سمع صوت صراخها يختلط ببكائها يأتي من داخل المرحاض , بدون تفكير وضع يده على مقبض باب المرحاض , ففتحه ليتفاجأ بها تصرخ و هي شبه مستلقيه في البانيو , جسدها العاري ينتفض و هي تمسك بالستار الذي ينسدل على البانيو , جسدها يرتجف و عرقها الغزير الذي يتقطر من جبينها يختلط بدموعها ليرسما لوحة بؤسها , هاله منظرها البائس هذا , و ألمه قلبه .
كانت ضائعة , خائفة , و كأنها تختنق , تبدو كطفلة صغيرة مذعورة , تلقت لتوها عقابًا قاسيًا .
التقط ملابس الحمام من حماله ملابس الحمام و لفها بها بسرعة , ظل يدفئها به بعد أن رفعها من المرحاض ,لتجلس جواره على طرفه , لكن تلك الارتجافة التي دبت بأوصالها لا تتوقف و هي تردد من أناتها : ...
-هو ... سيأتي ... سيقتلني ... سيفعلها ... حرقني ... هـ ..هـ ..هو ... سيأتي .. هو قادم .
كانت عيون غنا ضائعة , تنظر للأمام بذعر و تتمسك بقميص مراد و تتنفس بصعوبة و تشير لأذنها و هي تتابع : ..
-سيأتي , أنا أسمع خطواته .. ألا تسمع ..
كان صوت أنفاسها المذعورة تكاد تصم أذنه , دمعت عيناه حزنا على حالها , لم يفكر قبل أن يضمها إليه , يضمها أو بالأصح يدسها في أحضانه و لو بإمكانه أن يجعل ضلوعه سكنا لها لما تأخر أبدا ..
-أر.. أريد أن أهرب قبل أن يأتي , سيفعلها ... كان يأتي دائما بعد الاستحمام , يقتحم المرحاض و ... و .. و ..
فقدت و عيها و هو مازال يشدد على احتضانها , و لم يسعفه لسانه ليتكلم , لم يعلم عن من كانت تتحدث , و ماذا كان يفعل هذا .. لكنه أدرك أنها تتألم , ذلك الحقير الذي تتحدث عنه بالتأكيد هو سبب حالتها تلك .. لو تبين له من هو أو ماذا كان يفعل لقبض روحه في ثوانٍ و لن ينقذه أحد ..
ارتد رأسها للخلف ليعلم أنها غابت عن الوعي , مسح دموعها برقة , ثم حملها بين ذراعيه , عدل وضعية رأسها عللى الوسادة حتى تستطيع أن تتنفس , و دثرها جيدا في الفراش .
كانت تنتفض حتى وهي نائمة .
هيئتها كانت تظهر فيض حنانه المغمور في بحر تأثره بها ....
ظل يربط على كتفها , و يمسد شعرها , ثم تذكر أمر الأدوية التي كتبتها رباب و فبحث عنها حتى وجدها , و استخدم السائل الذي يستخدم لحالات إغماءها ..
بدأت تفيق , بدأت تستعيد إحساسها بالعالم الخارجي الذي أضاعته منذ عدة دقائق , أول ما رأته هو وجهه الذي ظهر عليه القلق , يديه التي تغلف يدها برقة و اليد الأخرى تمسد على شعرها التي شعرت به مبتلا ..
مراد بلهفة : غنا .. أنتِ بخير ؟ هل تشعرين بشيء ؟
ازاحت يديه من عليها , فنظر لها بتوجس , زاد خوفه وقلقه عند قولها : ..

أنت تقرأ
عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علام
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة عما قريب سأصرخ ... لكن بلا صوت ... فالألم لم يعد محتمل .. سأصرخ إما صارخة بك , أو صارخة بحبك .... إما أن تكون صرخة بعث , او صرخة موت ... ....... سأصرخ سامحيني , لم احافظ عليك سامحيني لا أعرف لم كنت أصرخ على قلبي و أكذبه...