الفصل الثانى والعشرون
بعد مرور شهر كامل ٠٠
وضع (رائد) حارس خاص من أجل (عتاب) فى الدار حتى لا يستطيع (طلال) التقرب منها أو أذيتها ولم يمل (رائد) فى محاولة استمالة قلب (عتاب) التى كانت مندهشة من تصرفته معاها وأن رجل مثله وفى وضعه الإجتماعى ينظر لفتاة مثلها بينما كل يوم يتأكد (ريان) أكثر وأكثر من أن مشاعر (رائد) ل (عتاب) صادقة لذا قرر الإنسحاب رغم الحزن الذى تملك قلبه فتلك المرة الثانية التى يعود به قلبه خائب الأمل ولكنه لم يعتقد يوماً أن علاقة (رائد) و (عتاب) ستنجح يوماً أبداً ٠٠
بينما عن (شجن) فقد ملت من تدخل (چيهان) الدائم فى حياتها هى و (وليد) وغيرتها المبالغ فيها على أبنها وكأنها قد سرقته منها ولما لم تكن بهذا الشكل فى المرة الأولى التى تزوجت فيها من (وليد) كما أنها لم تسلم من لسان (چيهان) السليط فتارة تخبرها أن تعمل فجلوسها فى المنزل بذلك الوضع سيجعل وزنها يزداد وأن (وليد) عمله دائم مع النساء ويجب أن تجعله يشتاق لها لكنها دائماً أمام وجهه أينما يأتى للمنزل مما جعل (شجن) تختنق من أسلوبها وتلميحاتها وقررت أن تعمل وليس السبب فى ذلك أن تجعل (وليد) يشتاق لها بل حتى لا تجلس مع (چيهان) مدة أكثر فى اليوم فالحل بينهم أن يتابعدا بينما (وليد) قد اختنق من كلتيهما فكل منهما تشكو من الآخرى ولكنه يعلم أن (شجن) طيبة القلب وأن والدته هى من تقوم بإستفزازها لذا يراضيها يومياً ٠٠
إما عن (أشرف) و (روفيدا) فقد كانا يتوصلا مع بعضهم البعض يومياً عبر الرسائل كى يطمئنوا على أنفسهم وظل (أشرف) يعمل فى عمله حتى يثبت ل (رائد) انه جاد عندما يتقدم لخطبة (روفيدا) ٠٠
ازالت (جميلة) الجبيرة منذ أيام وكانت تتمرن على السير مرة آخرى بعد الثقل الذى حدث فى قدمها من الحادث وقررت الذهاب إلى العمل فقد أشتاقت لرؤية (أدهم) رغم أن عقلها دائماً يقول لها أن تبتعد عنه فهى كانت أمامه منذ زمن لما يهتم الآن ولكنها استمعت لصوت قلبها و أرتدت ملابسها وأختارت فستان أحمر اللون يجعلها أشد فاتنة مع بشرتها البيضاء مطرز من الصدر بنقوش ذهبية اللون وحول خصرها حزام ذهبى اللون أيضا ووضعت حجاب بنفس لون الحزام ثم أخذت حقيبتها السوداء وقررت الذهاب للعمل فهى تشتاق بالفعل لرؤيته رغم أنها قد أتصلت به وطلبت منه أن يمد أجازتها لأسبوع آخر وشعرت من نبرة صوته بالغضب ولم تسلم من الحجر الذى يقذفه لها بين الحين والآخر وقررت أن تفاجئه قبل مرور الأسبوع ٠٠
وصلت إلى مقر الشركة ثم أتجهت حيث مكتبها فوجدت زميلتها التى سعدت بحضورها كثيراً وظلا يثرثران معاً فى أمور شتى حتى استأذنت صديقها كى تعود لمكانها الأساسى بالشركة جلست (جميلة) على مكتبها بإريحية تنتظر حضوره فلم تراه منذ أكثر من شهر تشعر وكأنه ضهر كامل لم تتعود على عدم رؤيته كل تلك المدة حتى وجدته قد دلف المكتب وكان يبدو على وجهه الضجر كأنه تلميذ ايقظته والداته للتو للذهاب إلى المدرسة غير منتبه لوجودها فقد كان متوقع أنها الأخرى التى تعمل معه وقال لها
-ابقى هتيلى ملف (رفعت الصياد) يا (تاليا) جو المكتب
ابتسمت (جميلة) وقالت
-حاضر يافندم
قالتها وهو كان على وشك أن يفتح مقبض الباب الخاص بمكتبه لكنه أنتبه إلى صوتها و كلمتها التى لا يقولها أحد غيرها له (يا فندم) هل هى حقاً أم أنه يتوهم لذا إلتف ببطئ ليصدم ببراءة وجهها وعينيها التى بلون الفيروز ونقاء بشرتها البيضاء وأناقة ملابسها المحتشمة ظلت عيناه تنظر لها يخبراه كم اشتايقه لها هى أيضاً نظرت له بلهفة فضحتها عينيها لم تستطع أن تتدلل عليه أو أن تستمع لكلام عقلها ذاك اقترب منها وقال
-مش قلتى هتقعدى الاسبوع ده كمان
زمت شفتاها بعدم رضا ثم قالت
-امشى طيب
-لا اوعى
قالها بلهفة لم تسمعها منه من قبل فابتسمت بخجل ونظرت لأسفل
-بجد ده احلى صباح عدى عليا من يوم الحادثة بتاعتك
رمشت بعينيها قليلاً وهى لا تصدق ما سمعته منه للتو فتابع هو
-رجلك كويسة ؟! لو لسه تعباكى اوديكى لدكتور
-الحمد لله احسن
ابتسم لها ثم قال
-أنا داخل مكتبى ٠٠ لو احتاجتى حاجة قوليلى
-شكراً يا فندم
ابتسم وهو يدخل إلى مكتبه فقد عادت من تلقبه ب (يافندم) ٠٠
*******************
فى ظهيرة اليوم فى وقت الغداء الخاص ب (عتاب) ذهب (رائد) إلى الدار وطلب من الأطفال أن يساعدوه فقد أعطى لكل واحد فيهم شئ يعطيه ل (عتاب) وأخبرهم أن كل واحد فيهم يعطيها ذلك الشئ حسب دوره وأن سيكون فى أنتظارهم بالخارج حفظ الأطفال ما لاقناهم إياه وخرج (رائد) من الغرفة وراقب حضورها وبعد دقائق قليلة دلفت (عتاب) للداخل لتلعب مع الأطفال فتقدمت منها فتاة وأعطتها عبوة من الشوكولا فسئلتها (عتاب)
-جبتيها منين دى يا (يارا) ؟
ابتسمت الصغيرة وغمزت لها بمشاكسة كما علمها (رائد) فعقدت (عتاب) حاجبيها بعدها اقتربت منها فتاة أخرى تحمل وردة حمراء وقدمتها لها فزمت (عتاب) شفتيها ثم قالت
-ميرسى يا حبيبتى
تقدمت الثالثة منها وفى يدها رسالة ورقية واعطتها لها فقامت (عتاب) بفتحها وقرأت محتواها
(متى سيرق قلبك لى ؟
متى سأمتلك ذلك القلب العنيد ؟
تعلمين أن لا أحد سواك يمتلك قلبى ولكنك تتدلين أكثر وأكثر رغم أنى قرأت فى عينيكى كلمة أحبك أكثر من مرة ولكن أريد سماعها بأذنى حتى يتبدد أى شك بداخلى ٠٠
سأحبك لأخر نفس لدى )
قرأت الرسالة وابتسمت وعلمت أنه لا يوجد مجنون غيره يقوم بتلك الأفعال وبعدها أقتربت منها (حفصة) وقامت بأعطائها قلادة تحمل أسم (عتاب) فابتسمت بسعادة بعدها طرق (رائد) باب الغرفة من ثم دخل وهو يحمل خاتم للخطبة واقترب منها وهو يقول
-وافقى بقى ابوس ايدك
فردد الأطفال سوياً
-اتجوزيه بقى يا ميس (عتاب)
ضحكت هى كثيراً على جنونه ثم قالت وهى تهز رأسها بالإيجاب
-موافقة
اتسعت عينان (رائد) ثم جلس بأقرب مقعد وقال
-لا جبولى حاجة مسكرة دايخ خالص
ضربته (عتاب) بخفه على كتفه وقالت
-كفاية فضايح بقى
ابتسم بها ثم قال
-موافقة بجد ؟!
-قلت اه خلاص بقى ٠٠ ويلا قوم امشى ممنوع تقعد كتير كده
-امشى ايه أنا قتيل هنا ٠٠ مش هتحرك
-قلت امشى
-ايه الكروتة دى
-يوووه امشى بقى وهبقى اكلمك فى التليفون
-طب البسى الخاتم طيب
فقالت ببداية غضب فقد استكفت منه
-ا٠٠م٠٠شى
-ماشى خلاص متزقيش
ثم خرج خارج الغرفة فوضعت (عتاب) يدها على قلبها وجلست ونظرت لكل هداياه وظهر على شفتاها إبتسامة عذبة ٠٠
******************
عاد (وليد) من العمل وقد كان يشعر بألم فى رأسه فأرتاح على الأريكة الخاصة بمنزله وجدته (شجن) على تلك الحالة فاقتربت من وسئلته
-مالك ؟!
-تعبان شوية ٠٠ حتى بفكر مروحش العيادة
-خلاص متروحش ٠٠ تحب احضرلك الغدا ؟
-ياااريت
-خلاص قوم خد شاور عقبال ما اخلص
-ماشى يا حبيبتى
اتجه هو نحو الحمام بينما ذهبت هى للمطبخ لتعد له طعام الغداء أعدت المائدة وانتظرته حتى أتى وجلس بجوارها وبدء فى تناول الطعام انتظرت حتى انتهى ثم نظر قالت
-ممكن اكلمك فى موضوع ؟
اعتاد (وليد) الفترة الأخيرة شكوى (شجن) من والداتها لذا اعتقد أن ذاك الموضوع بخصوص والداته لذا سئلها
-أمى عملت ايه المرة دى ؟ أنا هكلم ابويا اصلاً ينزل يشيل معايا أنا حاسس أنى متجوز اتنين
ابتسمت هى ثم قالت
-لالا مش بخصوص طنط
-اومال بخصوص ايه يا عاقلة
-عاوزة اشتغل
زم (وليد) شفتاه ثم قال
-لو عشان كلام ماما ٠٠ وهتتخنى وخليكى تبقى وحشاه شيلى الموضوع ده من دماغك
اتسعت عيناى (شجن) ورمشت قليلاً ثم قالت
-أنت عرفت منين أن مامتك قالتلى كده ؟
-عشان اسئلتك الفترة الاخيرة ٠٠ (وليد) أنا صحيح رياضية وبحب الجرى بس قدر حملت وولدت وتخنت هتعمل ايه ٠٠ (وليد) أنا بفكر اروح عند (أدهم) يومين يمكن اوحشك أنا حاسة أننا لما كنا منفصلين كنت وحشاك أكتر ٠٠ أنا عارفك كويس وعارف دماغك التفاهات والجنان ميمروش عليكى إلا لو حد لعب فى دماغك وبصراحة أنا امبارح كنت عند ماما وكلمتها بوضوح تبطل تلعب فى دماغك وأنى بحبك زى مانتى
ابتسمت هى وشعرت بسعادة ثم قالت
-بس ده مش السبب الرئيسى أنا حاسة عاوزة اشتغل أنا مهندسة زى بابا واخويا مشتغلش ليه وبعدين أنا مبحبش احتك بوالداتك كتير عشان لا ازعل منها ولا تزعل منى ده انسب حل
-خلاص اشتغلى مع (أدهم) فى شركة والداك
-بس أنا نفسى اجرب الشغل بارة ٠٠ (أدهم) هيبقى حنين عليا وأنا عاوزة اجرب اشتغل بارة
-اعملى اللى يريحك يا (شجن) ٠٠ أنا مش بمنعنك عن حاجة
-بحبك اووى
قالتها وهى تحتضنه وهو جالس بجواره فابتسم عليها وقبل رأسها فقالت
-ادخل ارتاح أنت ٠٠ وأنا هعملك كوباية نسكافيه
-ماشى حبيبتى
******************
عاد (طلال) إلى منزله وهو يشعر بأرهاق شديد شعر بألم فى رأسه ركضت (مايا) تجاهه وقالت
-جيت بدرى النهاردة ؟ ٠٠وحشتنى النهاردة كتير يا بابى
-إنتى كمان يا حبيبتى
قالها وهو يحتضنها وقبل رأسها فى ذلك الوقت اقتربت منهم (هانيا) بعد أن استمعت لمحرك سيارته الذى يعلن عن موعد وصوله وقالت
-جيت بدرى ليه يا حبيبى ؟
-تعبان شوية يا (هانيا) ؟!
اقتربت (هانيا) بقلق منه ثم قالت وهى تتأبط ذراعه
-مالك يا حبيبى
ابتسم لها بود ثم قال
-تعب ٠٠ إرهاق من الشغل يعنى
-طب احضرلك الغدا
-لا مش جعان
شعرت (هانيا) بحرارة تنبعث من ذراعه التى تتشبث بها فوضعت يدها على جبينه وجدت حرارته مرتفعة قليلاً
-بس أنت سخن !!
-متكبريش الموضوع
-مكبرش ايه بس ؟!
ثم قالت ل (مايا)
-اطلعى نامى فى اوضتك مع الدادة يا (مايا)
-بس أنا عاوزة اقعد مع بابى
-إنتى مش شايفة بابى تعبان ٠٠ يلا اطلعى اوضتك
اتجهت الصغيرة نحو الدرج بينما أمسكت (هانيا) ذراع (طلال) وطلبت منه الصعود لغرفتهم الخاصة وظلت بجانبه على الفراش واعدت طبق صغير به مياه باردة مع منشفة لتضعها على جبينه علها تخفض من درجة حرارته بينما شعر (طلال) بسعادة لإهتمامها به لتلك الدرجة ٠٠
****************
فى المساء أمسك (رائد) هاتفه وهو ينظر للساعة تقريباً كل دقيقة ينتظر موعد نوم الأطفال حتى يستطيع أن يتحدث إلى حبيبته التى سرقت قلبه وعندنا حان الموعد أتصل مسرعاً حتى جائه صوتها الرقيق من الجهة الآخرى
-ايه ظابط وقتك
-وحشتينى
قالها بنبرة صادقة استطاعت الدخول إلى قلبها فابتسمت وقالت له
-وأنت كمان
ظهرت ابتسامة زينت ثغره لا أرادياً ثم سئلها
-يعنى بجد إنتى موافقة تتجوزينى ؟
-ا٠٠ أيوة
-بتحبينى يا (عتاب) ؟!
قالت بنبرة غلفها الخجل
-وبعدين معاك ؟!
-ردى ع سؤالى
-مكنتش وافقت عليك لو كنت بكرهك
ابتسم على مرواغتها تلك وقرر مجارتها
-يعنى ده اعتراف غير مباشر
-تقدر تقول أيوة
-طب تحبى تعيشى فين بعد الجواز ؟!
-أنت ليه متسرع
-وليه منتجوزش ع طول مادام بنحب بعض
-أنت فى حاجات كتير متعرفهاش عنى لازم تعرفها
-مش لازم ٠٠ أنا هحاسبك من يوم ما ملكتك ميهمنيش أى شئ قبل كده
قالها ربما ليثبت لنفسه انه قد بدء صفحة جديدة معها وليس بحاجة لنبش الماضى بشئ يخصه أو يخصها لكنها قالت له
-بس أنا مش هبقى مرتاحة إلا لما احكى
تشنجت أعصاب وجهه وأغمض عيناه فتابعت هى
-فى كلام كتير عاوزة اقولهولك
-ماشى
-ممكن نخرج فى يوم أنت فاضى فيه وأنا استأذن من الدار
أجابها بإستسلام
-حاضر
-يلا تصبح ع خير
-وإنتى من أهله يا حبيبتى
أغلق الهاتف ثم اتكأ على فراشه وهو يتذكر كل ما حدث بينهم من قبل وأن قال لها مؤكد لن تغفر له أغمض عيناه ونزلت دمعة حارقة على وجهه ٠٠
على الجهة الآخرى احتضنت هى الهاتف ثم اتكئت على فراشها وهى تقول بنبرة خافتة
-بحبك ٠٠
*****************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
شعر (أدهم) بأنه يريد التحدث مع (جميلة) فهو بالفعل لا يفهم مشاعره كيف تحركت لها لهذا الحد وهو ليس برجل يتعلق بأى أنثى يراها هو فقط يشعر بمشاعر مضطربة غير موزونة أمامها لم لا يكن صريحاً او شجعاً بما يكفى حتى يخبرها بشعوره خرج خارج مكتبه ووجدها تتناول طعامها فى فترة استراحتها ابتسم وهو يشاهدها تتناول الطعام برقتها التى لم يرى مثلها لذا اقترب منها وجلس فى المقعد المقابل لمكتبها وقال
-ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
ابتلعت ريقها ثم أخذت زجاجة الماء الموضوعة على المكتب أمامها لتشرب منها قليلاً ثم قالت
-خير يافندم
حاول ترتيب أفكاره التى بداخل رأسه ثم قال
-أنا حاسس ناحيتك بشعور غريب ٠٠ شعور محستوش قبل كده
-يعنى ايه ؟
ابتلع ريقه وفرك يده ليهد ما سيقوله
-أنا دايماً طول حياتى شايف (روفيدا) هى مراتى وبس مكنتش ببص ع ست غيرها أبداً
زمت (جميلة) شفتاها ثم قالت
-وأنا مالى اصلاً
نظر فى عينيها الفيروزتين ثم قال
-م٠٠ ماهو أنا حاسس معاكى بشعور غريب اووى مشدود ليكى مبقتش اشوف أى انثى غيرك
تركت (جميلة) طعامها وسئلته دون ان تنظر له
-المطلوب منى ايه دلوقتى ؟
-يعنى اى واحد زى حالاتى كده يبقى عاوز يتجوزك مثلاً
-مرفوض
رفع (أدهم) أحدى حاجبيه وقال
-ايه ده اللى مرفوض ؟
-طلبك مرفوض ٠٠ أنا كنت قدامك يافندم من سنين ايه اللى حلى فيا دلوقتى أنا لسه زى مانا أنا عمرى ما هكون استبن فى حياتك أو حياة غيرك
عض (أدهم) شفتاه بغيظ شديد وما زاد الطين بلة ما قالته (أو حياة غيرك) هو لا يتخيل أصلاً أنها ستكون لغيره فتابعت هى
-حضرتك قلت بوضوح تام أنك عمرك ما شفت غير (روفيدا) يبقى اللى عندك ده يافندم فراغ عاطفى وحبيت تمليه باللى موجود قدامك وأنا عمرى ما هكون كده اللى عاوزنى بجد مش هيشوف غيرى
-يعنى ايه ؟
-طلبك مرفوض يافندم
-بقى عرض جوازى منك يترفض فى دقيقة و (جمال) لسه تحت النظر ؟!
-اعتقد أنا حرة اشوف ايه المناسب ليا وبعدين فى توافق كبير بينى وبين (جمال)
تشنجت عضلات وجه (أدهم) ثم قال
-نعم !! اى توافق ده ؟!
-أنه يعنى مثلاً ٠٠ نفس المستوى الأجتماعي كمان أنا اسمى (جميلة) وهو (جمال) قى توافق أكتر من كده ؟!
-(جمييييلة) !!
قالها غاضباً صارخاً مانعاً إياها من تكملة الحديث فتابعت ببرود
-فى حاجة يا فندم ؟!
-(جمال) ده مينفعكيش خالص
-وهو ايه اللى يعيبه ؟! شاب يُعتمد عليه شكلاً مش بطال بيحبنى وعمره ما اتردد فيا لحظة واحدة وعارف هو عاوز ايه لا عمره بدلنى بواحدة ولا تخيل غيرى مراته وأنا ابتديت اميل ليه
-تميلى ليه ؟!
قالها مدهوشاً أو غاضباً لا يعلم مشاعره بالظبط فأكدت هى بصورة آخرى
-أو أحبه
-تحبيه ؟! تحبيه كمان !! وده حصل أمتى وازاى
-وهو الحب ليه وقت ده بيجى لوحده
-هو صحيح بيجى لوحده بس مش للدرجة دى
-قلبى اللى اختار
زعق بها قائلاً
-اتعدلى يا (جميلة) ٠٠ إنتى متتستاهليش واحد زى (جمال) أبداً ٠٠ ا٠٠ إنتى إنتى تستاهلى واحد زيى كده
كتمت تلك الضحك التى كادت أن تفضحها ولكنها قالت بثبات
-خلاص حضرتك ممكن تعتبرنى مستقلية
-لا مستقيلة ولا زفت ٠٠ إنتى هتفضلى معايا كده ٠٠ ا٠٠ ادينى فرصة اثبتلك انى عاوزك فعلاً
-أنت مش عارف حقيقة شعورك أصلاً ٠٠ لما تعرفه قولى وإلا مش هتشوف وشى تانى
-بتهددينى ؟!
أشاحت بوجهها للجهة الآخرى فعض شفتاه بغيظ شديد ثم قال
-ماشى يا (جميلة) ٠٠ بس مش هتمشى من الشركة دى
قالها ثم توجه نحو مكتبه فزفرت هى بالضيق ثم حدثت نفسها قائلاً
-قال عمرى ما تخيلت غير (روفيدا) تبقى مراتى ٠٠ ياخى طلعت روحك وارتاح منك ومن غباوتك ٠٠
*******************
انتظر (ريان) موعد وصول (رائد) فقد أتصل به بالأمس وطلب منه أن يراه ويتحدث معه انتظره فى الحديقة الخاصة بالدار جالساً على أريكة وصل (رائد) كما وعده كى يتحدث معه رأه على الأريكة فشعر بتوتر كبير فهو يعلم الموضوع الذى يريده من أجله جلس على الأريكة بجواره فوجه (ريان) نظره له ثم قال
-ايه مش كفاية كده بقى ؟!
ابتلع (رائد) ريقه ثم قال
-مش قادر ٠٠ مش عارفة اقولها
-لحد كده وكفاية كفاية اوووى يا (رائد) ده الوقت المناسب اللى تكلم فيه (عتاب) مش هسمحلك تخدعها أكتر من كده
-أنا مبخدعهاش ٠٠ أنا بحبها فعلاً
-يا تصارحها يا تسيبها
-أنت انانى
-أنا برده اللى أنانى يا (رائد)
-ايوة ٠٠ عشان أنت متأكد أنها عمرها ما هتسامحنى وهتبقى أنت الصدر الحنين اللى بتجرى عليه منى أنت عاوزنى اقولها النهاردة قبل بكرة عشان تخلص منى ومبقاش واقف فى النص بينكوا
اغمض (ريان) عيناه لدقيقة ثم قال
-عاوز تشوفنى بالبشاعة دى من حقك ٠٠ بس حط فى إعتبارك أن أنا كمان حبيتها زى مانت حبيتها أنا كمان من حقى استغل أى فرصة عشان ابقى جنبها أنا مبعملش حاجة غلط بحب واحدة وعاوز اقف جنبها بس أنا غيرك يا (رائد) أنا سايباها هى تختار وتجرب مش بفرض عليها حبى زى مانت ما بتعمل
-أنا مش هقولها
-هديك فرصة اسبوع بحاله تكون قولتلها لو مقولتلهاش مضطر أنا اقولها الموضوع مش بس أنى بحبها الموضوع أنى دكتورها ومنفعش اخدعها ٠٠ أنى إنسان وليا قلب ومقدرش اشوف المسكينة دى أنت بتلعب بمشاعرها أنت لازم تحكلها كل حاجة وليه خدعتها وعملت نفسك (فضل)
عض (رائد) شفتاه بغيظ تماماً بينما توقفت هى خلف الشجرة التى خلف الأريكة التى يجلسون عليها ووضعت يدها على فمها فلم تكن تتخيل ما سمعته للتو ٠٠#عتاب