الفصل الثاني و الأربعون
-و أبي كان ضحية في وسط كل هذا ، ذنبه الوحيد أنه أحب ابنة سالم الغندور !!!
-دعيني أكمل يا رباب ! لما مر وقت كبير و لم يتغير شيء و راضي مازال يبحث عن وضيفة بلا كلل ، بعثت إليه بأسعد لينهي الأمر معه ، أغراه بالملل ، سايسه و هدده لكنه لم يتزعزع عن موقفة ، شعر راضي بعد مرور الوقت بالعجز ، لم يحصل علي أيه وظيفة ، كنت سطوتي تسد كل باب في وجهه ، فقرر السفر ، و لما طال غيابه فترة ، ذهبت لنادية أحثها على القدوم معي و أنا مستعد لمسامحتها شريطة أن تأتي معي ، مازلت أتذكر ردها حتى الآن ..
"لقد ترك زوجي هذا المنزل و هذه الأسرة أمانة في عنقي ، و أنا لن أخون ثقته ، كما لم يخن هو ثقتي أبدا ، لذا سيعود و يجدنا في انتظاره "
قالها سالم على لسان ابنته ثم تابع :..
-لم أفهم لما جمعت كلماتها وقتها ..
-كانت تقصدني أنا أليس كذلك ...
أومأ لها سالم بألم ، فأردفت هي :..
-هل تعلم أن أبي لم يخبر أمي يوما بما فعلته !! كان يخشي إن حدث له شيء أن لا تجد أحد معها ، و ترفض أن تلجأ إليك بسبب ما فعلته .
زاد ضمة وائل لكف يدها يؤازرها في سماع قصة والديها المؤلمة ! كان يخشي كثيرا أن تنهار ! و هي بالأصل متعبة مع ظروف حملها المؤلمة تلك !
فكان ينظر لها بين الحين و الأخر يحاول أن يستدعي قوتها ، هو يعرفها لن تهدأ حتى تعرف الحقيقة كــــاملة !
بينما غنا تستمع و تشعر بألم و كان أحد الأفلام التراجيدية تعرض أمامها ، فهي لم تكن تعلم بتلك التفاصيل من قبل ، و لا يمكنها تخيل ماذا يمكن أن تفعل إن كانت مكان رباب !
و مراد كان يستمع و هو يشعر بالشفقة على تلك العائلة بأكملها ، كلها عانت و الكل على طريقه الخاص ...
قد تبدو من نظر الجميع هي عائلة منعمة خالية من الهموم !
لطالما كان الحكم على الأخرين من المظهر منهاج حياتنا ! نسينا تلك المقولة التي تقول " لو اطلع كل منا على قلب الأخر لأشفق عليه "
تابع سالم :..
-حاولت مرارا و تكرارا أن أقنعها بالعودة لكنها أبت ، و قد أرسلت لها أخيها خالد ليحاول لكنه لم يفلح ، و ذات ليلة و كالعادة أنا متمدد على الفراش أفكر في ابنتي و حالها ، و خالد كان مع زوجته التي كانت قد وضعت ابنتها الأولي " رنا " حديثا .
قال الأخيرة بألم ثم تابع :..
-صدح صوت الهاتف في الفيلا قاطعا سكون الليل ، خرجت أنا و خالد ، أسرع خالد ليجيب ، بعد قليل وجدت الهاتف يسقط من يده قائلا بصدمة :..
أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علام
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة عما قريب سأصرخ ... لكن بلا صوت ... فالألم لم يعد محتمل .. سأصرخ إما صارخة بك , أو صارخة بحبك .... إما أن تكون صرخة بعث , او صرخة موت ... ....... سأصرخ سامحيني , لم احافظ عليك سامحيني لا أعرف لم كنت أصرخ على قلبي و أكذبه...