آلـحلقة آلخآمسة عشر (آلأخيرة)

6.2K 203 17
                                    

وَصِيّةُ جَدِي
آلـحلقة آلخآمسة عشر (آلأخيرة)

~آدَم~
بدُون مَ نستنى ردهَآ حضنتهَآ بـقٌوة , بعديّن بعدتهَآ منّ عليّآ وبست رآسهَآ .. شبحتلهَآ شَويّة وقٌلت بتردد : آنتِي طآلق .
بِـدُون مَ نشبح لِـشكلهآ آو ملآمحهآ كيّف ولو آنسحبتْ للْـسيّآرة بِـهُدوء .

~صَـآبَرِيّن~
"آنتِي طآلق" مع آنهآ كلمتيّن صغآر بس حسيّتهُم آجتآحُوني وبِـقُوة ، حسيّت كآنَ زلزآل ضربنِي ، وقفت جآمدة في مكآنِي وكآني خديّت منّ برودة آلجو وخليّتهآ تبردنِي مَ طلعتش ولآ آي ردة فعل في وجي .. مشَآعري كآنت متدآخلة فآحتفظتْ بيّهآ دآخلي .
رآقبتهْ كيّف تحركْ بآلسيّآرة ، لمَآ شآفت عيّنِي آنه بعد منّ عليّهآ كآنهآ آمرت قلبي آنهْ يتحرك فجأة ويتوجع وهيّآ تبآشر شُغلهآ و تدمع ، نزُلو دُموعي لآ آرآدياً حسيّت رُوحي مُحطمة زيآدة وحزيّنة وبآئسَة . . لهآلدرجة قلبي مَغرُور ! بعدتْ منّ على حُوشنآ ومشيّت لـآحب مكَآن ليّآ في هَآلْحَوآزة آللّي هيّآ آلقعدة آلْبُرآنيّة آللّي آغلب آلْوقت جديدآ آلله يرحمهْ يكُون فيّهَآ .. كآبتي خلتنِي نمشِي , فتحتْ آلْبآب وخشيّت .. قعمزتْ لُوطآ وآني نحسْ في مشَآعري تخش في بعضهَآ بزيّآدة , بكيّت بآنكسَآر وآنِي نحس آنّ حيّآتِي مَ ليهَآش معنى بعدهْ , تدكرتْ ضحكآتهْ آلسَريعة وشبحَآتهْ آلحنيّنَة وغمزآتهْ آللّي يغمز فيّهم بآلْخنبة , تدكرت آلسَبعة شهُور آللّي عشتْ فيّهَآ معآه .. حطيّت آيديّآ على وجِي وزدتْ في آلْبكي , بكيّت بحسَرة على آلآيآم آللّي مرو , وبكيّت بندَم لآنِي جبآنة ومَ قدرتش نقُوله شَي , كُنت ضعيّفة وغبيّة .. كُنت ضعيّفة هَلبآ لدرجِة آنِي مَ قدرتش نحآفظ على رآجل حبيّته ونعرف آنهْ تحملنِي وتحمل حركآتِي آلطفوليّة , وحمآنِي منّ كُل شي , وحآفظ عليّآ وسآمحنِي .. مَ كآنش عندي قلب قوي بشّ نقدر نملكه بيّه .. يَ ربي سآعدنِي , شنّ دنبي لو حبيّتهْ , علآش يَ ربي خليّتنِي نحب آنسَآن زيّه .. آنسَآن حنيّن ليّن قآسي , يحب بس يعبيّك جفآ .

مسحتْ دُموعي وشهقتْ بـقُوة , غمضتْ عُيونِي وبديّت نفكر بعقلآنية .. قنعتْ رُوحي آنّ آلشَي هَآدآ كآنّ لآزم يصيّر , لآنهْ هُو مَ يبيّش يرتبط بـآي علآقة في حيّآتهْ , قنعتْ رُوحِي آنّ هُو حتى لو حبنِي مش حيخليّني عندهْ , مَ نعرفش كيّف صآر كُل شَي , مَ كُنتش مقتنعة بآلْحُب وبهَآلْكلآم .. وآلمُشكلة آنِي حبيّتهْ وفي مُدة قصيّرة .. هل هُو ينحب ! ولآ آني آللّي كُنت متسرعة بمشَآعري !
نعرف آنّ آلْحُب يجِي بآلْعشِرة بس آغلب آلْوقت *آدم* كآن مش ولآ بُد معَآي , بس مش عآرفة مش عَآرفة شَي بطلتْ نجمع بطلتْ فآهمة شَي .. مَ عرفتش *آدم* شن دآر فيّآ وخلآنِي نصآرع برُوحي آللّي دآره .
خديّت نفس كبيّر وفكيّت وشَآحي وقعدتْ مقعمزة نفكر كيّف حنأقلم رُوحي على حيآة جديّدة بدُونه .

~آدَم~
شَي يحرق فيّآ , سيّبتهَآ وآقفة ومَ قدرتش نآخدهَآ .. كُنت نبيّهَآ , بس خآيف آنهَآ مَ تبينيّش , كآنتْ شَي حِلو في حيّآتِي , وكُل شَي حِلو لآزم يختفي كآنه فص ملح وآنحط في آميّة , كُل شَي حِلو لآزم نفقدُوه ومَ نحتفظوش بيّه , كُل شَي حِلو لو قدَرنَآ نخُلوه يقعدْ لآزم نخَلوه .
لفيّت بآلسيّآرة وغيّرت طريّقِي , زدتْ آلّسُرعة بشّ نُوصل في آقرب وقت , فجأة آلآصرآر نزل فيّآ , حنقُوللهَآ بشّ تعرف وبشّ مَ نندمش آنِي لآنِي ضيّعت فُرصة في حيّآتِي , فجأة فرحة نزلت في قلبي وحسيّته ينعنش .. كآنتْ سُرعتِي قريّب آلْـ200 .. تبسمتْ تبسيّمة كبيّرة لمَآ وقفت قدآم بآب آلْحَوآزة , كآنتْ ينفتح بآلبطيء زيّ آلْعآدة ليّن قهَرنِي , خشيّت بسُرعة ودرستْ آلسيّآرة قدآم حُوش عمي , لمَآ شبحت آلْحُوش تدكرت عمي *نآصر* , سألت رُوحي "قآلتلهْ ولآ لآ !" حكيّت شعري بـقُوة وقُلت بـِصُوت قوي : وآآآآآك .
نزلتْ بـهُدوء وكُل آفكآري متلخبطة , بنخش شنّ بنقُول لـعمي لو قآلتلهْ ولو كآن موجُود آصلآ , كشرتْ لمَآ لقيّت شنطتهَآ قآعدة آلْبرآ , مَ نعرفش علآش حسيّت فجأة آنهَآ مَ خشتش , مشيّت جهة حُوش جدي آلله يرحمه وخشيّت , لمَآ شُفت لـعتبتَه مَ شفتش حآجة تدل على آنهَآ مَوجُودة , قعدت نلف وندُور مَ خطُرش على بآلي آنهَآ تكُون في آقرب مكآن لِـحُوش جدي , مشيّت لـنهَآيتهَآ ومَ لقيتهَآش , تنهدتْ بتعب وقُلت : آخ يَ ربي وينهَآ هَآدي !
فركتْ وجي بـقُوة وحسيّت بآلذنب لآنِي حطيّتهَآ ومشيّت بسُرعة كآنِي متسبل , نآديت بِـصُوت عآلي "بينآ .." آحتمآل لو كآنتْ قريبة ممُكن ترد عليّآ , نآديّت منّ جديد مَ فيّش آي صُوت غيّر آلريّح آللّي تحرك في ورق آلشجَر , نآديتْ مرة وتنين وثلآثة , حسيّت آنّ حيلي آنهَد , تحركتْ بـقصد نمشي لـحُوش جدي , لمَآ شُفت بآب آلقَعدة مَفتُوح , غيّرت آتجآهي ومشيّت نجري للْقعدَة .

آنخلعتْ بـقُوة لمَآ لقيّتهَآ مقعمزة ومتكيّة رآسهَآ عَ آلْكنبة آللّي ورآهَآ , قُلت برعشَة وبشّ نتأكد آنهَآ كويسَة ولآ لآ – لآن تقعميزتهَآ مبينة آن فيّهَآ شَي - : *بينآ* !

~صَـآبَرِيّن~
ضحكتْ بـهُدوء وآنِي متكيّة رآسي عَ آلْكنبة , قمّت آيديآ وفركت وجي وقُلت في خآطري " عآد مش لهآلدرجة تهَلوسي بيّه" لمَآ جآني صُوت منآدآتهْ منّ جديد قمّت رآسي بسُرعة وقُلت بشَهقة : *آدم* !
قرب مني وقعمز قدآمي , تفحصتْ عُيونه وخشمه وشفآفه ووجهْ كآمل وشعره , كآني نحآول نحتفظ بملامحْ وجه في طيّآت ذآكرتي وفي بدآيتهَآ , مَ بيتش يفوتني آي تفصيّل في وجه , نبي نحفظ آلتجآعيّد آلبسيّطة آللّي طآلعة تَوآ منّ عُيونه وهُو يتبسم , نبي نحفظ شعرآتهْ آلخفيفة آللّي في دقنه , نبي نُحفظه هُو .. نبي نُحفظ *آدم* .

قآل بعدَ مَ تنهد : *بينآ* !
آنِي تبسمتْ غصباً عَني لمَآ شد آيديّآ , قَآل بـهُدوء : آني ..
سكتْ وضغط على آيديّآ زيّآدة , هزيّت رآسي بـقُوة , وقُلت بخُبث : آنتَ شني !
ضحك ضحكة صغيّرة وقآل : آنِي مَ نقدرش نكمّل حيّآتِي منّ غيركْ .
مَ عُمري جربت دُموع آلْفرحة آلآ تَوآ لمَآ قآل هَآلْجُملة , نزلُو دُموعي وقعدتْ آلْجملة تتردد هَلبآ في دَمآغي , مسح دُموعي بآيديهْ وقآل بترددْ وهُو شَآد وجي : تبيني !
آنِي هزيّت رآسِي بمعنى "آيه" وآستغربتْ منّ رُوحي آنِي مَ كُنتش متحشمة ، قآل بآصرآر : نبي نسمعهآ .
آني ضغطتْ على آيده على قد مَ نقدر بعد مَ نزلتهُم ، وقُلت بِـصُوت ضعيّف : حيآتِي نآقصة لو مَ كُنتش فيّهآ يَ *آدم* .
آدم : ههههَ يَ حليّلي آنِي منكْ .. آنحبكْ ومَ نعرفش كيّف ، بس آنحبكْ يَ *بينآ* .
تبسمت برضى وقُلت بحنيّة : حتى آنِي .

كَآن لِـ*آدم* طريّقتهْ في حُبه وآللّي تتمتل في آلْـجمُود وكآن ليّآ طريِقتِي في حُبي وآللّي تتمتل في آلْـحنيّة .
هآدآ يُوم وهدآكآ يُوم ، مر ثلآثة شهُور مَ سمعتش منهْ "آنحبك" مرة ثآنيّة بس تصرفآتهْ كآنت تحكي فيّهآ .. كُنت ديمآ نتدكر في جُملة مآمآ آللّي قآلتهآلي في آلعرس "مع آلآيآم حتعرفي آن آللّي دآره جدك صح" .. كُنت ممُتنة لِـجديدآ آلله يرحمه لآنه دخل آلسعآدة لِـحيآتِي .

قمّت مُوبآيلي لمَآ رن ، تنحنحت ورديّت ، آني : آلو .
آدم : آه *بينآ* .. غُدوآ رآهُو مروح .
آنِي (بضحكة) : آنِي بخيّر .. وآنتَ !
آدم : عآرف آنك بخيّر لآنك عند آميمتِي .
آني : ههه وآلله يعني مَ تبيّش تسآل !
آدم : لآ طبعاً .
آنِي : آني خآطري نعرف علآش آلْـمغرب بآلذآت !
آدم : قُلتلك من قبل شُغلي فيّهآ .
آني (بعدم آقتنآع) : آهآ .
آدم : خلآص *بينآ* بلآ جو شك ودرآمآ زآيدة .
آنِي : وكآن تطلع هني وتقُول آنك مسآفر !
آدم : هههههههههههه لآ لآ مَ تخآفيّش .
آنِي (برضى) : بآهي .
آدم : قُولي آمين .
ضحكتْ لآني عآرفة شنّ حيقُول ، قآل : آضحكي وقُولي آميّن.
آنِي : آميّن .
آدم : آلله لآ يغيرنَآ .

جمعت تفآصيّل حيآتِي مع *آدم* كُلهم آلكويس فيّهُم وآللّي مش كويّس ، وخديّت آللّي فرحني ولوحتْ آللّي نكد عليّآ .. آلشَي هآدآ خلى حيآتِي تكُون شبه مثآليّة .

~آدَم~

تحس بلآليّن سعآدة تطآير لمَآ تعيّش مع حد تحبهْ ، حيآتِي آنقلبت 180 درجة منّ يوم مَ خشتلهآ ، تَوآ نحس برآحة كبيّرة لآنهآ فيّهآ وآنِي ممُتن لِـربي آنهْ كتبهآ منّ نصيبي وممُتن لِـجدي آنهْ خلآهآ تخُش لِـحيآتِي .

مَ يخلآش آلآمر منّ مشَآكل صغيّرة وروتيّنيّة بس آلْـمهم آن آلسعآدة وآلفرحة وآلحب وآلمودة هُمآ آللّي طآفييّن على سطح حيآتنآ .

لوحت آلدُخآن في آلطُفآية آللّي على طآولة وسط آلْـحُوش ولوحتْ خُوه في فمي وولعتهْ ، جآني صُوتهآ : آطفي آلدُخآن حرآم عليّك .
آنِي جبدت جبدة قُوية وقُلت وآنِي ننفخ في آللّي جبدته : لمآ نكمله .
لمَآ قربت مني عرفت آنهآ حتجبده مني ، لوحته في آلطُفآية ، قَآلت بِـفخر وهيّآ تقعمز بحدآي : آيوآ .
شبحتلهَآ منّ طرف عيّنِي قآلت بِتكدر : آمتى بتطلعنِي يَ *آدم* آلعرس قريّب يبدآ رآه .
آنِي لفيّت آيدي على كتفهآ وقربتهآ مني وقُلت : ليّآ يوم وآصل بس .. مَ زآل بكري عَ آلنكد .
غرقت رُوحهآ آكثر في صدري وقآلت : كُلهم يشرو آلآ آنِي قآعدة هكي .. وآلمشكلة آنه عرس خوي .
آني مسحت على شعرهآ وقُلت : بآهي مَ تتعفلقيّش .
بينآ : بآهي آمتى بتطلعنيّ !
آني : هههه آوكي غُدوآ نطلعُو آهدي .
بينآ : آنحبك .
آني : ربي مَ يحرمني منكْ .

ومَ يخلآش آلآمر منّ آلنكد وآلتنقريّز .

______ 
كلمة الكاتبة :
صراحةً، لم أكنّ أتوقع هذا القُبول الرائع على القصة، ولا هذا الإعجاب الشديد بها، والتعلق بكلماتي وإنتظار الحلقات إلى هذا الحد.
بالنسبة إلى أحداث القصة، فهي قصة خيالية ذاتَ طابعٍ واقعي، لا تخلو من أفكارٍ اقتبستهَا من أشخاصٍ أعرفهم. سَ يكون هناك جزءٌ ثانٍ لها، لأَنِّي أحسست بأنها تحتاجُ إلى تكملة، وتتبع لحياة *آدم* و *صابرين* الزوجيّة، وإصلاح ما انكسرَ فيها، وتسليط الضُوء على بعض الأفكار الغير صحيحة في المجتمع، ومحاولة توضيح هذه الأفكار ومعالجتها إن أمكن.
ومع نهايتها، لا يسعُ حروفي إلا أن تمتزجَ لتكّون كلماتِ شكرٍ مملوءةٌ حبًّا وإمتنان لصفحة روايات على جدار الذاكرة وكلِ مديراتها. أشكركم أنتم جميعًا على تعزيز ثقتي بذاتي وبقلمي المتواضع، أشكركم على تعليقاتكُم المحفزة، أشكركم ثم أشكركم ثم أشكركم على كل حرفٍ كتبتهُ أيديكُم، على مروركم الطيب، وإعجابكم الجميل، وتعليقكاتكم الرائعة.
شكر خاصٌ للحبيبة خديجة المهلهل على منحها لي الثقة والدعم، شكرًا لها على العزم الذي منحتهُ لي بدُونّ علمٍ منها.

دُمتم بخير
#ألآء

يُتبَع بِوجُودكُم⬅⬅ الجزء الثاني

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن