الفصل التاسع والعشرون
تفاجئت (شجن) بوجود (شادى) أمامها فرمشت بعينيها وقالت
-هو فى حاجة حضرتك ؟
ابتسم ثم أجابها
-فى حاجات كتير حضرتك ٠٠ التصميم اللى قولتلك اشتغلى عليه حضرتك خدتى تصميم غيره خالص وأنا محتاجه دلوقتي بس اقول ايه ع عقلك !!
ضربت جبينها بكف يدها ثم قالت
-يا خبر !! طب ثانية واحدة
-اتفضلى
ركضت نحو الداخل وشعرت بأحراج شديد فهى لم تدعيه للدخول ولكن (وليد) ليس هنا بالمنزل ولا أحد سواها لذا بحثت عن مكان التصميم ولسوء حظها لا تتذكر أين وضعته لقد اصبحت ذاكرتها ضعيفة للغاية مؤخراً ظلت تجوب الغرفة جج عنه ولم تجده لذا عادت إلى (شادى) وقالت
-معلش ممكن حضرتك تتفضل تدخل مش فاكرة حطيته وشكلى هتأخر وأنا بدور عليه
هز (شادى) رأسه بآسى ثم دلف إلى الداخل وأتجهت (شجن) نحو شقة (چيهان) وطرقت الباب حتى فتحت لها (چيهان) الباب ونظرت لها بدهشة فليس من المعتاد أن يزورا بعضهم البعض دون (وليد) حتى قالت (شجن)
-معلش يا طنط ممكن حضرتك تيحى تقعدى معانا ٠٠ قصدى المهندس اللى شغالى معاه عاوز تصميم وأنا مش فاكرة حطاه فين وهقلب الاوضة عليه بس مش حابة أنا وهو نبقى لوحدنا
هزت (چيهان) رأسها بتفهم ثم قالت
-ماشى
ثم ذهبت خلف (شجن) وجلست هى مع (شادى) بالخارج وذهبت (شجن) لتبحث فى جميع أرجاء الغرفة عن ذلك التصميم ٠٠
فى الخارج تذكرت (چيهان) أنها كانت تطهو طعام فأسرعت نحو شقتها حتى لا يحترق الطعام بعد أن استأذنت من (شادى) حتى خرجت (شجن) فى تلك اللحظة وهى تتنهد براحة ثم اقتربت من (شادى)
-سورى اوى بجد عطلتك بس اعمل ايه بنسى كتير
ابتسم (شادى) ومد يده ليأخذ التصميم ثم قال
-عارفة أنا لو قلت للحج أنك خدتى تصميم تانى ومكنتيش فاكرة أصلاً حطاه فين فيها رفد وش
ضحكت (شجن) كثيراً فتابع (شادى) وهو مبتسم
-بس أنا قلبى طيب وهستر عليكى
ابتسمت له (شجن) بإمتنان وبادلها هو الابتسامة حتى دلف (وليد) فى تلك اللحظة وكان مندهش من أن باب الشقة مفتوح فوجد (شجن) تتبادل الابتسام مع شخص صر على أسنانه بغضب لاحظ كل من (شجن) و (شادى) دلوف (وليد) فتنحنح (شادى)
-عن أذنك
تركه (وليد) يخرج من الشقة دون أن يتحدث حتى إليه وظل يرمق (شجن) بنظرات طويلة فنظرت حولها تبحث عن (چيهان) ولكن كعادتها تركتها بمفردها فقالت
-ده مهندس معايا فى الشغل وأنا اتلغبطت وخدت تصميم غير اللى قالى عليه وهو محتاجه فجاه ياخده و ٠٠
وجدته صامت فى البداية يبدو أنه يحاول كظم غيظه ولكنه فشل فاسرع نحوها وامسك رسغها وتحدث بهدوء يغلقه عاصفة
-بتدخلى راجل الشقة وأنا مش موجود يا هانم
رمشت بعينها وهى لا تصدق ما تسمعه
-أنت تقصد ايه يا (وليد) ؟!
ابتسم بسخرية وقال وهو يشدد ع ذراعها
-مقصدش ٠٠ راجع البيت الاقى واحد قاعد فى بيتى ومراتى قعدة معاه وبيضحكوا لبعض المفروض اطير من الفرحة ولا اجبلكوا اتنين ليمون
فى تلك اللحظة عادت (چيهان) واستمعت إلى حديث ابنها بينما نطرت (شجن) يده من يدها ودلكت يدها وهى تقول
-تااااانى يا (وليد) !! ٠٠ تااانى كان لازم اعرف أن مفيش فايدة فيك هتمد إيدك عليا تانى وهتشك فيا تانى
ضرب (وليد) المنضدة التى أمامه بقدمه وقال
-أنا لحد دلوقتى هادى المنظر اللى شوفته حرق دمى حسى بقى
-أنا هسبلك البيت وماشية والمرة دى مش هرجع مهما عملت
دلفت (چيهان) للداخل فنظرت لها (شجن) بغضب شديد ولكنها صدمت حين سمعتها تقول
-أنت يا واد عامل غاغة ليه ؟! وبعدين اللى سمعته ده صح أنت مديت إيدك عليها قبل كده ؟!
-ماما متدخليش بينى وبين مراتى لو سمحتى
-لا هدخل عشان محصلش حاجة للى أنت عامله مراتك جتلى وطلبت ابقى معاها هى وزميلها ده وأنا فعلاً كنت موجودة بس افتكرت أن الفرن كنت بسخن فيه اكل فروحت اطفيه حصل ايه لده كله بقى
ابتلع (وليد) ريقه ونظر ل (شجن) التى كانت تبكى وبعدها قالت
-أنا مش هقعد معاك لحظة واحدة أنت وعدتنى أنك مش هتشك فيا تانى ومفيش فايدة فيك
-ا٠٠ انا مشكتش انا٠٠ أنتى عارفة كويس أنى مشكتش
قالها متلعثماً ولم يعرف أن يكمل حديثه فامسكت (چيهان) يدها وقالت
-تعالى معايا
فتحدث (وليد) قائلاً
-قوليلها يا ماما أن مش قصدى
-أنت تخرس خالص عشان ليك حساب معايا بعدين مقولتليش أنت قبل كده أنك ضربتها
سحبت (چيهان) (شجن) إلى شقتها بينما جلس (وليد) على مقعده وهو يتمتم
-غبى ٠٠ خلاص الغيرة قتلاك اووووى كده ٠٠ ماهو برده ادخل البيت يعنى الاقيها بتضحك فى وش راجل وهى زى القمر كده .. ده ايه الحظ المنيل اللى أنا منقوع فيه ده
بينما جلست (چيهان) بجوار (شجن) على الأريكة الخاصة بمنزلها وقالت
-هو اللى مترباش ده .. هو مد إيده عليمى قبل كده؟
هزت رأسها بالإيجاب وهى تبكى فزمت (چيهان) شفتاها بعدم رضا
-أنا مكنتش اعرف ٠٠ أنا كنت فاكراكى مبتحبيش (وليد) هو قالى كده بس بصراحة احترامتك اوى لما نديتينى عشان اقعد معاكى
-ا٠٠ أنا متربية كويس يا طنط بس هو بيشك فيا غيرته كلها شك وعصبيته وحشة
شعرت (چيهان) بالأحراج ثم قالت
-معاكى حق هو اللى مش متربى أصلاً وكان لازم اعرف أن العيب فى ابنى مش فيكى لوحدك بس أنا ام واحب اشوف ابنى سعيد وانتوا يعنى لما اطلقتوا (وليد) كانت حالته صعبة لا أكل ولا شرب سجاير وبس حطى نفسك مكانى أنا مش عاوزة اعرف سبب خلافكوا أنا حتى قولتلوا متحكليش تفاصيل أنا مبحبش ادخل فى حياتكوا ولا حياة حد بس مهما كان السبب مينفعش يمد ايده عليكى
-أنا هسبله البيت وامشى أصلاً والمرة جى مش راجعة تانى
ابتلعت (چيهان) ريقها فهى تعلم كم (وليد) يعشق (شجن) فقالت
-بلاش مش هترجعى تانى دى ٠٠ ده ابنى وأنا عارفاه قلبه ابيض هو عصبى وغيور بزيادة عارفة بس اقولك ع حاجة ربيه عشان ميمدش إيده ولا يطول لسانه تانى
مسحت (شجن) دموعها وقالت
-يعنى اعمل ايه ؟!
-متسبيش بيتك ٠٠ اطرديه بارة متخلهوش ينام معاكى وقوليله أنك هتجيبى أخوكى وهو يتصرف معاه
-اخويا لو عرف ممكن يخسروا بعض
ابتسمت (چيهان) ثم قالت
-وإنتى فاكرة أن (وليد) هيجيله نوم أصلاً إلا وإنتى فى حضنه مش هيخليكى تحكى لاخوكى
-أنا لا يمكن اسامحه
ظلت (چيهان) تخفف عن (شجن) ثم طلبت منها الذهاب إلى شقتها وأن تؤدب زوجها بالطريقة التى اتفقت عليها معها عادت (شجن) للمنزل وجدت (وليد) مازال جالس على الأريكة وهو يضع يده أسفل وجنته منتظر عودة (شجن) وحينما شعر بوجودها نهض عن الأريكة ووقف أمامها وقال
-كل ده بتعملى ايه ؟
نظرت له بضيق شديد ثم نظرت لساعة يدها وقالت
-الوقت اتأخر و (أدهم) مبيرجعش البيت دلوقتى مضطرة ابات هنا ولما ارجع الشغل هرجع ع بيت اخويا
-هو ايه الكلام ده ٠٠ (شجن) حبيبتى أنا بغير عليكى وإنتى عارفة محصلش حاجة لكل ده
نظرت له من أسفل إلى أعلى ولم تعيره أى اهتمام ودلفت داخل غرفة نومهم فدلف خلفهم انتظرت حتى بدل (وليد) ملابسه فهى تعلم أنه لا يذهب اليوم للعيادة الخاصة به فانتظرت حتى فرغ من ارتداء ملابسه ثم جلبت وسادة من الفراش وغطاء وقالت وهى تلقيهم فى يده
-يلا اتفضل من غير مطرود
نظر لها وهو لا يفهم ما يجرى فتابعت
-مستحيل تقعد معايا أنت مش هتبطل أبداً اللى فى داء مش بيبطله
-أنا مضربتكيش يا (شجن)
-بس كنت هتعملها ومسكت دراعى جامد ووجعته
-مش هيحصل تانى حقك عليا و٠٠
قاطعته بغضب
-قولتلى قبل كده مش هيحصل تانى وعند أول موقف رجعت لطريقتك الزبالة دى أنا بنت ناس مش من الشارع
-يا (شجن) ٠٠ أنا ٠٠
نظر لأسفل ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول فاتجهت هى نحوه ودفعته نحو الباب وهى تقول
-امشى بقى مش عاوزة اشوفك
وبعد ما دفعته للخارج أغلقت باب الغرفة وزفرت بضيق وقالت بصوت خافت
-أنا هوريك يا (وليد)
فى الخارج نظر (وليد) للوسادة التى بيده والغطاء الممسك بهم ثم أتجه نحو الأريكة ووضعهم وجلس بجوارهم وهو يضع وجهه بين كلتا يداه
-ايه اللى عملته فى نفسى ده !!
وضع الوسادة فى مقدمة الأريكة وبدء يفكر فى ماذا عليه أن يفعل لذا قرر النهوض والأتجاه إلى غرفة نومهم الخاصة طرق باب الغرفة فوقفت (شجن) خلف الباب وهى تقول
-عاوز ايه ؟!
-افتحى يا (شجن)
-عاوز ايه قلت ؟
-البيچاما مش مريحانى عاوز اغيرها
-افندم
-يا (شجن) عاوز اغير هدومى
زمت شفتاها ثم قامت بفتح الباب ليتفاجأ بها هى ترتدى بيچاما قصيرة ذات (شورت) قصير وبدون أذرع من الأعلى وتضع مكياچ خفيف فى وجهها مما يجعلها فاتنة فقال
-هو إنتى فاهمة الخصام ازاى ده أنا قلت إنتى بتعيطى
-واعيط ليه ؟
-المهم إنتى جاية تلبسى كده واحنا متخاصمين فعلاً
-وهو أنا بلبس ليك ولا ايه ؟!
-يا مغيث رجعنا للدبش تانى
حاولت كتم ضحكتها وقالت بجدية
-يلا شوف عاوز ايه عشان تخرج عاوزة انام
-عاوزك إنتى
-افندم !!
قالتها بعدائية فتابع هو
-إنتى مراتى يا (شجن)
-كويس عارف أنى مراتك عشان مفيش راجل بيمد ايده ع مراته
-يوووه يا (شجن) ممدتش إيدى
-كنت هتمد
-إنتى هتحاسبينى ع اللى كنت هعمله ومعملتوش
-أيوة
-طب أنا آسف مش عارف انام من غيرك
-ميخصنيش ٠٠ أنا رايحة بكرة عند اخويا وده كلام منهتى
شعر هو بأنه لا فائدة من النقاش معها فخرج للخارج مرة اخرى فابتسمت هى عليه وحدثت نفسها
-هوريك هوريك يا (وليد) ٠٠
**************
بينما كانت (روفيدا) فى غرفتها وتتحدث مع (أشرف) وقصت عليه كل ما حدث لشقيقها (طلال) وكيف هى تشعر بالخوف عليه وحاول (أشرف) طوال المحادثة تهدئتها ولكنها لم تفعل حتى قال لها
-وبعدين بقى يا روفى ٠٠ إنتى ليه بتقدرى البلا قبل وقعوه إن شاء الله هيخف
-أنت عارف انهم مش شوية برده ٠٠ ده كانسر يعنى ممكن يروح فى أى لحظة
-خلى إيمانك بربنا كبيرة يا (روفيدا) وادعيله
مسحت (روفيدا) دموعها وقالت
-أبيه (طلال) مكنش قريب أوى منى أنا و (عاصم) زى ابيه (رائد) بس أنا و (عاصم) كنا بنحبه اووى وبنعتبره ابونا خصوصا بعد وفاة بابا ٠٠ هى ماما اتجوزت صغيرة اوووى من انكل (عز) عشان كده فرق السن بينا كبير وأنا أصلاً حملى كان غلطة كانت ماما استكفت ب ابيه (طلال) و (رائد) و (عاصم) ياريت مكنتش جيت عشان مشوفش واحد واحد فيهم بيموت بالشكل ده
-استغفرى ربنا يا (روفيدا) ٠٠ الأعمار بأيد ربنا ومحدش عارف مين فينا هيمشى الأول وبعدين منقوليش ع نفسك غلطة إنتى احلى حاجة حصلت فى حياتى أصلاً
ابتسمت هى ثم قالت
-أنا بحبك اوووى يا (أشرف)
-وأنا كمان عشان خاطرى نامى وريحى وسيبى كل شئ ع ربنا وادعيله الدعا بيعمل المعجزات
-حاضر
-يلا تصبحى ع خير
-وأنت من اهله
بدئت (روفيدا) أن تهدء قليلا بعد ثم استلقت على الفراش لتذهب فى سبات عميق ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ارتدت (شجن) ملابسها لتذهب إلى العمل وخرجت خارج الغرفة وجدت (وليد) أمام الغرفة فى البداية شعرت بخوف قليلاً وما أن تأكدت أنه (وليد) حتى قالت
-خضتنى
-أنا آسف
-ع ايه بالظبط ؟
-ع كل حاجة ٠٠ معرفتش انام طول الليل وإنتى مش معايا
أخذت نفس عميق ثم قالت
-صدقتك مرة قبل كده ٠٠ والمرة مش قادرة أصدق خايفة منك
-إنتى بتضايقى من غيرتى ؟!
هزت رأسها نافية فتابع هو
-اومال ايه طيب ؟!
-عاوزها تبقى بعقل بس مش اكتر
-هعقل طيب
ابتسمت رغماً عنها ثم قالت
-طيب هحطك تحت الاختبار كم يوم كده
-موافق
-ماشى عن اذنك رايحة الشغل
افسح لها المجال لتغادر وحدث نفسه
-لازم تسامحينى بقلبك النهاردة مش هقدر استحمل كم يوم كمان ٠٠
*****************
داخل المشفى جلس (طلال) على فراشه ونظر لزوجته فقد شعر برغبة فى إخبارها بالحقيقة لذا نهض من أعلى فراشه وجلس بجوارها ثم قال
-أنا عاوز اقولك ع حاجة
-خير ٠٠
أخذ نفس عميق ثم بدء يقص كل شئ بخصوص (عتاب) عليها وكيف كان الأنتقام يعميه عن كل شئ حتى أنه ظلم تلك الفتاة وأن (عاصم) هو من كذب منذ البداية صدمت (هانيا) كثيراً مما سمعته من زوجها وشعرت بغضب شديد منه ولأول مرة تشعر بالنفور منه شعر هو بما يجول فى خاطرها بمجرد أن نظر فى عينيها التى لم يستطع الصمود أمامها أكثر لذا نظر لأسفل وقال
-أنا عارف أن اللى حكيته مش قليل إنتى ليكى مطلق الحرية أنا خلاص مبقتش عاوز الدنيا دى أنا بقيت ظالم وبس ظلمت البنت دى وظلمت اخواتى وظلمتك وظلمت (مايا) يااريت يكون المرض اللى عندى ده تكون دى النهاية بالنسبة ٠٠
لن يستطع إكمال كلمة فقد وضعت يدها على فمه ونظرت فى عينه وقالت
-أيوة غلطت ٠٠ وبتغلط لأن كلنا زى بعض كلنا بشر وبنغلط
ازاح يدها من اعلى فمه وقال
-غلط عن غلط يفرق
-احمد ربنا أن ربنا مخلاكش تتمادى فى ظلم البنت كنت مش هتقدر تسامح نفسك لكن أنت لسه قدامك فرصة
كرر بسخرية
-فرصة !!
-اه فرصة أنا جنبك ومش هتخلى عنك إلا لو منفذش طلبى
اضيقت عيناه بعدم فهم فتابعت هى
-أنت غلطت وغلط كبير مش صغير كمان ٠٠ بس قدامك فرصة تصلحه تعتذر للبنت وترجع الدكتور اللى فصلته اللى لازم تشكره أنه منعك من تكميل خطتك أصلاً محدش هيسامح بسهولة بس لو أنت فعلاً صدقت فى ندمك صدقنى ربنا هيسهل كل الأمور هيخلى المستحيل سهل والبنت تقدر تسامحك
-بس ٠٠
قاطعته قائلة
-مبسش عاوز تستسلم وتختار تدفن نفسك بالحياة اعمل كده براحتك بس ساعتها هتخسر دنيتك واخرتك تقدر تقولى أنت كفرت عن غلطك ده ٠٠ الدم لوحده مش كفاية يا (طلال) ٠٠ اوعدنى تبدء صفحة جديدة وتعتذر من البنت دى مش دلوقتى غير من نفسك وفى الوقت المناسب روح للبنت دى لو مش عشانك عشان أخوك اللى بيحبها بلاش تخلى (رائد) هو كمان حياته كلها وحشة
هز (طلال) رأسه بالإيجاب ثم أمسك يدها وضمها نحو صدره وقال
-أنا بحبك ٠٠ بحبك أوى يا (هانيا)
ابتسمت (هانيا) بسعادة وربتت على كتفه لتشعر بالدفئ والأمان وهى معه ٠٠
*****************
فى ظهيرة اليوم ٠٠
عادت (شجن) للمنزل وجدت الإضاءة مغلقة فدلفت للداخل ثم قامت بفتح الاضاءة وسارت للداخل اكثر حتى وصلت إلى الصالة التى بها مائدة الطعام وجدت شموع وطعامها المفضل موضوع على المائدة ابتسمت بسعادة ووجدت (وليد) يخرج من المطبخ وهو يرتدى مريولة المطبخ فابتسمت قليلاً ما انتبه (وليد) لحضورها حتى نزع المريولة وألقاها بعيداً فضحكت (شجن) بصوت أعلى مما أثار غيظه وصر على أسنانه فهدئت قليلاً وسئلته
-أنت مروحتش المستشفى ليه ؟
-عشان اصالح واحدة جبلة كده
ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة لإهتمامه بها فاقترب منها وامسك كلتا كفوف يدها وقام بتقبيل الواحد تلو الآخر
-بحبك ٠٠ كانت مجرد غلطة متعاقبنيش ع حاجة كنت هعملها ومعملتهاش
-ومسكك لدراعى بالقوة
-ياستى حقه عليا
-هو مين ؟
-دراعك
ابتسمت ثم هزت رأسها بآسى ونظرت لمائدة الطعام
-ورق عنب وبانيه وملوخية ٠٠ عملت ازاى الملوخية دى ؟!
-بصى عشان مبقاش كداب الاكل جاهز من بارة أنا لبست المريلة بس وأنا بوزع الأطباق
-أنا قلت برده ٠٠ بس كفاية أنك تعبت نفسك وفكرت ولا مروحتش الشغل متهيئلى غيابك زاد اوى بعد الجواز أنا جاية عليك بخسارة
-ده إنتى مكسبى الوحيد فى الدنيا دى
-بحبك اووووى يا (وليد)
شعر (وليد) بسعادة كبيرة وهو يستمع إلى اعترافها بحبها له فابتسم ثم قال
-طب يلا الاكل هيبرد
-خلاص وأنا هعمل الحلو
فغمز لها بمشاكسة وقال
-لا الحلو ع طريقتى أنا
شعرت هى بالخجل ونظرت لأسفل فابتسم هو عليها وجذبها إلى مائدة الطعام ٠٠
*********************
بعد مرور شهر ٠٠
كانت استقلت (عتاب) فى منزلها بعد أن زارت خالتها ومكثت لديهم لمدة اسبوع لكنها أخبرتهم بأنها تفضل العودة لمنزلها فهى تفتقد ذكرياتها به وذكريات والداتها معها ٠٠
كان (رائد) يرسل فى نهاية كل يوم رسالة إلى (عتاب) كما اخبرته قبل ان يفترقوا ليعبر بها عن حبه أو ضيقه منها من أى تصرف ولكن رسائله كلها تحمل كم الألم والعذاب الذى يشعر به فى بعدها ولكنها لم تجيب بحرف حتى ٠٠ وهو اصبح مهمل فى عمله فى نفسه لا يخرج من المنزل إلا لزيارة (طلال) لا يفعل شئ أكثر من ذلك ٠٠
بينما قابل (أدهم) والدة (جميلة) وقد اتفقا أن تتم خطبتهم فى بداية الشهر القادم وكل يوم (أدهم) يكتشف فيه أكثر أنه خسر الكثير قبل ارتباطه ب (جميلة) وكانت هى تشعر بسعادة كبيرة بقربه وبحبه الذى اثبتها لها يوم بعد يوم ٠٠
بينما كانت تعيش (أسما) فى مرار مع زوجها وقد اكتشفت أنه شخص لا يصلح لأن يكون زوج فلا يفكر سوا بالعلاقة الزوجية والسهر والمكوث فى الملاهى الليلية حتى أن الفساتين الذى يحضرها لها كلها عارية وقد ملت الحياة معه فمنذ أن تزوجته لا تجد أى وقت لأكمال رسالتها التى بدئتها ٠٠
إما عن (روفيدا) و (أشرف) فقد قابل (أشرف) (رائد) و طلب منه أن يرتديا مجرد خاتم لتكون علاقتهم جدية أكثر ولم يطلب أى حفل لخطبتهم فلا ظروفه أو ظروفهم تسمح بذلك ٠٠
بينما كانت (هانيا) تساند زوجها بإستمرار ومعه بكل خطوة يخطوها فى علاجه وهو قد بدء فى التغير أكثر وأكثر وبدء يتقرب من الله أكثر ويدعو الله ليلاً ونهاراً أن تسامحه (عتاب) عندما يطلب منها العفو ٠٠
إما عن (ريان) فقد عاد المصحة مرة أخرى بعد أن ترجاه (طلال) واعتذر له وافهمه أنه مدين له بما فعله فلولاه لمات ندما. على ما فعله بتلك المسكينة فى النهاية رضخ (ريان) له وعاد لعمله كما أنه افتتح عيادته الخاصة وهو سعيد للغاية بتلك الخطوة ودوما يسئل على (عتاب) وهى تزوره بإستمرار هو ووالدته ٠٠
بينما (شجن) و (وليد) يعيشوا فى سعادة وتفاهم وحبهم كل يوم عن يوم يقوى أكثر وأكثر ٠٠#عتاب