الفصل السادس والثلاثون (الأخير)
(الجزء الأول)صدم (ريان) حين استمع لصوت تلك الفتاة فهو يعلم صوتها جيداً لذا ابتلع ريقه وإلتف كى يتأكد من ظنه بينما كانت (ندا) مندهشة قليلاً من صوت تلك الفتاة التى نطقت اسمه بطريقة مقربة لم تستسغها فقال (ريان) بضيق
-عاوزة ايه يا (أسما) ؟!
-ا٠٠ أنا محتاجة اتكلم معاك ضرورى
أجابها (ريان) ببرود تام
-اعتقد أن مبقاش بينا كلام أصلاً
-أرجوك يا (ريان) متبقاش قاسى كفاية اللى حصل صدقنى اللى حصلى مش قليل
-وده شئ ميهمنيش يا (أسما)
هم ليفتح باب السيارة ل (ندا) ويتلاشى وجود (أسما) تماماً لولا أنها أمسكت يده مانعة إياه من فتح باب السيارة وقالت
-أنا آسفة
أغمض (ريان) عيناه وهو لا يصدق ثم ابتسم بسخرية يشوبها بعض المرارة وهو يقول
-ياااااه دلوقتى بس افتكرتى تعتذرى معتذرتيش ليه من زمان عارفة يا (أسما) كل اللى كان ناقص فى علاقتنا مجرد إعتذار بسيط أنك تقوليلى أنك آسفة ساعتها كنت هسامحك ع طول إنتى عارفة أن علاقتنا كانت علاقة مصلحة من ناحيتك أمك وأمى كانوا صحاب ودلوقتى بس اقدر ابصم بالعشرة أنك قربتى منى عشان اشغلك فى المصحة اللى أنا شغال فيه إنتى بتاعت مصلحتك يا (أسما) ومش هتتغيرى أبداً
بدئت (أسما) فى البكاء فزفر (ريان) بضيق هو يكره أن تبكى فتاة أمامه شعرت (ندا) وقتها ببعض الضيق يتسرب إلى قلبها وبدء ذلك فى الظهور على معالم وجهها لذا تحدثت وهى تفتح باب السيارة فى الجهة التى استقلتها (نور)
-يلا يا (نور) شكل الدكتور مش فاضى دلوقتى
اعترض (ريان) وهو يغلق باب السيارة الذى فتحته (ندا) وقال بنبرة هادئة كأنه يبعث رسالة لكلتاهما
-أنا فاضى ٠٠ فاضى جداً
ثم فتح باب السيارة ل (ندا) وجعلها تستقل السيارة الخاصة به بينما نظر ل (أسما) ببرود وقال
-عن أذنك
قالها ولم ينتظر حتى ردها وبدء فى قيادة السيارة حتى اوصل (ندا) وشقيقتها ترجلت (نور) من السيارة وعندما همت (ندا) لتترجل هى الآخرى أمسك (ريان) يدها مانعاً إياها من الهبوط وقال
-كانت خطيبتى ٠٠ ا٠٠ أكيد (عتاب) حكتلك
صمتت (ندا) لبعض الوقت ثم قالت
-اه كنت عارفة
-عارفة يا (ندا) كان نفسى تعتذر اوى أول ما انفصلنا أو حتى تعترف بغلطها لكن هى اكدت ليا أنى لما فسخت الخطوبة كان أكتر قرار صح خدته فى حياتى راحت غيرت فى لبسها وبدئت تلبس قصير ومكشوف مع أنى مطلبتش كده هى كانت عاوزو تندمنى بإظهار جمالها لكن أنا مندمتش بالعكس حسيت اد ايه هى ممكن تعمل أى حاجة غير أنها تعتذر وبعدين راحت اتجوزت واحد غنى عرفت من ماما أنها اطلقت من أسبوع جيالى ليه دلوقتى
أخذت (ندا) نفس عميق ثم سئلته
-وأنت مضايق انها جتلك وهى مطلقة يعنى ؟!
-مش دى الفكرة يا (ندا) الفكرة اللى وجعتنى أنها لجئت ليا لما كل السكك اتقفلت فى وشها لما جوزها الغنى طلقها ورماها
-لو بتحبها ممكن تسامح
قالتها وهى تنظر له عن كثب دون أن يشعر حتى ترى معالم وجهه جيداً فابتسم بمرارة ثم هز رأسه نافياً
-المرة دى مش هقدر
-ليه ؟!
نظر لها ثم قال بمشاكسة
-عشان مش هقدر اعيش من غير اكلك
اتسعت عيناها بضيق ثم قالت
-ممكن بعد ما تجوزها تجيبها المطعم كل يوم وتبقى كسبت 2 فى واحد حبك القديم والمطبخ الجديد
ابتسم ابتسامة واسعة ثم وضع كوع يده أعلى مقعد السيارة الذى يجلس عليه وأكمل بمشاكسة
-سمعت أن الأكل نفس والواحد لما يكون مضايق مبيعرفش يطبخ وكده المطعم بتاعك هيخسر وساعتها أنا كمان هخسر
-يا سلاام مين قالك أنى هطبخ من غير نفس أصلاً وليه أصلاً ؟!
-اصل أنا حكيم روحانى حضرتك
قالها بصوت خافت فهزت رأسها بآسى فتابع هو
-أنا ببقى مبسوط معاكى جداً وحاسس أن التالتة تابتة
-افندم !!
-اطلعى ع فوق بقى واشوفك يوم الخميس
قالها وهو يغمز لها بعينه اليسرى فشعرت هى بالخجل وترجلت من السيارة مسرعة فهز رأسه بآسى وتمتم
-صحيح التالتة تابتة زى ما بيقولوا
ثم بدء فى قيادة سيارته مرة آخرى عائداً بها إلى منزله هو يفكر كيف سرقت قلبه بتلك السرعة ٠٠
*********************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
جلس (شادى) مع (منير) فى غرفته فى الشرفة الخاصة بها ظل الصمت يعم ارجاء المكان لبعض الوقت فرفع (منير) أحدى حاجبيه فمنذ أن جاء لمقابلة (شادى) وهو ينتظر أن يحدثه فيما يريد لكن ينظر للشرفة والبحر المطل على شرفته دون أن يتحدث فحثه (منير) على الحديث
-بقالنا ساعة قعدين القعدة السودة دى هتخرج من سكوتك ده امتى
ابتسم (شادى) ثم نظر له وقال
-مش عارف حقيقى مش عارف بس حاسس أن الموضوع غريب
-أى موضوع ؟
-أنت عارف أنى عرفت بنات كتير علاقات طيارى يعنى
-عارف أكيد
أخذ (شادى) نفس عميق ثم تابع
-الغريب أنى ماعجبتش غير بواحدة وطلعت متجوزة
رفع (منير) أحدى حاجبيه استنكاراً فتابع (شادى)
-بس طبعاً شلتها من دماغى المرة دى فى واحدة تانية
-كويس جداً
-لا مش كويس يا (منير) عشان خايف اكون مبهور بشكلها الخارجى بس
-(ريما) مش كده ؟
ابتلع (شادى) ريقه ثم قال
-بس أنا مبينتش إعجابى ليها حتى بالنظرات
-عارف ٠٠ بس مفيش غيرها قدامك دلوقتى
-تقصد أنه فراغ يعنى ؟
-مش شرط يا (شادى) واحدة زى (ريما) عاوزة راجل يبص لروحها وجوهرها لأنها جميلة وجذابة جداً كمان ولو شاورت ع أى راجل يتمناها
-ماهو ده اللى مضايقنى واحدة بالمواصفات دى هتبص ليا ليه يا (منير) أنا شكلاً عادى وعارف أنى مش هكون فتى أحلامها أبداً
-وأنت تعرف منين فتى احلامها
تلعثم (شادى) قائلاً
-ا٠٠ أنا عارف النوع اللى بتفضله (ريما)
-هى معجبة بحد ؟
-ي٠٠ يعنى
-طب الحد ده بيحبها ؟
-لا خالص هى مش فى باله أصلاً
-جايز ٠٠ عموماً يبقى قدامك فرصة ليه متستغلهاش
-عشان لأول مرة احس أنى ولا حاجة قدام واحدة ست مقارنة بيها هى سيدة أعمال ناجحة وجذابة جداً أنا جنبها صفر ع الشمال
-اولاً يا (شادى) أنت مهندس وناجح فى شغلك وماسك شركة والدك وأنك مهندس شاطر جداً بدليل أنها استعانت بالشركة بتاعتك ودى فرصة كويسة جداً تثبتلها أنها مغلطتش لما فكرت تتعامل مع الشركة بتاعتكوا ثانياً الشكل بقى أنت مش وحش يا (شادى) كل واحد فينا واخد نسبة جمال .. ومعايير الجمال بتختلف من شخص لشخص يعنى فى رجالة تحب الستات البيضا وتانين السمرا ومجموعة تالتة بتحب القمحى ورابعة بتحب الشقرا وهكذا برده الستات كل ست ذوقها غير التانى ده غير أنك شي جداً فى لبسك ومهندم وفيك صفات كتير حلوة
ابتسم (شادى) ثم قال
-هحاول معاها ودايماً هقولك الاخبار
-وأنا مستنى
ثم نظر (منير) إلى ساعته ثم قال
-يا خبر (سچى) بقالها نص ساعة مستنيانى ع الشط الكلام خدنا
-طب اجرى روحلها
قبل أن يكمل (شادى) جملته كان (منير) خارج الغرفة وهو يسرع إلى (سچى) قبل أن تصب جم غضبها عليه ٠٠ وصل إلى الشاطئ وجدها تجلس هادئة تنظر للبحر فابتلع ريقه ثم جلس بجوارها فنظرت هى له بطرف عينيها ثم قالت
-كل ده تأخير
-الكلام خدنا شوية
-امممم ماشى
رفع أحدى حاجبيه وهو لا يصدق هى لا تتشاجر معه حقاً فشعرت هى بنظراته المندهشة وهى تنظر للبحر فقالت
-ليك حق تستغرب أنا كمان مستغربة بس مليش مود للخناق
-وهو الخناق بالمود
-طبعاً
-طب الحمد لله
ابتسمت قليلاً ثم نظرت له وقالت
-تعرف أنا نفسى فى ايه ؟
-ايه ؟
-فاكر أيام زمان لما كنت بتشرب السجارة وأنا اهلوس
تنحنح (منير) فتابعت (سچى)
-اهو أنا نفسى اهلوس اشرب بقى يا (منير)
-أنتى اتجننتى يا (سچى) ؟
-ايه بتوحم ٠٠
-بتتوحمى ع ايه يا هانم إنتى اتجننتى ٠٠ وبعدين إنتى فى الخامس شهور الوحم خلصت
-لا عادى فى ستات وحمها بيفضل للتاسع
-افندم !! ٠٠ (سچى) إنتى مدركة اللى بتقوليه يا حبيبتى وأن ده شئ خطر
زفرت (سچى) بضيق ثم نظرت أمامها للبحر مرة آخرى وهى تشعر بغيظ شديد ثم نظرت له فجاءة وقالت
-لاقتها
-هى ايه ؟!
-تعملى الفروت سلاط اللى بحبها
-سلام قولاً من رب رحيم ٠٠ لا ده أنا احششلك احسن
-(منييييييير)
قالتها (سچى) بحسم فابتلع (منير) ريقه ثم قال
-وعاوزنى اعمل الجريمة دى امتى ؟
لمعت عينيها بفرحة وقالت
-دلوقتى
-ح٠٠ حاضر
ذهبوا إلى الغرفة الخاصة بهم وبدء (منير) بإعداد تلك السلطة الغريبة من نوعها بدء بتقطيع الفاكهة ثم وضع زبادى بنكهة الفراولة وبعدها اغمض عينيها وهو يسكب اللبن الرايب وملعقة من عسل النحل ثم خرج وقدم لها الطبق وهو مشمئزاً أخذت منه طبق الفاكهة وهى تنظر له بغيظ شديد ثم بدئت بتناول تلك السلطة المحببة لقلبها فقالت
-كل معايا
-اهو كله إلا ده
رفعت (سچى) أحدى حاجبيها ثم قالت
-بقولك كل معايا ولا عاوز البيبى يطلعلوا وحمة أنا باباه مكلش سلطة الفواكه بتاعت مامته
للحظة شعر (منير) وكأن أحدهم ضرب رأسه واصبح لا يفهم ما يقال له ولكن حقاً ما الذى تقوله تلك المجنونة فتابعت (سچى) بثقة
-أيوة دى وحمة مشهورة جداً
ابتلع (منير) ريقه فقالت هى
-يلا كل
اغمض عيناه وأخذ ملعقة وظل يمضغها على مضض وهو يشعر بمرارة اللبن الرايب فسئلها
-إنتى بتاكلى البتاع ده ازاى ؟!
-يلا كل تانى خلينا نخلصها سوا
اتسعت عينان (منير) بعدم تصديق ثم قال
-ربنا يعدى شهور الحمل دى ع خير
*********************
بعد مرور شهر ٠٠
كان (رائد) يعد تلك الأيام والليالى عداً حتى يأتى يوم زفافهم بأقصى سرعة وكان على عهده يوميا. يرسل لها رسائل نصية يخبرها بحبه لها وهى كانت تشعر بسعادة كبيرة للغاية ٠٠
لم يكن حال (أدهم) يختلف كثيراً عن (رائد) فهو قد ذاق معنى الحب الحقيقى مع (جميلة) ويريد حقاً أن يمضى ما تبقى من عمره معها وكانوا يشعرون بسعادة بالغة ٠٠
إما عن (وليد) و (شجن) أصبحت (شجن) تعشقه بجنون وتندم على تلك السنة التى ضاعت من عمرهم دون أن تعرفه كما عرفته الآن دون أن تعطى لقلبها فرصة لتقبل (وليد) ٠٠
بينما فى نهاية كل اسبوع كان يذهب (ريان) إلى المطعم الخاص ب (ندا) ليتناول الطعام الذى أصبح يعشقه للغاية وهى أيضاً كانت تطهو الطعام من أجله وكأن للخميس نكهة آخرى نكهة وجوده بالمطعم ٠٠
إما (شادى) لم يستطع أن يجذب (ريما) له طوال تلك المدة كان يعلم جيداً أن واحدة بجمالها لن تنظر له أبداً فاستسلم لذلك الأمر ولم يعد يفعل أى شئ كى تعجب به اكتفى بمشاعره الأحادية التى يشعر بها ٠٠
إما (روفيدا) كانت تعد الأيام من أجل بداية العام كى ترى (أشرف) بإستمرار واليوم هو أول يوم فى العام الدراسى الجديد فجلست بالقرب من الكافتريا الخاصة بالجامعة فى انتظاره ونظرت فى ساعة يدها فدوماً يتأخر عليها هزت رأسها بآسى حتى وجدته يقترب منها وهو يركض ثم وقف أمامها وقال
-وحشتينى جداً
ابتسمت له ثم نظرت لساعة يدها وقالت
-فى تأخير ربع ساعة و 13 ثانية
ابتسم ثم حدثها بمشاكسة
-إنتى بتحسبيهم بالثانية بقى
-رخم ٠٠ أنا بعد الأيام عشان خاطر اليوم ده عشان عارفة أنك هتبقى فى الشغل ومش هتيجى إلا لو فى أى محاضرة متأخرة
-وهاجيها عشان عيونك
ابتسمت (روفيدا) بخجل فى تلك الأثناء اقترب منهم اصدقائهم ورحبوا ببعضهم البعض حتى وجدت تلك الفتاة التى أخبرت (أشرف) بخطبتها ب (أدهم) فشعرت بغضب شديد ووجدتها تقترب من (أشرف) وتحدثه فى شئ ما فشعرت بغيظ شديد لما تلك الفتاة تقصد مضايقتها وأذيتها بذلك الحد لذا قالت
-(أشرف) تعالى نشترى بيبسى عشان حرانة جداً الحو بقى خنقة
قالتها وهى تنظر لتلك الفتاة السمجة فابتسم (أشرف) ثم استأذن من الفتاة وذهب تجاه (روفيدا) وسارا معاً لبعض الوقت صامتين حتى خرجت من صمتها وسئلته
-أنت ليه سبتها تكلمك وكانت بتقولك ايه ؟
-كانت بتسئلنى ع الجدول وملحقتش اديه ليها استأذنت منها وجتلك
-واشمعنا أنت يعنى اللى تسئلك ؟
-أنتى غيرانة يا (روفى) ؟
ابتسمت وهى تستمع للكنية الخاصة بها منه ثم قالت
-مش كده بس اه طبعاً بغير عليك بس البنت دى تقصد تضايقنى هى مش معجبة بيك هى بس عاوزة تضايقنى رغم أنى معملتش فيها حاجة وحشة
شعر (أشرف) بالحزن من نبرة صوتها لذا قال
-وأنا مش هساعدها فى أنها تصايقك أبداً
ابتسمت (روفيدا) وشعرت بحنانه لذا قالت
-ربنا بخليك ليا
-ويخليكى ليا ٠٠ بس فى شوية طلبات هطلبهم منك
نظرت له بعدم فهم فتابع
-حضرتك يعنى جواز أخوكى نهاية الأسبوع لبس ضيق لا مكياچ لا عينك تيجى فى عين (أدهم) هدبحك ولو صدفة
-أصلاً هيتجوز أنت مجنون
-سمعتى قلت ايه ؟
-سمعت يا مجنون
-يلا ع أول محاضرة بلاش دلع
-يلا ٠٠
******************
مرت الأيام سريعاً وكان اليوم الخاص بزفاف كلاً من (رائد) و (أدهم) الذين كانوا يعدوا دقائق حتى تأتى تلك اللحظة ويتوج حبهم بالسعادة و الحب والزواج فى النهاية ٠٠
كانت (روفيدا) تجلس بالقاعة الخاصة بالعرس قبل مجئ الجميع نظرت فى الساعة التى بيدها فلا أحد منهم جاء حتى الآن حتى (أشرف) فزفرت بضيق ومطت شفتاها بعدم رضا و شعرت بأحدهم يحدثها من خلفها ويقول
-حتى وانتى مكشرة قمر ٠٠ طب اعمل فيكى ايه ؟
ابتسمت حين ميزت نبرة صوت (أشرف) فإلتفت له ثم ابتسمت فتأمل هو ملامحها الهادئة وعينيها العسلية التى يعشقهما كما ازدادت برائتها بعدم وضع أى من أدوات التزيين كما طلب منها وبذلك الفستان الواسع الذى ترتديه بلون السماء يجعل بشرتها البيضاء تزداد بياضاً على بيضاها فابتسم لها ثم قال
-كل مرة بشوفك فيها بحسك أحلى وأحلى
شعرت (روفيدا) بقليل من الخجل ثم قالت لتغير مسار حوارهم
-اتأخرت ليه ؟!
-الطريق كان زحمة جداً
-أنا زهقت كل اللى جم اصحاب أبيه و (أدهم) ومعرفش حد وحسيت أنى لوحد٠٠
قاطعها قائلاً
-أوعى تقولى لوحدك دى تانى طول مانا عايش
رمشت بعينيها مرتين متاليتتين ثم ابتسمت وقالت
-ربنا يخليك ليا
-ويخليكى ليا
*******************
فى تلك اللحظة كان (وليد) ينتظر أن تنتهى (شجن) من ارتداء ملابسها حتى خرجت له من غرفتها وهى ترتدى فستان أزرق وواسع حتى لا يظهر بطنها المنتفخ قليلاً مطرز بالفضة وفوقها حجابها فضى اللون فاطلق (وليد) صافرة ثم قال
-ده ايه الحلاوة دى كلها !!
ابتسمت بخجل ثم جلست بجواره
-بجد يا (وليد) شكلى حلو ؟!
غمز لها بمشاكسة ثم قال
-جميلة لدرجة عاوز مروحش الفرح ونفضل هنا يا قمر
هزت رأسها بآسى ثم قالت
-يلا يا (وليد) ٠٠ بلاش دلع شوف طنط (چيهان) جهزت ولا لأ
مط شفتاه بغيظ ثم قال
-ماشى يا ستى
فى تلك اللحظة كانت (عتاب) مع (رائد) بالسيارة متجهين نحو القاعة كان ممسك بيدها طوال الطريق
ولكنها لاحظت تشتت عقله قليلاً رغم أنه كان ينظر لها من حين لآخر بابتسامه فقررت أن تسئله
-مالك يا (رائد) ؟ّ فى حاجة ؟
نظر لها ثم ابتسم مرة آخرى وقال
-لا يا حبيبتى ٠٠ هيكون فيه ايه يعنى !!
-أرجوك متخبيش عليا ٠٠ أنا بفهمك كويس
ابتسم لها ثم قال بمشاكسة
-يعنى مش هعرف اخبى عليكى حاجة
-اتكلم يا (رائد) بلاش هزار
ابتلع ريقه ثم قال
-مش عاوز اضايقك بلاش تسئلينى
-حاجة هتضايقنى يعنى ؟!
-ا٠٠ أيوة
-طب قول يا (رائد) لو ليا خاطر عندك
أخذ نفس عميق ثم قال
-(طلال) باركلى فى التليفون واعتذر أنه يجى عشان وجوده ميضايقش حد فينا وأنا حقيقى تعبان عاوزه معايا وعارف حساسية الموضوع بالنسبالك
تنهدت (عتاب) وشعرت بألم كبير فى صدرها ثم نظرت إلى نافذة السيارة فشعر (رائد) بكمية الألم التى تجتاح صدرها لذا ربت على يدها الممسك بها بيده الآخرى ثم قال
-هو مش جاى متقلقيش
شعرت بحنانه يغمرها لذا نظرت فى عينه ثم قالت
-اطلب من السواق يروح ع بيت أخوك
-ليه ؟!
-أنا هعزمه بنفسى
لمعت عينان (رائد) بفرحة كبيرة لم يكن يعلم كيف يشكرها على موافقتها لحضور (طلال) بل وأنها أيضاً طلبت أن تدعوه بنفسها شعرت هى بكمية الفرحة التى جعلته يشعر بها لذا ابتسمت وقالت
-أنت عملت عشانى كتير يا (رائد) وفى الأول والأخر ده أخوك الكبير ولو مخدتش خطوة دلوقتى مش هتتاخد بعدين
-ا٠٠ أنا مش عارف اقولك ايه ؟
-ولا حاجة اطلب من السواق
هز رأسه بالإيجاب بفرحة ثم طلب من السائق أن يذهبا إلى بيت (طلال) على الفور بأسرع سرعة وفى خلال ربع ساعة كان قد وصلا لمنزل (طلال) واندهشت (هانيا) من وجودهما سوياً وفى ذلك الوقت الذى من المفترض الذى يكونا فيه فى القاعة الخاصة بعرسهم فطلبت (عتاب) منها
-تسمحيلى اقابل دكتور (طلال)
ابتلعت ريقها وشعرت بالخوف من أن تقول كلام يضايق زوجها وهو فى حالة صحية سيئة هى تعلم أنها محقة فيما تشعره من مشاعر الكره والبغض تجاه (طلال) لكنها لا تستطيع أن ترى (طلال) يتألم لأى سبب لذا نظرت ل (رائد) بأعين زائغة الذى طمئنها بعينه لذا آشارت لها حيث المكتب الخاص ب (طلال) فاتجهت نحوه وتبعها (رائد) طرقت باب الغرفة الخاصة بمكتبه وما أن سمعت صوت إذنه بالداخل فتحت الباب ودلفت للداخل تفاجئ (طلال) من وجودهم سوياً ابتلعت (عتاب) ريقها ثم قالت
-عاوزة نبدء مع بعض صفحة جديدة ننسى اللى فات بكل اللى حصل مش هتكلم عن شئ فات غير أنى هقول أنى سامحت ونفسى فى أخ وأخت زى مراتك
قالتها وهى تنظر إلى (هانيا) ثم تابعت
-يكونوا معايا الباقى من عمرى
ابتسم (طلال) بسعادة فمسامحتها له أمر كان لا يعتقد أبداً أنه سيحصل عليه يوماً ما لذا نهض عن مقعده ثم قال
-إنتى شيلتى من قلبى هم كبير بكلامك ده
-أنا عمرى ما كنت هبقى حائل بين أخين أو افرقهم عن بعص ومادام كلنا عرفنا غلطنا كلنا نستاهل فرصة تانية ونبدء صفحة جديدة كلنا غلطنا وكلنا ندمنا
ابتسم قليلاً ثم قال
-قولتلك قبل كده أنهم ليهم حق يحبوكى
رفع (رائد) حاجبه ثم قال
-ملكش دعوة بمراتى
ضحكوا جميعاً ثم طلبت منهم (عتاب) أن يرتدوا ملابسهم ويلحقوا بهم نحو القاعة ومنذ تلك الليلة ستكون صفحة جديدة على الجميع ٠٠
فى تلك الأثناء كانت سيارة (وليد) و (شجن) بها كلا من (أدهم) و (جميلة) التى كانت تنظر حولها بحثاً عن سيارة (رائد) فقد اختفت تماماً فلاحظ (أدهم) توتر (جميلة) فسئلها
-مالك يا حبيبتى ؟
-العربية بتاعت ابن عمك اختفت وأنا خايفة ع (عتاب)
-متقلقيش (رائد) عمره ما هيأذى (عتاب) لأن روحه فيها
اطمئنت من حديثه قليلاً فنظر لها ثم قال
-المفروض نتكلم عنا احنا
شعرت هى بخجل فتنحنح (وليد) وقال
-نحن هنا
اجابه (أدهم) بغيظ شديد
-أنت بتدخل ليه أنت إيش حشرك أصلاً أنت هنا سواق بس سوق وأنت ساكت
-سواق !!
قالها (وليد) منذهلاً ثم تابع
-اسابلك العربية هنا فى نص الطريق وابقى سوق أنت يا عريس
ابتسمت (جميلة) عليهما بينما قالت (شجن)
-بطل يا (وليد) بقى
-ابطل ٠٠ أنا نفسى افهم انتوا بتحبوا (أدهم) ده ع ايه ؟! اذا كنت أنا صاحبه ومش طايقه
هزت (شجن) رأسها بآسى بينما نظر (أدهم) ل (جميلة) وقال
-ما تقولى بتحبينى ع ايه ؟
نغزته (جميلة) بكوعها بمزيد من الخجل فضحك هو عليها ثم قال ل (وليد)
-متحرجهاش أكتر من كده هى بتحبنى وخلاص
-لا وأنت الصادق هى مش لاقية حاجة تقولها أصلاً مفيش حاجة فيك تتحب
صر (أدهم) على أسنانه بينما ضحكت (جميلة) بشدة فشعر (أدهم) بغيظ شديد ثم قال
-بقى كده يا (جميلة)
فابتسمت ثم تحدثت بصدق
-(أدهم) مفيش فيه صفة واحدة وحشة راجل يعتمد عليه وأخلاقه عالية ومؤدب ومحترم ومفيش صفة فيه متتحبش
ابتسم (وليد) ثم غمز ل (أدهم) من مرآة السيارة وقال
-شفت بقى استاهل أنا ايه بقى ؟!
شعر (أدهم) بسعادة كبيرة من حديثها ذاك فأجابه
-تستاهل بوسة من بوقك
-اخص الله يخيبك
فضحكوا جميعاً على جنونهم سوياً فهما سيظلا للأبد يتنشاكسان بذلك الشكل ٠٠
وصلوا جميعاً إلى القاعة وبدء العرس وإتمام عقد القران وصل (ريان) فى تلك الأثناء وبحث بعينه عن (ندا) التى كانت تجلس مع شقيقتها ابتسم ثم اقترب من الطاولة التى يجلسون عليها وابتسم لهم يود وهو يقول
-مساء الخير
ميزت (ندا) صوته ثم قالت وهى تبتسم
-مساء النور
-ممكن اقعد معاكوا ولا ابقى متطفل
ابتسمت (نور) واجابته مرحبة
-اتفضل طبعاً يا دكتور
جلس (ريان) معهم على الطاولة بينما تنهدت (ندا) بعدم راحة شعر هو بعدم راحتها تلك فاقتربت منها وتحدث بصوت خافت
-إنتى مضايقة عشان أنا هنا ؟!
هزت رأسها نافية فاضيقت عيناه بعدم فهم لذا استأذنت (ندا) شقيقتها بأن تتحدث مع (ريان) بالخارج بعيداً عن الصوت وسوف تعود لها مرة آخرى وطلبت من (ريان) أن يتبعها الذى تبعها وخرجا معاً خارج القاعة فسئلها
-شكلك مش طبيعى ؟
أخذت نفس عميق ثم قالت
-أنا فكرت كويس فى حكايتنا بصراحة أنا معنديش الثقة لسه أنك بتحبنى بجد أنت فيك مميزات كتير ومش هنكر أنك فعلاً لفت إنتباهى بس عيوبك مخوفانى
-عيوبى !! كلنا فينا عيوب يا (ندا)
-بس الهوائية والإنجراف ورا المشاعر فى وقت قليل مش فى صالحك ولا فى صالحى غنت قلت أن معرفتك ب (أسما) كانت عن طريق والداتك فمكنش حب صادق و (عتاب) نسخة من الصورة اللى بتتمناها أنا بقى لا شبه (أسما) ولا شبه (عتاب) أنا فى النص بينهم يا (ريان) بالظبط لا أنا القفل زى (أسما) ولا أنا فى انوثة (عتاب)
-بترفضينى يعنى ؟
ابتلعت ريقها ثم قالت
-ادى نفسك فرصة تشوف هتقدر تعيش من غيرى ولا لو قدرت ساعتها هبقى زيى زيهم لو مقدرتش ساعتها هتأكد أن حبك كان بجد
صمت (ريان) لبعض الوقت ثم قال
-تمام وأنا مستعد اثبتلك أن المرة دى بجد ٠٠
بينما وصل (شادى) إلى القاعة فى تلك الأثناء فقد دعته (شجن) لحفل زواج شقيقها حين دلف داخل القاعة بحث بعينيه عن (شجن) كى يبارك لها الزفاف لكنه صُدم حين وجد (ريما) تتحدث مع أحدهم وهى تضحك وشعر بفرحة كبيرة لأنه كان حقاً يود رؤيتها ودائماً ما يجد الفرص تقرب منهما أكثر شعرت (ريما) بأن أحدهم يحدق بها فنظرت تجاه (شادى) وصُدمت حين وجدته لكن سرعان ما ابتسمت واعتذرت ممن تقف معهم واتجهت نحوه وهى تقول
-ايه المفاجاءة دى ؟ أنت تعرف (رائد) ؟!
هز رأسه نافياً ثم قال
-لا البشمهندسة (شجن) موظفة عندنا فى الشركة وعزمتنى ع فرح اخوها
-اه عشان (أدهم) ٠٠ أنا بقى تبع (رائد) يبقى ابن خالتى وصديق الطفولة كمان
-اه ٠٠ مبروووك
-الله يبارك فيك ٠٠ عموماً مش هعطلك اتفضل
وهمت لتتركه لولا انه اقترب منها شاب ما تبدو أنها تعرفه جيداً وطلب منها أن يرقص معها فصر (ّشادى) على شفتاه ولكن بأى صفة وأى حق يمنعها من أن ترقص مع أى شخص ضم قبضة يده حتى اقتربت منه (شجن) فبارك لها على زواج شقيقها
انتهى حفل الزفاف وذهب (أدهم) مع (جميلة) إلى شقته الخاصة كى يقضوا أول ليلة لهم بعد الزواج لها ويقضوا باقى العمر بها بينما طلب (رائد) من (عتاب) أن تتبعه دون أن تتحدث التى كانت تعترض طوال الطريق بأن ذلك الطريق ليس الطريق الذى سيوصلهم إلى الشقة الخاصة بهم بينما لم يستمع (رائد) لحديثها وسار على دربه حتى لاحظت أنها تقترب من الطريق الخاص بشقة والديها شعرت بإندهاش كبير وظلت تتسائل أحقاً هو من ابتاعها منها عندما قررت بيعها حتى وصلا أمام العقار وترجل هو من السيارة وفتح باب السيارة لها كى تترجل هى الآخرى وسط اندهشها فسحبها من يدها حتى وصلا إلى الشقة الخاصة بها وقام بفتحها دلفت هى للداخل فقد كانت تشتاق حقاً لكل ركن بها وجدت على مائدة الطعام الشموع و الكثير من الأطعمة التى تعشقها فنظرت له بعدم فهم فقال
-اولاً اتحوزتك يوم جمعة عشان من ضمن امنياتك أن كل جمعة ونهاية اسبوع ييقى فى عشا خاص بينا فحبيت أن أول يوم فى جوازنا يبتدى بيوم جميل ومبارك زى الجمعة وأنى احقق أول امنية ليكى فيه من خلالها
نظرت حولها للشقة وقالت
-اشترتها امتى وقت ما بعتها ولا من اللى بعتها ليه ؟
-وقت ما بعتيها مكنش ينفع حد تانى يشتريها خالص كنت عارف أنك هتندمى ع بيعها ولما (ريان) قالى حبيت اشتريها عشان ارجعها ليكى فى الوقت المناسب حتى لو مكنتش اتجوزتك
ابتسمت هى بسعادة ثم ركضت نحوه لكى تحتضنه وهى تقول
-أنا بحبك اوووى يا (رائد)
ابتسم هو ثم ابعدها قليلاً وقال بمزاح
-متحاوليش معايا مش قبل ما نصلى أنا اتغيرت خاالص
شعرت هى بالخجل فوغزته فضحك عليها لتقول هى
-عارف أنا كنت عايشة طول حياتى غلط كان نفسى اول حب يبقى أنت صحيح أنت اول وآخر حد يدقله قلبى بس ارتبطت قبلك كان نفسى أول ماسكة ايد تبقى منك أنت و كان نفسى ٠٠
وضع يده على فمها ثم قال
-مش عاوز اسمع حاجة من دى كلنا غلطنا وبنغلط اللى بتقوليه ده يا (عتاب) أنا عملت اضعاف اضعاف اضعافه محدش مبيتعلمش من الغلط احنا فى دلوقتي وبس
ابتسمت هى ثم قالت
-هنصلى الاول عشان جعانة جداً وشكل الاكل مغرى
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-وأنا هغير هدومى واتوضى
وهو فى طريقه لكى يبدل ملابسه قالت
-(رائد)
إلتف لينظر له
-شكراً.. متفتكرش أنى مش فاهمة أنت قصدت أول ليلة تبقى هنا عشان ترفع راسى قدام الكل عشان محدش يقول عليا كلمة
ابتسم بهدوء وقال
-روحى غيرى عشان نصلى
وبالفعل ذهبا كلا منهما ليبدل ملابسه وبعدها استعدا للصلاة وكان لها أماماً وبعد أن انتهوا ذهبوا لكى يتناولوا العشاء الرومانسى الخاص بهم فى أول ليلة لهم وبعدها بدئوا ليلتهم الأولى معاً ٠٠يتبع..