( لم يمت ! ))
راودني حلم غريب هذه الليلة .. لقد رأيت نفسي مجدداً خارج البيت , أريد الدخول لكن شيء ما يمنعني ... فغضب و ناديتهم ..
و كدت أبكي لأن الجو مظلم وأنا وحدي .. أين اختفوا الحراس... ؟؟!
قبل أن أفيق ... همس شيء بعيد بأذني ( يجب أن يموتوا ... كان عليك أن تموتِ أنتِ أولاً , لقد أفسدت المسار...)...
_ أنتِ لن تفكري بدخولها ! . سوف تصعقك و تموتين !.
أغمضت عيني بقوة أعد للعشرة !!.. فهذه الطريقة لتهدئة الاعصاب قرأتها بمكان ما .. هذا المتذمر المتكبر يتفائل بموتي دوماً !.
عبست مع نفسي .. هل بي خطب ما ؟! , لا اتذكر حلمي.. لكن شيئا ما يدور بعقلي .. أشعر بالضنى فجأة...
_ هيا ابتعدي عنها...
قلت أرد ببرود دون أن ألتفت نحوه : لقد دخلتها كثيراً في أحلامي و سوف احقق هذه الأحلام !.
_ غباوة !. اعتقد بأن والدك يتسائل عنك .. أنظري إلى الساعة !.
كانت الساعة السادسة و النصف , يجب أن أتناول الافطار و استعد للذهاب للمدرسة ..!
نزلت الدرج بهدوء و كان أبي حقاً يبحث عني .. قصف البرق فجأة و هدر صوت الرعد القوي جداً و كأنه بجانب المنزل .. ارتعبت متفاجئة و ذهبت لذراعي أبي ... ضمني يهدئني وهو يقول :
_ أين كنت حبيبتي ؟!.
_ فـ.. في الأعلى فقط ..
_ إن السماء تمطر بغزارة شديدة .. هل يجب أن تذهبي ؟ تبدين لي شاحبة !.
قلت و والدي يتفحص حرارة جبيني بيده الدافئة : لا أني بخير بابا ...
احاط ظهري بذراعه و دخلنا المطبخ .. لا أدري أين ليونارد و تيرآ .. لكن داليا كانت تهتم بجيني في الأعلى ..
شربت الشوكولاة الساخنة بسرعة , بينما أخذ والدي يحدق بي كثيراً ..
سألني بحيرة : ألا تشعرين بالبرد وانتِ ترتدين هذا .. يجب أن تأخذي معطفك كلاري...
حدقت بأبي لثوان ثم بنفسي .. آوه كنت ألبس تيشيرت خفيف و بنطال مخملي بني .. لكني لا اشعر بالبرد كثيراً..
_ هيا كلي هذا صغيرتي تبدين أنحف بكثير هذه الفترة , أ .. أأنت خائفة ؟!
جاء أبي من خلفي و وضع أمامي صحن رقائق الذرة المملؤ .. وجلس بجانبي وهو يراقبني و يضع ذارعه وراء ظهري كوحي من الحماية ..مالذي يقصده بـ خائفة !؟! حلمت أمس .. جعلني أتجمد خوفًا .. لا اتذكر سوى الظلام و الوحدة , و الخوف...
قلت بثقة مزيفة وأنا أنظر لعينيه الداكنة المترقبة بقلق مخفي : أني بخير جداً ولست خائفة ..
_ ان حدث أي أمر يجب أن تخبريني أليس كذلك ؟!.
كان والدي قلقاً حقاً في داخله حتى بعدما بذلنا الجهد الكبير لاقناعه بأنني بخير و أن تلك الوحوش السوداء كما يسميها لن تعود أبداً و دانييل و رفاقه بالجوار كما أننا لم نخبره بأني زرت مكاناً مريعاً !.. فتح معي الموضوع مرة واحدة فقط .. و بقية الأيام كلها يحاول أن يجعلها طبيعية مسالمة و مثالية لي و لـ جيني ...!
قلت وأنا أنهي طبقي : بالطبع أبي , سأخبرك , لكن الآن ...
طبعت قبلة على خده و أكملت مبتسمة : الآن كل شيء بخير , وأنا آمنة تماماً .. لا تقلق علي أبداً.
خرجنا للردهة .. رافييل و ليونارد واقفين يتهامسان قرب المدفئة المشتعلة .. حدقا بنا قليلا... و حياني ليونارد قائلا : صباح الخير , يجب أن نذهب الآن للمدرسة...
مرت تيرآ من خلفنا بسرعة قائلة : سأضع أنا كل الحقائب بالسيارة .. حقيبتك معي كلارآ ..
التفتُ أقول : شكراً لك تيرآ...
نزل دانييل بسرعة و خفة كل درجتين معاً و كان يمسك بمظلة سوداء .. قال لأبي أولاً : سوف نذهب ..
رد أبي بهدوء : توخوا الحذر يا أولاد .. كلارآ انتبهي لنفسك أيضا حبيبتي...
قبل أن أنطق رد دانييل وهو يقف قرب باب الخروج و صوت الرعد خلفه : سأعتني بها .. هيا لنخرج...
أشار لي بعينيه بشكل طبيعي عادي .. رفعت حاجبي وهو يفتح لي المظلة و يمسكها لأجلي !!!
يبدو بأن حركته راقت لأبي الذي دفع ظهري برقة وهو يقبل رأسي بنفس الوقت : اتمنى لك يوماً طيباً حبيبتي..
_ أجل أبي ..
التقطتُ معطفي من فوق الأريكة و لبسته بعجلة و توتر غريب يضرب قلبي ..
خرج ليونارد و تيرآ قبلنا راكضين بمظلة واحدة إلى السيارة السوداء ثم انتبهت لحركة دانييل قربي .. امسك بذراعي و قربني منه ثم خرجنا راكضين تحت المطر معاً كدت انزلق مرتين و المطر يعمي عيني و الهواء شديد جدا !
لف ذراعه حول ظهري كلياً و امسكني بأحكام حتى شعرت بعضلات ذراعه , ادخلني بالسيارة واغلق الباب علي فوراً شعرت بالدفئ و ليونارد بمكان السائق بجانبه جلست تيرآ .. بينما دانييل يدور حتى يأتي من الباب الآخر ...
لا أدري كيف لكني أخذت اتذكر عندما اخرجني من هوة عالم الظلام ذاك .. كان يمسكني بشدة و يحميني و يخرج بي من شقوق الظلام واحد تلو الآخر .. وأنا فوق ظهره أيضاً... كان علي أن أكون أقل قسوة معه ~~" فهو شخص جيد في النهاية...
اغلق الباب وهو يجلس بخفه قائلا : هيا ليون ...
قاد ليونارد السيارة السوداء الرياضية بمهارة حتى بسؤ الجو ..
كان بجانبي صامتاً يحدق بالأمام و أنا لم أنطق بشيء أخذت أراقب الأجواء بالخارج .. كانت الأرض تجري كأنها سيول و صفير الهواء عالي جداً .. يبدو بأن اليوم سيكون بارداً جداً و مرهقاً ..!
رغم أني أحب المطر , لكن ليست العواصف !.
وصلنا و نزل دانييل بسرعة مع المظلة فتحها لي عندما نزلت و ركن ليونارد السيارة .. جاءت تيرآ وهي تقول بتوتر غريب :
_ يجب أن أراقب المنطقة , هناك أمر ما...
وافقها دانييل بضيق , لكن بعقلي قلت ماذا؟ لم افمهما , واقترب ليونارد راكضاً تحت المطر حتى اصبح مع تيرآ بالمظلة قال بسرعة و جدية :
_ أنهما اثنان أو ثلاثة !!. تباً لكن لا يستطيعون الاقتراب .. هل نذهب و نقضي عليهم ؟!.
شعرت بالقلق الرهيب .. أنها الظلال ... مجدداً ...!
قلت اسبق دانييل الذي فتح فمه : أبي و جيني ...
حدقوا بي , و رد دانييل بحده متجاهلني : يبدو بأنهم لا ييأسوا , لكن كلآرآ غير واضحة لهم , كم يبعدون ؟!.
قالت تيرآ : ليسوا بعيدين , هنا على حدود البلدة , لكن الآخر بعيد في الخارج !.
سأل دانييل ليونارد : ليون , اكتشف نواياهم !.
ضاق جبين ليونارد و أغمض عينيه لثوان , ثم فتح عيني حمراوين كالدم و قال هامساً بهدوء : ليست طيبة ! لكنهم لا يعلمون عن كلآرآ .. أحدهم متحول يريد الأطفال لكن الآخر يرافقه و يسري معه !.
اتسعت عيني بقلق رهيب .. جيني !!.
كدت أفتح فمي لكن دانييل شد على ذراعي و قال هو يقترب مني أكثر : أذهب حيث السيد موند و جيني و اخبر راف و داليا هذا أن لم يعلما مسبقاً .. تيرآ راقبي المنطقة باستمرار .. أنا سأكون مع كلآرا بالطبع !.
بسرعة ابتعدوا عنا... و حثني دانييل وهو يسير تحت المطر و يمسك بذراعي معه ...
قلت بقلق احاول رؤية وجهه : متحول ؟! .. أهو قوي جداً ؟!. هل تستطيعون القضاء عليه ؟!. قلتم بأن آخر معه .. وهناك ثالث أيضاً .. أنا خائفة على والدي و جيني ... لنعود...!
رد علي ببرود وهو ينظر أمامه حيث سرب الطلاب يركضون ليدخلوا البناء : لا سيشعر والدك بالقلق !. يمكن لـ تيرآ وحدها القضاء على عشرة ظلال مجتمعة !..
_ وو لكن .. و لكنها قد تفعل الكثير... لقد فعل ذلك الشيء أمر مريع بالمنزل !!
_ ذلك لأنه مختلف قليلاً , لكن ليس قوياً .. أنت اهدئي فقط الآن وإلا علموا بأمرك !.
قلت بسرعة : هذا أفضل !. ليبتعدوا عن جيني و أبي !.
توقف و حدق بعيني وهو ينزل المظلة إلى الأسفل لأننا دخلنا البناء ... قال و عيونه تتقلب في بحر من الزئبق الداكن :
_ أياك أن يخطر ببالك أحد الأفكار الغبية ! .. أهلك محمون جداً و والدي بنفسه هو من اختار رافييل و داليا , إذا لم تنتبهي لنفسك و تهورتي فلن يصيب أحد السوء سواك !..
شعرت بالغضب يتدفق ببطء .. أتهور بماذا >< ؟!
_ لذا أهدئي و و تمالكِ اعصابك اتفقنا !.
قلت احاول بتوتر : هل يمكنني الاطمئنان عليهم سريعاً فقط و العودة .. أرجوك أني قلقة للغاية .. و...
قاطعني بحده : لا .. ليس الآن , لا داع للقلق اهدئي و لندخل هذا الصف الغبي كأي اشخاص عاديين هيا...
دفعني من ظهري بخفه ... فمشيت متضايقة جدا و قلقة .. جلست على الكرسي قرب النافذة و قرب دانييل كرسيه الى جانبي ..
جلست صامتة لا أعيره أي اهتمام .. وهو مسترخٍ و هادئ ... تباً... هناك ظلين طليقين وهو يطلب مني الهدوء ..!
كنت متوترة للغاية و بصف الرياضيات أجبت خطأ و وقفت ببلاهة بمنتصف صف الرياضة كادت الكرة تضرب وجهي
لولا أن دانييل صدها و ضربها بقوة بعيداً جعلت الطلاب يحدقون به بدهشة و توتر !!..
_ تناولي هذا !.
وضع أمامي قطعة كروسان كبيرة و كوب قهوة ساخنة , واستغربت وأنا أحدق به .. كان معه قنينة ماء .. احتسى منها قليلاً...
_ ماذا ! ألم تري أحداً يشرب ماءاً من قبل ؟!.
همس بسخرية باردة و عبوس مخيف... قلت بتوتر و معدتي تتقلب : لا , المعذرة !. لكني لا اشعر بالجوع !.
كان يحدق بي بتركيز .. سأل: أهو غثيان ؟!, ألم غريب ؟!.
هززت رأسي و لكني حقا اشعر بالدوار !... خشيت أن يكون الشيء الذي بداخلي هو السبب ..!
_ يجب أن تأكلي شيئا .. فشكلك مريع !.
_ آووه...
تأوهت بضيق و بؤس .. هذا الشخص لا يساعد في تحسين مزاجي قط !!. والفتيات لا يحبن أن يقال لهن شكلك مريع !!
رفعت بصري أدور به في قاعة الطعام .. كانت مزدحمة بالطلاب طبعاً .. و رأيت مارك !!
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela