هناك ذلك المصدر الغريب من البؤس ... يتدفق في الحياة ليشوبها ... لا ندري من أين يأتي ...
وما سببه لكننا نضطر بقسوة على التعامل معه ... كل على حده ....
... و بالنسبة لحياتي , فقد ظهر النبع فجأة و أنا التي ظننت أني أعيش في مثالية حياة بسيطة مثالية .....
شوه لي صفحاتي و سبب لي تعثرات كثيرة .... كان من الواضح أنني لم أتعامل معه بشكل جيد ...
لقد تسبب في تغيير صقل شخصيتي و افسد لمعانها !, و ها أنا ذا أحاول تركيب حياتي مجدداً ,
لعله يتسنى لي العيش بسلام.. بعيداً عن نبع البؤس و تيار القسوة ومن .. حولي ..------
يالا السخرية , الوضع من شدة بؤسه يدعو للضحك !, من شدة الألم تفقد الأحساس و تدور وسط هوة من الظلام ,
بلا بداية ... و لا نهاية ... ألم و تعاسة تستمر إلى الأبد ... تعايشنا معها بشكل مسكر ... نترنح بينهما ... بلا حول ولا قوة...
كان اليأس يدخل و يخرج كيفما يشاء , يصيبني لحد الاستنزاف و يقف عندما أصل إلى مرحلة الانطفاء الكلي...
أي أكون خالية من الحياة ...
و لولا والدي ... لمت منذ زمن بعيد ... و عندما كانت هناك "جيني" الصغيرة ... نقاء و براءة حقيقية ...
,,,
أخذت شهيقاً متقطعاً و أنا اشعر برئتيّ تنشقان وكأن سيكن يمر بهما .. فتوقفت بسرعة بمنتصف الطريق و الألم الحاد ضربني ,
اصابني الدوار حتى و أنا وسط هذه البركة من الظلام ... حاولت مجدداً و أنا لا أعي ما حولي ...
فقط الآلام متعددة في داخل جسدي و خارجة... زفرت أولاً ببطء .... ثم أخذت شهيقاً بطيئا قصيراً لا يكفيني ...
توقفت و أنا أشعر بألم في عيناي و ظهري كأنه منقسم نصفين ... زفرت بتعب و الحرارة تأكل وجهي....
آه لمَ عليّ المحاولة وسط هذه الآلام ! , سأترك الأمر و سأسبح في الفراغ الأسود المريح هذا...
لا أدري كم مر من الزمن دون محاولة مني لفعل شيء بسيط كالتنفس ... كنت فقط لا أفعل شيئا , و لكن الآن
هاجمتني ضربة قوية صعقت قلبي و شيء قويّ اضاء بعيني غير أني لم أرى سوى بقعة مؤلمة من الضوء الغبي
الذي اقتحم علي سباحتي وسط الظلام ... و طنين غريب ... ثم اقترب و اشتد الصوت حتى سمعت شيئا ما لا أفهمه ...
ترددت الصوت ضعيفاً بعيداً....
قلت بداخلي " آوه هذا لا يكفيني أحتاج لخارطة هنا..."
ضربة أخرى على قلبي وهذه المرة كانت قوية اهتز جسدي كله وانتفض فتأوهت رغما عني و انشقت
رئتاي بألم حاد و ظهري شعرت بأنه يتحطم ... آآه ساقاي تقتلانني و كأن عليهما تنهار السيوف !...
الطنين المزعج اشتد و اشتعل الضوء في عيني ... شعرت بالانزعاج و الألم الفظيع .. حاولت التحرك لكنني ضعيفة للغاية فلم أقدر...
. لم أقدر على المحاولة حتى...
الصوت الضعيف الذي كان قبلا ظهرت مجدداً و بوضوح سمعت صوته !!! , أنه أبي !! يناديني ... أبي ؟!...
جاءت صورته باهتة في عقلي المنهك و بصعوبة شهقت نفساً و حاولت مناداته ... لكن لا أمل ...
قطع النفس رئتيّ مجدداً....
صوت آخر ينادي ... ضربة قوية على رأسي جعلتني اصرخ بقوة متألمة , ما كان هذا ؟! تبا إلا يدعونني و شأني ؟؟!!ببطء بعد صراخي , تلاشت الضربات و انحسرت الآلام ببطء... و كان ألم ساقاي ينحصر ببطء شديد...
و أحاطني الظلام الهادئ مجدداً , و أنا رحبت به بارتياح ...
أنت تقرأ
وريـّث الظـَلام ( Just like the ocean under the moon )
Paranormalتماماً مثل المحيط تحت القمر.... للكاتبة Angela