الفصل الثانى والثلاثون

4.6K 148 9
                                    

الفصل الثانى والثلاثون

نظرت (أسما) وهى لا تفهم شئ من الذى يجرى كيف استطاع زوجها أن يأتى بأمراءة آخرى أمام عينيها هكذا من المفترض أنه سافر فى الصباح لعدة أيام لكى يكمل عمله فى الغردقة أكان يخدعها وجدت (تامر) يضرب باطن كف يده فى جبهته ثم ضحك ونظر للفتاة التى معه وقال
-اوووبس تخيلى أنى نسيت أصلاً أنى متجوز آصل الهانم دايماً متضررة بوجودى معها
ترك يد الفتاة وقال وهو يبتسم ثم قال
-فانا قررت الصراحة انساها واتعامل براحتى فإنتى كأنك مش موجودة أصلاً اتعاملى بطبيعتك
ابتلعت ريقها الفتاة التى كانت معه هى تعلم أن الأمر لن يمر على خير فلم تكن تعلم أن زوجته فى المنزل فتحدثت (أسما) بغضب شديد
-أنت اتجننت ولا ايه ؟! ايه إللى بتقولوا وتعمله ده !!
شعر (تامر) حينها بالغضب فأتجه نحوها وأمسك رسغها بحدة وهو يقول
-بقولك ايه متطيريش الدماغ اللى عاملها من دماغى وإياك صوتك يعلى تانى فى البيت ده نسيتى نفسك ولا ايه
-أنت ازاى تكلمنى كده أنا مراتك
ابتسم (تامر) بسخرية ثم قال
-مراتى !! ٠٠ أنا شاريكى بفلوسى بالعيادة وبفلوسى اللى بقت باسمك فى البنك واللبس والاماكن اللى مكنش فى يوم عمرك هتشوفيه إلا وأنتى معايا
-أنا عمرى ما قصرت معاك فى حاجة
ابتسم بسخرية ثم قال
-وأنا احب اقولك أنى حياتك معايا انتهت لحد كده إنتى بصراحة تسدى النفس وأنا زهقت منك
اتسعت عيناه وهى لا تصدق ما تسمعه فقالت بغضب شديد
-أنا اللى غلطانة أنا اللى ضحيت بحاجات كتير كان زمانى قطعت شوط كبير فى الرسالة بتاعتى بدال الجوازة المنيلة اللى اتجوزتها دى
-منيلة !! ٠٠ كل اللى خدتيه ومنيلة ٠٠ إنتى واحدة أنانية أصلاً بس عموماً أنا خدت غرضى منك ومبقتش عاوزك وكل اللى تتكتب باسمك هترجعيه
-ده بعدك مش هتنازل عن اى حق من حقوقى وهمرمطك
صفعها على وجهها ثم أمسكها من خصلات شعرها وهو يقول بغضب
-بتقولى ايه ؟
رأت الفتاة التى معه ما يحدث ففرت هاربة قبل أن يقتل أحدهم الآخر بينما حاولت (أسما) بكل جهدها التملص من يده وهى تقول
-أنت واحد مجنون مش طبيعى
-تتنازلى عن كل شئ وأنا اديكى حريتك
-مش هيحصل وأعلى ما فى خيلك اركبه
شعر (تامر) بغضب شديد فدفغها نحو الحائط بقوة فصرخت هى ووقعت على الأرضية بتألم نظر (تامر) حوله وجد الحاسوب النقال الخاص به الذى تقوم بعمل رسالتها عليها لذا قام بكسره بواسطة ضربه بالمنضدة حتى تهشم وهو يقول
-وادى الرسالة اللى إنتى فرحانة بيها وهعرف ارجع كل حاجة منك
نظرت (أسما) بذهول لحاسوبها المهشم فركضت نحوه وحاولت ضربه وهى تصرخ فى وجهه
-أنت واحد مجنون ايه اللى عملته ده !!
فدفعها هو بعيداً عنه وخرج نحو الخارج غير عابئ بها بينما جلست هى على الأرضية وهى تمسك الاجزاء المهشمة من حاسوبها وهى تبكى ٠٠
******************
فى ظهيرة اليوم التالى ٠٠
وصل (ريان) لمنزل (عتاب) كما طلبت منه أنها تريد أن تراه فرأه (رائد) من الشرفة وهو يدلف داخل العقار الذى تسكن به (عتاب) فشعر بغضب شديد يتملكه كيف لها أن تأتى بشاب غريب وتستقبله فى شقتها مهما كان الظرف الذى جعلها تدعوه ٠٠
استمعت (عتاب) لصوت أحدهم يقرع باب المنزل ففتحت الباب وابتسمت حين رأت (ريان) ثم دعته نحو الداخل فدلف للداخل ثم جلس على أقرب مقهد وجلست هى أمامه ثم قالت
-أنا عارفة أنى تعباك معايا و ٠٠
قاطعها قائلاً
-بطلى هبل يا (عتاب) إنتى عارفة إنتى مهمة عندى ازاى
ابتسمت (عتاب) ثم قالت
-ميرسى اوى بجد ٠٠ عموماً أنا عاوزة ابيع الشقة دى
اتسعت عينان (ريان) فتابعت (عتاب)
-أنت عارف يا (ريان) أنا حكتلك كل حاجة أنا سمعتى هنا زبالة تقريباً محدش بينسى ولو الاول كنت فاكرة أنى اقدر احمى نفسى واتخطى كلام الناس فدلوقتى بقول أنا معدتش قادرة استحمل خصوصآ أن اللى (رائد) بيعمله زى (عاصم) بالظبط اه هو صحيح بيتصرف بعقل شوية بس الناس خدت عنى فكرة وحشة عاوزة اعيش فى مكان جديد وابدء صفحة جديدة من حياتى من غيره البيت هنا وكونى حاسة أن اللى بيفصل بينى وبينه تعدية شارع معدتش قادرة استحمل
أخذ (ريان) نفس عميق ثم قال
-أنا حاسس بيكى بس أنا شايف تديله فرصة
نظرت له بدهشة وقالت
-أنت اللى بتقول كده ؟
-اه أنا يا (عتاب) لأنى راجل وبفهم كويس أى راجل تانى إنتى عمرك ما هتلاقى واحد زيه يحبك حتى أنا محبتكيش زى ماهو حبك
ابتسمت (عتاب) ثم قالت
-عشان حبك ليا بيور  صافى حب اخ لاخته بكرة إن شاء الله تلاقى البنى ادمة اللى تفهمك وليه مترجعش ل (أسما)
ابتسم (ريان) بسخرية وكرر
-(أسما) !! إنتى عارفة أن هى اللى بلغت دكتور (طلال) أنى هربتك عشان اترفد نظرتى فيها متخيبش دى واحدة أنانية بتاعت مصلحتها
شعرت (عتاب) بالأسف على حال (ريان) ثم قالت فى محاولة منها لتخفيف الموضع
-بس كونها عملت كده وفكرت تنتقم عشان بتحبك مش عشان ٠٠
قاطعها قائلاً
-عموماً هى اتجوزت .. بس بتدى (أسما) مبرر للأنتقام و (رائد) مش عاوزة تديله
صمتت (عتاب) ونظرت لأسفل فتابع (ريان)
-اديله فرصة يا (عتاب)
-الموضوع مش صغير يا (ريان) فلنفرض أن (رائد) بيحبنى بجد وميقدرش يعيش من غيرى هل هيفضل ناسى اخوه اد ايه ؟! عند اول مشكلة بينى وبينه ايه يضمنلى أنه ميطلعش ليا القديم ٠٠ وأنا أنانية معدتش حاسة بالأمان معاه دايماً حاسة أنه مخبى عليا حاجة ٠٠ مينفعش يا (ريان) الحكاية انتهت ع كده ده افضل ليا وليه
-إنتى دماغك ناشفة
ابتسمت ثم ظلا يثرثران معاً وسئلته عن احوال والداته واحوال عمله فى المصحة و عيادته الخاصة وبعد وقت قليل استأذن (ريان) منها وانصرف وقبل أن يتجه إلى سيارته شعر بيد أحدهم تسحبه داخل المنزل المقابل لمنزل (عتاب) فعلم أنه المختل عقلياً (رائد) فقال (ريان) بغضب شديد
-ايه اللى بتهببه ده ؟
-أنت ازاى تجيلها وهى قعدة لوحدها كده وقاعد ده كله تهبب ايه !!
ابتسم (ريان) ببرود وأجاب
-وأنت مالك
-متعفرطنيش
حك (ريان) يده بذقنه وهو مستمتع بأستفزاز ذلك المختل وقال
-كانت عاوزة تشوفنى وأنا كمان عاوز اشوفها
قبض (رائد) على تلابيب قميصه بغضب وهو يقول
-اعدل لاعدلك ها !!
نفض يده من أعلى قميصه ببرود ثم أجابه
-أنت بتدخل ليها واحدة مش طايقاك عاوز منها ايه ؟!
شعر (رائد) بضيق وقال مترجياً بينه وبين نفسه أن ما يقوله حقيقى
-لا هى بتحبنى ٠٠ أنا متأكد هى بتحبنى
شعر (ريان) بالشفقة على حاله ثم قال
-أنا هخون ثقتها دلوقتى واقولك بس اوعدنى يا (رائد) أنك عمرك ما هتضايقها ولا هتجبرها تبقى معاك
-اوعدك طبعاً
أخذ (ريان) نفس عميق ثم قص له ما دار بينه وبين (عتاب) وختم كلاماته ب
-متخلنيش اندم أنى قولتلك
-بقى هى عاوزة تعزل وتسيب البيت بسببى وتبيع كمان البيت اللى اتربت فيه
هز (ريان) رأسه بالإيجاب فتابع (رائد)
-طب بص يا سيدى بيعه ليها وأنا هجبلك أى واحد موظف عندى يمثل انه هيشترى الشقة بس الشقة هتبقى بتاعتى أوعى تقولها أنى الشارى
-وبعدين ؟!
-هى هتندم بعدين لو باعتها وأنا هشتريها عشان الوقت ده إنما لما تعزل بقى ادينى عنوانها وهبقى وراها
ابتسم (ريان) ثم قال
-شوف أنا حبيت مرتين واختارت غلط إن شاء الله المرة التالتة هجيلك أخد استشارات منك وده مقابل خدامتى بتاعت دلوقتى
ضحك (رائد) ثم قال
-عارف أنا مش بطيقك بس الوحيد اللى عارف عنى كل حاجة للأسف وعمرى ما احتاجت لحد إلا أنت
-مبحبش اكلم عن نفسى كتير
هز (رائد) رأسه بآسى فتابع (ريان)
-اقولك ع حاجة بتحبها غير (عبد الحليم)
-ابووووس ايدك قول
ابتسم (ريان) وقال
-بتحب التفاح الأخضر
اضيقت عينان (رائد) فتابع (ريان)
-بتموت فيه ٠٠ وبليل لما تيجى تتفرج ع التى فى لازم طبق فشار ٠٠ والصبح أول حاجة بتعملها تشرب كوباية لبن ساقع بدون سكر وبتعشق الشاورما السورى وبعد العصر لازم تشرب مج نسكافيه
-أنت عرفت  كل الحاجات دى ازاى
-أنت ناسى إننا كنا عايشين سوا فترة طويلة
احمرت عينان (رائد) غضباً فابتلع (ريان) ريقه ثم فر هارباً نحو الخارج وهو يقول
-تاكسى !!!
***********************
وصل (طلال) مع زوجته إلى المنزل الخاص به وما أن رأته (مايا) حتى ركضت نحو والداها وهى لا تصدق عيناها واحتضنته بشدة فبادلها الأحتضان وهو يقول
-وحشتينى اووووى يا (مايا)
-وأنت كمان أووى يا بابى ٠٠ خلاص هتقعد معانا هنا يا بابى
هز (طلال) رأسه بالإيجاب فشعرت (هانيا) بالضيق فقد كانت تريد أن يمكث فى المستشفى وقت أطول حتى تطمئن عليه لذا ابعدت (مايا) بهدوء عن (طلال) وقالت
-سيبى بابى يرتاح شوية يا (مايا) عشان راجع تعبان ومرهق
هزت (مايا) رأسها بالإيجاب بينما صعد كلاً من (طلال) و (هانيا) غرفتهم الخاصة وأغلقت خلفها الباب ثم قالت
-مش فاهمة صممت تخرج ليه وأنت لسه فى مرحلة العلاج
-عشان صدقينى ملوش لازوم أنا كده مرتاح يا (هانيا) والعلاج أنا منتظم عليه والجلسات ليها مواعيد فمتشغليش بالك
حاولت (هانيا) أن تبتسم فى وجهه ثم جلست بجواره وقالت
-اليومين اللى فاتوا كنت مرعوبة عليك مكنتش اعرف أنى بحبك أوى كده
ابتسم ثم أمسك يدها وقبلها وبعدها قال
-وأنا كمان مكنتش اعرف أنى غالى عليكى كده
-طبعاً غالى ٠٠ المهم أنا عاوزة اجيب بيبى تانى مليش دعوة أنا عاوزة ولد المرة دى عشان يبقى نسخة منك فى كل حاجة
ابتسم بهدوء ثم أمسك يدها وربت جيداً عليها وقال
-أنا عاوزك تبقى قوية لو مت متضعفيش أبداً يا (هانيا) ولو قررتى تتجوزى نقى اللى يستاهلك بجد و٠٠
وضعت يدها على فمه وقالت
-بعدك مستحيل ٠٠ يا أنت يا بلاش أرجوك متجبش السيرة دى تانى ومحدش بيموت ناقص عمر يمكن أنا اللى اموت قبليك حد يعرف
-بعد الشر عليكى يا حبيبتى ٠٠
ابتسمت ثم اقتربت منه وقبلت رأسه ثم قالت
-ارتاح أنت شوية المشوار كان مرهق وأنا هشوف الغدا ولما نتغدا نقعد مع بعض
هز رأسه بالإيجاب فشعرت هى بسعادة كبيرة فقد تغير كثيراً عن ما مضى وهى مازالت تعشقه دعت الله فى سرها أن لا ترى فيه بئس وأن لا يحرمها من وجوده فى حياتها ثم خرجت خارج الغرفة ووقفت خلف الباب ونزلت دموع من عينيها من كمية الألم التى تشعر به تخاف من مفارقته حقاً ٠٠
*******************
بعد مرور أسبوع ٠٠
كان (ريان) قد قام ببيع شقة (عتاب) إلى (رائد) بعد أن افهمها أن شخص آخر هو من قام شراء الشقة وبنقودها اشترت شقة جديدة صغيرة حيث شعرت بالسعادة وهى تتأمل جدران الشقة فهنا ستبدء حياة جديدة لا أحد سيتكلم عليها لا أحد يعرف ماضيها ليس هناك (رائد) آخر ليقتحم حياتها ابتسم (ريان) وهو يراها بتلك السعادة ثم قال
-بس عاوز أطلب منك طلب
-أنا تحت امرك يا (ريان) اللى تطلبه أنت أكتر واحد وقف معايا بجد
ابتسم قليلاً ثم قال
-يا ستى المساعدة بتاعتى مشيت عاوزك تشتغلى بدالها فى العيادة
أخذت نفس عميق كم يحرجها بسخائه وعطائه لها فهو لا يرد احراجها ووفر لها عمل أيضاً دون حتى أن تطلب منه فقالت بإمتنان
-أنا مش عارفة اشكرك ازاى حقيقى
ابتسم لها ثم قال
-أوعى اسمع منك كلمة زى دى تانى ٠٠ فاهمة ؟!
هزت رأسها بالإيجاب بينما هو صمت كان يريد أن يقول لها أن (رائد) هو من فكر فى ذلك ليس هو هو من اقترح عليه أن تكون مساعدته فى العيادة حتى لا يضايقها أحد ويكون (ريان) بجوارها دائماً أن احتاجت لدعم أما مساعدة (ريان) الحقيقية فقد وفر لها (رائد) عمل فى مكان آخر ٠٠
*****************
انتهى كل من (أدهم) و (جميلة) من مواعيد عملهم الرسمية فخرج (أدهم) من مكتبه ليرها تلملم أغراضها وتستعد للخروج كيف لم يلاحظ من قبل أنه يعشق تفاصيلها هكذا لاحظت (جميلة) بأن أحداهم يراقبها فرفعت رأسها وابتسمت حين رأته ثم سئلته
-هتيجى عندنا ولا هتقول مشغول ؟!
-وأنا اقدر يبقى فى مناسبة اقعد فيها معاكى واقول لا
شعرت هى بسعادة داخلية ونظرت لأسفل بخجل فابتسم عليها ثم سئلها
-وهى مامتك عملت اكل ايه بقى ؟!
-معرفش
-طب يلا عشان أنا ميت من الجوع
هزت رأسها بالإيجاب ثم خرجت معه واستقلوا السيارة معاز حتى وصلوا إلى منزلها فترجلوا سوياً من السيارة ومقابل العقار التى تسكن به (جميلة) قهوة كان يجلس عليها (جمال) تأمل ملامح (جميلة) وهو يشعر بحزن شديد بعد أن فقدها فلم يكن يتخيل أنها ستكون لرجل غيره شعر (أدهم) بغضب شديد وهو يرى نظراته ل (جميلة) وكأنه لا يرى (أدهم) لذا أمسك يد (جميلة) وقربها منه وهم يتجهوا نحو داخل العقار حاولت (جميلة) أن تتملص من يد (أدهم) وهى تنظر له بغضب ولكن دون جدوى فشدد على معصم يدها أكثر وأكثر رأى (جمال) قبضة يده الممسكة بيدها  وشعر بغضب شديد وهو يراها تدخل معه هكذا وممسكة بذراعه دلفوا لداخل العقار فتراخت يد (أدهم) قليلاً فتملصت (جميلة)  من يده وقالت بغضب شديد
-أنت قليل الأدب وبجد أنا زعلانة منك اوووى
-يا ٠٠ يا (جميلة) كان بيبص عليكى وشكله مضايق اووى أنك معايا حبيت اوريه أنك ملكى و ٠٠
نظرت له بضيق ثم قالت
-بس متجبرنيش ع ده وأنت عارف أنى مش بسلم حتى ليه تجبرنى ع كده مصدومة فيك حقيقى
قالتها ثم ركضت للأعلى فزم هو شفتاه وصعد خلفها حتى دلفوا سوياً داخل الشقة ورحبت به والداتها وجلست معه بينما كانت (جميلة) فى غرفتها تنظر ليدها التى أمسكها (أدهم) أخذت نفس عميق ثم قالت
-كنت فاكراه مؤدب بس اتغير عن زمان خالص ٠٠ بس هو غيران ٠٠ لكن ملوش حق برده
ابدلت ملابسها ثم خرجت نحو الخارج كانت والداتها بالمطبخ تعد الطعام فقال (أدهم) بصوت خافت
-أنا أسف
-مش هتجبرنى تانى ع شئ
هز رأسه نافياً وهو يقولء
-أبداً أبداً ٠٠ والمرة الجاية هخزق عينه
ابتسمت ثم هزت رأسها بآسى وقالت
-كنت مؤدب اووى ايه اللى غيرك كده
ابتسم لها ثم قال بمشاكسة
-يمكن عشان حبيت بجد ؟
-يعنى ايه ؟!
سئلته ببراءة فضحك قليلاً ثم أجابها
-يعنى إنتى بالذات مينفعش ابقى مؤدب معها تبقى مصيبة وكارثة قال مؤدب قال
شعرت هى بالخجل لذا وقفت وقالت
-ه٠٠ هروح اساعد ماما فى المطبخ
ثم فرت من أمامه هاربة فضحك هو كثيراً عليها ٠٠
******************
بعد مرور أسبوعين ٠٠
فى خلال الأسبوعين كانت دوماً (عتاب) عندما تقف فى الشرفة تشتم رائحة العطر الخاص ب (رائد) ظنت أنها تتوهم أو تشتاق له لم تكن تعلم أن (رائد) بالفعل فى الشرفة المجاورة لها يكتفى بالوقوف خلف الجدار الذى يفصل بينهم ليشعر بأنها تقف بجواره ٠٠
فى المساء أستمعت (عتاب) لصوت أحدهم يقرع باب الشقة فذهبت لكى تفتح باب الشقة وبعد أن فتحته لم تجد أحد فشعرت بغرابة شديدة وخرجت لخارج الباب ونظرت نحو اليمين تارة ونحو اليسار تارة لكنها لم تجد أحد نظرت تحت قدميها وجدت طبق كبير من الذرة المقرمشة ابتسمت وهى ترى ذلك الطبق فألتقطته من الأرضية ثم دلفت للداخل مرة ثانية وجلست على الأريكة لتجد بطاقة صغيرة أعلى الطبق فسحبتها لتقرأ ما بها لم تجد إلا كلمة واحدة
(بحبك)
شعرت بغرابة شديد هل هو (رائد) حقاً !! كيف هو (رائد) ولا يعرف مكان مسكنها أخذت نفس عميق ولكنها بدئت تتناول الذرة وشئ ما بداخلها يخبرها أنه (رائد) ٠٠
*******************
كانت (شجن) تنتظر عودة (وليد) من العيادة وهى تشعر بسعادة كبيرة اعدت مائدة الطعام ثم قامت بوضع شمعدان وأنارته بالقداحة وآغلقت الأنوار قبل موعد وصوله بدقائق ثم جلست على المائدة ووضعت يدها اسفل ذقنها وهى تنتظر قدومه حتى استمعت إلى صوت مفتاحه وهو يفتح باب الشقة فابتسمت عقد (وليد) حاجبيه وهو يرى الظلمة تعم المكان فسار قليلاً حتى لاحظ اضواء الشموع تأتى من الداخل اقترب أكثر ليجد مائدة الطعام وعلى رأسها (شجن) فاطلق صافرة وهو ينظر للطعام
-ده ايه الجو ده !!
نهضت (شجن) من مقعدها واقتربت منه ليرى هو المنامة الحريرية التى ترتديها التى بلون البنفسج وادوات التجميل التى زادت من فتنتها فقال
-لا كده هيغم عليا ايه الحلاوة دى ٠٠ إنتى طالبة معاكى رومانسية
نظر للمائدة وهو يقول
-ورد وشموع واكل
ثم نظر لها وغمو بمشاكسة ثم قال
-ووجه حسن هعوز ايه تانى يعنى
ابتسمت بخجل ثم نظرت لأسفل وهى تقول
-أنا حامل فى شهرين ٠٠

#عتاب

عتاب بقلم علا السعدنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن