عشرون_الزيارة الاخييرة...

1.1K 52 0
                                    

 [[ الزيارة الأخيرة ! ]]

أخذت انفاسي تتصاعد ساخنة في البرد القارص الذي تسلل حتى عظامي , الظلام شديد للغاية هنا , لا أرى أي شيء و كأنني معصوبة العينين .. المهم هو أن اسمع صوت قلبه , دقاته قلبه بطيئة قليلاً وهذا يرعبني.. همست باسمه قبل لحظات لكنه لم يجبني.. وكان هناك تلك العاصفة المهولة لا تزال تضرب في الخارج استطيع سماع صوتها المكتوم..
حقاً لا يخطر شيئا كهذا ببال أحد ! , هل استطيع تشبيهها بـ انهيارات ثلجية عنيفة في عالمنا...؟!

لا أريد أن ينتابني الفزع الرهيب.. ربما.. هو يريح نفسه قليلا.. لكن أخشى , أن ينام طويلاً و يضعف وعندها لن يكون بيدي شيء لاساعده .. مالذي يمكن لشخص ضعيف مثلي أن يفعل بهكذا وضع..؟!

اشعر بقلبي يطرق بقلق و قوة عكس قلبه , يا ألهي .. ساعدنا... همست مجدداً باسمه.. لكنه لم يجبني , تنفسه خافت و بطيء , ارتعشت برعب .. " دآنـــييل !! .. دآنييــل !!" هتفت باسمه بصوت أعلى وأنا اهزه قليلاً , بينما كل جسدي يرتجف بعنف ليس بسبب البرودة أنما الخوف , لا يمكنه ان يتركني مجددا !...
هممت بالصراخ باسمه مجدداً , لكن صوت ما اوقفني.. هل تخيلت أم ماذا ؟! , التفتُ ببطء حولي.. ظلام فقط.. لا شيء آخر.. و اعتقد بأننا في ثغر صغير أو مغارة مهما كانت.. ليس هنا أي شيء.. لكن انصت بشدة احاول التركيز وتجاهل صوت ضربات قلبي القوية التي تهزني قلقاً...

آوووه العاصفة توقفت..!! لا يوجد أي ضجيج في الخارج.. هذا.. جانب جيد... يجب أن اوقظ دآنييل بسرعة..
تعدلت بجلستي لاصبح أمامه تماما يدي على ركبتيه والجاكت فوقه.. امسكت بوجهه بين كفي , كم كان بارداً , رددت بقلق و شفتي ترتجفان :
_ دآنييــل .. أرجوك.. دآآن .. دآآنييــل؟!
مسحت على وجهه مراراً لعله يشعر بي لكنه ثابت تماما بلا أي حركة... لا يا ألهي.. ابقى حياً... ماذا أفعل... ماذا أفعل...؟!
شعرت بالجنون , لا اقدر على التفكير بأي شيء.. سيموت.. أنه سيموت حقاً , ماذا أفعل.. فليحدث أي شيء.. أي معجزة.. صرخت في الظلام :
_ النجدااااااااااااااة !!!... يا ألهي ... انقذوناااا... النجدااااااااة !!
تلفت في الظلمة و حولي بسرعة , لكن حتى الفتحة التي دخلنا منها لا أعرف أين تكون.. زحفت على ركبتي و لمست الصخر الصقيعية لجدران هذه المغارة... صرخت بيأس و قلبي يكاد ينفجر : سحقاً... فليساعدنا أحــــد !!!
يا ألهي كلانا هالك !!.. و كل هذا بسببي ..!! ربااه كيف أفعل الآن...!!
التفت مجدداً بخوف , لقد اضعت مكانه .. زحفت على ركبتي شاعرة بأن المكان والظلام يخنقي لا اقدر على التنفس !!.. لا اقدر على التفكير.. سأجن... سنموت...!
لمسته اخيراً فاندسست بجانبه و ضممته وأنا أناديه بقوة لعله يسمعني لعلي اعيده الان لينصحني بأي شيء للتصرف هنا.. سأفعل أي شيء للخروج.. فقط قل لي..
_ دآنييــــــــــل أنا أرجـــــوك .. أرجــوك !!.
أتعلمين كيف تعيدين لي القوى؟! فجأة ظهر هذه الكلمة بعقلي المتجمد , توقف الزمن , كلانا على حافة الموت..
همست أشجع نفسي , يجب أن تعود... يجب أن تعودي إليه أيتها القوى .. يجب أن تعودي.. يجب أن يكون بخير.. سنكون جميعا بخير... لم أقدر على العودة للتنفس و حلقي الجاف المتجمد لن يستطيع الصراخ مجدداً سيتقطع كأسوأ نزلة برد تصيبني عندما أسعل دماً..!!
مسحت على وجهه بيدي , و تشجعت لاهمس لنفسي : سيكون كل شيء بخير.. لن أجن الآن.. سنكون بخير..

وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن