أسرعت رباب إلي مكتبها و أغلقت الباب , حاولت كثيرا أن تنظم أنفاسها و التقط البخاخ من حقيبتها ليستنشق الدواء ... حمدت الله سرا أن حالتها لم تتطور أثر انفعالها ..
ما حيلتي معك يا وائل ؟ أنت وجعي المشبع بعذابي !! و قد أصبحت دائي و ذلي !! أصبحت بك أعاير !!
لقد حطمتني ! فعلتها أنت و قلبي !! تأمرتم عليّ جميعا !! أنت يا وائل و قلبي و عائلتي - التي لم تعد عائلتي - و مرضي !! فلم تبقوا على أي حول مني و لا قوة !! يا الله !!
قالتها مع زفرة حارة تشرح قصيدة عذاب روحها ..
لكنها قالت بقوة و كأنها تقنع بها نفسها أولا !!
-يكفي رباب !! انفضِ عنك الضعف كما تفعلين دوما !! لقد خلقتِ لتكونِ قوية !! سأستأنف من جديد معركتي و سأربحها .. يجب أن أربح .
في دقائق لملمت أغراضها و غادرت المشفى !!
غادرت هي من هنا على دخول مراد المشفى , لمح عاصم و نهي فاقترب منهما بسرعة ..
نهي : عاصم أنت هنا .. كنت أريد أن ...
قاطعها صوت موظفة قادمة : ..
-لقد غادرت الطبيبة رباب ألن تغادرا ..
التفتوا على صوت حركة , و بعدها رأوا أحدهم يركض خارج المشفى , فقد جن جنون مراد ..
مراد : لا ... هذه المرة لا ... لن تهربِ ..
حمد الله عدة مرات عند شاهدها و هي تركب سيارة أجرة , بسرعة خارقة كان في سيارته يتتبعها .. نزلت أمام محل ملابس , كان ليتبعها للداخل لكنها وجد لافته كبيرة تشير أنه محل ملابس للسيدات فقط .. و كأنها تنوي تعذيبه فمن بين محلات الإسكندرية كلها لم تجد إلا محل للسيدات فقط !! حقا إنها متعبة !!
لما طال انتظاره , فضل المكوث في سيارته , و بعد أن انتهت و قبل أن يلحقها ركبت سيارة أخرة أخرى و ذهبت لمحل أخر .. توقفت أمام محل لتصفيف الشعر و كسابقه للسيدات فقط .. تكرر هذا المشهد عدة مرات حتى مل مراد بحق ..... أذن الظهر ذهبت لتصلي و دخل هو المسجد المجاور لها و بمجرد أن خرج وجدها تركب سيارة أجرة مرة ثانية بل قل عاشرة ...
ركب سيارته و ظل يخبط المقود بعصبية مفرطة : .
-لن أقع في فخك مرة أخرة سألحق بك و لو اضطررت أن أجرك من شعرك أمام الناس فسأفعلها ... و إن سرت ورائك العمر كله ... فمراد شرف الدين لا يخلف وعده ... أنتِ هنا تتسوقين و تتبخترين .. و وحدها غنا تعاني .
لاحظ مراد بعد فترة أن السيارة الأجرة كبيرة نسبيا , و توقفت أمام المشفى مرة أخرى , و في خلال ثانية ركب فيها عدة أطباء و طبيبات و غادر ... تعجب مراد في البداية لكن بدأ يفهم عندما تعدوا حدود الإسكندرية بخطوط سريعة إلي القاهرة , فتلك السيارة مجهزة لنقل بعض الأطباء المغتربين!

أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علام
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة عما قريب سأصرخ ... لكن بلا صوت ... فالألم لم يعد محتمل .. سأصرخ إما صارخة بك , أو صارخة بحبك .... إما أن تكون صرخة بعث , او صرخة موت ... ....... سأصرخ سامحيني , لم احافظ عليك سامحيني لا أعرف لم كنت أصرخ على قلبي و أكذبه...