الفصل الثامن وعشرون

5K 138 4
                                    

الفصل الثامن والعشرون

شعرت (هانيا) بصدمة كبيرة حين سمعت كلام الطبيب ولم تستطع الوقوف على قدمها فهوت على المقعد الذى كانت تقف أمامه شعر الطبيب بالأسف على حالهم ثم تابع
-أنا آسف أنى ببلغكوا خبر زى ده
ثم وجه حديثه إلى (طلال)
-وطبعاً هيبقى فى دكتور مسئول عن حضرتك وهيبلغ حضرتك بخطة العلاج
هز (طلال) رأسه بتفهم وخرج الطبيب من الغرفة وظل السكون يعم انحاء الغرفة حاولت (هانيا) التماسك أمام زوجها بشتى الطرق ثم توجهت نحوه وجلست بجواره على الفراش وحاوطته بذراعها ثم بدئت فى التحدث معه
-إن شاء الله كل حاجة هتبقى تمام مش عاوزك تفكر فى أى حاجة وحشة انا جنبك وبنتك واخواتك و٠٠
كانت كلماتها مشتتة لا تعرف تواسيه أم تواسى نفسها فهى لا تستطيع تخيل حياتها بدون زوجها الحبيب لم تستطع التماسك أمامه أكثر فبكت فبكت نظر لها وشعر بالأسى على حالها لذا ربت على يدها وقال
-صدقينى أنا مبسوط مش زعلان بالعكس حاسس أن ده عدل
لم تفهم مغزى حديثه فمسحت دموعها وقالت بعدم فهم
-هو طبعاً الحمد لله ع كل شئ بس ٠٠
قاطعها قائلاً
-إنتى مش هتفهمى واحسنلك متفهميش ٠٠ وأنا شايف أنى مستهلكيش و٠٠
نظر لأسفل ولم يستطع تكملة حديثه فاتسعت أعين (هانيا) بعدم تصديق وقالت
-هو أنا اللى فهمته ده صح !!
ابتلع (طلال) ريقه ولم يجيب فتابعت هى
-هو أنا تافهة اووووى كده !! وأنا مش عارفة أنت طول عمإنتىايفنى تافهة كده !!
-الموضوع مش تفاهة يا (هانيا) ٠٠ إنتى تستاهلى حد أحسن منى و ٠٠
-أرجوك متكملش كلمة زيادة كمان ومش عارفة ايه ممكن يتقال ورغم كده هقولك أنا بحبك يا (طلال) ومش هستغنى عنك أبداً ومش ممكن اسيبك فى يوم من الأيام إلا لو حد فينا مات والموضوع ده منتهى
نظر لها نظرة طويلة بداخلها إمتنان وحب كبير هو لا يريد الأبتعاد عنها لكنه يعلم أنه لا يستحق امرآة مثلها هو لم يراها أبداً تتحدث بتلك الجدية وصوتها مرتفع هكذا من قبل لذا ابتسم رغم عنه فنظرت هى بأستنكار ثم توجهت نحو الشرفة وظلت تبكى دون أن يراها هى خائفة حقاً من أن تفقده ٠٠
*****************
فى تلك الأثناء كانت (جميلة) تقف مع (عتاب) فى الحفل بعد أن اصرت (عتاب) أن تبقى (جميلة) بجوارها اليوم كما أن مساعدتها وإسعادها للأطفال ثواب كبير ستثاب عليه فوافقت (جميلة) وظلت تتحدث مع (عتاب) فى أمور شتى حتى صدمت ب (أدهم) يدلف لداخل الحفل مع سيدة أعمال هى عميلة فى الشركة الخاصة به حيث أنه مسئول عن تصميم (مول تجارى) لها اتسعت عيناها بعدم تصديق فهو لم يخبرها بأنه سيأتى لتلك الحفل وخاصة مع تلك السيدة ولم يكن (أدهم) أقل دهشة منها لذا اقترب منها وهو يشعر بالغضب بأنها لم تخبره أنها ستخرج حتى وقف أمامها وقال
-مقولتليش أنك جاية ؟!
عقدت يدها نحو صدرها ثم قالت
-يعنى أنت اللى قلت ؟! مع أنى كنت معاك فى الشغل مقولتش أنك جاى حفلات مع مدام (نشوى)
-مانتى كمان جيتى ومقولتيش
-أنا جاية هنا لبنت خالتى معرفش أن فى حفلة ولا شئ اتفاجئت لكن أنت عارف وجاى ومن غيرى ومع واحدة كمان
-ا٠٠ أنا متعود اجى للسنوية بتاعت الدار هنا كل سنة بحب اجى اقعد مع الاطفال وبعدين هى كانت عاوزة نتعشى سوا عشان نكمل شغل قولتلها مش فاضى فلما عرفت قالت هتيجى معايا عشان بتحب الاطفال ومتقلبيش التربيزة إنتى المفروض تقوليلى قبل ما تخرجى
رمشت بعينيها قليلاً ثم قالت
- يا شيخ ٠٠ وبعدين أنت أصلاً لسه ملكش كلمة عليا عشان اللى بتعمله ده أنا المفروض بس استأذن من ماما احنا حتى مش مخطوبين ده غير أنى جاية لبنت خالتى مش جاية حفلة اضحك واتبسط ولولا أنها اصرت اقعد معها مكنتش قعدت ٠٠ امشى بقى من قدامى يا غتت
-(جميلة) بطلى اسلوبك ده واه ليا كلمة عليكى وهتتسمع
-ملكش
-قلت ليا
-بمناسبة ايه ؟
-مديرك
-ده فى الشركة
عض (أدهم) شفتاه بغيظ فشعرت هى بالأنتصار عليه فقال
-إنتى مجنونة ٠٠ مجنونة حقيقى
فتحدثت بلا مبالاة قائلة
-الحق مدام ناشفة بتدور عليك ٠٠ روح اقعد معاها اصل هى متعرفش تقعد لوحدها خالص
قالتها وتركته وهى تشتعل غيظاً بينما قال (أدهم) بغيظ شديد
-مالها المجنونة دى ؟!
فى تلك الأثناء اقتربت منه (نشوى) وقالت
-واااو تصميم الدار يجنن جداً ٠٠ مين اللى كان عامله ؟
ابتسم بسعادة وهو يتذكر
-والدى الله يرحمه اللى كان عامله
ابتسمت ابتسامة ودودة ثم قالت
-جميل فعلاً جداً
اشتعلت عينان (جميلة) وهى تراه يقف يبتسم مع تلك السيدة دون مراعاة لمشاعرها ٠٠
فى تلك الأثناء كان (ريان) يبحث عن (عتاب) حتى يبقى بجوارها فى حين رأت (رائد) وانتكست ولكنه صدم حين رأى (ندا) بتلك الهيئة فلم تكن ترتدى بنطال وقميص كما إعتاد أن يراها كانت ترتدى فستان رقيق لونه رمادى ذو اذرع طويلة وحزام من نفس لون وخامة الفستان يلتف حول خصرها معقودة على شكل (فيونكة) والحجاب كان بنفس لون الفستان تضع القليل من أدوات الزينة بما يتناسب مع وجهها مما اظهر عينيها البنية بشكل أكثر جاذبية وبشرتها القمحية كانت تليق بلون فستانها فقد بدت انثوية عن أى مرة رأها فيها من قبل لذا اقترب منها وتحدث ببعض المرح
-طب ما احنا حلوين اهو !!
نظرت له بدهشة ثم قالت
-أهلاً يا دكتور
-دكتور !! ٠٠ لا دكتور ايه بقى شيلى التكاليف خالص
-أنت عاوز ايه
-مفيش إنتى واقفة لوحدك وأنا لوحدى و ٠٠ بس هو صحيح مش المفروض أنك فى المطبخ احنا فى حفلة و ٠٠
هزت رأسها نافية ثم قالت
-خااالص مستر (رائد) معودنا لما يبقى فيه حفلة الكل يحضر من اللى شغالين هنا محدش بيعمل اى أكل حتى الأكل بيبقى من بارة عشان كلنا نحتفل مع الأطفال
-أو عشان بطنه متوجعوش مثلاً من اكلكوا
عضت شفتاها بغيظ شديد ثم قالت
-أنت قليل الذوق ٠٠ وع فكرة أنا اكلى أحسن من أى أكل وأنت مدقتوش أصلاً عشان تحكم
قالتها ثم انصرفت من أمامه فحك (ريان) مؤخرة رأسه بيده ثم قال
-شكلى عكيت أوى ٠٠ بس مكنش قصدى
دلف (رائد) للداخل وبحث بعينه عن حبيبته التى يشتاق لها وجدها فاتنة رائعة الجمال كعادتها بثوبها الوردى الرقيق مثلها .. تمنى ولو تنظر فى عينه مرة واحدة فقط حتى وأن تنظر بكراهية ولكن تتلاقى عيناهم معاً عيناه المسلطة عليها جعلتها تشعر بأن أحدهم يراقبها فنظرت حيث موجود هو وشعرت بضعف شديد وهى تراه وذكرياتها معه البائسة تحلق فوقها شعرت بإشمئزاز شديد ونظرت للأتجاه الآخر لم ييأس هو واقترب منها بخطوات هادئة وقال بنبرة صادقة وهو يقف خلفها
-وحشتينى
ضمت قبضة يدها بغضب شديد ولكنها إلتفت ورسمت الجمود أمامه وقالت
-يا بجاحتك
-(عتاب) أنا ٠٠
قاطعته قائلة
-أنت حقير أنت ندل ٠٠ أنت معندكش قلب لو جاى تقول كده فانا عارفة واتعلمت الدرس كويس جداً ومش هكرر الغلطة للمرة التالتة
ثم اصطنعت التفكير
-ولا الرابعة ما (عاصم) نسخة منك
حينها نظرت له بأزدراء ثم اختفت أمامه وقفت خلف شجرة بعيدة عن الكل وظلت تنهمر منها الدموع وضعت يدها على فمها فى محاولة منها من كتم أهاتها ألتلك الدرجة يراها مجرد دمية كلما رغب بها يمثل عليها الحب فقد باتت تكرهه بشدة ٠٠ تكرهه هى !! هى مؤكد كاذبة لقد وقعت فى غرامة مرتين ولا تستطيع نسيانه بينما هو استمع إلى كلماتها تلك وكان يشعر بجرح شديد فى قلبه لكنه يستحق آلم يجعلها تعانى مرتين قد ارادها منهارة .. له ما تمنى ولكن النتيجة إنهياره معها هو الآخر حاول التصرف بطبيعته بالخصوص أمام الأطفال حتى لا ينتبه أحد لما يعانيه بداخل قلبه ٠٠
بحث (ريان) بعينه عن (عتاب) حتى وجدها خلف تلك الشجرة وهى منهارة تماماً شعر بالحزن والآسى على حالها ذلك لذا اقترب منها وقال
-امسحى دموعك ٠٠ مش لازم يشوفك ضعيفة كده
-أنا تعبانة تعبانة اوووى يا (ريان) مش عاوزه يشوفنى أصلاً
-مش وقت كلمتين عتاب لأنى عارف لو قولتهم مش هتسمعيهم كويس ولا هتركزى فيهم عشان كده هقولك هو صحيح غلط وغلطه كان كبير جداً بس مغلطش لوحده
-يعنى ايه
ابتسم فى وجهها ثم قال
-مش وقته الكلام ده يا (عتاب) لازم تبقى قوية قدامه دلوقتى لازم توريه أنه مكسركيش لازم توريه أنك عارفة تكملى الحياة من غيره
