16

2.8K 79 0
                                    


أسرعت رباب إلي مكتبها و أغلقت الباب , حاولت كثيرا أن تنظم أنفاسها و التقط البخاخ من حقيبتها ليستنشق الدواء ... حمدت الله سرا أن حالتها لم تتطور أثر انفعالها ..

ما حيلتي معك يا وائل ؟ أنت وجعي المشبع بعذابي !! و قد أصبحت دائي و ذلي !! أصبحت بك أعاير !!

لقد حطمتني ! فعلتها أنت و قلبي !! تأمرتم عليّ جميعا !! أنت يا وائل و قلبي و عائلتي - التي لم تعد عائلتي - و مرضي !! فلم تبقوا على أي حول مني و لا قوة !! يا الله !!

قالتها مع زفرة حارة تشرح قصيدة عذاب روحها ..

لكنها قالت بقوة و كأنها تقنع بها نفسها أولا !!

-يكفي رباب !! انفضِ عنك الضعف كما تفعلين دوما !! لقد خلقتِ لتكونِ قوية !! سأستأنف من جديد معركتي و سأربحها .. يجب أن أربح .

في دقائق لملمت أغراضها و غادرت المشفى !!

غادرت هي من هنا على دخول مراد المشفى , لمح عاصم و نهي فاقترب منهما بسرعة ..

نهي : عاصم أنت هنا .. كنت أريد أن ...

قاطعها صوت موظفة قادمة : ..

-لقد غادرت الطبيبة رباب ألن تغادرا ..

التفتوا على صوت حركة , و بعدها رأوا أحدهم يركض خارج المشفى , فقد جن جنون مراد ..

مراد : لا ... هذه المرة لا ... لن تهربِ ..

حمد الله عدة مرات عند شاهدها و هي تركب سيارة أجرة , بسرعة خارقة كان في سيارته يتتبعها .. نزلت أمام محل ملابس , كان ليتبعها للداخل لكنها وجد لافته كبيرة تشير أنه محل ملابس للسيدات فقط .. و كأنها تنوي تعذيبه فمن بين محلات الإسكندرية كلها لم تجد إلا محل للسيدات فقط !! حقا إنها متعبة !!

لما طال انتظاره , فضل المكوث في سيارته , و بعد أن انتهت و قبل أن يلحقها ركبت سيارة أخرة أخرى و ذهبت لمحل أخر .. توقفت أمام محل لتصفيف الشعر و كسابقه للسيدات فقط .. تكرر هذا المشهد عدة مرات حتى مل مراد بحق ..... أذن الظهر ذهبت لتصلي و دخل هو المسجد المجاور لها و بمجرد أن خرج وجدها تركب سيارة أجرة مرة ثانية بل قل عاشرة ...

ركب سيارته و ظل يخبط المقود بعصبية مفرطة : .

-لن أقع في فخك مرة أخرة سألحق بك و لو اضطررت أن أجرك من شعرك أمام الناس فسأفعلها ... و إن سرت ورائك العمر كله ... فمراد شرف الدين لا يخلف وعده ... أنتِ هنا تتسوقين و تتبخترين .. و وحدها غنا تعاني .

لاحظ مراد بعد فترة أن السيارة الأجرة كبيرة نسبيا , و توقفت أمام المشفى مرة أخرى , و في خلال ثانية ركب فيها عدة أطباء و طبيبات و غادر ... تعجب مراد في البداية لكن بدأ يفهم عندما تعدوا حدود الإسكندرية بخطوط سريعة إلي القاهرة , فتلك السيارة مجهزة لنقل بعض الأطباء المغتربين!

عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن