الفصل الثالث والعشرون
نهض (ريان) من مكانه وترك (رائد) فى حيرته تلك وحينما مر بجوار الشجرة ليدلف داخل الدار أمسكت يده تلك الفتاة ووضعت يدها على فمه حتى لا يتحدث أتسعت عينان (ريان) بينما نظرت هى على الأريكة كى ترى هل رحل (رائد) أم لا وجدته هم بالوقوف وفى طريقة ليدلف إلى الداخل فسحبت (ريان) عائدة به نحو الأريكة الذى شعر بغضب شديد وتملص من يدها
-إنتى مجنونة يا ست إنتى!!
-أنا ايه اللى سمعته ده ؟!
نظر لها (ريان) بشك ثم قال
-مش إنتى صاحبة (عتاب) برده ؟
وضعت (ندا) يدها حول خصرها ثم قالت
-أيوة
ثم آشارت بسبباتها نحوه ثم قالت
-أخر حاجة اتوقعها منك أنك تضحك عليها ٠٠ ع فكرة (عتاب) من فترة بسيطة حكتلى كل حاجة وأنا عارفة كويس بس افتكرتها كانت تعبانة فعلاً وأن الزفت (رائد) ده واحد تانى ٠٠ ولمعلوماتك لو أنت وهو مقولتش هروح أنا اقولها واللى يحصل يحصل الحال المايل ده ميعجبنيش
-حيلك حيلك داخلة شمال كده ليه ؟! ٠٠ المفروض هو اللى يقولها لا أنا ولا إنتى أرجوكى متدخليش فى أى شئ محدش هيخاف ع (عتاب) أكتر منى سبيه ياخد وقته أكيد فى يوم هيقولها سيبى الباب موارب بينهم عشان لو حد فينا قالها مستحيل تسامحه ٠٠ إنتى متعرفيش أبعاد الموضوع ولا هو خدعها ليه هو كان تحت ضغط نفسى وكلنا معرضين نغلط
رفعت (ندا) أحدى حاجبيها ثم قالت
-بتدافع عنه ؟!
-عشان صدقينى معرفش لو أنا مكانه كنت عملت ايه ؟!
صمتت (ندا) لبعض الوقت ثم قالت
-هحس أنى خاينة اوووى قدامها لو مقولتش ليها
-هو هيقولها متقلقيش .. هيقولها أكيد
قالها بنبرة خافتة متمنياً أن يحدث ذلك حقاّ فظهر الحزن بوضوح على وجهها فربت يده على كتفاها بحنان فابتعدت هى مسرعة وقالت
-إيدك بعيد كده عشان مطبقهاش ليك
أتسعت عيناه وهو لا يصدق تلك الفتاة العجيبة التى أمامه ثم توجهت هى نحو الداخل تاركة إياه وسط دهشته فتمتم هو قائلاً
-بقى دى بنت !! دى واخدة تأبيدة قبل كده ٠٠
فى ذلك الوقت طلب (رائد) مقابلة (عتاب) فقد كان يفتقدها بشدة لكنه طلب منها القدوم من أجل أن يتفقا على موعد يخرجا فيه سوياً وبعد وقت قليل كانت (عتاب) قد وصلت مكتبه والبسمة على وجهها بادلها إبتسامة عذبة زينت وجهه فأغلقت باب المكتب وهى تقول برقتها المعتادة
-وحشتنى
شعر بأن قلبه قد قفز من مكانه ليحتضنها ثم قال
-وحشتينى إنتى أكتر
نظرت للأرض بخجل فتابع هو
-تحبى نخرج النهاردة زى مانتى عاوزة
اتسعت عيناها ثم هزت رأسها نافية بخوف فأندهش هو لفعلتها ثم قال
-مش إنتى اللى طلبتى ؟!
-ا٠٠ اه ٠٠ فعلاً بس ٠٠ بس مش ع طول كده محتاجة اتكلم مع (ريان) واخد رأيه الأول
لوهلة ظن ما سمعه مجرد خطأ ولكنه تدارك أنه حقيقة من هيئتها فضرب كف يده على المكتب ليصنع صوتاً عالياً وهو يقول
-ا٠٠ ايه ؟!
سئلته ببراءة
-ايه ؟! قلت حاجة غلط ؟
-هو كل حاجة (ريان) ٠٠ (ريان) ٠٠ (ريان) فى ايه يا (عتاب)
-أنت عارف (ريان) بالنسبة ليا ايه
صرخ فى وجهها قائلاً
-وأنا بالنسبة ليكى ايه يا (عتاب) ٠٠ مصباح علاء الدين اللى بيحقق طلباتك إنتى وسى (ريان)
زمت شفتاها بضيق ثم قالت
-أنت قليل الأدب ومش محترم ٠٠ وأنا ماشية
أتجهت نحو الباب لتفتحه فأسرع هو خلفها وأمسك يدها مانعاً إياها من الرحيل
-استنى بس ٠٠ ماهو شئ يعصب ٠٠ خصوصاً أنك عارفة أنه بيحبك
-طب مانا كمان بحبه
قالتها ببرائة شديدة مما جعله يرفع يديه وينظر لأعلى وهو يتحدث بغيظ شديد
-الصبر من عندك يااارب
-أنت متعصب ليه كده
-عن أذنك يا (عتاب)
-رايح فين ؟! ده مكتبك
-رايح اركب الأريال وجاى عشان لما تكلمى ع (ريان) يبقى الوضع طبيعى
وضعت يدها على فمها كاتمة تلك الضحكة فصر على أسنانه وهو يقول بغيظ
-بتضحكى
-اصلك سكر اوووى وأنت بتغير ٠٠ رغم العصبية اللى فيك
لانت ملامحه قليلاً ثم قال
-يا شيخة
-أنت عارف أنى بحبك أنت وبس لكن حبى ل (ريان) صداقة مش اكتر
عض شفتاه بغيظ شديد ثم قال
-حبك ليه برده ؟!
-طب اقولها ازاى ؟!
-متجبيش سيرته
-بس أنت عارف أنه دكتورى أو كان دكتورى هيساعدنى أقولك الكلام ده ازاى
-طب ما تقوليلى أنا ع طول ٠٠ المفروض أنا اقربلك منه
أخذت نفس عميق ثم قالت
-فى حاجات بنداريها ع القريبين مننا عشان منزعلهمش بس ممكن ناخد رأى حد غريب عشان هو شايف الرؤية من بعيد أكتر ٠٠ وبعدها صدقنى هقولك كل حاجة ومش هخبى عليك حاجة
أغمض عينيه وكأنها قد أصيبت هدف فى مرماه ثم تنحى جانباً ليبتعد عن الباب وقال
-ماشى يا حبيبتى ٠٠ فى إنتظارك وقت ما تحبى تكلمينى
ابتسمت له بسعادة ونظرت فى عينيه ونظرت للون القميص الأزرق وهى تقول
-ع فكرة اللون ده عليك جميل جداً
قالتها وركضت نحو الخارج فابتسم هو ومرر اصابع يده فى خصلات شعره عائداً بها للخلف ثم قال
-قال اسيبك قال ده أنا هعملك قرد لحد ما تسامحينى
قال جملته الأخيرة متشككاً خائفاً ثم أغمض عيناه وتنهد تنهيدة تحمل كل الألم الذى بداخله ٠٠
*******************
فى فترة الأستراحة الخاصة بتناول طعام الغداء ذهبت (عتاب) لتتناول طعامها وطلبت من (ريان) الأنضمام إليها لحاجتها فى التحدث معه بخصوص أمر ما جلسوا سوياً معاً على نفس الطاولة فى المكان المخصص لتناول الطعام وبدئت (عتاب) فى أن تقص عليه كل شئ تريد أن تقوله ل (رائد) أندهش (ريان) كثيراً بخصوص ما سمعه من (عتاب) ولكنه أخذ نفس عميق واتضحت له الصورة الآن أصبح يراها من كل زاوية والغريب أنه مازال متعاطفاً مع (رائد) بشكل كبير ولن ينكر أنه عندما رأى (رائد) لأول مرة حينما كان يتناول العشاء مع (عتاب) قد شك به من لهفته عليها عندما فقدت الوعى إعجابه السريع ب (عتاب) الذى لا يليق بشخصية مثل (رائد) لن تلفت إنتباهه موظفة لديه إلا اذا عرفها جيداً عن قرب معرفته التامة بأن (عتاب) ليست مريضة بالأصل من خلال مراقبته لها جيداً وحديثه معها إختباره ل (رائد) عندما أخبره أنها ليست بمريضة وملامح الذعر الذى ظهرت على وجهه جيداً فأصبح ورقة مكشوفة له لذا قال بهدوء شديد
-موضوع أنك كنتى بتتعالجى فى مصحة ده ماهوش عيب ده أول شئ أحب اطمنك عليه
-ع٠٠ عارفة ٠٠ بس ممكن يقول عليا مجنونة ويبعد عنى خايفة اوووى
زعق بها قائلاً
-إنتى مش مجنونة يا (عتاب) ٠٠ تأكدى من ده تماماً
أخذت نفس عميق ثم قالت
-عارف الموضوع التانى مش قلقنى زى الموضوع ده اصلاً الموضوع التانى هو ملوش حق يعرفه حاجة تافهة مش لازم يعرفها بفكر حتى مقلوش
صرخ بها (ريان) قائلاً
-أوعى ٠٠ أوعى يا (عتاب) لازم تقولى اهو الموضوع ده بالذات لازم تكلميه فيه
اندهشت (عتاب) من طريقته تلك ثم قالت
-ع٠٠ عادى مش شايفاه شئ مهم صحيح الناس بتقول عليا كلام مش كويس وسمعتي وحشة بس أنا كويسة وعمرى ما عملت حاجة غلط
تحدث (ريان) بحزم يغلفه نبرة مخيفة
-من الأحسن ليكى وليه أنك تتكلمى
ابتلعت ريقها ثم هزت رأسها بالإيجاب ٠٠
********************
وقفت (شجن) تعد مائدة الطعام وهى تشعر بسعادة كبيرة بعد أن تم قبولها فى الشركة التى تقدمت إليها فتح (وليد) باب الشقة ودلف للداخل ثم نظر لها وجد السعادة تنبعث من عينيها فقال
-ايه ده أنا هغير كده ٠٠ ممكن اعرف مين سبب السعادة دى كلها ؟!
قابلت مشاكسته تلك بإبتسامة ثم قالت
-قبلونى فى الشغل يا (وليد)
-يعنى أنا اغير من الشغل كده ولا ايه يعنى ؟!
ابتسمت بسعادة ثم اقتربت منه ووقفت على أطراف اصابعها وقبلت وجنته ثم قالت
-أانت أجمل حاجة فى حياتى وميمفعش أصلاً تغير من أى حاجة عشان أنت ملكتنى أنا وقلبى
تنحنح هو قائلاً ثم اصطنع أنه لا يستطيع الوقوف على قدماه أكثر وجلس بأقرب مقعد وقال مشاكساً إياها
-لا خلاص هيغم عليا كده
هزت رأسها بآسى ثم أمسكت يده وجعلته يقف مرة أخرى وذهبت معه إلى المائدة وهى ممسكة يده ثم جعلته يجلس على مقعد وجلست هى بجواره وبدئت فى إطعامه تارة وإطعام نفسها تارة آخرى فقال (وليد)
-ده ايه الدلع ده كله ؟! أنا حاسس أن السنة اللى قعدنها قبل كده دى سقطت من حساباتى
نغزته فى كوعه ثم قالت
-أنت رخم اوى
-لا رخم ايه ٠٠ اكلينى اكلينى ٠٠ هو باينها مفيش عيادة النهاردة
شعرت بالخجل ونظرت لأسفل فتابع هو
-لا اكلينى بجد الموضوع عجبنى اصلى مش قادر اغسل ايدى
زمن شفتاها بضيق وقالت
-نعم !!
تنحنح قائلاً
-ا٠٠ أقصد الأكل من أيدك حاجة تانية
ابتسمت ثم هزت رأسها بآسى وسئلته
-أنت بجد مش رايح العيادة ؟
-يعنى بذمتك حد يبقى قدامه اكلة حلوة والوجه الحسن وجلسة رومانسية كده ويروح عيادة
-بس بقيت تأجز منها كتير اليومين دول
-هما عارفين أنى واخد 10 سنين عسل
ابتسمت بسعادة ثم قالت
-زى ما تحب
وبدئت فى إطعامه حتى انتهوا فغمز لها (وليد) بمشاكسة وقال
-ايه بقى ؟
تصنعت عدم الفهم وقالت
-ايه ؟
-لااا مش وقت ٠٠
توقف عن حديثه عندما استمع إلى صوت جرس الباب فزفر بضيق ثم قال
-ده مين ده بقى ٠٠ مش اللى حماته بتحبه لا ده اللى أمه داعية عليه عشان وقع فى طريقى دلوقتى
ضحكت (شجن) ثم قالت
-روح افتح الباب وشوف
عض شفتاه بغيظ شديد ثم توجه ناحية الباب وفتح باب الشقة ليجد (أدهم) أمامه صر (وليد) على أسنانه وهو يقول
-هو أنت !!
-عاوزك فى موضوع مهم
-ادخل يا حبيبى ٠٠ ادخل ماهى زاطت بقى
دلف (أدهم) للداخل بينما قال (وليد) بصوت خافت
-أنا هلاقيها منك ولا من أمى
ثم دلف للداخل وجلس بجوار (أدهم) وقال
-خير
زفر (أدهم) بضيق ثم قص عليه كل شئ حدث بينه وبين (جميلة) فمسك (وليد) رأسه ثم تحدث غير مصدقاً لما حدث
-رايح تقول لواحدة المفروض أنك بتحبها أنا مكنتش متخيل غير (روفيدا) تبقى مراتى ٠٠ الرحمة ياارب لا ماهى مرارة واحدة يا (أدهم) معنديش غيرها يا حبيبى
-مش دى الحقيقة
-متخلنيش اقولك لفظ ابيح ٠٠ أنت مجنون يا بنى ٠٠ تخيل كده لو روحت قلت ل (شجن) بس البنت دى أحلى منك بس أنا بحبك إنتى ٠٠ هتضربنى بالنار وتضرب البت وتضرب أى حد فى طريقها
-ليه يعنى ؟!
-(أدهم) متبقاش غبى ٠٠ أنت بتحب (جميلة) ولا بتتسلى
-مشدود ليها
-يبقى اتلهى لحد ما تتأكد
-مش قادر ٠٠ هتوافق ع (جمال) كده
-أنت حيرتنى
-أنا ذات نفسى محتار
-طب ما تحاول تشدها ليك
-ازاى ؟
-استعبط متعرفش تستعبط ؟!
-اللى هو ازاى
-داهية فى معرفتك ٠٠ اتلحلح يا بنى كده ٠٠ مثلاً مش هى اللى نقت ليك هدومك
-اه
-قولها محتاج اشترى هدوم ومش عارف
حك (أدهم) يده فى مؤخرة ذقنه ثم قال
-تفتكر هتوافق
-ع حسب طريقتك فى الكلام ٠٠ حاوطها يا (أدهم) بإهتمامك راسالها فى التليفون ٠٠ اتكلم عن شكلها عن هدومها ٠٠ عيد ميلادك قرب اعزمها ياخى
-اعزمها ؟!
-أنت بتسئلنى ؟
-مش عارف حاسس معاها بحاجة مختلفة كده ٠٠ حاجة محستهاش قبل كده ناحية أى واحدة
-هو بغباوته ٠٠ لقد تم كسر القفل على قلبك ٠٠ أنت الآن على نظام الحب بهدلة
قالها كموظف لخدمة العملاء فى شركة للأتصالات فابتسم (أدهم) وهز رأسه بآسى بينما استمعت (شجن) إلى أخر جملة لحديق (وليد) وقالت
-لا أنا عاوزة أسمع الحكاية من الأول
ضحك (أدهم) ثم بدء فى أن يقص عليها كل شئ بخصوص (جميلة) فشعرت (شجن) بسعادة كبيرة من أجل شقيقها فحقاً يبدو أن قلبه قد أصبح مشغول الآن ٠٠
***********************
أرتدى (طلال) ملابسه واستعد للذهاب للمصحة فاستيقظت (هانيا) بسبب الضوضاء التى صدرت منه ففتحت عينيها ببطئ فلم تنم طوال الليل والنهار ظلت مستيقظة بجواره لعل حرارته تنخفض قليهلا وتعد له الطعام فقالت وهى غير مصدقة وهى تراه يقف أمام المرآة مستعدا للخروج
-ا٠٠ أنت رايح فين ؟
-المصحة ٠٠ مروحتش النهاردة خالص
-ا٠٠ أنت اتجننت يا (طلال) ؟! أنت كنت تعبان وحرارتك لسه نازلة من كم ساعة بس حرام عليك نفسك
-متقلقيش أنا كويس
وهم ليفتخ باب الغرفة فاسرعت (هانيا) ووقفت أمام باب الغرفة وقالت
-لا مش هتنزل أنت تعبان وحرارتك ممكن تترفع تانى
-ا٠٠ أنا كويس يا (هانيا)
تحدث بنبرة متعبة وعينان ذابلتان فقالت هى
-حرام عليك نفسك يا (طلال) ٠٠ عشان خاطرى لو بتحبنى متنزلش
أخذ (طلال) نفس عميق ثم هز رأسه بالإيجاب وقال
-ح٠٠ حاضر
أمسكت (هانيا) ذراعه وسحبته نحو الفراش وهى تقول
-نام ٠٠ نام ربنا يهديك
*******************
وصل (أدهم) للمنزل بدل ملابسه وصنع كوب من القهوة لأجله وذهب ليجلس على مقعد بالشرفة الخاصة بغرقته وأمسك الهاتف وفتح تطبيق (الواتس آب) ليرى الرسائل بينه وبين (جميلة) ليراها جميعها بخصوص العمل فقط لذا قام بأرسال رسالة ليشاكسها بناءا على حديث (وليد) معه
(فاضية بكرة بعد الشغل إن شاء الله ؟! )
انتظر لمدة ربع ساعة لم يأتى منها رد فألقى بالهاتف على المنضدة التى أمامه بضجر شديد ولكنه ما ألقاه حتى استمع لصوت رسالة فأخذه مرة آخرة مسرعاً ليرى رسالتها
(مش فاهمة !
ليه ؟! )
(اصلى عاوز اشترى شوية هدوم وإنتى عارفة مبعرفش اشترى لبس لوحدى وزوقى وحش فى اللبس هتيجى معايا تنقى هدومى ؟! )
زمت (جميلة) شفتاها عندما قرأت الرسالة ولكن سرعان ما تحولت لبسمة ثم أرسلت له
(أجى فين يا فندم !!
هى سايبة ؟!)
(فيها ايه يعنى ؟! )
(فيها أن حضرتك مش قريبى عشان اخرج معاك كده فى أى حتى ولو قريبى برده مش هخرج)
شعر هو بالضيق فهو يعلم أن رأسها متحجر وكان يعلم جوابها جيداً لذا أرسل لها
(عيد ميلادى هعمله فى النادى بعد بكرة إن شاء الله
هتيجى ؟! )
(افكر)
(أنا عامله فى النادى مخصوص عشانك عشان تيجى)
ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة ثم ارسلت
(مانا جيت يوم خطوبتك فى البيت عادى)
زم شفتاه ثم أرسل
(أنا عارف أن دى غير دى)
أخذت نفس عميق ثم قالت
(هاجى إن شاء الله)
ابتسم وهو يقرأ رسالتها ثم احتضن الهاتف وقال بنبرة خافتة
-بحبك ٠٠
******************
بينما كانت (عتاب) فى غرفتها فذلك موعد نومها ولكنها اشتاقت لسماع صوت (رائد) فجاءة لذا أمسكت الهاتف وقامت بالأتصال به وما أن أتاها صوته حتى قالت
-وحشتنى جداً
ابتسم ثم قال
-وإنتى كمان ٠٠ كنت بفكر فيكى
-أنا كمان
-ايه كلمتى (ريان) وحددلك الميعاد اللى تقابلينى فيه ؟
-أنت مجنون ع فكرة
-اسمها الصح غيران
-ايه رأيك بعد بكرة إن شاء الله عشان بكرة هبقى مشغولة شوية ؟!
-المشكلة بس أنه عيد ميلاد صاحبى وابن عمى بعد بكرة ؟
-خلاص نأجلها
-لا ٠٠ منأجلهاش ٠٠ تروحى معايا العيد ميلاد وبعدها نتعشا فى مطعم ونتكلم
هزت رأسها بالإيجاب وهى تقول
-ماشى
ثم ظلا يثرثران معاً فى أمور شتى حتى غلب (عتاب) النوم ونامت وهو يحدثها فابتسم هو بعد أن قام بمناداتها عدة مرات ولم تجيب علم أنها غطت بثبات عميق لذا ظهر على شفتاه إبتسامة عذبة ثم قال
-تصبحى ع خير يا حياتى ٠٠
*******************
فى يوم العيد ميلاد الخاص ب (أدهم) ذهبت (عتاب) مع (رائد) الحفل ونظرت للمكان بسعادة كبيرة فهى دوماً تحب الحفلات وتهوى مشاهدة البالونات المعلقة والزينة لمحها (رائد) تنظر بسعادة للبالونات والزينة كطفلة صغيرة لذا حاول أن يمسك يدها وهى تقف جواره نظرت له وابتسمت ثم ضربت يده بخفة فتحدث لها بمشاكسة
-لا يا شيخة
-عاوز ايه ؟
-امسك ايديك شوية ٠٠
أجابته برقة
-مينفعش
-ع فكرة أنا عامل نفسى محترم وابن ناس معاكى وبستأذنك و ٠٠
قاطعته قائلة وهى تشر بسبباتها فى وجهه
-ليه ناوى يبقى بالعافية ولا حاجة
-لا خالص ع فكرة ٠٠ أنا بقولك بس من باب العلم بالشئ
ضحكت ثم قالت وهى تهز رأسها
-مجنون
فى تلك اللحظة وضعت فتاة يدها على كتف (رائد) لينتبه بحضورها فالتف هو و (عتاب) معاً لترى امرآة أقل ما يقال عنها ملكة جمال بجسدها الذى لا تمتلكه سوى عارضة ازياء وأناقتها فى ملابسها وشعرها رغم أنه قصير إلا أنه له جاذبية لم تراها من قبل عيناها اشتعلت بغيرة واضحة وهى تجد عيون تلك الفتاة تتأمل (رائد) باشتياق وهى تقول
-وحشتنى أووووى يا (رائد)
-(ريما) !! جيتى امتى وحشتينى جداً جداً جداً
-(طلال) كلمنى عليك كتييير وقالى اجى العيد ميلاد ده وبعدين لاقيت (شجن) كلمتنى وعزمتنى اعتقد (طلال) طلب منها تعزمنى ٠٠ (شجن) مكنتش بتحبنى أصلاً عشان تعزمنى
ابتسم (رائد) وهز رأسه بآسى ثم قال
-(طلال) ده مجنون سيبك منه
ضحكت هى ثم تأملت (عتاب) التى معه بينما كانت (عتاب) تكاد تلقى بليزر من عينيها لتتخلص منها وهى واقفة تتأمل ملامح حبيبها بتلك الطريقة فقال (رائد) وهو يمسك يد (عتاب) التى لم تعترض تلك المرة كى تثبت لها أن (رائد) يخصها وحدها
-دى يا ستى بقى (عتاب) ٠٠ كلمتك عليها كتير الفترة اللى فاتت
ابتسمت لها (ريما) بود بينما نظرت (عتاب) إلى (رائد) منتظر أن يقدم تلك الفتاة لها
-دى بقى يا ستى (ريما) بنت خالتى وصديقتى وأختى كمان
زمت (عتاب) شفتاها ولكنها ابتسمت بدلوماسية وقالت
-عمره ما حكالى عنك
قالتها حتى تثبت لتلك المتطفلة أن أمرها لا يعنيه أو يعنيها فهمت (ريما) ما ترمى إليه (عتاب) لكنها لم تلقى لها بالاً وظلت تثرثر مع (رائد) كعادتهم حتى اندمج معها (رائد)ونسى تماماً أمر (عتاب) التى معه التى شعرت بغضب شديد أو بالأحرى غيرة تملكت قلبها ترقرت عيناها بالدموع وهى تراه مندمج مع (ريما) هكذا غير عابئ بوجودها فقررت الرحيل وبالفعل سارت واتجهت نحو باب القاعة لتخرج للخارج ولكن فى طريقها وهى تركض اصطدمت بمن كانت تبحث عن (أدهم) غير منتبهة لتلك الفتاة التى تركض أمامها فرفعت (عتاب) نظرها لتقول
-أ٠٠ أسف٠٠
توقفت عن إكمال كلماتها بعد أن انتبهت كل واحدة منهم للأخرى وقالا معاً بدهشة
-(جميلة) !!
-(عتاب) !!#عتاب