اخذت (عتاب) نفس عميق ثم هزت رأسها بالإيجاب فكرت جيداً فيما قاله (ريان) هو محق يجب أن تظهر قوتها حتى لو من الداخل هشة ضعيفة وخرجت معه من خلف الشجرة وبدئت تتعامل بطبيعتها فى محاولة منها أن تتغلب على ضعف قلبها تلعب وتقف وسط الأطفال رأى (رائد) قرب (ريان) منها فى كل خطوة تخطيها وشعر برغبة عارمة فى تحطيم رأسه التى جعلته يفكر ب (عتاب) فهى لم ولن تكون لسواه ولكنه يعلم أن كل ذلك دون جدوى ف (عتاب) تتهرب من نظراته بينما حاول (ريان) أن يعتذر ل (ندا) لكن هى الأخرى تتهرب منه ولم يكن حال (أدهم) افضل من (رائد) و (ريان) فهو الآخر تتهرب منه (جميلة) حتى أنها اختفت من الحفل وسط حديثه مع الاطفال ولم ينتبه أنها عادت لمنزلها ٠٠
*********************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
دلف (أدهم) داخل مكتب (جميلة) قبل موعد حضورها ووضع علبه متوسطة الحجم على مكتبها فقد حاول الأتصال بها بالأمس مراراً وتكراراً بلا جدوى فلم تكن تجيبه دلفت هى للداخل فاتجه هو نحو مكتبه دون أن يتحدث معها زفرت هى بضيق ثم اتجهت نحو مكتبها ووجد تلك العلبة زمت شفتاها ثم قامت بفتح العلبة لتجد مجموعة من جميع أنواع الشوكولا وفوقها رسالة فتحت الرسالة
(لا أعرف لما إنتى مستاءة منى فلقد فعلتى نفس ما فعلته ولكنى لا استطيع تركك بتلك الحالة
لذا أنا آسف)
حركت الرسالة لأعلى وأسفل بحركة جانبية بإستنكار ثم قالت
-مستاءة !! ٠٠ متحنط فى المتحف مرتين قبل كده
خرج (أدهم) من مكتبه وسمعها فصر على أسنانه وقال
-مش عجبك ولا ايه ؟
-أنت عاوز ايه يا (أدهم) ؟
-أنا مش فاهم اعمل ايه تانى عشان تقبلى أسفى وبعدين أنا معملتش حاجة لكل ده
-كونك مش فاهم دى مشكلتك مش مشكلتى
-أنا وإنتى روحنا الدار من غير ما نقول لبعض فين المشكلة
رفعت كلتا قبضتى يدها وهى لا تصدق أنه لا يفهم أنها تغار عليه فقالت
-بس أنا روحت لوحدى ٠٠ مش ساحبة ورايا راجل
-تقصدى ٠٠
قاطعته قائلة
-أيوة مدام ناشفة دى اللى ساحبها وراك
ابتسم ثم قال
-حرام عليكى بجد ٠٠ دى فعلاً إنسانة محترمة وملهاش فى اللف والدوارن
زفرت هى بضيق ثم قالت
-أنت مفيش فايدة فيك ٠٠
-متزودهاش إنتى عارفة أنى بحبك
-أنا مش عاوزة اسمع ده ولا عاوزة اسمع أنها محترمة فيها ايه لو تريحنى بس وتقولى معاكى حق أنا غلطت ومش هعمل اللى يضايقك تانى ٠٠ صعبة أوى كده يا (أدهم) ؟
ابتلع (أدهم) ريقه ثم هز رأسه بالإيجاب وقال
-معاكى حق ٠٠ أنا آسف ٠٠ ولو حصل شئ زى ده تانى واضطريت اركب مع واحدة لازم تبقى معانا
ابتسمت هى وشعرت بسعادة لتقبله تعديل بعض من سمات شخصيته ثم قالت
-خلاص عفوت عنك
-طب دورى كده فى العلبة كويس
-ع ايه ؟! وع فكرة أنا مبحبش الشوكولا أصلاً وأنت كل شوية تجبلى شوكولا مبحبهاش المرة اللى فاتت وزعتها للأطفال فى العمارة
اتسعت اعين (أدهم) ثم قال
-فى بنت مبتحبش الشوكولا
-أنا
صر على أسنانه ثم قال
-اومال بتحبى ايه سيادتك
-الورد
أجابها (أدهم) بأنفعال زائد
-اهو الورد ده عمرك ما هتشوفيه منى أنا بكره الورد وبكره (جمال) ومش عاوز حاجة تفكرنى بيه وبالمناسبة العلبة دى فيها تحت علبة صغيرة فيها خاتم اتنيلى البسيه عشان أخر الاسبوع هاجى لوالداتك وهخطبك
فتحدثت هى بتوتر وقالت
-م٠٠ مكنش قصدى اجيب سيرته أنا بقولك اللى بحبه
-هاتى الشوكولا دى خدى الخاتم وهاتيها هوزعها انا المرة دى ع الموظفين
هزت رأسها نافية وقالت
-لا هاخدها
ابتسم هو بسعادة بعد أن ظن أنها ستأكلها لأنها منه لكنه صدم حين تابعت
-بنت خالتى بتحب الشوكولا جداً خصوصاً اللى فيها نكهة فروالة فهدالها
ظهرت الصدمة بوضوح على وجهه ثم قال
-الرحمة يااااارب هو أنا هجبلك إنتى وبنت خالتك ٠٠ ولا الچينات بتاعتى ابتدت تتنقلك والعدوة جتلك
قال جملته وهو يدلف للمكتب الخاص به فضحكت هى عليه كثيراً ٠٠
*****************
فى وقت الاستراحة الخاص ب (شجن) جلست لكى تتناول طعامها فانضم لها (شادى) واحضر طعامه وجلس بجوارها على الأريكة وسئلها
-مبسوطة هنا فى الشغل ؟
-اه جداً
ابتسم ثم لاحظ خاتم زواج فى اصبعها فسئلها بعد أن ابتلع ريقه
-إنتى متجوزة يا (شجن) ؟!
-اه
زم شفتاه بعدم رضا ثم سئلها
-وجوزك شغال ايه ؟
-دكتور ٠٠ دكتور نسا
-مشغول طبعاً الدكاترة بتبقى مشغولة فى شغلهم ومعندهاش وقت لبيتهم
ابتسمت وهى تشعر بسعادة للتحدث عن زوجها وقالت
-بالعكس (وليد) مش زى أى زوج وبيعرف ينظم وقته جداً
أجاب بأحباط فقد رائها من قبل دون خاتم زواجها فظن أن بينهم مشاكل ولكن يبدو أنه مخطأ
-اه ٠٠ كويس
قالها بضيق واضح ثم تابع
-عموماً التصميم اللى شغالين عليه خديه معاكى البيت عاوزه جاهز بعد يومين ع الأكتر
-ماشى ٠٠
**********************
شعر (ريان) بأن عليه أن يعتذر من (ندا) هو لم يكن يريد أن يقلل من قدراتها لذا اتجه نحو المطبخ الخاص بالدار وجدها تقف تقطع الخضروات فاقترب منها أكتر حتى وقف خلفها وقال
-أنا عارف أنى ساعات ببقى قليل الذوق بس ٠٠
إلتفت هى لتصدم به خلفها لايفصل بينهم شئ فشهقت ثم قالت
-ابعد كده
عاد (ريان) للخلف مسرعاً ثم قال
-مش قصدى
لوحت له بالسكين فى وجهه وهى تقول بعصبية زائدة
-كل حاجة مش قصدى مش قصدى
-مش عارف إنتى الوحيدة اللى بتفهمينى غلط
-أنت عاوز ايه ؟
-أنا كده خلاص معدش ليا لازمة فى الدار هنا همشى بس مكنتش حابب قبل ما امشى تزعلى منى
-هتمشى ؟
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-أنا كنت هنا عشان ابقى جنب (عتاب) وقت ما تحتاجنى
هزت رأسها بتفهم ولكنها سئلته
-بس ياحرام هتشتعل ايه ؟!
-يا حرام !!
قالها مندهشاً ثم تابع
-أنا دكتور نفسى مش قليل وقربت اخلص العيادة الخاصة اللى بجهز ليها ومش محتاج اشتغل فى أى مكان تانى
ابتسمت قليلاً ثم قالت
-عموماً ربنا يوفقك
-يعنى مش زعلانة منى خلاص
هزت رأسها نافية فشعر هو بالرضا ثم قال
-أنا هروح اودع (عتاب) كمان
هزت رأسها بتفهم فى تلك اللحظة دلفت (عتاب) لداخل المطبخ وقد استمعت لحديث (ريان) فقالت بضيق
-أنت ماشى ؟
هز رأسه بالإيجاب ثم قال
-أنا كنت هنا عشانك وإنتى عارفة كده كويس
ابتلعت ريقها ولم تتحدث فتابع هو
-وعاوزك فى موضوع قبل ما امشى
-خير
-تعالى بارة
شعرت (ندا) بالإحراج فقد كانت تتابع حديثهم بعينيها فاكملت تقطيع الخضروات دون أن تنظر لهم مرة أخرى فاستأذنت منها (عتاب) ثم خرجت خلف (ريان) جلسوا بالخارج فى الحديقة على أريكة خشبية فقال (ريان)
-عاوزك تعرفى حاجة ؟
-ايه ؟
ابتلع ريقه ثم أخذ نفس عميق وقال
-مش عاوزك تفهمى غلط
-حصل ايه ؟!
-أنا كنت عارف أن (رائد) هو (فضل) لما جيت اقابله هنا وهو حكالى
اتسعت أعين (عتاب) بدهشة وتملكها الغضب فتابع (ريان)
-إنتى مش زى أى حالة مرت عليا يا (عتاب) أنا بحبك فعلاً وبخاف عليكى فعلاً وكنت شايف أن انسب طريقة عشان تتلقى الصدمة بهدوء باعتراف (رائد) وضغطى عليه بس صدقينى هو كان هيعترف من غير ضغط هو جواه مكنش قادر يخدعك
-بتدافع عنه ؟!
-هى علاقتى أنا و (رائد) غريبة شوية بس صدقينى مبكرهوش
-بعد اللى عمله فيا
-(عتاب) ٠٠ (رائد) كان مدمر نفسياً بعد موت أخوه أنا مش هقولك أنك سبب فى موت (عاصم) دى أعمار فى النهاية بس إنتى يا (عتاب) فكرتى فى نفسك ومصلحتك فى علاقتك مع (عاصم) كنتى أنانية كتير مع (عاصم) عاوزه يديكى كل حاجة وإنتى حتى موقفتيش جنبه لما احتاجك
نظرت (عتاب) لأسفل وشعرت بالخجل من نفسها فتابع هو
-بس ده حقك ده واحد مدمن وكلنا فاهمين كويس يعنى ايه مدمن والدليل أن (عاصم) مصعبش عليه نفسه وقت الغضب وموت نفسه أكيد حياتك معاه كانت هتبقى جحيم إنتى فكرتى بعقلك لأنك محبتهوش اتعلقتى بيه بس ولما لاقيتى أنه هيضرك بعدتى عنه ٠٠ حطى نفسك مطرحه رسالة (عاصم) وكلامه ل (طلال) وكذبه عليه ده مش مبرر ومينفعش اللى عملوه بس التمسى ليهم العذر
-أنا و (رائد) حكايتنا انتهت ٠٠ التمس العذر أو ملتمسش مش ممكن ارجع أثق فيه تانى
-وانا جنبك ومعاكى وقت ما تحتاجينى إنتى عارفة أنى بحبك
شعرت (عتاب) بتوتر كبير فهو دائماً يقول أنه يحبها ولكن لا تعرف معنى حبه ذاك بينما هو ابتسم لها هو بالفعل يحبها يوجد مشاعر بداخله نحوها ولكنها تحتاج ترتيب وتصنيف فما مر به معها ليس بالهين ٠٠
*********************
وصل كلاً من (رائد) و (روفيدا) إلى المشفى بعد أن اتصلت (هانيا) بهم واخبرتهم بما حدث ل (طلال) وأنه بالمشفى منذ خمسة أيام ولكنه لم يرد إزعاج أى منهم طلب (رائد) من (روفيدا) و (هانيا) أن يتركاه بمفرده مع (طلال) دلف لداخل الغرفة الخاصة ب (طلال) ووجده نائم على الفراش تقابلت اعينهم فى صمت اقترب منه (رائد) وقال بنبرة حزن صادقة
-أنت ازاى متقولش أن من أخر مرة كنت عندك روحت المستشفى؟
-أنت جيت ليه ؟
-أنت أخويا يا (طلال) و ٠٠
قاطعه (طلال) قائلاً
-أنا واحد ميستاهلش أنا اللى خططت ونفذت كل البلاوى دى وظلمت واحدة فوق البيعة وادينى باخد عقابى وأنا راضى بكل اللى حصل
-(طلال) انا مش عيل صغير زى مانت غلطت أنا كمان غلطت أنت مضربتنيش ع ايدى ولا خدرتنى أنا اللى عملت كل شئ بأرادتى
-بس أنا اللى عملت كل ده صدقنى لولا أنى فكرت مكنتش هتعمل ده أنا اللى صدقت واحد مدمن كان لازم اعرف أنه كذاب هى كمان مش ملاك برده هى غلطت
-كلنا غلطنا
أخذ (طلال) نفس عميق ثم قال
-كل واحد فينا خد اللى يستاهله
-أنا معاك وجنبك كلنا جنبك
-تفتكر لما (هانيا) تعرف هتفضل جنبى ؟
-(هانيا) بتحبك ومستحيل تتخلى عنك
ابتسم (طلال) بسخرية ثم قال
-بس فى حاجات مينفعش نسامح عليها
-سيبك من ده كله هتبدء العلاج من امتى
-مش فارقة
اتسعت أعين (رائد) بعدم تصديق
-أنت لازم تتعالج مينفعش تسيب نفسك كده
فى تلك اللحظة سمع صوت احدهم يطرق باب الغرفة بعدها فتح الباب وركضت (روفيدا) نحو (طلال) لتحتضنه ونظرت إلى (رائد) قائلة
-أنا آسفة مقدرتش استنى اكتر من كده
هز (رائد) رأسه بتفهم بينما شدد (طلال) فى احتضان (روفيدا) ثم قبل رأسها وقال
-سامحينى يا (روفيدا) ع أى تقصير حصل منى فى حقك
بكت (روفيدا) رغماً عنها وقالت
-أنا المهم عندى أن حضرتك تقوم بالسلامة ومش مهم تبقى مقصر ولا لا
اقتربت (هانيا) من زوجها من الجهة الآخرى واحتضنته هى الأخرى وقالت
-كلنا جنبك يا (طلال) وعاوزينك وسطنا أرجوك التزم بعلاجك لو مش عشان نفسك عشانا احنا أنت تفرق معانا كلنا
قربها (طلال) أكتر منه وهو يحتضنها ثم نظر لها وهو يفكر هل ستسامحه اذا علمت أنه ظلم تلك الفتاة وتتخلى عنه بعدها أم لا ٠٠
*******************
وصلت (شجن) إلى المنزل ووضعت التصميم فى الدولاب الخاص بملابسها غير منتبهة فقد كانت تريد إعداد الطعام قبل موعد وصول (وليد) من المشفى ذهبت للمطبخ وظلت تعد الطعام حتى استمعت لصوت جرس الباب فارتدت اسدال الصلاة الخاص بها وذهبت لفتح الباب وصدمت حين وجدت أنه (شادى) ٠٠

#عتاب

عتاب بقلم علا السعدنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن