الجزءالثالث عشر_الغاز براين

1.2K 61 1
                                    

الجزء 12 (( ألغـاز برايـن ! ))

" اليوم حكاية من الخيال ... أنتِ تملكين ابتسامة .. تأخذني لكوكب آخـــر ~... اليوم حكاية من الخيال ~ "..
كانت تضحك و أنا أغني لها هذه الأغنية التي كانت أمي تغنيها لي دوماً ..!.
جيني ذات العيون التركوازية الخلابة الواسعة جداً و كذلك رموشها الكثيفة السوداء الجميلة ... مؤكد بأن فتاتي هذه ستصبح جميلة جداً عندما تكبر و حتى الآن ..
ضحكنا معنا و كنت أجلسها بحضني بين ذراعي ... غنيت لها مجدداً بصوت خافت ناعم لا يسمعه سوانا .. و جبيني على جبينها الناعم الرقيق بينما عينانا تلتقيان بعمق و تركيز شديد و كأنه لا يوجد أحد غيرنا في هذا العالم !.
" أنتِ تملكين ابتسامة .. تأخذني لكوكب آخر ~ .... اليوم حكاية من الخيال .. اليوم حكاية من الخيال ! ".
داعبتها أكثر و ضممتها لقلبي .. فتاتي الجميلة ... تشبة أمي .. أنها رائعة و ذكية..
كان بالردهة هذه فقط "دانييل" يجلس على أريكة في الزاوية قرب المصباح المنطفئ يراقبني بدقة و كأنني مجرم اخلي عنه للتو ..! .
كنت قبل يومين عند الطبيب لوك ليطمئن علي مجدداً كان لطيفا جداً كالعادة , رافقني والدي بالبداية لكنه غادر و تركني مع دانييل الذي اعادني بسيارته ..
ذلك الوقت سألته عندما كنا وحدنا : كم تبلغ من العمر ؟!.
ضاق جبينه ورد بلا مبالاة : سأبلغ العشرين بعد شهر ..
لم يخبرني تماما بالتاريخ لكنه يكبرني بسنتين فقط .. يبدو بأنه لا يعيش حياة عادية ..
.. ( الوقت يبطء جداً ... عندما تكونين معي ... اليوم هو حكاية من الخيــآل ~ ).
رددت مجدداً بهمس رقيق و أنا أضحك لضحكة جيني التي تركز عينيها الرائعة بعيني
" اليوم حكاية من الخيـــاااااال ~ ".
_ آوه بربك >< !! .
فجأة تحرك دانييل مقاطعني بوقفته السريعة من بعيد أنا و جيني حدقنا به بدهشة خفيفة .
قال بملل واضح : منذ يومين و أنت تغنين نفس المقطع حتى أنك لا تكملين الأغنية , كما أن رأسي سينفجر الآن .. افعلي شيئا آخر .. لم اعتقد بأني أراقب شخصا بمثل هذا الملل !.
اعطاني نظرة باردة ثم اشاح بوجهه و خرج من الردهة .. لن أكمل الأغنية و هي تتحدث عن شاب تحبه يرتدي تيشيرت رمادي , مثل الذي يرتديه دانييل هذا !!.
ربما ذهب للمطبخ لرؤية والدي و ليونارد و تيّـرآ فهم يصنعون أمراً سرياً لا يريدونني أن أكون معهم ...!
بينما أنا أعرف بأن ذاك الفتى الغريب المدعو رافييل و داليا يراقبان خارج المنزل ..
فكرت ببرود و أنا أترك جيني على الأرض كي تحبو كيفما شاءت بأننا لا يمكننا البقاء طوال الحياة تحت الحراسة ...!
جاهدت جيني وهي تتمتم مع نفسها برفع نفسها كي تقف واضعة يديها الرقيقتين على الأريكة كنت قد ألبستها بدلة وردية جميلة و أنا قد أرحت أبي و اصبحت اهتم بها كثيراً احممها ألاعبها و أطعمها مع أنه تيرآ و داليا يفعلان هذا غالباً فأجدها قد شبعت تماماً ... تبتسمت لها و شجعتها :
_ هيا جميلتي ... هيا فراشتي الجميلة ... قفي ..
وقفت و نظرت إلي ضاحكة بعيونها اللامعة كالجواهر .. توسعت عيناي هل يمكنها المشي ...؟!
جلست على الأرض على ركبتي .. و مددت يدي لها كي احثها للسير نحوي ... قلت اشجعها بلهفة :
_ آووووه حبيبتي تعالي لـ كلالا .. تعالي لأختك ..^.^ تعالي حبيبتي ...!
حدقت بي قليلا لكنها تجاهلتني و أخذت تخطوة خطوة واحدة بمساعدة الأريكة إلى الجهة الأخرى ...
_ آآوه لا..لا لا إلي .. تعالي إلي حبيبتي ..
خطرت ببالي فكرة جهنمية ... جلست و وجعلت يدي على كل وجهي ... " آآه اهئ .. اهئ ... اهئ ... آآه اهئ... ".
فراقبت جيني تلتفت نحوي تحدق بي بدهشة و أنا أمثل البكاء .. تغيرت ملامح وجهها للأسى لأجلي ... كم هي رقيقة :قلب: .
أخذت تخطو باتجاهي و هي تتمتم " كلالا... تاتا... بابا ... كلالا... ! ".
راقبتها مدهوشة .. لقد سارت إلى بترنح و بلا مساعدة الآريكة .. ثلاث خطوات .. ثم كادت تقع عند قدمي .. امسكت بها وهي تلقي بنفسها في حضني مجدداً ... تلمست وجهي وهي تتمتم " كلالا ؟! ".
ترقرقت الدموعي بعيني آآوه هذا يعني الكثير .. لقد شعرت بحزني و خاطرت كي تأتي إلي ...!
ضممتها بقوة شديدة و قبلتها كثيراً , ربما اكتشفت خداعي فتذمرت مني و تركتها كي تذهب و لتلعب ..
دخل دانييل فجأة و قال : تعالي إلى المطبخ والدك يريدك .. و أنا سأحمل جيني ..
نهضت عن الأرض و أنا أنظر إليه , تقدم من جيني و كم كان طويلا للغاية بالنسبة لها .. مد لها ذاعيه بهدوء و لاحظت ابتسامة عينيه وهما تضيقان و تلمعان .. بالطبع جيني أمسكت به و رفعها عاليا وهي سعيدة تضحك .. وضعها جيداً بين ذراعيه ..
_ هيا تعالي ؟!.
ناداني وهو يسير و ينظر إلي باستغراب بارد , كنت واقفة أحدق بهما ببلاهة .. طرفت بعيني و قلت ببرود و أنا أسير ببطء:
_ أني خلفك..
دخل المطبخ بسرعة و أنا متمهلة أنظر للساعة الردهة خلفي , كانت تشير إلى الثامنة مساءاً...
اخذت أردد بقلبي تكلمة الأغنية دون أن أشعر ( الوقت يبطئ كلما كنت قريب , اليوم من الـ آآآه !!! )
صرخت مفزوعة برعب , عندما صرخ أحدهم عند باب المطبخ : مفـــــاجــــأة !!! .
فحدقت بهم برعب .. كانوا كلهم بالمطبخ .. أعني الحراس و أبي و.. الطبيب لوك !.
اتى والدي نحوي و قال بحب شديد وهو يجرني ليقربني من الطاولة : مفاجئة حبيبتي ....!
انتبهت إلى أنني أضم نفسي رعباً و عيني زائغة , ظننت بأن ظلا هجم علينا !!..
أجلسوني أمام الطاولة المليئة بالطعام و الكعكة الكبيرة و العصائر المنوعة..
قال لوك يهنئني : هذه مجرد حفلة تسبق واحدة أكبر سأقيمها أنا بمنزلي لأجل شفاءك عزيزتي ..
فجأة قالت تيّرآ بكل حماس مرح جميل و صوتها الناعم المبحوح : بالطبـع كلآرآ .. أنت تستحقين حفلة ضخمة !!.
وهي تكمل بمعنى آخر غامزةً لي : لقد واجهة صعوبات جمة .. و تخطيتها بشجاعة ..!
احمر وجهي بشدة و لم أدري ما أقول تخطيتها بشجاعة بل كنت جبانة جداً ...
قال والدي ضاحكاً وهو يدلك كتفي بيده : آآوه حبيبتي تحرج بسرعة , أنها لن تتكلم حتى الغد ...!
و قهقهوا جميعا علي .. المهم أني أخذت أتناول الطعام دون أن أدعوهم ..!!! :O
و عند الساعة التاسعة كان يجب أن أنام باكراً لأن الغد مدرسة .. و لكن فجأة رن الهاتف .. فأسرعت و رددت بهدوء ..
ظهر لي صوت امرأة هادئ لم اعرفه : مساء الخير , أهذا منزل السيد موند ؟!.
رددت بتوجس : أجل , من تكونين ؟!.
ردت بصوت متلهف ناعم : آوه أنا ليندآ ! , أنتِ كلآرآ بلا شك , كيف حالك عزيزتي ! , لقد سمعت الخبر الرائع من لوك !.
تجمدت قليلا... و آخ تذكرتها .. أنها أخت لوك , تلك الشقراء !
قلت بأدب بارد : شكراً أني بخير ..
قالت : أيمكنني الحديث مع والدك ؟!.
أجبت و أنا أرى أبي يقف عند المدخل ينظر إلي متعجباً , و من خلفه دانييل : حسنـاً...
اقترب أبي مني و قلت وأنا أمد السماعة إليه : أنها ليندآ فرانس , تريد الكلام معك ..
حمدا لله أن لوك غادر و لم يرني اتكلم بهذه اللهجة مع اخته ××"!.
أخذ والدي السماعة بعبوس و رد : مرحبـا ....
فقررت أن أخرج كي اجعله يتحدث براحته .. مررت من جانب دانييل و نظرت للمطبخ حيث كانت تيّرآ تهتم بـ جيني و معها ليونارد الذي يحيط ظهرها بذراعه .. كانا يتبسمان و ينظران لبعضهما و الطفلة بينهما تضحك...
ضيقت جبيني و عبست لا أدري لمَ , أنهما منسجمان جداً معاً ... ترى ما مدى قوة علاقتهما ...؟!




وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن