(( بلا سابق إنذار !! ))
كان هناك ذلك الشيء مجدداً ..! , الطنين الحاد القوي ثم ضوء يصيب العمى و ضربة قوية هوت بي رأساً على عقب ... في دوامة من الظلام و الألم ~
تأوهت و تقلبت ... ما كان هذا ؟!.
..." ..... " همهمة غير معروفة تجيء من مكان ما .. حككت رأسي بقوة أحاول تصفيته من الطنين المزعج , ثم تلاشى الظلام ببطء ... رأيت ملامح منزل كئيب في الليل القاتم ... آه ... صراخ امرأة , ثم صوت ضربه وتعثر وسقوط مستمر على درجات السلم المظلم ... صوت صراخ المرأة ارعبني ... و استقر جسدها آخر الدرجات وهي شبة صريعة تقاوم الألم بصعوبة ..
صرخت برعب : أمييييي !!! كانت أمي من سقط من الدرج الطويل وهي تتلوى أمام عيني وقد بدأت تنزف بشدة الدماء .
شعرت بأنني سأموت خوفاً عليها , مالذي حدث.. لم أرى شيئا ... هرعت إليها و أنا أتحسس جسدها برعب .. انتفضت وهي تقول : " كلارا ... استدعي اباك ... آه " و خرت صريعة من شدة الألم ..
الشيء الذي لا افهمه هو رؤيتي لمنزل جدي بالتبني من الخارج .. كأنني أقف قرب شجرة ضخمة و الوقت ليلاً... و القمر بعيد و ضعيف خلف الغيوم ...آه يجب أن أجد أبي لأجل المساعدة بسرعة ... صوت بعيد يتنامى لسمعي... ثم علا ... أنها جيني تبكي من الغرفة ... نافذتها المفتوحة لغرفتها المظلمة ...
أطل ظل مريع طويل منها قطعاً ليس والدي ... حدق هذا الشيء بي ثم عاد للداخل و أقفل النافذة .وكأنه يريدني خارجاً !!!.
هززت رأسي مرعوبة مصدومة ... و ركضت نحو البيت أصرخ : أبييييي .... جينييي ... هناك غريب بالمنزل ..!!!
كنت أصارع ما أراه وما يحدث ... وفجأة ظهرت شاحنة لا أدري من أين و ضربتني و مرت فوقي بينما جسدي يتقطع تحت عجلاتها ... صرخت بألم رهيب يجتاحني و حرارة فضيعة ..._ كلآرا ... كلآرا ... يا ألهي كفي عن الصراخ ...!!
ناداني صوت مألوف بعيد وشيء قابض على ذراعي يهزني !... ثم رشة باردة على وجهي جعلتني انتفض و افتح عيني باتساعهما ... كان وجه والدي قريباً وهو يحدق بي شاحباً جداً خائفاً ... بينما جيني تبكي بقوة خلفه ..
_ كان هذا كابوساً حبيبتي لا تخافي... اهدئي ... اشربي هذا الماء...
ادركت بأنه رشني بالماء , امسكت بالكأس بيد ترتجف بينما هو يلتفت للصغيرة , كانوا بغرفتي و الوقت لا أدري لكن الجو قاتم قليلاً... تنهدت بتعب بينما جسدي يؤلمني كله ورأسي يدور ..و يدور بصداع معذب ... ما كانت سلسلة الكوابيس المريعة قبل قليل ... أقسم بأنها أسوأ ليلة أمر بها حتى الآن ...
_ هل تحسنتِ ؟!... كلآرا ؟!
سألني والدي وهو يرمقني بقلق ... نظرت نحوه وأنا أدعك جبيني المتعرق , قلت بارتجاف :
_ بخير ... لا بأس ...
كان وجهه الشاحب و عيناه المتوترتان تقولان الكثير مما حدث .. لكني لا استطيع التذكر .. هل كنت أصرخ حقيقة ؟!.
قال بتوتر خفيف : الساعة الآن السادسة مساءاً , إن كنتِ غير مستعدة للذهاب فسوف نعتذر و...
قلت بترديد ويدي لا تزال فوق جبيني : ...للذهاب ؟!
_ آ ... للعشاء الليلة ... منزل آل فرآنس !.
_ آها , لقد نسيت , آسفة أبي ... آه بالتأكيد سأستعد الآن .
حدق بي بتركيز بينما هو يهدهد جيني التي تحدق بي هي الأخرى فوق ذراع والدي ... قال بخفوت :
_ هل تشعرين بالألم حبيبتي في ساقيك أو أي مكان ...؟!
قلت بهدوء أخفي تعبي : لا سأتناول الدواء الآن .. لا بأس علي ..
عندما خرج , كنت لا أزال أتصبب عرقاً بارداً و انتفض لا أقدر على السيطرة على يداي .. لكني بصعوبة بدلت ثيابي لتنورة واسعة و طويلة وكنزة عادية , لملمت شعري وغسلت وجهي بمنديل مبلل و كدت أقف لولا وجود الكرسي المتحرك بجانب السرير ولا وجود لعكازي !. كما أن ساقي ارسلت إنذاراً مذكراً و محذراً أيضاً...
تأوهت بضيق وأنا أتخيل نفسي أدخل لمنزل غرباء فتاة بكرسي متحركة و من خلفها والدها المرهق يحمل رضيعة بين يديه ..!!
ولم تعجبي الصورة أبداً ... هل هناك مجال للتراجع ...؟!
وظللت أحدق بالكرسي الجلدي الأسود .. طرق الباب وظهر صوت أبي خافتا : كلآرا ؟!.. هل أنت جاهزة ؟.
قلت و أنا أقفز فوق الكرسي : أجل سأخرج الآن ..
كنت أتولى قيادة نفسي , حتى توقفت برعب أمام الدرجات ,عائق لم يكن في الحسبان .. مر والدي من جانبي وهو يحمل جيني و حقيبتها الخاصة .. همس لي بشيء ما لم اسمعه .. كان الظلام يعم بالخارج و ضوء المصباح الخارجي يغمر سيارة أبي .. وضع جيني بمقعدها الخاص و حقيبتها .. ثم التفت الي و تقدم وهو ينحني ليحملني ..
قلت محتجة : لا أبي .. اسمع .. اسندني فقط أنا...
_كلآرا هيا لا وقت لدينا...
تعلقت به وهو رفعني بكل سهولة ... ربما لأنني فقدت الكثير من الوزن منذ الحادثة ..ولأن والدي رياضي منذ زمن وهو يزور النادي بانتظام لكنه توقف حتما بسبب الحادثة .. غير أنني أشك بأنه يخفي رياضته المفضلة عنا "الملاكمة" , لأنه دائما ما يلكم الناس اذا غضب و يكسر أسنانهم !!. لذلك أحمد الله أنني ابنته لأنه يستخدم اللكم لحمايتي ^^!.
فكرت بصمت وهو يضعني في المقعد ... هل لهذا السبب أرى الشبان لا يقتربون مني >>"؟؟؟! لكن هذا مريح جداً...~
وضع كرسيي الخاص ثم عاد لينطلق .. جلس ثم انحنى للخلف يتفقد جيني التي بدأت تثرثر لنفسها و تعصر لعبتها المرنة
فابتسم وهو يهمس لها برقة حسدتها عليها : من هي أروع كائن على وجه الأرض .. نعم هي أنتِ .. أنتِ تعلمين أليس كذلك ؟! .
كانت جيني تحدق إليه بعينيها الزرقاوان السماويتان الجمال وتضحك له بسعادة .. فضحكت أنا أيضاً .. لقد شعرت بشيء رائع يلف قلبي .. حدق بي أبي مبتسما و داعب مقدمة شعري ثم همس : وأنت أجمل شابة في الكون .. هيا اربطي حزامك حبيبتي...
فأطعته بلا أي اعتراض حتى ولو كانت المسافة مترين ..!
توقفنا أمام منزل كبير جداً و طراز كلاسيكي يشابه منزل جدي ... غير أنه حديقته نظيفة و مخضرة و الأنوار تسطع منه .. تضايقت عندما رأيت العتبات .. لكن جلب والدي المقعد و تبثه لأجلي حتى استقريت فوقه بصمت وقد بدأت التوتر يتسلل .. عاد ليحمل جيني و حقيبتها الصغيرة .. قمت أنا بدفع نفسي قربه و لأجل أن يبدو الجو أكثر طبيعية رسمت ابتسامه لم أعلم بأنها مزيفة إلا عندما ألقي إلي والدي نظرة غريبة متساءلة !.
فتح لنا الباب .. وظهرت لنا سيدة جميلة المظهر رشيقة القوام حتى ولو كان نصف شعرها فضي اللون مرتب و لامع بشكل جميل وثوبها أنيق ... هذا غير معقول أهي السيدة فرانس ؟!.
تخيلتها عجوزاً قبيحة لا تقوى على شيء ...! لكني أنا و خيالاتي الرهيبة ~~"
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela