الثامن عشر_أمر مفقود!

1.2K 54 0
                                    

 [[ أمر مفقود ! ]]

كلآرا ...! كلآرا..... كلآرا..... هناك أصوات كثيرة تناديني.. حتى أنا لا أدري أين أكون...؟!

أني تائهة , فليجدني أحد ما و ليعيدني لنفسي..و كأنني أطل من أعلى , أرى والدي و جيني بحجره وهو يداعبها , ما هذا المكان ؟!. آآه منزلنا القديم ..!!
دخل أحدهم الغرفة !!... آآآآه أنها أمي !! .. أميييي... أنها تبدو سعيدة ضاحكة , جلست معهم على الأريكة و هم يضحكون , شعرت بالسعادة , أجل .. كل شيء بخير .. سأطفو إلى الأعلى فقط .. جيني ستكبر بين الحنان و الحب والسعادة..
ولكنها لن تذكر أختها الكبيرة ..
آووه فجأة تألمت , أريد اللحاق بجدي برآين فقط... سأطير إلى هناك..
" كـــلآرا...!! "
آوووف ما هذا الأزعاج...؟! , " كـــلآرا ابنتي !! "
تجمدت عن الطفو... هذا صوت أبي !!!... أبي... شهقت أحاول مناداته... أنه قريب... أبي أمسك بي ... أرجوك...!!
ضغط شيء ما على يديّ , و شعرت بأني أقع رأسا على عقب من مكان سحيق , صرخت ... آآآآآآآه !!

شعرت بأجزاء جسدي المتحطم , و الأرض الباردة تحتي والهواء الصقيعي يحيطني .. أشعر بأحدهم قربي , مالذي جرى و كأنني عدت من مكان بعيد...
_ كلآرا صغيرتي... كلآرا... ردي علي..
فتحت عيني بوسعهما !! , يا ألهي !!! والدي هنا... و أنا أشعر بهذا المكان... والدي كيف جاء... كيف...؟؟؟!!!!
تأوهت و أنا أشعر بذراعيه حولي و اسمعه همسه فوق رأسي .. : " يا ألهي !! , حمدا لله .. حبيبتي أنت بخير...! "
تألمت ولا أقدر على تحريك أي شيء في ما عدا عيناي... قلت بألم : أبي... أبـــي أنت هنا...!
_ أنا هنا صغيرتي ! , أنت بأمان .. أنك معي...!
ولكن... و لكن هذا ... نحن لا نزال بعالم الظلام هذا ...؟! و كيف جاء أبي إلى هنا بحق ال....؟! هذا خطر مميت عليه !!!
شهقت الهواء بالكاد و أنا انتفض لأتحرك , لكني لم اقدر سوى على تحريك ذراعي لأمسك بوجهه و أنظر بعيناه الزرقاوين الداكنة و بالظمة بالكاد أرى ملامحه و اشم رائحته , أنه أبي بالفعل...؟!! تبا...أهذه خدعة ما !!
_ ككـ.. كيف أتيت...؟! أبي أن ال....
قاطعني بهدوء وهو يحرك يده ليلمس وجهي برقة : آآششش , سنخرج بشكل ما.. اهدئي صغيرتي.. سأحملك..!
و رأيته !! لا أصدق... رأيته ... أنه الجرس الضائع !! أنه الجرس الصغير الذي اضعته منذ زمن طويل... مربوط بخيط ما برسغ أبي , يرن بخفوت و يهتز ..!!
قلت و والدي يهم بحملي : لالالا... مهلا... لا يمكننا التحرك لأي مكان.. أعني.. هذا المكان المظلم...
رد علي بهمس غير مصدق : مهما يكن , لقد شعرت بأني سأفقدك لقد شعرت بالرعب ! , لقد اخذوا ابنتي لا أدري أين !! لكني وجدتك... حمدا لله , صغيرتي أنا سأحميك...!
كيف أتى إلى هنا !!! لا أصدق... لا أصدق هل ما زلت أحلم ؟؟؟؟؟!!!
حملني على ظهره , وأنا اتشبث به بقوة , و اشعر بالدفء البسيط ولكن أخيراً .. اسمع خطواته تتكسر فوق رماد الأرض الكثير جداً .. كان يسير نحو ما بدا كشق ما , الخارج يبدو أكثر اضاءة بقليل من هنا...!
كنت أريد تحذيره أو ما شابة فهذا أمر لا يصدق , لكنه سبقني قائلا بهمس لاهث :
_ اعرف بأن هناك ممر ما مشع قريب قادني إليك .. سأجده الآن.. لا تخافي اتفقنا..
حاولت شهق الهواء , و عقلي يعمل ببطء , لا شك بأن الجرس به قوة ما أجهلها جعلت والدي يجدني و....!
ما أن خرجنا قليلا , حتى سمعت أصواتا و ارتجت الأرض من حولنا... تماسك أبي وهو يمسكني بقوة . ثم ظهرت أمامنا أسراب كثيرة من فوق الأفق من بعيد , ظلال وكأنها تنسكب على الأرض مسرعة نحونا... حشود و حشود من الأسود المخيف ..!
شهقت برعب : أبي انتبه..!!
التفت أبي خلفه و اخذ يركض بصعوبة من فوق الصخور السوداء المعرقلة الحادة , خشيت بشدة عليه , ولكن ما الأمل نحن لن نقدر على الفرار بسرعة من وجه تلك الوحوش.... لقد قضي علينا...
كاد والدي أن يقع لكنه تمالك نفسه , فصرخت بصوت مبحوح : أبي !! اتركني , سأركض معك...!!
_ لا... لا... اهدئي فقط...!
نظرت للخلف , و شهقت , هاهم !!! أنهم ورائنا تماماً ظلال متوحشة بأسنان بارزة فقط و بلا عيون و مخالبها بطول الباب ستقطعنا ألآف القطع بضربة واحدة... ولكنها كثيرة جداً .. جدا كالسيل الأسود ... آآه سنموت لا أمل...!!
فكرت بثانية , أين هو السيـــف ؟؟!!!! لقد اضعته ... مجدداً...!!!
عندما عدت للنظر إلى الأمام لا أدري مالعمل ؟! , رأيت شيئا لا يصدق , هناك ظلال أخرى !! تصطف أمامنا بانتظام و كأنها بانتظارنا أو... لكن... هذه الظلال الطويل بلا ملامح تبدو منتظمة و على اكتافها خط أزرق يضيء قليلا و أمامها يقف ظل وحيد بعيون زرقاء وامضة كبيرة و ما يشبه العباءة ترف ورائه ..!
ما هذا ال.........

وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن