(( عودة ذو العيون !! )) ,
كنت أقضم الكعك ببرود في المطبخ و جيني على كرسيها خلفي تشد شعري و تعبث به كما تشاء بينما والدي يتحدث بالهاتف في الردهة ...
حدقت بالساعة أنها السابعة , يجب أن نغادر الآن للمدرسة .
ناديت : أبي !.
_ لحظة حبيبتي !.
عاد لمكالمته .. شدت جيني شعري بقوة هذه المرة , فتأوهت والتفت عليها , قلت موبخة :
_ أيتها ال.....
واخذتها لحجري أداعبها فتضحك بصوت عالي ثم اختطفت الكعكة من يدي لتحشرها بفمها ...
_ آآه لا كعكتي !!. جيني لقد تناولت افطارك , فدعيني آكل شيئا ما ><...
وضحكت بصوت رقيق , فجأة صمتت وأخذت تحدق خلفي بشكل واضح !.
خفق قلبي قلقاً , ما بها الفتاة تنظر خلفي بهذا الشكل ... فلتفتُ ببطء و جيني تهمهم بهدوء و قبضتها بفمها ..
آه , لا شيء ...
كان باب المطبخ مفتوحاً على الحديقة الخلفية , الشجر هناك و الارجوحة ...
و هواء يحرك الأوراق ... لكن لا شيء..
نظرت لها وهمست : ماذا صغيرتي ؟!.
صفقت بيديها وهي تقول شارحة لي : آووو~ .. دا... دان !.
شعرت بالجمود , هل تقصد ... دان .. دانييـل ؟!.
هززت رأسي , أختي هذه ذكية جداً , و مميزة .. أنها تعرف دانييل بالطبع و استطاعت نطق اسمه تقريباً !.
بينما أنا تناديني بـ تارا >.<" !!
أتى والدي مبتسماً , و سرعان ما انطلقنا ..
حدثني بالسيارة مباشرة : كنت أكلم لوك... لديك موعد بالمشفى صغيرتي بعد يومين .
همهمت فقط ... فأكمل هو بتردد خفيف : الأمر هو ... حصولك على معلمة خاصة و سيدة تستطيعن الكلام معها براحة , ما رأيك إذن ؟!.
فهمت ما يرمي إليه , فقلت بهدوء : وماذا عن جيني ؟! أمر المعلمة محلول تقريباً أبي . لكنك تحتاج لمن يعتني بالصغيرة أثناء عملك !.
زم شفتيه ببرود وضاقت عيناه وهو ينحرف بالسيارة بهدوء في الشارع ..
أكملت بمنطقية : لا يمكنك جلب واحدة لي و مريبة آخرى لـ جيني...!.
ثم بسهولة قلت بعد صمته الغريب : السيدة فرانس تلك تبدو جيدة للأمرين .. هل نجرب ؟!.
بعد مواجهتي لصعوبة الرياضيات و الفيزياء والأحياء و غيرها أيضاً أشعر بأني محبطة جداً و غير قادرة على المضي .. فكرت بأقرب الحلول كما أن والدي يمتلك مبلغاً محترماً من المال , و هذا بفضل والده بالتبني , أو جدي الراحل ...
لم يكن قد أجابني بشأن ما قلته له بالسيارة بل قبلني على رأسي و أكمل المضي حتى المدرسة ..
قال فجأة بهمس : من ذاك الولد الذي ينظر إلينا ؟!
التفت أنا أيضا بتوتر إلى حيث ينظر , و رأيته أنه ليونارد فقط .. قلت بهدوء : ليونارد , أنه يدرس بعض الصفوف معي.
نظر نحوي أبي قليلا ثم عاد لينظر إليه , قال بدهشة : لقد ذهب !.
ثم نزل بلا اكتراث وساعدني حتى الوصول للمبنى , و رأى والدي "سيلا" و"لونا" فحيّنه بمرح و سعد هو لوجود صحبة لي ..
في هذا اليوم كان ليونارد معي بكل الصفوف ... لكنه يتركني مع الفتيات و لم تسنح لي الفرصة قط لمحادثته .. كان يراقبني فقط من بعيد بحرص ...!
لكن لفت انتباه لونا التي قالت مجدداً بمرح : ذلك الشاب رائع !, هل أنت واثقة بأن والدك لم يوظفه خلسة لأجل الاهتمام بك !.
تنهدت سيلا : ليت أبي يفعل هذا....!
قلت بهدوء : يا فتيات , أنه حتى لا يتحدث إلي كثيراً ..
قالت لونا بعيون واسعة : و هذا هو الرائع , الفتية الغامضون !.
زممت شفتي ببرود و شربت عصيري , بينما دخلت لونا و سيلا في نقاش حماسي عن الفتية بالمدرسة...
شهقت فجأة لونا بصوت مرتعب ربما : آووه من ذاااك ؟!.
و نظرنا أنا و سيلا إلى حيث تحدق بصدمة .. علقت سيلا بهمس : أنه يبدو خطير وهو صديقه كما يبدو...
ضاقت عيناي , حسنا هاهو يظهر ... "دانييـل"
يتحدث إلى ليونارد وهما شبه مختبئين قرب أحد الأعمدة في مبنى الكافتيريا هذا..
قالت لونا بحسرة : لما دائما الرائعون بعيدون بهذا الشكل...
فلكزتها سيلا قائلة بحكمة : بجانب روعته فهو يبدو مخيفاً و حاد الطباع من الأفضل أن يبقى بعيداً هكذا...
واقفتها ببرود : أجل فهو فض و أحمق و تافه لا يستحق حتى النظر أ...
شهقت الفتيات ينظرن نحوي , بينما و يالا الرعب التفت دانييـل منذ ذلك البعد لينظر إلي بحده قاتلة وقد أصبحت عيناه بلون النار الصفراء المتوهجة ...!
ابتلعت لعابي , قالت لونا بتوتر :أنه ينظر إلينا و كأنه يسمعنا , يبدو آه مستاءً ..!!.
ردت سيلا وهي تحدق بي بعون واسعة : عندما شتمته التفت وكأنه سمعك !. لكن هذا مستحيل صحيح !.
قلت بخوف وأنا أدلت ساقي التي آلمتني فجأة و الجرس قد رنّ مرتين بشكل خافت لا يسمعه سواي . .
_ لنخرج من هنا فقط ..!
في نهاية اليوم المدرسي , كانت لونا تحاول مساعدتي في النزول من اللوح , لكن ليونارد أتى من جانبها وهو يهمس بهدوء :
_ دعي هذا لي...
حدقت به الفتاة مسحورة لقربه منها بهذا الشكل فابتعدت بتوتر وهي تنظر لقامته الطويلة الممشوقة ..
بخفة و بسهولة ثبتني بموقع جيد و وقف خلفي , همست له : شكراً .
بينما أتت سيلا و ودعتني كانت تقول الى اللقاء و عينيها تنظران إلى ليـون... وكذلك لونا نسيت أن تأخذ دفترها مني و غادرت بتردد و خجل ...
قلت بهدوء وأنا أرى الفتيات يبتعدن و يتهامسن بمرح : أود لو أكون مثلهن , أتعرف أن وجودك مربك بعض الشيء.
أجابني بلا اكتراث : المهم هو سلامتك .
_ هل أنت مصاص دِماء حقاً , تبدو بشرياً جداً .
و التفت أنظر لوجهه , ببرود همس : أني رائع في السيطرة على وجود هذا الغطاء البشري.
شعرت بخوف غريب , لكني تشجعت , قلت بهدوء : تعجبني سيطرتك هذه , أنت لا تفقد اعصابك كذلك المتقلب بين النار والجليد , ترى ماذا عنه ؟!.
تغيرت نظرة ليونارد لشيء غريب , هل بدا حذراً ؟!.
قال ببرود : ماذا ؟!.
سألت ببرائة : أعني دانييـل , أنه ليس مصاص دماء بالتأكيد... ما يكون ؟!.
قال بهدوء : لمَ لا تسألينه بنفسك ؟!.
احرجني بهذا الجواب , فتململت و قلت ببرود : أخبرني أنت أرجوك ؟!.
_ لا تهتمي لهذا ..
زممت شفتي و هززت كتفي ببرود , همست : كنت فقط أسأل هه ..
...
أتت نهاية الاسبوع أخيراً , و ذهبت لموعدي في المستشفى , رحب بنا لوك بابتسامة عريضة كالعادة ..
جلبوا لي العكازين و تدربت عليهما قليلا مع الممرضة و لوك و والدي يراقبوني .. أبليت حسناً ولم أشعر بالألم ..
بعدها أمضينا النهار بالمنزل , كان والدي يتحرك كثيراً يصعد و ينزل و جلب الأشياء و يذهب بها حقائب صناديق كتب .. زهريات .. يغير أماكنها يرتبها ..لا لشيء فقط يبدو أنه يريد الحركة كثيراً ..
و أنا و جيني نحدق به بصمت ...
بعدها أعلنت الصغيرة الشقراء أنها جائعة , فتوقف أبي عن رياضته الغريبة هذه .. و ذهبنا للمطبخ ..
فتح باب الثلاجة ثم تسمر قليلا ...
قلت بهدوء : نفذ الطعام ؟!.
رفع رأسه وأجاب متحيراً : في الواقع , لا يوجد شيء للعشاء , و طعام جيني قرب للنفاذ .. سأحضر لها زجاجة سريعة ثم ...
نظر نحوي و أكمل : يجب أن أذهب للتسوق ... لكني لا اعتقد بأني...
قاطعته بابتسامة : الساعة الثانية ظهراً أبي .. مالذي تفكر به ؟!.
_ مع هذا سأغيب ساعة .. أو أكثر بقليل و ماذا لو جيني تململت منك أ...
قلت ببرود : أنا قادرة على هذا , أننا متفقان جداً أنا و جيني نحب بعضنا ..
وكانت جيني تشد شعري بقوة و تحاول وضعه بفمها .. كل شيء تريد وضعه بفمها الكبير هذا !!
كان والدي يحدق بنا وأنا أحاول جعل الصغيرة جيدة السلوك معي و تبعد يديها الصغيرتين عن عيني وشعري... ابتسمت لأبي الذي هز رأسه و خرج من باب المطبخ ...
راقبته وهو يذهب الى ناحية السور و الباب ثم اختفى من ناظري...
عبست و قلت لـ جيني : أرأيتِ الآن يظننا كلانا طفلتين !.. توقفي عن تقطيع شعري يا فتاة فهو في حالة مزرية حقاً...
فجأة عاد أبي مبتسما و من خلفه ..
سقط فكي صدمة و قلقاً وأنا أرى دانييـل يمشي معه ببساطة و يتحدثان بشيء لا افهمه .. كان ذلك الولد بطول أبي تقريباً و كلاهما طويلان أعلى من المعروف ..
تمسكت بالعكازان بجانبي وكأني استمد القوة بهما .. بينما تلتمع عينا جيني بسعادة وهي تضع قبضتها بفمها بدلال ...
أن كان هذا ما يفكر به أبي , فجيب أن استعد ... سوف يجعل دانييل يبقى لدينا لحين عودته من التسوق ... آه يا ألهي...!
ساعة مع هذا الشاب .. ستحصل مجزرة !!.
قال والدي بسعادة تظهر في عينيه : هاي حبيبتي , لقد شاهدت دانييل يمر من هنا , أنتِ تذكرين دانييل صحيح ؟!.
سألني بابتسامة , مؤكد بأنه يتذكر صراخي ذلك اليوم...
صررت بين أسناني : أجل...
التفت أبي له و قال : سأعود بعد ساعة ..
ثم نظر لي بحنان و قال : لن أتأخر , أتودين أي شيء خاص حبيبتي ؟!.
كنت أفكر بـ رشاش قوي سريع بمئتا طلقة أو ربما قاذفة قنابل كبيرة ... أو قاتل مستأجر يريحني منه...
_ لا شيء أبي , شكراً .
وابتسمت له بحب , قبلني بين عيني بسرعة ثم عانق جيني بقوة و بعدها غادر .
رفعت بصري نحو الزائر الغير مرغوب به أبداً , كان يقف عند باب المطبخ الخارجي ببنطال جينز ازرق داكن و قميص رمادي بأكمام قصيرة أظهرت عظلاته المتصلبة .. كما ظهر أيضا لون عينيه ...
ابتلعت لعابي بصعوبة , كان بعينين صفراوين حاقدتين مشتعلتين..!!
كدت أصرخ بأبي ليعود للأنقاذ .. لكن فات الأوان ..
قامت جيني تتحرك بمقعدها الخاص بملل وهي ترفع ذراعيها الصغيرين نحوه .. كنت أراقب بقلق و صمت و فكرت يجب أن يحميني ليونارد من رفيقه هذا ...
ألقى علي بنظرة جانبية حادة , ثم اعتدل و نظر نحو جيني التي تجلس بجانبي للخلف قليلا , وابتسم لها تلك الابتسامة التي لا أدري من أين اكتسبها .. أمن أمه أو أبيه...؟!
اقترب بقامته هذه و اربكني أنا .. ثم انحنى نحو الطفلة و همس لها برقة لا أدري أيضا من أين جاءت :
_ هيه , جينـي .. تشعرين بالملل .. تعالي لنتمشى .
ثم حملها ببساطه بذراع واحدة و أنا صامته أفور من داخلي , التفت ليخرج الى الحديقة و الطفلة سعيدة تضحك بين ذراعيه ...
شهقت قائلة بصوت غريب : مهلا أين تأخذها ؟!. أنت....
تجاهلني هذا اللعين ><...
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela