بكلآمهَا –كالعادة- .
مصيّت كل غضبهَا بإستحمّالي لكلماتهَا الحادة واللاذعة، وعدم مناقشتهَا .. و ضمنّت لنفسي سرد مُشوق لأحداث الليلة اللّي فاتت .. اللّي كانت –جزئيًا- مُبشرة بالخيّر .
- ولتّ لحُوشهم جيابة الهم .. ومكلمّة أمها الهانم، ومقايلة إنّ الأفندي متاعهَا بيخش معاهَا للحُوش .. يبيّ يكلم خالتك.
بصُوت مبحُوح قُلت : آيه باه!
- خالتكّ قالت اللّي تبيهّ تديره، غير تولي للحُوش، وما تفضحنيّش مع الناس وبوهَا ..
سكتتّ شَوية وكمّلت : تعرفيّه إنتي عمك محمُود .. والله كانّ صارت وهُو في تُونس، ما ظنيتهَاش تقعد حيّة .. وهي ما شاء الله ما صدقتّ بنية أختي .
تنهدتّ بقُوة وقالت : والله حتى أختي ما عرفتّ تتصرف، مخليتهَا على حل شعرهَا تطلع وتخُش زي ما تبي .. وبعديّن تقُول البنت والبنت !
استنيتهَا للحظات تكمّل، وبالفعل كمّلت : وصلهَا السي ..
قُلت بهدوء : *بهَاء* ..
بعدم إهتمّام قالت : المهم وصلهَا، وخشّ معاهَا .. قعد يقُول في الكلام من أني نبيهَا وهالكلام اللّي ما ينفع في شَي .. كانهّ يبيهّ يخليهَا تُهرب معاهّ ؟
قُلت بإستنكار : ماما! .. *وئآم* مش هَاربة معاهّ .. أني كلمتنـ...
بعيّد عنّ نبرتهَا المستهترة الليّ تكلمّت بيهَا من بداية القصة، قطعتّ عليّا، وبهُدوء مُشبع بالإستفسَار، قالت : يعنيّ إنتي تعرفي من قبل ؟ ...
بعصبيّة كمّلت : والله ما نستبعد حتى إنكّ مخططة معاهَا .. وراسميّن كُل شَي مع بعض.
شهقتّ بقُوة وقُلت : والله ما صَارت .. ورحمّة جديدا ما صارتّ.
هدتّ شَوية، وقالت : والله الرعشَة لتَوا حاستهَا في جسمي يا *صآبريّن* .. وحاسَة إني مدقدقة، عليّك رعشَة كليناهَا أني وخالآتك .. الله لا ترُوعكّ.
بفضُول قُلت : خالآتي كُلهم يندرُو ؟ .. قُلتُولهم !
- من الخُوف .. كُلهم كلمّتهم خالتك، والله ما توقعتهَا إلا تنجلط في جرتهَا ..
طيّف الشعُور بالذنب طاف حواليّا، وكأنهّ يبي يتلبسني، أو يرافقني، أو مُجرد إنهّ يحسسني بالقلق من فكرة إن "الذنب ذنبي" .. ديمّا نحس إنّ خويلة *ندى* صاحبة القلب الرهيّف، وماما صاحبة القلب الفُولآذي، نُوع منّ أنواع المُفارقات في الحياة، بالرُغم من إنهُم خواتّ لكنّ كانّ الإختلاف داخليًا كبيّر .. كنتّ ديمّا في صُغري نتخيّل في إن خويلة هي أمي، كنتّ إنحبهَا -وقاعدة إنحبهَا- بدرجة كبيّرة .. بدرجة تغطيّ على حُب ماما في قلبي ..
تنهدتّ للمرة الثانية وقالت : والله أني قُلت لخالتكّ يزوجُوهَا لأول واحد مناسب.. لكنّ خالتك قالت بعد هالعمّلة تتوقع منهَا أي حاجة، تخاف تحشمّها ..
- قُلتلهَا هي تخاف من بوهَا ومش حتقدر تحشمّه .. كانَا الموضوع جيّ من بُوها والله ما تقدر تقُوله لا، ولمّا تحُط عقلهَا في راسهَا.

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن