الجزء 21و22 الاخييير

1.9K 66 10
                                    

الجزء الأخير (( كمثل المحيط تحت القمر ؛ مشاعري تجاهه ! ))

قال لي والدي بالأمس " هذه الأيام السوداء التي لا يعرف ليلها من نهارها قد تكون قد مرت , وانتهت . لكنها ابقت في عقولنا ذكرى تظل تطوف.. و نظل نتذكر ذلك الخوف , الرعب.. لكنها أيضاً اظهرت لنا اشخاصاً لا يمكن نسيانهم كذلك.. هم ذلك الجانب , الأمان , الحماية.. بعد كل هذا.. سنمضي إلى الأمام مرتاحين.. "
وابتسم لي تلك الابتسامة الرقيقة الدافئة : ليس هنالك ما تخشين منه الآن , ولا جيني , أنا سأظل هنا لأجلكما , أحميكما و أحبكما..!
بقيت في فراشي , أتأمل السقف في غرفتي المعتمة قليلاً , لا أصدق بأني أسمع الآن بوضوح اصوات العصافير , والرياح تداعب الشجر مصدرة صوتاً رقيقاً.. رفعت جسدي بكسل , لكن رأسي لا يزال مثقلاً , وذلك الصداع .. آآخ ~

يفترض أن أذهب للمدرسة اليوم ! , كم هذا.. غريب , و سيء أيضاً.. مدرسة هه !! من يحتاج المدرسة في الصراع مع الظلال الشريرة ؟! , لكنها رغبة والدي .. ~.~
دخلت المطبخ اتثاءب ملء وجهي بقوة شديدة و كأنني لم أنم لسنوات..!
لكن آآه , بقي فمي مفتوحاً وأنا أحدق بدهشة !! , صحيح .. هو هنا..!
كان والدي يتحدث مع دآنييل بهمسات لطيفة وهو يعد فطيرة الصباح , ضيقت عيني , هل ارتدى الأبيض من قبل ؟!
لا أصدق , دآنييل يرتدي قميصاً ناصعاً أبيضاً على الجينز الرمادي وقد شمر عن ذراعيه وهو يسكب القهوة , وكأنه فرد من العائلة..!

التفتوا نحوي فقط عندما هتفت جيني بمرح لي : كلالا !!
ابتسم والدي بارتياح : هآي صغيرتي , لقد افقتِ باكرة هذه المرة , تعالي و تناولي هذا..
لم تعجبني كلمة صغيرتي جداً , لكني رفعت شعري جانباً أنه يبدو في حالة مزرية وحالتي كلها فوضى , هذا محرج !, بينما اختلستُ نظرة في عيني دآنييل الهادئتين بلا لون واضح , كان صامتاً يراقبني من خلف أبي بهدوء.. لا أدري كيف قفزت ببالي تلك الذكرى اللعينة !! , لكني كدت أقع قبل أن أجلس على الكرسي..!!!
سأل والدي فجأة وأنا احتسي شيئا من عصير البرتقال : أسترافقك كلآرا إلى المدرسة ؟
كدت اختنق بشرابي , وأنا أنظر سريعاً نحوهما , ثبتت عينيه علي قليلا ثم همس بهدوء : أجل . لكني سأعود باكراً لنظر حول المكان .
تجهزت سريعاً و قبلت جيني بقوة , بينما دآنييل يقول بهدوء : سيارتي هنا..
أومأت وأنا أرى حقيبتي بيده , آوه .. دائماً ما انساها رغم أنها أهم شيء للمدرسة !
ودعت أبي الذي كان مطمئناً تماماً و مرتاحاً , أما هو فكان يتصرف بتهذيب و هدوء شديد مريب..! , فتح لي باب سيارته التي أراها أول مرة .. سبورت زرقاء داكنة مركونة جانباً وتلمع حتى في الظل , وضع حقيبتي في الخلف , وجلس برشاقة لننطلق..
مرت ثوان من الهدوء وهو يقود على مهل وتروٍ شديد وكأن لا شيء ينتظرنا , .. كنت احدق في الخارج وثقل ما غريب يملئ قلبي.. أشعر بأني أود أن اتنهد كل ثانية و أخرى , الاكسجين لا يدخل كافياً إلى رئتيّ .. ربما لا تزال هناك بعض البرودة قد علقت بي إلى الأبد.. تذكرت تلك العلامة الغريبة بقدمي.. لا أعرف ما هي ولكن اخبروني بأنها لا شيء يثير القلق..
لكنها شيء بالنسبة لي.. أنه شيء سيظل يذكرني بما حدث حتى أموت.. لا اعتقد بأني سأنسى كل ما حدث !!.. بل سأظل اتذكر التفاصيل حتى.. لقد اخذت بثأر عائلتي , تعرضت للألم.. و دخلت ذلك المكان.. عدة مرات.. لا , لا اعتقد بأني سأنسى الظلمة والبرودة..

وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن