الفصل الثانى عشر

4.9K 171 6
                                    

الفصل الثانى عشر

نظر لها بإندهاش وهو لا يصدق ما سمعه للتو كيف لذلك الوغد أن يكون حى أن كان شخص من خيالها فلا وجود لها وأن كان حقيقى فلابد وأنه ميت الآن لذا قال لها
-فين ده ؟!
لم تجيب عليه ونهضت عن الطاولة وتقدمت لذلك الشاب الذى كان يأكل بطريقة أرستقراطية ظلت واقفة أمامه تتأمل ملامح وجهه كى تتيقن من أنه (فضل) حقاً عيناه تلك العيون تعلمها جيداً ولكن يبدو مختلفاً بعض الشئ بتلك اللحية التى اصبحت لديه ومعالمه أصبحت أكثر جدية لا تحمل أى خبث كما رأته للمرة الأولى والأخيرة لاحظ هو أن أحدهم ينظر إليه فرفع بصره ووجد تلك الفتاة أمامه ظلا ينظرون لبعضهم البعض دون أن يتفوه أى أحد منهم بكلمة للآخر حتى استكفى (رائد) من صمتها ذلك المميت وقال
-فى حاجة يا آنسة ؟!
-(فضل) أنت مش عارفنى ؟!
أرتفع حاجب (رائد) وهو لا يفهم شئ ثم قال
-نعم !! ٠٠ (فضل) مين ؟!
-أرجوك يا (فضل) متخبيش
ثم امسكت يده وقال
-تعالى قول للدكتور بتاعى أنك بجد مش وهم زى ما كلهم بيقولوا ٠٠ ا٠٠ أنا فرحانة أنك عايش اوووى مش عشانك أنت متستاهلش بس عشان أنا كده مقتلتش حد
رفع يدها من أعلى يده ليبعدها عنه وقال
-ايه الجنان ده يا بنتى ؟! ايه اللى بتقوليه ده أنا عمرى ما شوفتك
كان (ريان) فى تلك اللحظة مذهولاً وهو يشاهدها لذا شعر بأنه عليه التدخل فوقف وذهب تجاه (عتاب) وأمسك يدها ليجعلها تقف خلفه ونظر إلى (رائد)
-معلش أنا آسف يا فندم بس حضرتك شبه قريب ليها بس مات حصل سوء فهم
نطرت (عتاب) يد (ريان) وقالت بلهجة غاضبة
-أنا مش مجنونة ٠٠ فاهم أنا مش مجنونة ده (فضل)
ثم نظرت إلى (رائد) بتوسل
-قوله أنك (فضل)
ابتلع (رائد) ريقه  ثم وجه نظره ل (ريان)
-أنا (رائد عز الدين الشناوى) ٠٠ وممكن تسئلوا أى حد هنا أنا دايماً باجى المطعم ده
رددت (عتاب) بخفوت
-(رائد) !!!
ثم نظرت إلى (ريان) وقالت
-يعنى ايه ؟! بيقول اسمه (رائد) !! مين (رائد) ده !! اومال مين (فضل) ؟!
حينها شعرت بألم فى رأسها وكادت أن تسقط لولا أن (رائد) أسرع وأمسكها قبل أن تسقط فتلاقت عيناهم للمرة الثانية وقالت بصوت خافت له
-ش٠٠ شكراً ٠٠
ثم تحاملت ووقفت فأمسك يدها (ريان) وقال
-يلا عشان نروح ٠٠ كفاية كده
-اه فعلاً كفاية
ثم ذهبت مع (ريان) بخارج المطعم فظلت عينان (رائد) عليهما ولكن ما أن اختفوا من أمامه حتى عاد مرة آخرى ليكمل طعامه ٠٠
فى الخارج استقل كلاً من (ريان) و (عتاب) السيارة وظلت (عتاب) شاردة أمامها فقال (ريان)
-إنتى متأكدة انه (فضل) ؟!
أجابت بنفس الشرود وقالت
-مش عارفة ٠٠ هو شبهه وشبه ٠٠
-شبه مين ؟!
وجدت (عتاب) نفسها تبكى بإنيهار وقالت
-مش عارفة ٠٠ صدقنى مش عارفة  ٠٠
-إنتى شوفتيه قبل كده ؟
-مش عارفة
-وبعدين يا (عتاب) ؟! بصى هو شخصية مشهورة زى (رائد) ممكن تكونى شوفتيه فى مجلة وأعجبتى بيه وبقى عندك حالة من الهوس الشبقى أنه بقى يجيلك هلاوس أنه هو اللى بيلاحقك
-يمكن !!
شعر بأنها قد فقدت كل شئ ولا تعرف الشك من اليقين لذا قال
-أنا شايف تروحى وترتاحى أحسن ٠٠
-أنا شايفة كده برده ٠٠
قالتها فبدء (ريان) بقيادة السيارة مرة آخرى ٠٠
*****************
انتظرت (هانيا) قدوم (طلال) وهى تشعر بتوتر كبير فمنذ البارحة وهى تفكر كيف ستخبره بذلك الأمر خائفة متوترة من أن يلقى اللوم عليها وجدته يدخل من باب الغرفة فلم تنتبه لصوت سيارته حين عاد من كثرة الأفكار التى برأسها حين دخل قرأ على ملامح وجهها ذلك التوتر فقال
-فى حاجة يا (هانيا) ؟!
-محتاجة اتكلم معاك شوية ٠٠ ولا مش فاضى ؟!
علم من ذلك التوتر ان الأمر ليس بالهين لذا قال
-خير فى ايه ؟!
فركت يدها بتوتر كبير ثم ابتلعت ريقها وقالت
-فاكر لما طلبت منك نغير المدرس
-مش خلصنا من الموضوع ده
-أنت قولتلى لو عندك سبب مقنع هتغيره صح ؟
-بس إنتى قولتى سبب اهبل وبنتك طالعة الأولى وهى معاه
نظرت لأسفل لأنها خائفة من ردة فعله وأن يصب غضبه عليها وقالت
-أول مرة كنت بسئله عن البنت وعن أحوالها جاوب وبعدين قالى إنتى لبسك حلو اووى ٠٠ م٠٠ مرضتش أخذ الكلام سوى ع أنه مجاملة وساعتها (رائد) جاه واستقبلته
تشنجت عضلات (طلال) ثم قال بلهجة غاضبة
-واضح أن فى مرة تانية ؟!
-ا٠٠ اه
مرر يده على ذقنه ورقبته بعصبية شديدة وقال
-كملى
ابتلعت ريقها ونظرت مرة آخرى لأسفل
-س٠٠ّسئل على غيابك وأنه دايما مش بيشوفك و٠٠ و ٠٠ أنه يعنى لو مكانك ومراته زيى مكنش هيخرج من البيت و (مايا) قالتله ببراءة كلم بابى يهتم بيا أنا ومامى فهو قال وأنا روحت فين ٠٠ ونظراته كانت ٠٠
توقفت عن الحديث فلم تستطع شرح أكثر من ذلك فأمسك يدها بغضب وحثها على تكملة الحديث
-نظراته كانت ازاى ؟!
شعرت بألم فى ذراعها وانهارت باكية وقالت
-ز٠٠ زعقت ل (مايا) ومردتش عليه والله قولتله اتفضل امشى يعنى وقلت هنغيره بس ٠٠ بس أنت زعقتلى
شعر بتألم ذراعها وبكائها الصامت أمامه ذلك لذا خف من حدة يده وقربها له ليحتضنها وقال بنبرة بها بعض الضيق
-بتعيطى ليه دلوقتى ؟!
-ع٠٠ عشان كنت خايفة من رد فعلك يا٠٠ يا هتتعصب عليا يا هتقولى انه ميقصدش و٠٠ ودايماً بفهم الناس غلط
ظل يربت على ظهرها بحنان ثم قال
-أنا فعلا هتعصب
فشعر بخوفها بين يديه فابتسم قليلاً ثم قال
-بس عليه هو
استكانت  هى بين ذراعيه فابتسم عليها وقال
-هو ٠٠ّهو أنا مهمل اوى كده معاكى ؟!
هزت رأسها بالإيحاب فأبعدها هو عنه ورمقها بنظرة غاضبة فابتلعت ريقها وقال
-م٠٠ مش اووى يعنى
ابتسم عليها ثم قال
-عموماً هو مش هيقعد فى المدرسة يوم واحد بعد كده
-ق٠٠ّقصدك مش هيجى هنا تانى
هز رأسه بآسى ثم قال
-إنتى طيبة اوووى يا (هانيا) ٠٠ هرفده من المدرسة
-ح٠٠ حرام
فزعق بغضب شديد
-واللى عمله مش حرام
صمتت قليلاً ونظرت لأسفل ولم تتحدث مرة آخرى فهى تعلم بمدى غضبه وأنه فقط يمسك نفسه أمامها حتى لا يصب غضبه عليها وأن يشعر بالغيرة عليها كما هى تغار عليه فابتسمت هى دون ان تشعر فزعق بها مرة آخرى وقال
-بتضحكى ع ايه ؟!
لم تستطع منع نفسها من الضحك أكثر فضحكت كثيرا ثم قالت
-اصلك غيرت زى المراهقين
ابتسم هو معها وهز رأسه بآسى ثم قربها من حضنه مرة آخرة ليحتضنها ثم غمز لها وقال
-هى (مايا) نامت
شعرت (هانيا) بالخجل وقالت
-ا٠٠ اه
-طب ايه ؟!
-ايه ؟! احضرلك العشا ؟!
هز رأسه بآسى فهى لم تفهم ابداً فى يوماًتلميحه لذا قال نافياً
-لا ٠٠ الحمام
ثم حملها وذهب بها للفراش فضحكت هى على جنونه ذاك ٠٠
*******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
دلفت (جميلة) إلى مكتبها فلم تأتى بالأمس للعمل كانت تشعر بحرج كبير مما سببه لها (جمال) أمام (أدهم) جلست على مكتبها لتباشر عملها فبالتأكيد قد نسى أو انشغل بشئ آخر منذ الأمس ابتلعت ريقها ثم بدئت لتعمل وكأن شئ لم يحدث وبعد ربع ساعة دلف (أدهم) المكتب ووجدها تعمل على مكتبها فاتجه نحو مكتبه ليدلف للداخل وضع يده على مقبض الباب ولكنه تراجع وعاد لها مرة آخرى
-إنتى مجتيش ليه امبارح ؟! هو ضايقك تانى ؟!
رفعت رأسها له وهى تشعر بتوتر كبير ثم قالت
-أنا قلت لحضرتك قبل كده حياتى خط أحمر مينفعش تتعداها ٠٠ تتعداها اصلاً بأى صفة ؟!
عض شفتاه بعيظ شديد ثم قال
-أنا مديرك ومن حقى اعرف إنتى غبتى ليه
-مش من حقك
-لا من حقى عشان اشوف هخصملك ولا لا
ترقرت عيناها بالدموع لكنها لم تبكى أمامه ثم قالت
-اخصم ٠٠ أنا مش مستنية اليوم ده ٠٠ مش هاخد تمن يوم مشتغلتوش
شعر (أدهم) بأنه قد قال مالا يجب أن يقال فحاول أن يقوم بتصليح ما قاله
-ا٠٠ أنا مقصدتش ٠٠ أنا بس كنت ٠٠ كان عندى فضول أعرف اصل (جمال) ده ميلقش عليكى ابداً
قالها وكان فى حقيقة الامر يود أخبرها أنه يريد فقط الأطمئنان عليها ولكن لسانه السليط مع قلة خبرته بعالم النساء عملا على أن يزداد الطين بلة
لذا نظرت له (جميلة) نظرة طويلة ومن خلال معرفتها به خلال سنوات قد تعلمت منه كيف يصبح كلامها قاس لذلك إجابته
-اعتقد الواحد يبقى عنده فضول فى اللى يهمه الموضوع لا يخصك ولا يهمك
صر (أدهم) على أسنانه ثم قال
-وأنا مالى اصلا اللى ياكل ع ضرسه
ثم تركها وأتجه نحو مكتبه فزمت هى شفتاها بضيق وقالت
-خليك فى (روفيدا) يا بتاع (روفيدا) ٠٠
***********************
شعرت (عتاب) بأنها ليس عليها أن تجلس أكثر من ذلك فى بيت (ريان)  فقد استمعت إلى حديثه فى المطعم لن تنكر صحيح أنها لم تكن منتبهة جيداً ولكن قد فهمت ما يرمى إليه وعلى الرغم من أنها لم ترى (أسما) سوى مرة إلا أنها لن تسرق خطيبها منها ابداً هى لا تستحق منها ذلك ولكنها تعلم جيداً أنه من الصعب أن يوافق (ريان) على أن تترك منزلهم بسهولة لذا قررت التحدث مع والداته فى أنها تريد أن تبحث عن عمل لذا ذهبت للمطبخ حيث تقف (نادية) تعد طعام الغداء  فتنحنحت (عتاب) قائلة
-ممكن اتكلم معاكى يا طنط شوية ؟!
ابتسمت (نادية) لها ثم قالت
-اه طبعا يا حبيبتى
-ا٠٠ أنا عاوزة انزل اشوف شغل
-ب٠٠ بس
-مبسش يا طنط ٠٠ أنا مرتاحة معاكوا وربنا يعلم اد أيه أنا بحس هما بالأمان ٠٠ عموماً فى وظيفة شوفتها فى الجرايد مشرفة فى دار ايتام  ودى هقدر ابات فيها كمان
-وهو حد زعلك يا بنتى
-لا طبعاً يا طنط ٠٠ بس مينفعش ٠٠ كمان أنا أضيقت لما عرفت أن الدكتور ساب خطيبته أنا كنت بتعامل معاه ع اساس أنه اخ ٠٠ بس هو مش اخويا وأنا غلطت
ابتسمت (نادية) ثم قالت
-إنتى قلبك كبير اوووى يا (عتاب)
-ماهو مينفعش يا طنط ٠٠ مينفعش حقيقى مش أنا اسرق واحد من واحدة تانية ٠٠ الموضوع ده بيسبب ليا جرح كبير اوووى وعمرى ما هعمله لو كان روحى فى الراجل ده كمان
-ربنا يكمك بعلقك با بنتى ٠٠ بس أنا اتعودت ع وجودك وبعدين (ريان) و (أسما) مكنوش بيحبوا بعض زى مانتى فاهمة دى بنت صاحبتي وأنا رشحتهاله
-ولو ٠٠ عموماً هاجى يا طنط ازورك إن شاء الله وهتابع مع دكتور (ريان) كمان بس لازم يعرف أنى مريضة عنده ٠٠ مريضة وبس
ابتسمت والدة (ريان) كثيراز لها فبادلتها (عتاب) البسمة ثم تابعت
-يلا يا طنط نحضر الاكل سوا ده أنا اتعلمت منك حاجات كتير اووى
ضحكت (نادية) ثم قالت
-طب ورينى بقى ٠٠
*****************
فى المساء جلست (شجن) بالمنزل فى غرفتها الخاصة تفكر فى (وليد) ولكنها اصبحت تعلم جيداً أنها لا تستطيع الأستغناء عنه لما لا توافق على العودة له نظرت للساعة التى بيدها وجدت أنها الثامنة مساءاً تعلم جيداً أنه الآن فى العيادة الخاصة به فقررت الذهاب له واخباره بكل ما فى قلبها وليحدث ما يحدث ارتدت فستان طويل بلون البنفسج وحجاب يجمع بين اللونين البنفسج والأسود وبعدها وضعت سلسلة كبيرة تتدلى حتى بطنها نظرت لنفسها بالمرأة وشعرت بالرضا من هيئتها ولحسن الحظ أن (آدهم)الآن يتناول العشاء فى منزل خطيبته وبعدها لديه إجتماع وسيعود اليوم متأخراً استقلت سيارتها وذهبت إلى العيادة   الخاصة به وجدت العديد من المرضى ونظرت للممرضة التى تعمل لديه وقالت
-هو مش دكتور (وليد) بيخلص النهاردة الساعة 10 برده ؟!
-ايوة يا فندم
نظرت (شجن) للساعة وجدتها التاسعة فنظرت مرة آخرى للممرضة وقالت
-تمام اوووى أنا هقعد استناه لما يخلص هدخل أخر واحدة
-زى ما تحبى يا فندم ٠٠ بس حضرتك هتكشفى
شعرت (شجن) بالأحراج ثم قالت
-اه ٠٠ هكشف
ثم أخرجت من حقيبتها نقود وأعطتها للممرضة مرت الدقائق ببطئ شديد فقد كانت تريد رؤيته بشدة وأن ترى رد فعله ولكنها لاحظت أن كل امرأة تدخل للداخل تخرج وعلى فمها ابتسامة وكل أمرأة هكذا شعرت بغيرة شديدة بداخلها ولكنها فضلت الصمت عن الخروج عن مشاعرها ولكن ظل يروادها سؤال لماذا جميع النساء تخرجن من الداخل سعداء هكذا حتى خرجت أخر مريضة فدلفت الممرضة للداخل لتخبر (وليد) بأن الآتية أخر مريضة قال (وليد) بإرهاق
-لو فى حد تانى اعتذريله يا (صفاء) أنا مش قادر
قبل أن تجيبه (صفاء) دلفت (شجن) للداخل وهى تقول
-حتى لو المريضة دى أنا !!
نظر لها (وليد) غير مصدقاً أنها أمام عينيه ثم نظر مرة آخرى إلى (صفاء) وقال
-طب بالسلامة إنتى بقى يا (صفاء) ؟!
-ها !!
-امشى
-حضرتك مش محتاج مساعدة
-لا خالص ٠٠ امشى
هزت (صفاء) كتفاها بلا مبالاة بينما كتمت (شجن) ابتسامتها انصرفت (صفاء) فوقف (وليد) أمام (شجن)
-إنتى تعبانة بجد ؟! ولا جاية تشوفينى ؟!
-الدكاترة مخلصوش عشان اجى اكشف عندك أنت
علم أنها تقول لها بطريقتها الخاصة أنها جاءت من أجل رؤيته فقال
-يا حفيظ ع لسان دى عيلة
ضحكت (شجن) ثم قالت
-اصل ٠٠ يعنى ٠٠ لا شفتك ولا سمعت صوتك فقلت اجى
-وبعدين
-وبعدين ٠٠ وبعدين هى ليه كل واحدة تدخل مش طايقة نفسها تخرج مبتسمة من الودن للودن
-بنريح الزبون
-لا يا شيخ !!
-تعرفى أن دى أول مرة تيجى العيادة بتاعتى
-طب رد عليا بيخرجوا مبسوطين ليه ؟!
-يمكن عشان بطمنهم ع البيبى مثلاً
زمت شفتاها وعقدت يدها نحو صدرها وتمتمت قائلة
-يمكن
فتحدث ليشاكسها
-مقولتليش جاى ليه يا قمر ؟!
-موافقة ٠٠ موافقة يا غبى ٠٠ هكون جاية ليه
-طب احلفى
فى تلك الأثناء استمع إلى صوت أحدهم يقرع جرس الباب فأتسعت عينان (وليد) بشدة ثم قال
-يا نهار ابيض
-فى ايه ؟! هو أنت مستنى حد :!
-ادارى فى اى حتة دلوقتى ٠٠ اخبيكى فين ؟!
شعرت (شجن) بغضب شديد
-أنا كمان اللى ادارى مين دى اصلاز اللى خايف منها.
-مش وقت غيرة خاالص ٠٠ (أدهم) اجتماعه اتلغى وقال هيعدى عليا
وضعت (شجن) يدها على وجهها فقال (وليد)
-تحت المكتب
شهقت (شجن) وهى تقول
-فين ؟!
-انجزي هدفن قبل ما ارجعلك
عضت  (شجن) شفتاها بغيظ شديد واختبئت تحت المكتب فخرج (وليد) وفتح الباب ل (أدهم) الذى قال غاضباً
-ايه ساعة عشان تفتح
-اصل ٠٠ اصل من نبرك العيادة كانت بتنش النهاردة فنمت شوية عقبال ما تيجى
فدلف (أدهم) لداخل مكتبه وهو يقول
-ليه راحوا فين يا دكتور الستات ٠٠ مش دايماً تقول اللى تكشف عندك مرة تتابع طول العمر
تمتم (وليد) قائلاً
-روح يا شيخ الهى تقف فى موقفى ده
ثم قال مجيباً عليه
-ده ٠٠ ده عشان أنا دكتور شاطر
-شاطر فى الضحك ع الستات
-هو فى حد مسلطك عليا النهاردة
ثم اتجه نحو المقعد الخاص به ليأخذ الچاكت الخاص به ليرتديه وهو يقول
-يلا ننزل بقى
فنغزته (شجن) فى قدمه فابتلع ريقه ونظر لها وحاول كتم  ابتسامته ثم قال
-تعالى نقعد شوية فى كافيه
-ما تخلينا هنا فى العيادة
-يا عم أنا مخنوق من العيادة وعاوز اغير جو ٠٠ أنت بارد كده ليه انهاردة يا جدع
نظر له (أدهم) بشك
-وأنت مش طبيعى ٠٠ تكونش فى واحدة معاك هنا ؟!
- يا مغيث من لسان العيلة دى
ثم صمت قليلاً وتابع
- الله يخيبك يا شيخ ٠٠ امشى امشى كفاية كده اقولك انسانى يا (أدهم)
ضحك (أدهم) ثم قال
-مش مطمن
ارتبك (وليد) قليلاً ثم قال
-ا٠٠ ايه اللى بتقولوا ده ٠٠ أنت عارف أنى بحب اختك وبس
امسكه (أدهم) من تلابيب قميصه ثم قال
-يلا نمشى بدل ما افقد اعصابى عليك
ابتسم (وليد) وخرجوا سوياً من العيادة عندها خرجت (شجن) المختباءة وهى تهندم من ملابسها وتقول
-ماشى يا (وليد) ٠٠ اما وريتك ٠٠
*****************
جلست (روفيدا) فى شرفة غرفتها وهى تشعر بالملل فعلاقتها ب (أدهم) فاترة بعض الشئ ولكن على الأقل هى تراه أفضل من (أشرف) ذاك الذى تخلى عنها الذى حتى تركها دون وداع تلألأت عينيها بالدموع ولكنها عزمت أن لا تبكى عينيها مرة آخرى بسبب ذاك ال (أشرف) فدلفت لداخل الغرفة مرة آخرى واتجهت نحو المكتب فقد كانت تعشق هواية الرسم لذا قررت أن ترسم (أدهم) وتريه الصورة أمسكت قلم رصاص وأخرجت من درج المكتب ورقة وبدئت فى رسمه ظلت شاردة وهى ترسم ومبتسمة حتى انتهت من الصورة فأمسكت الورقة بين يديها ونظرت لها نظرة أخيرة وهى تبتسم ولكن سرعان ما تجهم وجهها فقد كانت العينان فى الصورة خاصة ب (أشرف) وباقيةالصورة ملامح (أدهم) مع أنها عملت أن تكون الصورة تلك لخطيبها ولكن دون جدوى ابتسمت بسخرية على حالها ثم اطبقت الورقة بين يديها والقتها بالسلة التى بجوار مكتبها ثم وضعت يدها على قلبها وهى تقول
-افهم بقى ٠٠ هو ميستاهلش ٠٠ (أدهم) (أدهم) وبس ومش هيبقى فيك غير (أدهم) ٠٠
******************
فى عصر اليوم التالى وقف (وليد) أمام الشقة الخاصة ب (أدهم) و (شجن) وهو يهندم من ملابسه وممسك بعلبة كبيرة من الشوكولا ثم قرع جرس الباب وبعد ثوان كان (أدهم) قد فتح باب الشقة فنظر له (أدهم) وإلى هيئته وعلبة الشوكولا الممسك بها ثم قال
-وأنت من امتى بتيجى فى ايدك حاجة ؟! ٠٠ أنت ع طول بتيجى تخلص ع اللى فى التلاجة هنا؟!
نظر (وليد) إلى الأعلى وقال
-يااارب ارحمنى ياارب
ثم نظر له مرة آخرى وقال
-عدينى
افسح له (أدهم) الطريق ليدخل فدلف (وليد) للداخل وانتظر قدوم (أدهم) الذى قال
-جاى عشان ايه ؟!
-انا جاى اطلب ايد اختك
رفع (أدهم) احدى حاجبيه ثم قال بضيق
-احنا هنستعبط ؟!
-ليه ؟! أنا عاوز اتجوزها ايه الغلط ٠٠ وبعدين اسئلها
اضيقت عينان (أدهم) ونظر تارة إلى (وليد) وتارة آخرى إلى داخل الغرفة الخاصة  ب (شجن)  ثم قال
-طب استنى هنا
ثم نهض عن الأريكة واتجه نحو غرفة (شجن) وطرق باب الغرفة ثم دلف للداخل بعد أن استمع إلى آذن دخوله فدلف نحو الداخل وقال
-البسى وتعالى بارة
-ليه ؟!
-البسى بس
ثم خرج خارج الغرفة وعاد ل (وليد) الذى قال
-ما ترد يا جدع
-ازاى مش لازم رأى العروسة
وبعد دقائق خرجت (شجن) التى صدمت حين رأت (وليد) أمامها فابتلعت ريقها فنظر (أدهم) لكلايهما ثم وجه حديثه نحو (شجن)
-البيه جاى يطلب ايديك
ظهر على وجه (شجن) ابتسامة عذبة يشوبها بعض الخجل فرفع (أدهم) احدى حاجبيه وهو لا يصدق وقال
-ايه رأيك يا عروسة ؟!
تلعثمت (شجن) ثم قالت
-م٠٠ موافقة
فابتسم (وليد) بسعادة كبيرة فنظر (أدهم) لكلايهما بغضب وتحدث قائلاً
-وأنا مش موافق ٠٠

#عتاب

عتاب بقلم علا السعدنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن