الفصل الثالث و الأربعون (الجزء الأول)

2.4K 74 0
                                    


الفصل الثالث و الأربعون (الجزء الأول)

في المشفى ،،،

قالت رباب بحزم قاسي :..

-و من الأفضل أن تتوقفي عن الدراما التي تفتعلينها دائما ، فلم يعد لأحد منا الصبر عليها كثيرا ، فأنا لم أعد أتحمل ... فما بالك بمراد ؟!! هل تظنيه سيتحمل أكثر من ذلك ! كلا .. أنتِ خرجتِ عن السيطرة تماما ، فليس كل من صادفته مشكلة عاد خائفا مهزوما مثلك ، لكنك فقط جبانة !

-لا شأن لكِ بي !!

هتفت بها غنا بعد أن جرحتها قسوة كلمات رباب ، فأردفت رباب بقوة :...

-أن لا أتدخل في شئونك ، بل أنا أشفق على هذا الرجل .

قالتها و هي تقترب من مراد ، فأشارت إليه ثم تابعت :..

-بينما فعل هو كل شيء من أجلكِ ، ماذا قدمتِ له أنتِ غير الكذب و الألم ، أنتِ لا تحلي أي شيء بل تزيدين من مشاكله فقط .. إلي متي سيتحمل تلك الحالة ، حالة لا متزوج و لا أعزب تلك .. إن كنت غير قادرة على تقدير رجل عظيم مثله ، فمن الأفضل أن تتركيه يبحث عن أخرى تقدره حق قدره ..

ثم أمسكت رباب يد وائل الذي كان ما يزال يحمل ابنتهما و هي تجذبه للخارج ، فخرج معها ..

وضع الطفلة في المقعد الخلفي ، و فتح لرباب باب المقود الأمامي لتركب ، فركبت جواره و هي صامتة ..

ركب هو في مقعد السائق و أدار المقود و انطلق من أمام المشفى بحذر .

كانت رباب حزينة صامتة !

شعرت أنها قست كثيرا على غنا ، و هي تعلم كم هي هشة لن تحتمل !

-كان يجب فعل ذلك ... كانت تحتاج لمن يخبرها بالحقيقة حتى و لو كانت كالعلقم مره ، ستكون أفضل هكذا !

قالها وائل بصوته الهادئ الذي كان كالبلسم لجروح ضميرها التي تؤلمها ، فنظرت له رباب ، و تعجبت كيف قرأ أفكارها و أزال شكوكها بجملة واحدة .

يا الله كم تعشق ذلك الرجل !

خاصة عندما صار حقا رجل ! رجلها و سندها و مصدر قوتها !!!

××××××××

بينما وقفت غنا مكانها ، تترقب أثر رباب !

كان مراد ينظر لها مترقبا ردة فعلها ، يريد أن يهون عليها لكنه لا يستطيع ! هي يجب أن تتخذ قرارها بنفسها ...

يجب أن تعلم أنه لم يعد هناك وجود لحياة وردية أبدية ! و أنها يجب أن تكون قوية كفاية ليس من أجل أحد بل لأجل نفسها أولا !

هي قد وصلت لمفترق الطريق الآن ، عليها أن تعبره الآن بمفردها ..

كفاها تشتتا ، ففي الأسابيع الأخيرة كانت مشاعرها كلها متضاربة ، تميل للرأي و عكسه في نفس الوقت ..

عما قريب سأصرخ .. للكاتبة أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن