آلحلقة آلخآمسة

7.1K 135 0
                                    

وَصِيّةُ جَدِي
آلحلقة آلخآمسة

~آدَم~
شبحتّ لِـ*صآبريّن* وقُلت وآنِي نُفرك فِي جبهتي ونبتسِم بتصنُع : قآلِي آنّ جدي تعب شَويّة وهُمآ .. هُمآ في آلْمُستشفى .
قآلت بِـسُرعة قيآسيّة حآدة : شِنووْ ! شن فيه !
آنِي بآلّْـصُدفة قدرت نتحَكم في آوتآر صُوتي آلمتزعزة وقُلت : تعب شَويّة .. نمشو !
قآلتْ بِـصُوت عآلي : مَ تكدبش عليّآ .
آنِي شبحَتلهآ بِـغيض وقُلت : تكلمِي كُويس .
تجمعُو دُموعَهآ وقآلت بِـصُوت متكدر ومَخنُوق : *آدم* قُولي شنّ فيه رآهو وآضح على وجك آن جِديدآ فيه حآجة كبيّرة مش شَي بسيّط ..
في لحظة تغيّرت نبرتها وقالت بترجي : قُولي شن فيه جديدآ !
آنِي كُسرت خَآطري بِـنبرتهآ آلْـمتكدرة ، قُلت بِـلُطف : بآهي تعآلي نِمشُو ونحكيّلك .
هزت رآسَهآ وتبعتني للـْسيّآرة .

~صَـآبَرِيّن~
حطيّت شَنطتِي على آلآنترِيّه ، شُفتله كيّف تلَوح عَ آلكَنبة ، مَ عدلتش خشيّت للِـْدآر حَولت حَوآيجِي وخديّت دُوش ، طلعت منّ آلْـحمآم (وأنتم بكرآمة) وتَوقعت نَلقآه قِدآمي ، بس توقُعآتي خآبت .

مشيتْ لِـوين مَ كآن ، لقيّته بِـنفس آلّوضعية ، رآقِد بِـنفس حَوآيجه ، مع آني مَ نبيّش نكلمه بس مَ حبيتش نخليّه هكي رآقِد زي آلّميت ، قربت مِنه وكم منّ مرة قُلت "يَ آدم ، يَ آدم" مَ فيّش تجآوب ، قعمزت على ركآبي ومديّت آيدي لِـسُوريته وفتحت بطُمهآ بشّ مَ يضآيقآش وهُو رآقد ، فتحت سبته وحولت كُندرته (أكرمكم الله) ، قعدت نِشبح لِـوجَه ، كُل لمحَة شَرآسَة فيّه مختفيّة مَ كآنتش مَوجودة ، تبسمتْ ومشيّت بشّ نَوتي رُوحي لآن مَ بيّن مَ وتيّت وهُو شبع نُوم نكُون تمآم .

وصلْت لِـقريب آلسَآعة <٦:٠٠> و*آدم* قآعد مَ نآضش ، كُنت وآتيّة ومكَملة لِبسِي وقعدتْ على لبسة آلوشَآح بس ، مشيّتله وآزعجتَه آزعآج بشّ نآض .

خديّت وشآحِي وقعمزت عَ آلْـكُرسي قدآم آلْـمرآيآ بشّ نسآويه ، سمعت آلْـبآب آنفتَح مَ بيتش نشُوفله ، قرب مِني وقآل : شُكراً .
في آلْـبدآية آستغربت ، بس بعديّن تدكرت على شِني ، شبحتَله وتفحصتَه وآني مترددة شن نطلع آي جملة منّ آللّي يفكر فيّهُم عقلي "آلعفو ولو بس يَ ريت ديمآ تخليّك هكي" ولآ "آلعفُو" .. قُلت بِـهُدوء بعد مَ آخترت آلْـجُملة آللّي تنآسب وضعي معآه : آلعفوْ .

طَلعنآ منّ آلْـحُوش وآنِي مبسُوطة لآني بِـنشُوف جديدآ آللّي مستآحشته هَلبآ ، كُل مَ نقُول قربنآ منّ آلْـحوآزة آلْـمسآفة تبعد هَلبآ ، في آلآخيّر وصلنآ ، درس *آدم* آلسيآرة ونزلت آنِي بدُون مَ نستنآه ، وقفت وكُلي آستغرآب قدآم آلبآب آلْـدُخلآني آللّي كآن مسكر ، شُفت لِـ*آدم* آللّي خش وقعد يدَور في آلْـمفتآح آلآحتيآطي .
لمَآ مَ لقآشي مشيّنآ لِـحُوشنآ ، آلْـشخص يحس لو آنّ في شيَ صآير بآلذآت لو نظآم تغييّر ، يعني جديدآ مَ يطلعش آلسبت ، كآن في شَي مِش طبيّعي بس كُنت نطمن في رُوحي آن كُل شي بخيّر ومجرد تغيرآت ، بس لمَآ لآحظت تعآبيّر وجه *آدم* تتغيّر للآسوء لمَآ يكلم في *آيمن* عرفتْ آنّ آلْـخيّر آللّي كُنت متأملآته مشي .

مَ توقعتَش آنِي آول مَ نُوصل ، حَنُوصل على شي يفجَعني ، مَ كُنتش قآدرة نِسَتوعب كلآم *آدم* آللّي قآل آن جديدآ تعب شَوية ، مَ صدقتش لآن جديدآ منّ نُوع آلشيَآبين آللّي بِـصحتهُم ، مَ نتدكرش في مَرة مُرض وآضطَر يمشي للِـمُستشفَى ، رَكبتْ للـْسيآرة وآنِي حَآسة آنّ آلّدم آللّي فيّآ كُله جف ، شَغل آلسيّآرة وتحرك بِـسُرعة ، آنِي لفيّت ليّه وقُلت وآنِي نحس كآنآ في كُورة مسَكرة حَلقي من آلخنقة : *آدم* تكلم قُول شن في !
شَآفلي وحط آيّده عَ آلْمآرشَة وقآل : شنّ نقُولك !
مَ قدرتش نتحَكِم بِـدُموعي آللّي كآنو يسَتنو في آي فعل يأثر فيّآ بش ينزلُو ، قُلت بِـتصييّح وآني نلفله بِـجسمي كآمل : شنّ شنَ تقُووولي ! جديدآ خيّرره ؟ شن فيييه !
شَبحلِي شَويّة بعديّن حَسيّت بآلْـسيّآرة وقفت ، خديت آلْـكلينكس آللّي مدهُولي ، مسَحت عُيونِي ، وبلعت آلعبرَة آللّي توسطتْ حلقي ، وقُلت بِـعد مَ شبحتله : جديدآ شن فيّه !
آدم : عِنده ورم .
شَهقت بِـقُوة ودُموعي نزلو منّ جديّد ، كمّل : حآلتَه مش خَطيّرة حَيتعآلج .
وآسيّت رُوحي عَ آلْكُرسي وغميّت وجهي بكفوفي,  وقعدت نبكي ، كُلي آفكآر متشائمة ، سألت رُوحي "حيتعآلج ! عنده ورم وحيتعآلج ! " مَ قدرتش نركب كلمة •ورم• مع •علآج• ، كُنت نسمع بِـهلبآ نآس عندهُم ورم وآخرتهُم في آلجبآنة ، زدت منّ عيّآطي وشَهقآتي زآدُو آكثر ، سَمعت *آدم* يقُولي بِـعصبيّة : خلآص سآد عيّآط .
قِمت رآسي وشبحت لِـوجه آللّي كآن مدغدش ، قُلت وآنِي نغلب في عبرتَي : بنعيّط .. بنعيّط لآن جديدآ ميّت ، لآنَه حيمُوت .. اكدب على رُوحك وقُول آنه حيَتعآلج بس هُو حيتبهدل ويمُوت سمعت ! حَيتعدب .
مسَحت دُموعي بشّ نشُوف لـِملآمحه آلْـمضببة ، وهو شَبحلِي لمَآ لقآنِي مَركزة فيّه ، قآل : آدعيَله يَ *بينآ* مرآت ربي يقبل مِنك .
هزيّت رآسي وبلعت آلْـعبرة آللّي فيّآ ، لفيّت لِـآلرُوشن بعدَ مَ سمعته يكلم في *آيمن* بشّ يآخد آلنعتَه .

نَزلتْ منّ آلسِيّآرة لمَآ وصلنآ بعد تردد كبيّر ، تبعت *آدم* بِـهُدوء ، ركبنآ ويّن مَ قآلونآ مكَآن آلّدآر ، مَ نعرفش كيّف آمتدِت آيّدي لِـآيده ، لمَآ وقف سيّبتهآ وقُلت : مَ نبيش نُشوفه .
حسيّت *آدم* كآنه ربطُوه مَ عرفش شن يديّر ، فجأة تكلِم بعد مَ سكت لِـفترة وقآل : آستنيّني هني كنهآدآ .
آني هزيّت رآسي بِـ"لآ" ، تبسِم وعآرفة آنّ تبسيّمته طُلعت غصب ، وقآل : حَتلقيّه كُويس .. آنتِي عآرفة جدِي .
فجأة حَسيّت رُوحي كآنآ •بيبي• مَ يبيّش حآجة و*آدم* يسآيّر فيّه بشَ يآخدهآ ، في هآللحظة حسيّت آنِي فُتنت بِـ*آدم* ، تشجعت لمَآ قآل آخر جُملة وقَدمنآ منّ آلدآر .

فتحَ *آدم* بعدَ مَ طقطق عَ آلْـبآب ، خش هُو وآنِي قعدت وآقفة آلْـبرآ ونشُوف للّـي رآقد عَ آلسريّر مَ نتبهتش حتى للّي حآيطيّن بيّه ، غطى عليّآ آلمنظر قُرب بآبآ ليَّآ ، شَد آيدي ووخرني وسَكر آلْـبآب .
وقآل بِـآنفعآل : كيف قآلك هَآلحمآر ! مَ يفهمش عآرفه ..
بآس رآسي وكمّل : آلحمد لله عَ آلسلآمة يَ بنتي .
حضنتَه بِـقُوة وقُلت : بآبآ جديدآ شن حيصير فيه !
حسيّت بيّه كيّف ضغط عليّآ آكثر ، قآل بعد مَ تنهد : *بينآ* جدك لو صآرتلَه حآجة حَتكُون من ربي .. وآللّي منّ ربي لآ آعترآض عليّه .
مَ قدرتش نقُول شي ، خليّت دمُوعي ينزلو وزدت غُرقت في حُضن بآبآ آللّي قعمزني عَ آلكرسي وقعد يمسح على رآسي .

بعد فترة قدرتْ نهدا لمّا طلع كل شي من جوفي, بعدنِي بآبآ منّ عليّه وقآل بِـنبرة حنيّنة كُنت محتآجتهآ : خلآص عآد .. حتى كُحلك مشي .
ضحكتّ بِـضُعف غصباً عني ، بآس رآسي وقآل : آن شآء آلله مَ تفآرقك .. ومَ تخآفيّش جدك يومِين ثآنيّآت وحنطَلعُوه بَرآ .
آنِي : بنمشِي معآه .
بآبآ : آن شآء آلله خيّر .. هي نُوضي شُوفيّه .
آنِي : آوكي نمشي للـْحمآم بس .

مشيّت للـْحمآم ، فكيّت وشآحي وغسلت وجي كُويس ، طلعت ومشيّت جهة آلدآر ، لقيّت *آيمن* و*آدم* وعمي *كريم* وآقفين ، قربت منّ عمي وسلمت عليّه بآلآحضآن ، لمَآ مديّت آيدي لِـ*آيمن* بشّ نسلم حسيّت نظرة *آدم* ليّآ لو تقدر تقطع آيدي كآن قُطعت ، طنشتَه وآستآذنت .

فتحتْ بآب آلْـدآر ، لقيّت حنينة ومروآت عَمي ، سلمتّ عليّهُم بِدُون تركيّز ، جبدت آلكُرسي آللّي مَحطُوط في آلّـتركيّنَة وحطيّتَه بِحدآ آلّسرير بحيّث كُنت نقآبل آلْـبآب ، قَعمزتّ وآنِي نسَمع لِـحنينة آللّي تسآل فيّآ على آخبآري ، رديّت عليّهآ بآختصآر وآنِي نشُوف لِـملآمح جديدآ آلدآبلة ، شَديّت آيدَه وقعدت نِشبحلَه بِـدقة كآنِي نبي نحفظ كُل لمحَة في وجَهه ، نبي نحفظُ كل تعكريشَة فيه ، نبي نحفظ علآمآت آلزمآن آللّي مأمره على وجهه .
شَبحتْ لِـحنينة آللّي قآلتلِي : رآهُو تَوآ كيّف عَطُوه يبرِة مُسكن ومنُوم .
آنِي : آه بآه .
لمَآ قآلت جُملتهآ هآدي حسيّت آن وضع جديدآ عآدي بآلنسبَة ليّهآ ، حسيّتهآ مش مَوجوعَة على رآجلهَآ وبُو صغَآرهآ ورفيّق عُمرهآ ، تغآيضت منهَآ ومَ حبيّتش نكلمهآ ولآ نطَول في كلآمي معآهآ .

شُفت لبآب آلّدآر آللّي فضت بعد مَ روح آلْـكُل منهآ ، خش منه *آدم* وسَكره ورآه ، شَبحلي وقآل : هيّآ بنرَوحُو .
شَبحتلهْ بآستغَرآب وقُلت بِـهُدوء : نعم !
آدم : زي مَ سمعتِي .
آنِي (بنفس نبرة آلْـصُوت) : حَنقعد مع جديدآ ، تبي تَروح رَوح .
آدم : ههه وعلآش بتقعدي شن بتديريلَه !
آنِي : نبي نكُون قدآم عيّنه لمَآ ينوض .
آدم (بآنفعآل) : نُوضي بآللهي بلآ جَو تُركي وهِندي .
آنِي : وآلله لو آنت جدك مش غآلي عندك آني غآلي تبي تمشِي تفضل .
قرب منّ آلّسريّر وشَد آيد جديدآ آليميّن وقآمهآ وبعديّن طلقهآ وهُو قآيمهَآ فُوق ، آني وقفت وطبسِت على آيّد جِديدآ مسحتهآ وشديتَهآ بِـحنيّة وصيّحت عليّه وقُلت بآقوى صُوت عندي : علآآآآش ؟ علآآآآآش هكي؟؟.
قآل بنفس نبرة صُوتي : سَكري فمَك ونُوضي بشّ نروحو .
آنِي قُلت بِـضُعف وقربت نبكي منّ آلقَهرة : خييرك آنتَ ! خيرك ؟ آللّي فيّآ فيّآ آخطآآآنِي .
شَد آيدي بِـقُوة وقربني منِهْ لِـدرجة آني حسيّت رجليآ مش عَ آلآرض ، قُلت بتصييّح قبل مَ يُتكلم هُو : حَووووول منّ عليّه تححححشَم .
قآل بِحدة وبِصُوت عآلي : *بينآ* آكسسـ...
سكت وفك آيّدي لمَآ آنفتَح آلْـبآب ، شَبحت لِـعُيون بآبآ آلحآيرة آللّي تفحصتنآ ، شبح لِـ*آدم* وقآل بِـحدة : شن في ؟؟
*آدم* بعد منّ عليّآ وقآل بِـضحكة تسليّك : مَ في شَي .
بآبآ شَبح لِـ*آدم* شَبحة مَ عرفتش نفسر كيف كآنت ، شبحلي وقآل بِحنيّة زي عآدته : *بينآ* آنتي رقمك مسَكر !
آنِي شبحت بِـلؤم لِـ*آدم* آللّي شبحلي بِـدُوره ، قُلت بِـبرآءة بعد مَ فكرت شَوية : ...

يُتبَع بِوجُودكُم    
#ألآء

ﻭَﺻِﻴّﺔُ ﺟَﺪِﻱ‏ بقلم #ألآء‏ ‏(الجزء الاول+الجزء الثاني)رواية ليبية  (مكتملة)💚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن