الفصل الرابع والثلاثون

5.1K 155 7
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

شعرت (عتاب) بغضب شديد يمتلكها من أنه يقف أمامها بتلك الجرئة وكأنه لم يفعل شئ لم تشعر بالغضب وحده بل شعرت أيضاً بالخوف فهو من دبر لكل شئ من يعلم لما يأتى الآن ويقف أمامها بتلك الجرئة وما السبب ورائه لذا همت لتغلق باب الشقة لكنه وضع كف يده على الباب مانعاً إياها من إغلاقه وهو يتحدث بذوق وبطريقة ودودة للغاية
-لو سمحت عاوز اتكلم معاكى شوية بس
-أنا مفيش بينى وبينك كلام
قالتها  بطريقة عدائية للغاية لكنه تفهم موقفها جيداً لذا قال
-ليكى حق تخافى منى ومتبقيش ٠٠
قاطعته قائلة بقوة مصطنعة
-أنا مش خايفة منك
ابتسم لها ابتسامة ودودة ثم قال
-يبقى مش عاوزة تكلمى معايا وده حقك ومحدش يقدر ينكر حقك أبداً ٠٠ بس مادام إنتى مش خايفة منى اعتقد عشر دقايق من وقتك مش كتير كل الحكاية كلمتين وهخرج أنا جاى لوحدى حتى (رائد) ميعرفش أنى هنا لو حابة نروح نتكلم عنده عشان تطمنى ٠٠
وجدها تفتح باب الشقة على مصرعيه وتنحا جانباً كى يدخل لذا دلف للداخل دون أن يكمل عبارته دلفت خلفه وهى تشعر بمشاعر مضطربة عدم طمئنينة وخوف ولكن تباً لقلبها الغبى الذى يقول له هو بالتأكيد نادم وسيعتذر ابتسمت بسخرية على تلك الأفكار التى تنبع من قلبها بالتأكيد هذا ليس عقلها أو أنها لا تمتلك واحداً من الأساس تركت باب الشقة مفتوح مع ثم جعلته يجلس وجلست أمامه وجدته بدء فى الحديث
-كلنا ضحية ٠٠ ضحية ل (عاصم) وكدبه أنا صدقته لما قالى أنه بقى مدمن بعد ما سبتيه بس صدقينى أنا كنت متخيل أنى باخد حق أخويا أنا وإنتى  بطريقة أو بتانية مسئولين عن موت (عاصم) أنا اتعاملت معاه كأنى بنك مش أكتر مقومتش بدور الأب كما يجب
قاطعته قائلة
-بس ده مش دورك أنت أخوه
ثم عضت شفتاها تباً لما تقول ذلك اتشفق عليه ابتسم (طلال) ثم قال
-ليهم حق يحبوكى هما الاتنين كده واحد انتحر والتانى اتجنن
نظرت لأسفل وهى تشعر بالخجل فتابع هو
-أنا مش بحملك المسئولية فى النهاية ده قدره ومصيره وهو اللى اختار أنا مكنتش أب ولا أخ حتى وإنتى مقمتيش برده بدور الحبيبة لما فكرت بعقلى قلت هلومها ليه وأنا زيها بس المهم مش ده اللى جاى علشانه
انتبهت (عتاب) لما سيقوله فتابع هو
-أنا ندمان فعلاً وبتمنى أنك تسامحيني لكن مش عاوزك تاخدى (رائد) بذنبى أنا ع اد مانا هادى وصبور ومتعقل إلى حد ما بس موت (عاصم) ذبذب فيا حاجات كتير خلانى مفكرش بعقلى أو بتأنى كالعادة ظلمتك وظلمت (رائد) عشان كده إنتى ليكى الحرية تسامحيني أو لا بس أرجوكى (رائد) بيحبك بجد وأنا مش مستعد أخسر (رائد) زى ما خسرت (عاصم) مش مسئلة أنه ينتحر بس (رائد) بقى معزول عن الناس تماماً حتى شغله مش بيروحه حياته مش عايشها أنا جتلك هنا لأنى واثق أنك بتحبيه أرجوكى اديله فرصة ولو مش عاوزنى فى حياتكوا أنا مستعد ابعد تماماً ومحدش هيشوف وشى تانى لا إنتى ولا هو بس تسامحيه
أخذت (عتاب) نفس عميق ووجدته نهض عن مجلسه فرفعت رأسها له ابتسم لها تلك الأبتسامة الودودة ثم قال
-عن أذنك ٠٠ أرجوكى فكرى كويس فى اللى قلته
قالها ثم اتجه نحو باب الشقة خارجاً منها بينما ظلت هى تنظر له وهى لا تعلم ماذا عليها أن تفعل بشأنه ٠٠
**********************
فى المساء بعد أن عاد (وليد) من العيادة الخاصة به  للمنزل وبعد تناوله للعشاء مع (شجن) خلدت هى للنوم بينما كان (وليد) يجلس يتصفح مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة به استمعت (شجن) وهى نائمة إلى صوت رسائل متعددة تأتيه وهو يجيب عنها شعرت بغرابة وزمت شفتاها وقالت ربما مريضة لديه ولكن طالت تلك الرسائل قرابة النصف ساعة لذا اعتدلت من أعلى الفراش ونظرت له وجدته يبتسم لها فسئلته
-ايه اللى مسهرك لحد دلوقتى ؟!
-مفيش ٠٠ كنت هنام أصلاً
قالها وهو يضع الهاتف الخاص به أعلى الكوميدين فهزت (شجن) رأسها بالإيجاب ونامت بجواره لكنها لم تكن تشعر براحة من كثرة تلك الرسائل صحيح هى تثق به ثقة عمياء ولكن ماضى (وليد) لا يستحق تلك الثقة زفرت بضيق ثم وضعت الغطاء فوق رأسها لتخلد للنوم لم تشعر برغبة فى النوم من كثرة التفكير وكانت تنفى أى فكرة سيئة خطرت فى رأسها لأنها تثق به (وليد) لا يحبها فقط بل يعشقها لكنها استمعت إلى صوت رسالة مرة آخرى زفرت بضيق ثم نظرت إلى (وليد) وهمت لتوبخه وتستفهم عن تلك الرسائل فوجدته نائم ضيقت عينيها نحوه ثم نظرت نحو الهاتف وفكرت قليلاً ثم هزت كتفيها بلا مبالاة وهى تقول محدثة نفسها
-أنا مراته وده حقى مش بعمل حاجة غلط
بعدها مدت يدها لتأخذ الهاتف من أعلى (الكوميدين) الذى بجواره ثم بدئت تتصفح تلك الرسائل حتى اتسعت عينيها وهى لا تصدق ما تقرأه فقامت بإيقاظه وهى تقول
-أنت يا بيه ٠٠ أنت يا أستاذ
فتح (وليد) عينيه ببطئ وهو يقول
-فى ايه يا حبيبتى ؟
-حبيبتك !!
قالتها بسخرية ففرك هو عينيه وقال
-فى ايه يا (شجن) ؟!
-البنت دى بتبعتلك رسايل ليه وأنت بترد كأنه شئ عادى أنها تراسلك !!
-بنت مين ؟!
-بنت صاحبة مامتك دى الصغيرة اللى بتقولك يا (وليد)
ابتسم (وليد) ثم هز رأسه بآسى وقال
-يا ستى دى بتسئل ع مراجع و ٠٠
-ياااادى المراجع اللى مش بتخلص دى !! لا وكاتبالك اخر رسالة لما مردتش عليها ايه ده أنت نمت ولا ايه وأنا بكلمك
-سيبك منها يا (شجن) دى عيلة تافهة
نهضت (شجن) من أعلى الفراش ثم اتجهت نحو الخزانة الخاصة بها وانتقت ملابس لترتديها فاسرع (وليد) نحوها وهو يقول
-إنتى رايحة فين فى وقت زى ده !!
-بص بقى سبنى فى حالى عشان أنا قرفانة بجد بجد ومش طايقة اقعد معاك
-هى هرمونات الحمل هتبخ فيا ولا ايه !! أنا عملت ايه بس يا (شجن) ردودى عليها مقتصرة وإنتى شفتى بنفسك
لم تستطع أن تتناقش معه فى تلك النقطة فهو محق لكنها لا تطيق النظر فى وجهه فقالت
-أوعى من وشى أنا هبات عند طنط ارتحت مش سايبة البيت يعنى
هدء (وليد) قليلاً ولكنه حاول منعها بلطف
-واهون عليكى ابات لوحدى
-اه تهون عادى أنت مش صغير
-يادى الدبش اللى بينزل من بوقك إنتى وعيلتك
نظرت له بحدة ثم قالت
-معلش اصلى مش بعرف اتمايص
ثم أخذت ملابس منزلية آخرى أكثر حشمة وذهبت لغرفة آخرى كى تبدل ملابسها انتظرها (وليد) بالخارج وجدها ارتدت ملابسها وذاهبة نحو الباب
-طب حقك عليا يا (شجن) طب أنا آسف
أجابته وهى تشعر بحزن كبير
-سبنى أرجوك أنا مضايقة شوية محتاجة اقعد بعيد شوية
تركها كما تريد فخرجت هى من الشقة واتجهت نحو منزل والدته وطرقت باب  الشقة حتى فتحت لها (چيهان) الباب فانفجرت (شجن) فى البكاء وارتمت فى احضان (چيهان) دون أن تتحدث حاولت (چيهان) أن تهون عليها ثم إدخلتها للداخل وجعلتها تجلس وجلست بجوارها ثم سئلتها
-حصل ايه ؟
لم تكن (شجن) تعرف ماذا عليها أن تقول اتقول أنها تشعر بغيرة شديدة على (وليد) تلك هى المرة الأولى التى تشعر بها أنها لا تحكم عقلها بالأمر لا يوجد داعى للغيرة ولكن مجرد رؤيته يتحدث مع تلك الفتاة يثير غيرتها وجنونها لم تستطع أن تخبر (چيهان) بشئ فأن قالت لها ذلك بالتأكيد ستضحك عليها كررت (چيهان) سؤالها
-مالك يا بنتى ؟!
-م٠٠ مفيش
-مفيش ازاى يعنى ٠٠ قولى متتعبيش قلبى
مسحت (شجن) دموعها ثم قالت
-اتخانقت مع (وليد) شوية وممكن ابات عندك ؟!
-عملك ايه الواد ده ؟! مد ايده تانى ؟!
هزت (شجن) رأسها بالنفى ولم تعرف بماذا تجيب عليها ولكنها قالت بالنهاية
-رجعت تعبانة من الشغل ونمت ومعملتش اكل فزعل بس
-ايه ؟! بس هو عارف أنك حامل و ٠٠
-معرفش بقى هو ده اللى حصل
علمت (چيهان) أنها تكذب فليس من المعقول  أن (وليد) تشاجر معها لذلك السبب لذا قالت وهى تربت  على كتفيها
-طب ريحى نفسك يا حبيبتى وأنا الصبح هعرفه أدبه كويس
-ملوش لزوم يا طنط لالا
قالتها (شجن) خوفاً من أن يفتضح أمرها فقالت لها (چيهان)
-قومى ريحى يا بنتى دلوقتى والصبح ربنا يحلها
ابتلعت (شجن) ريقها ولكنها دلفت للغرفة الخاصة ب (وليد) قبل أن تتزوجه ابتسمت وهى تشعر بدفئه الخاص حتى داخل غرفته ثم اتكأت على الفراش واحتضنت الوسادة وهى تقول
-مش عيب أنى اغير عليه ٠٠ بس مش عاوزة اعترف بده
زفرت بضيق ثم اغمضت عينيها لتنعم بنوم هادئ وهى تفكر كيف ستجعل حماتها لا تتحدث فى هذا الأمر فأن فعلت سيكون مظهرها أمام (وليد) و (چيهان) سئ للغاية ٠٠
********************
فى الصباح ٠٠
استيقظت (شجن) من النوم ارتدت ملابسها واستعدت للذهاب إلى العمل ولكن حين خرجت من غرفة (وليد) وجدت (چيهان) تعد مائدة الطعام فشعرت بالخجل من نفسها واقتربت نحوها فربتت (چيهان) على كتفيها ثم اجلستها على المائدة دون أن تحدث وأخبرتها أنها ستذهب إلى (وليد) كى تتحدث معه فيما حدث بالأمس اغمضت (شجن) عينيهاثم عضت شفتاها وقد شعرت بأن أمرها سينكشف لذا قالت مسرعة
-خليكى يا طنط ملوش لازوم أصلاً و ٠٠
لم تنتبه (چيهان) لها ثم ذهبت لشقة (وليد) وطرقت باب الشقة وفى خلال ثوان كان (وليد) يفتح لها فابتسم لها وهو يقول
-صباح الفل يا ماما
-أنت مزعل مراتك ليه ؟!
-مزعلتهاش يا ماما و ٠٠
وجد (شجن) تتقدم نحوهم وقاطعت حديثها قائلة
-خلاص يا طنط هو برده من حقه يجى يلاقى الأكل معمول
رفع (وليد) أحدى حاجبيه بدهشة فقالت والداته
-بقى تزعل مراتك عشان معملتش أكل امبارح
اتسعت أعين (وليد) دهشة بينما نظرت (شجن) حولها  وشعرت بالخوف من أن يراهم أحد لذا قالت
-ط٠٠ طب ندخل فى أى حتة نتكلم كده المنظر مش لطيف
تحدثت (چيهان) قائلة
-تعالى ورايا يا ولد
ثم أتجهت نحو شقتها وتبعها كلاً من (وليد) و (شجن) الذى نغز (شجن) ورفع احدى حاجبيه لها مستفهماً ما يحدث فرفعت هى كتفاها ثم نظرت له بتوسل كى يمر الأمر بسلام فزفر بضيق حتى أغلقوا باب الشقة عليهم ودلفوا للداخل فقالت (چيهان)
-اى كان السبب مينفعش تزعل مراتك وهى حامل كده
-يا ماما ٠٠
قاطعته قائلة
-اعتذر لمراتك
صر (وليد) على أسنانه ثم قال
-أنا آسف
نظرت لهم (چيهان) ثم قالت
-أنا هروح ع السفرة متجيش تاكل إلا ومراتك فى ايديك
هز (وليد) رأسه بالإيجاب وعندما اختفت والدته من أمامه اقترب من (شجن) وقبل رأسها ثم قال
-أنا عملت ايه طيب
نظرت له نظرة طويلة ثم قالت
-لو طلبت منك طلب ممكن تنفذه من غير نقاش
-ع حسب يعنى
زمت شفتاها بضيق واشاحت بوجهها للأتجاه الأخر مما جعله يقول
-طب هو ايه قولى طيب
-هتنفذه ؟
-هنفذه يا ستى
-تمسح رقم (ايمى) دى من عندك وتعملها بلوك عشان متكلمكش تانى
نظر لها نظرة طويلة ثم ابتسم وسئلها
-هو ده اللى مزعلك ؟
-أرجوك قلت من غير نقاش
هز رأسه بآسى ثم قال
-حاضر يا (شجن)
-أنا فاهمة أنك فاهم بس أنا بضايق منها بجد مهما كان عقلى كبير أنت خط أحمر مينفعش اشوف كده واسكت وأنا عارفة أن نظراتها ليك واحدة معجبة
علم أنها تشعر بالغيرة والخجل من أن تقول هذا صراحة لذا اخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم قام بحظر تلك الفتاة
-حظرتها وأى طلب من النوع ده أنا تحت أمرك
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-أنا بحبك أووووووى يا (وليد)
ضمها هو نحو صدره ثم قبل رأسها وقال بمشاكسة
-طب يلا عشان أنا ع لحم بطنى من امبارح اصل مراتى معملتش أكل وأنا ضربتها
ضحكت هى كثيراً عليه فشاركها الضحك ثم اقتربوا من المائدة ولاحظت (چيهان) سعادتهم سوياً فدعت الله أن يدوم حبهم هكذا للأبد ثم جلسوا وبدئوا فى تناول طعام الأفطار معاً ٠٠
*******************
فى عصر اليوم ٠٠
وصلت (ريما) إلى الفندق فى شرم الشيخ ثم قامت بالأتصال ب (شادى) وطلبت منه أن يحضر إلى مكتبها فذهب لها وهو يتوعد لتلك الفتاة التى لغت موعد الأمس دون حتى أخباره فى خلال نصف ساعة دلف (شادى) المكتب الخاص ب (ريما) فقابلته بابتسامة ودودة قابلها هو بخشونة ثم قال بجفاء
-افتكر ميعادنا كان امبارح مش كده يا آنسة
ابتلعت (ريما) ريقها ثم قالت
-معلش حصل ظرف عندى خلانى آأجل المقابلة و ٠٠
-من غير حتى ما تبلغينى ؟! كان ممكن تقوليلى ع الأقل مضيعش يوم فى السفر هنا أنا جاى هنا عشان شغل مش عشان اتفسح
شعرت (ريما) بطريقته العدائية فزمت شفتاها ثم عقدت يدها نحو صدرها وقالت
-لو ع الفلوس هزودك
اتسعت أعين (شادى) من وقاحتها فقال
-أنا مش هرد عليكى عشان اللى زيك مبيحسبش أى شئ غير بالفلوس
-المهم اتفضل اقعد عشان اوريك الاماكن اللى هتعيد تصاميمها
شعر (شادى) ببرودها التام وعجرفتها اللامتنهاية لذا قال ببرود
-ده كان امبارح اما النهاردة أنا مش فاضى ويستحسن تحددى معايا ميعاد من أول وجديد
قالها ثم أتجه نحو باب المكتب خارجاً منه وسط ذهول (ريما) وتمتمت قائلة
-شايف نفسه ع ايه ده !!
*********************
ظل (رائد) ذاهباً أتياً بالغرفة فمنذ أن وجد (طلال) يخرج من العقار بالأمس وهو يقف فى الشرفة علم أنه كان فى منزل (عتاب) ولا يعرف سر زيارته لها لم يستطع النوم طوال الليل وحاول السيطرة على نفسه منذ الصباح ولكن بدون جدوى لذا قرر أن يذهب إليها وليحدث ما يحدث فالفضول سيقتله لذا ذهب مسرعاً نحو منزلها وظل يطرق باب الشقة استمعت (عتاب) لصوت أحدهم يطرق باب الشقة فأتجهت نحو الباب لتفتحه رفعت أحدى حاجبيها وهى تراه أمامها وقالت
-أنت !! ٠٠ ايه جابك هنا ؟!
ابتلع ريقه ثم قال
-عاوز اتكلم معاكى شوية
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت بكبرياء
-بخصوص ايه ؟
-عدينى يا (عتاب) أنا ع اخرى
زفرت بضيق ثم افسحت المجال له ليدخل ثم تركت باب الشقة مفتوح وقالت
-مش مستعدة اخسر سمعتى هنا كمان
قالتها وهى تتجه نحوه نحو الداخل فنظر هو فى عينيها وقال
-(طلال) كان بيعمل ايه عندك امبارح ؟!
-والله انتوا اخوات فى بعض ما تسئله
-أنا بسئلك أنتى
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-بيعتذر عن اللى عملتوه
-وده يخليه يجيلك فى وقت متأخر زى ده
حاولت أن تخفى تلك البسمة التى لاحت على شفتاها بعدما استشعرت غيرته ثم حدثته
-ما واضح أن أنتوا التلاتة ناويين تخربوا سمعتى
-(عتااااااب)
زفرت بضيق ثم قالت
-عاوز ايه تانى يلا امشى بقى
-أنا عاوز اعرف كلامكوا بالتفصيل
-ليه ؟!
-اهو كده انطقى
-جاه قعد اعتذرلى وقالى أنه ندمان ع كل اللى حصل وبعدين قالى ليهم حق يحبوكى بالطريقة دى وبس ومشى
قالتها قاصدة إشعال غيرته اتسعت أعين (رائد) وقالت
-افندم !!
ابتسمت حيث نالت ما أرادت  ثم هزت كتفاها بلا مبالاة
-قال كده هو كمان طيب بصراحة
-طيب !! إنتى سامحتيه
-بفكر
-نعم وأنا ؟! أنا ايه نظامى
-خايفة اصدقك وتخذلنى أنا معنديش ثقة فيك يا (رائد)
-صدقينى المرة دى لو كنت عاوز اتمادى كنت اتماديت
-اللى وقفك (ريان)
-مش هو صدقينى ضميرى كان تاعبنى
أخذت نفس عميق ثم قالت
-أنا عارفة ٠٠ عارفة كويس أنك بتعمل المستحيل عشان تخلينى ارجعلك بس هصدقك وع أساس أنى مصدقاك هرجعلك بس اليوم اللى تخذلنى فيه يا (رائد) هتشوف ٠٠
قاطعها قائلاً
-مش هخذلك أبداً
قالها وهو يقترب منها فعادت هى للخلف وقالت محذرة
-امشى ع شقتك بقى الكلام انتهى
-ايه ؟! ّيا شيخة حرام عليكى موحشتكيش ؟!
-بس مش هنا ومش بالطريقة دى أحنا لوحدنا اتفضل امشى ومتخلنيش اكلمك غير لما خالتو توافق عليك
-افندم !!
-خالتو اهم منى لو خالتو وافقت أنا هوافق
سئلها متلعثماً
-و٠٠ وهى خالتك عارفة اللى حصل ؟!
-للأسف لا ومش هقولها لأنى لو قلت ليها واثقة انها هترفض بس عموماً ياريت تتفضل قبل ما حد ينزل و يشوفنا
هز رأسه بتفهم كان يريد معانقتها فقط وأن يشعر بوجودها معه ولكنه عاهد الله انه لن يمسسها بسوء أو غيره حتى يتزوجها فخرج من الشقة فاسرعت هى خلفه واغلقت الباب مسرعة وبدئت تأخذ أنفاسها المضطربة ٠٠
*******************
طرقت (ندا) باب الغرفة الخاص بشقيقتها لم تسمع إجابة منها ففتحت باب الغرفة وجدتها متكأة على فراشها صامتة كالعادة فشعرت بالحزن على حالها الذى يتحول من سئ لأسوء فاقتربت منها وجلست أمامها على الفراش وأمسكت يدها بحنان وقالت
-ايه هتفضلى كده لحد امتى من ساعتها مروحتيش ولا درس
-وهروح ازاى من غيرها !!
-يا حبيبتى ادعيلها بالرحمة و ٠٠
قاطعتها قائلة
-بدعيلها بس هى وحشتنى ٠٠ نفسى فى يوم واحد اقضيه معاها مش عارفة
شعرت (ندا) بالحزن على شقيقتها ثم احتضنتها بينما كانت (نور) كالجماد لا تتحرك استمعت (ندا) لصوت الهاتف الخاص بها فاخرجته من جيب بنطالها واجابت وهى تخرج من الغرفة
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ٠٠ عندى ليكى خبر حلو اوى ؟
-خير ؟!
-أنا رجعت ل (رائد) وسمعت كلامكوا
-مبروووك يا حبيبتى
قالتها بنبرة يشوبها الحزن فسئلتها (عتاب)
-مالك يا بنتى ؟
-تعبت (نور) حالتها بتسوء لا بتخرج ولا بتاكل ورافضة تروح الدروس لأن (بوسى) مش معاها
شعرت (عتاب) بالحزن على حالها ثم اقترحت عليها
-ليه متجبيهاش العيادة عند (ريان) جربى
-دكتور نفسى لا
-مفيهاش حاجة مهياش مجنونة مانا كنت بتعالج
-فى فرق إنتى مكنتيش مجنونة هما اللى عملوا فيكى كده
-اين كان أنا مش شايفة فيها شئ بدل ما تخسرى أختك هيتكلم معاها شوية
فكرت (ندا) قليلاً ثم قالت
-ماشى هفكر
-ماشى
*********************
فى المساء ذهب (رائد) إلى العيادة كى يمر عليها يوصلها إلى المنزل وقف بخارج الشقة الخاصة بالعيادة فوجد (ريان) يخرج من غرفة مكتبه وهو يقول
-ها مش يلا عشان اوصلك بقى
ابتسمت (عتاب) له ثم قالت
-اه يلا
فى تلك اللحظة دلف (رائد) وهو ينظر إلى (ريان) بضيق يحمل الكثير من الغيرة
-لا لحد كده بقى ودورك انتهى
تفاجأ (ريان) بوجوده بينما رفعت (عتاب) أحدى حاجبيها وقالت
-أنت ايه اللى جابك مش قلنا لما تقابل خالتو
-ماهو مينفعش اسيبك تروحى لوحدك معاه معادش ينفع خلاص
-أنت ملكش حكم عليا
نظر لهم (ريان) ببعض الدهشة وهو لا يصدق ما يسمعه الآن منهما ثم قال
-ثانية واحدة كده عشان افهم ..  أنتوا رجعتوا لبعض ؟!
نظر كلاً من (رائد) و (عتاب) إلى بعضهم البعض وظهرت ابتسامة واضحة على وجه (رائد) وهو يقول
-أيوة
-وأنا اخر من يعلم يعنى كنت مرسال الحب وبس
قالها (ريان) ببعض الضيق فارتبكت (عتاب) وقالت
-م٠٠ معلش مجاش مناسبة اقولك اصل لسه متصالحين الصبح يعنى
فشعر (رائد) بغضب شديد وسئلها
-إنتى لتبررى ليه ليه ؟! احنا احرار هو ملوش انه يعر ف أصلاً
صر (ريان) على اسنانه ثم قال
-بقى ده جزاتى
-بس أنتوا الاتنين أنا هروح لوحدى مش محتاجة حد يروحنى
قالتها (عتاب) ثم اخذت  حقيبتها من أعلى المكتب وفرت هاربة بينما اشتعلت عينان (رائد) وهو ينظر ل (ريان) لكنه ركض خلفها لكى يرى أين هى ولكنها كانت تبخرت فزفر بضيق وقرر أن يذهب لخالتها كما تريد بينما كان قد وصل (ريان) إلى الشارع لكى يستقل سيارته فربت على كتف (رائد) وهو يقول
  -تعيش وتاخد غيرها
فاضيقت عينان (رائد) ورمقه بنظرة غاضبة ثم توجه نحو سيارته ببرود فابتسم (ريان) وهز رأسه بآسى ٠٠
وصل (رائد) إلى عقار منزله وقبل أن يترجل من السيارة أخرج هاتفه ثم قام بإرسال رسالة لها فى الميعاد اليومى الذى يرسل لها فيه
(النهاردة أول ليلة نبقى مع بعض بعد فراق طويل
أوعدك أن عمرى ما هزعلك أو اغلط فى حقك
وهعيش عمرى كله أكفر عن الغلطة اللى عملتها معاكى
وهطلب منك كل ليلة أنك تسامحيني)
أرسلها ثم ترجل ليصعد الشقة الخاصة به فى تلك الأثناء قرأت (عتاب) الرسالة ثم ابتسمت واحتضنت الهاتف وهى سعيدة للغاية ٠٠
********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
كانت (روفيدا) نائمة بفراشها و استيقظت من نومها على صوت رسالة من هاتفها فركت عينيها ببطئ شديد وهى تشعر بالنعاس من ثم فتحت تلك الرسالة التى لم تكن سوى من (أشرف) ظهرت على شفتياها ابتسامة عذبة وهى ترى الرسالة منه ثم فتحتها لتقرأ محتواها
(وحشتينى جداً
نفسى الأيام تمر بقى عشان تيجى الدراسة وتبقى معايا طول النهار ومشبعش منك)
ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة وهى تقرأ تلك الرسالة ثم أرسلت له
(طب مانت هتكون برده فى الشغل)
(ملكيش دعوة هتصرف واجيلك)
(ع فكرة أنا كمان نفسى اشوفك)
(اعمل ايه فى أخوكى اللى عملى حذر تجوال ده)
ضحكت (روفيدا) كثيرا ثم كتبت له
(هخليه يعزمك أخر الأسبوع إن شاء الله عشان نشوف بعض)
(بجد)
(اعتمد عليا)
ابتسم (أشرف) وهو يقرأ رسالتها ثم هز رأسه بآسى وقال
-هعتمد مع أنى عارف أنك حيطة مايلة
********************
وصل (شادى) إلى المكتب الخاص ب (ريما) فقد شعر كم كان فظ للغاية معها لذا قرر أن يعتذر لها عما بدر منه وابلغ السكرتيرة الخاصة بها بأنه يريد مقابلتها التى بدورها دلفت للمكتب الخاص ب (ريما) لتخبرها بوجود (شادى) فشعرت الأخيرة بضيق شديد لمجرد سماع اسمه ولكنها وافقت أن تقابله بعد ثوان كان (شادى) بمكتبها فقابلته ببرود تام وابتسامة سخيفة ابتلع (شادى) ريقه ثم قال وهو يجلس بالمقعد المقابل لمكتبها
-أنا عارف أنى كنت سخيف اوى بس صدقينى أنا مش كده بس تخيلى أنى جاى من سفر لمقابلتك وحضرتك مبلغتنيش حتى أن الميعاد اتلغى
شعرت (ريما) بأنها حقاً المخطئة وهى السبب الرئيسى لثورته فى المرة الماضية ولكن هذا ليس مبرر لكى يحدثها بتلك الطريقة الجافة لذا قالت ببرود تام
-أنا مقدرة إنفعالك ولو أنه مبالغ ٠٠ بس اعتقد خلينا فى الشغل احسن شوف الميعاد عشان تروح تشوف المكان الخاص بالمول اللى هطلب من حضرتك تجدده
-من دلوقتى لو تحبى
هزت رأسها موافقة على كلامه ثم قالت
-تمام
ونهضت من مكتبه فنهض (شادى) بدوره ثم قال
-بس قبل أى شئ ياريت نبدء مع بعض صفحة جديدة
قالها وهو يمد يده لها فنظرت ليده الممدودة بتردد ولكنها صافحته بالنهاية وسحبت يدها مسرعاً وقالت
-اعتقد يلا نروح الموقع
ابتسم عليها تباً كيف كان فظ مع تلك الجميلة فجمالها لوحة فنية بارعة كما أن جسدها ممشوق للغاية كيف لرجل مثله يقدر الجمال لم يرى كل تلك الميزات وصب غضبه عليها ولكنه تمتم بداخل نفسه
-لسه قدامنا وقت برده ٠٠ اللى اتكسر يتصلح
ثم ذهب معها للموقع الخاص بالمول التجارى وعرض عليها مجموعة من التصاميم الخاصة بالمكتب الخاص بوالده وهى بدئت تنتقى الأفضل من أجل وجهة القرية السياحية الخاصة بوالداها وبعد أن انتهوا حاول (شادى) أن يدعوها للغداء لكنها اعتذرت بلباقة فهى لا تثق به لأنها لا تكون صداقات بتلك السرعة قررت أن تعود للفندق مرة آخرى وتذهب للمكتب الخاص به ولكن اثناء تجولها بقاعة الأستقبال اصطدمت بأحدهم فعادت للخلف وهى تدلك كتفها وتقول بغضب
-مش تفتح ٠٠

#عتاب

عتاب بقلم علا السعدنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن