(( ترقُب و جمود ))
بقيت أحدق بوالدي طويلاً وهو يعمل قربي على الأريكة بتدوين الحسابات , و تذكرت أنا جورج فرانس , لكن لا أدري , هو يعيش حياة طبيعية الآن .. هل يعرف شيئا ما عن الظلال ؟!.
تنهدت بحده غير مقصودة , التفت نحوي أبي و قال رافعا حاجبيه : أهناك خطب ما ؟!.
قلت بهدوء وأنا أراقب عينيه : السيد .. جورج فرآنس .. يعرف جدي , أتعرف أبي ...
قاطعني بهدوء وهو يتأمل الورق أمامه : أنا أعرف....
حدقت به بدهشة : آه .. أن برآين .. هو ..!
_ عمي .. هذا رائع كفاية ..!
نظر نحوي وابتسم بعمق و عينيه الزرقاوين تلتمعان .. أكمل بهدوء :
_ كنت أشعر .. بأنه قريب لي .. كما أنه لمح لي قبلاً .. لم يريد أن أناديه بـ أبي و أنا لم أكن لأفعل... شعر بالسعادة عندما بدأت اناديه بـ عمي فقط ..
همست : لكن .. ألم تعرف والديك الحقيقيين أبي...؟!
كان قلبي يخفق بقوة تصل لحلقي وتخنقي .. بقي صامتاً قليلا وهو ينظر بعيداً , ثم همس :
_ ... لا .
انخفض صدري بزفير أليم , وكدت أنطق بشيء .. لكني اختنقت .. و فجأة همس هو ناظرا نحوي بحب :
_ لدي حياتي الان .. أنتِ و جيني .. حياتي .. , لقد قال برآين شيئا عن والداي , كنت في السابعة وظن بأني سأنسى أو لن أفهم .. لكن كلماته رسخت بعمق .. قال بأن والداي كانا رائعين و يحبانني جداً .. لم يكن هذا شيئا غامضا لقد كان بديهياً .. ولكنه برآين كان يدمع وهو يقولها .. ذلك الوقت .. قلت بأني أحبه أيضاً .. ولكن قال بأنه يجب أن أعيش طويلاً .. لم أفهم ما عناه ذلك الوقت .. أم الآن ..
وصمت ..نهضت ثم جلست بجانبه و عانقته , ضحك قائلا : حسنا .. لقد ذهب الماضي .. يجب أن نرى الان المستقبل...
سألني بشكل مباغت : .. مالذي تريدين فعله بعدما تتخرجين من المدرسة...؟
حدقت به بصدمة ... : مالذي ماذا ....؟!
في الواقع لا أفكر بأني سأعيش حتى ذلك الوقت .. كان هذا مستقبلا بعيدا جدا .. جدا لي...
طرف والدي بعينيه الزرقاوين الداكنيتن يتأملني ثم قال مبتسما بهدوء : لا عليك حبيبتي , لديك متسع من الوقت , اجتهدي فقط في دروسك الآن ..نهضت و ذهبت لغرفتي حيث أخذت حماماً سريعا و لبست بنطال أسود و قميص مخطط عادي كانت الساعة تتجاوز التاسعة ليلاً و غداً لدي مدرسة ! ,
عندما دخلت المطبخ و جدتهم كلهم مجتمعين ..!التفت نحوي رافييل أولاً و قال ببرود : لقد أتت البوابة المتشككة !.
رددت عليه ببرود أشد : أرجوك اهدأ أيها الجليد الشمالي !.
كشر بوجهي بينما ابتسم ليونارد وتيرآ و كذلك داليا , قال دانييل بحده وعيون مشتعلة مقاطعاً النظرات والابتسامات :
_ المطلوب هو فقط الالتزام بالخطة بحذافيرها , هل من اعتراض !؟
انقلب الجو بالطبع سريعاً بعد صوت دانييل و كلماته , فكشروا كلهم , تحدثت تيرآ أولاً :
_ أنا اعترض ...!
_ و أنا كذلك ...!؟! قال ليونارد بعبوس
_ هل من وجود للخطة ب ؟!. " سألت داليا
_ لم تجب على سؤالي أن كان سيد الظلام موافقاً على هذا...؟! " نبرة رافييل منقبضة و عينيه كذلك ..!
زفر دانييل بحده و رد ببرود عليهم جميعاً معاً : لم يكن علي سؤال هذا أليس كذلك ؟, المهم أن كلآرا موافقة !.
التفت نحوي رافييل بحده و سألني بعيون مشتعلة غيضاً : هل توقعين على شهادة موتك الآن ؟!!!
لكن ليونارد قال متوتراً : أنني لا أريد تحطيم الختم و البوابة و.. التنقية ~~"
_ لكن هذه كل الخطة ليووون !!
زفر دانييل بوجهه , قالت تيرآ محركة رأسها نحوي : كلآرا لا تعرف مالذي سيحدث حقاً , هذا سـ... سيقتلها فوراً !.
_ التنقية صعبة دااان... بل مستحيلة .. لم تحدث من قبل ! " قال ليون مجدداً يحاول أقناعه.
رفع دانييل بصره نحوي , ولا تسألوني ما شعوري , كنت أشعر بالجمود والغرابة , لكن .. لا خوف , لا قلق... فقط متعجبة مما يقولون , رأيت عينيه الذهبيتين مشتعلتين كالنيران , هذا لا يبدو جيداً .. أنه غير هادئ ..!
قال ببرود يعاكس نيران عينيه : أني أريد شرح كل الأمر لـ كلآرا وهي من يقرر ..أنتم فقط ... نفذوا !.
أمرهم بحده .. ثم قال يحدثني بنفش النبرة : لنتحدث خارجاً , بعيداً عن هؤلاء الحمقى !.
_ دانييل !!
خرج من باب المطبخ الآخر , و ذهب يسير بعيدا... قلت لهم اطمئنهم قبل أن ألحقه :
_ ...أني لست خائفة , أشعر بأن ما يقوله هو الحل الأمثل , لكنه صعب قليلا ربما..
ثم خرجت راكضة , و أين اختفى هو بتلك السرعة ... ظللت اسير حول المنزل قرب الاشجار احدق ابحث عنه ولم أجده حتى أن الجو مظلم جداً ,
الان لو رأني والدي سيقلق مالذي افعله بالخارج هكذا >< ؟!
هل قصد بعيداً... بعيداً .. جداُ ~~" ؟ , ثم لما يهين اصدقائه ولا يراعي حتى رأيهم ..! يبدو مزاجه سيئا جدا اليوم !
!.
رأيت ظله عند الاشجار واقف بعيد قليلا , فهرعت نحوه , سيشرح لي كل الخطة بنفسه ..
قلت لاهثة بحماس لا أدري من أين جاء : ها قد جئت ..
نظر نحوي ببرود لكن عينيه لا تزالان مشتعلتين , قال وهو يجلس على الأرض ممسكا بغصن صغير :
_ اجلسي أمامي ..
تربعتُ أمامه بهدوء , فخط على الأرض بالغصن نقطة عميقة مشوهة و قال ببرود : لنفترض هذه أنتِ ..!
امتعضت قليلا ~.~ , لكن هززت رأسي , و فجأة خط على النقطة علامة أكس مخيفة و قال بصوت بارد لكن حاد قليلا :
_ وهذه التي بداخلك البوابة .. في البداية طبعا ..
_ حـ.. حسنا .. "
ثم وضع أكس آخر اعمق و اكبر فوق السابق و قال بتكشيرة : هنا جزء من الوحش اللعين .. ثم خط أكس أكبر من سابقيه واكثر عمقا وتشوها حتى أن النقطة "أنا" لم تبين ~~":
_ وهذا .. ختم سيد الظلام فوقهما كلاهما ...
وترني اسلوبه و نبرته , فقلت بضيق : أنا أعلم ..
رفع عيني حادتين بلون وقال بنبرة خافتة : ألا تلاحظين الترتيب , البوابة أولا ثم الوحش .. ثم الختم .. كلها معاً متشابكة و مختومة بإحكام شديد..
أنار هذا قليلا من فهمي , فقلت بتوتر مخفي : هذا .. واضح و.. معقد بنفس الوقت ..
طرف بعينيه اخيراً , وقال بهدوء بينما الهواء البارد يلفح جسدي : صحيح , لكن .. ما سأفعله أنا يختلف .. أولاً سنقضي على الجزء الذي بداخلك .. سأمسك به و أمزقه أرباً , أتعرفين ما سيحدث لك حينها كلآرا ..
وقبل أن أنطق , تابع بهدوء وعيونه مركزة علي بشكل مقلق : ستتألمين كثيراً .. سيقاوم مؤكد , وسيجعلك هذا تتألمين جداً...
أني متوقعه تماماً لوجود ألم شديد , سأحاول أن أتماسك .. وأحاول التحمل .. لكني بقيت هادئة أنظر إليه الان ..
لا أدري لم تأملني لثانية قبل أن يكمل : ...هذا هو الأفضل , أن نتخلص منه أولاً كي يضعف الظل الحقيقي لفقدانه هذا الجزء .. ثاني شيء سأقوم به هو .. كسر الختم !... وهذا يعني .. أن البوابة ستكون مفتوحة على مصراعيها , كسر ختم سيد الظلام القوي الذي لم يسبق لأحد أن حطمه , سأفعله أنا .. و.... بصراحة ....
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Siêu nhiênتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela