الفصل السادس والثلاثون (الأخير)
(الجزء الثانى)بعد مرور أسبوعان من حفل الزفاف ٠٠
كانت (عتاب) بالمنزل الخاص ب (رائد) تحضر طعام الإفطار وجدته يخرج من الحمام متجهاً نحو غرفته لكى يرتدى ملابسه ويذهب للعمل فزمت شفتاها بضيق ولا تعلم هل سيوافق على ما ستخبره به لذا انتظرت حتى انتهى من ارتداء ملابسه وجلست على المائدة فاقترب منها وقبل رأسها ثم جلس بجوارها ليتناول الطعام شعر بأرتباكها وبأنها تريد إخباره شئ ولكنها مترددة بعض الشئ فسئلها
-فى حاجة يا حبيبتى ؟
-ها !!
قالتها مرتبكة ثم هزت رأسها نافية ولكن سرعان ما قالت
-اه فى
ابتسم فهى كتاب مفتوح بالنسبة له لذا سئلها
-خير يا حبيبتى ؟
-ممكن متروحش الشغل النهاردة ؟!
ابتسم ثم غمز لها عينه بمشاكسة وقال
-إنتى عاوزنى اقعد معاكى يعنى ؟
ابتلعت ريقها ثم هزت رأسها نافية وقالت
-لا مش كده
رفع أحدى حاجبيه إستنكاراً لحديثها لتتابع هى
-(حفصة) وحشتنى اوووى يا (رائد) ونفسى تيجى تعيش معانا هنا ٠٠ ممكن ؟!
-وأنا اللى فاكر أنى وحشتك
قالها بخيبة أمل كبيرة فلم تستطع كتم تلك الضحكة ثم قالت
-أنت بتوحشنى طول الوقت وأنت عارف كده كويس
-اهو أنا اتثبت كده رسمى بالكلمتين دول ٠٠ عموماً ادخلى البسى ومش هروح الشغل هنروح الدار سوا وهنخلى (حفصة) تعيش معانا ع طول
شعرت (عتاب) بسعادة كبيرة ثم صفقت بكلتا يديها بفرحة طفولية ونهضت عن المقعد وقبلت وجنته وركضت نحو الغرفة لكى ترتدى ملابسها فهز رأسه بأسى فهى لن تنضج أبداً وبعد أن انتهت من ارتداء ملابسها وجدها ترتدى فستان أحمر طويل ولكنه كاشف لأذرعها فخرجت وهى تقول
-يلا بينا
فهز (رائد) رأسه معترضاً وحرك اصبعه السبابة بمعنى لا فعقدت هى حاجبيها بعدم فهم ليقول هو
-اللون الاحمر ملفت جداً عليكى ده غير أن دراعتاك باينة
-مانت عارف أنى مش محجبة
فوضع يده أسفل وجنته وقال
-طب وده ملفتش نظرك لحاجة
اضيقت عيناها بعدم فهم
-أنت عاوز ايه يا (رائد) ؟!
تحدث ببراءة مصطنعة
-أنا !! ٠٠ أبداً مش عاوز ٠٠ بس فى كده فى الدولاب فى الضرفة بتاعتك فستان جديد جربيه كده
-شوفته
-طب وايه بقى ؟
اصطنعت عدم الفهم وقالت
-ايه يعنى ؟
-ايه يا (عتاب) هيكون ايه يعنى ؟
-بس الخطوة دى المفروض تيجى منى أنا مش منك
أخذ نفس عميق ثم قال
-منى منك مش هتفرق عموماً أنا مش هجبرك ع حاجة أبداً بس ياريت تلبسى فستان حتى يغطى دراعك
وقفت تفكر قليلاً ثم دلفت نحو الغرفة مرة آخر وبعد عدة دقائق خرجت بالفستان الذى أحضره لها فقد كان لونه وردى يلتف حول خصرها حزام بنفس لون الفستان وفوقه حجاب لونه ابيض ابتسم حين رأها ترتدى ذلك الفستان ثم نهض عن مقعده واقترب منها ليمسك كلتا يداها ثم قام بتقبيلهم واحدة تلو الآخرى لتبتسم هى وتقول
-بس اشترى بقى فستاين اكتر
-بس كده ٠٠ من عينيا
ثم خرجا سوياً واستقلا السيارة الخاصة به معاً ثم توجهوا تجاه الدار فى خلال نصف ساعة كانوا قد وصلوا اتجه (رائد) نحو مكتب مديرة الدار كى تتخذ الأجراءات الخاصة بالتكفل ب (حفصة) وإنتقالها للعيش معهم بينما توجهت (عتاب) نحو الداخل وصعدت الغرفة الخاصة بالأطفال الذين رحبوا بوجودها كثيراً بينما ركضت (حفصة) نحوها لتحتضنها كثيراً وهى تقول
-وحشتينى اوووى يا ميس (عتاب)
-إنى كمان اوووى
ابتعدت عنها (حفصة) ثم تفحصت (عتاب) بهيئتها الجديدة ثم قالت
-كده أجمل بكتير
نظرت (عتاب) لنفسها ثم سئلتها
-بجد
-جداً
لعبت (عتاب) فى خصل شعر (حفصة) بطفولة ثم قالت
-ايه رائيك تعيشى معانا أنا وبابا
اتسعت أعين الصغيرة بعدم تصديق وقالت
-بجد ؟
هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب فاحتضنتها (حفصة) بشدة ولكنها سرعان ما ابتعدت عنها وقالت
-بس صحابى هنا ؟
-هتزوريهم باستمرار احنا هنيجى ع طول هنا أصلاً أنا كمان هرجع اشتغل هنا اتفقت مع (رائد)
-وهبقى لوحدى فى البيت
هزت (عتاب) رأسها نافية ثم قامت بامساك أرنبة أنف الصغيرة وقالت
-هبات فى حضنك كل يوم هاجى فى وقت المدرسة بتاعتك بس
اصطنعت (حفصة) التفكير
-امممممم
فنظرت لها (عتاب) منتظرة موافقتها فقالت الفتاة
-موافقة
قبلتها (عتاب) من وجنتها ثم أمسكت يدها لتأخذها نحو مكتب (رائد) وما أن دلفت (حفصة) داخل المكتب حتى ركضت نحو (رائد) واحتضنته فنظرت لهما (عتاب) وقالت
-لاااا أنا كده هغير بقى من دلوقتي
ابتسم (رائد) بينما قالت (حفصة)
-لا بابا ده بتاعى و بحبه واعرفه من قبل منك
اتسعت عينان (عتاب) ثم قالت
-أصلاً غيرانة عليكى إنتى مش عليه هو
تجهم وجه (رائد) بينما ضحكت (حفصة) وقالت
-لا أن كان كده فانا بحبكوا انتوا الاتنين جداً
ابتسمت (عتاب) ثم اقتربت منها وقالت وهى تمد لها يدها
-اوعدينى تقربى منى أكتر وتسيبك منه احنا بنات زى بعض
ابتسمت (حفصة) ثم مدت لها يدها وقالت
-اوعدك يا ميس
فتحدث (رائد) قائلاً
-اهااا انتوا اتفقتوا عليا بقى
-أيوة
قالها كلا. من (عتاب) و (حفصة) فضحك ثلاثتهم ثم رحلوا معاً عائدين إلى المنزل وعندما دلفوا للداخل وجدوا (طلال) بالداخل ابتسمت (عتاب) له بينما قال (رائد)
-مقولتش ليه أنك جاى
قطبت (عتاب) حاجبيها ثم نظرت ل (رائد) وقالت
-دى كلمة تستقبل بيها اخوك ولا هى قلة الذوق عندكوا بالوراثة
لم يستطع (طلال) منع نفسه من الضحك فصر (رائد) على أسنانه وقال
-عجبتك أوى دى
-جداً الصراحة ٠٠ المهم ندخل فى المهم
-خير يا دكتور
-بما انكوا مقضتوش شهر عسل ولا أنت ولا القفل التانى ابن عمك فانا حجزتلكوا تذاكر لأسبانيا
اطلقت (عتاب) صافرة وقالت
-واااااو ٠٠ أنا عمرى ما سافرت
غمز (طلال) ل (عتاب) وهو يقول
-أى خدمة
فنظر لهما (رائد) بغيظ شديد ثم رمق (طلال) وقال
-جرى ايه يا عم ما تخف شوية هوا واقف قدامك
-لا يا عم أنا كده كده ماشى واقابلكوا يوم الرحلة عشان أنا كمان هعيد شهر العسل اشمعنا أنتوا
قالها وانصرف فابتسمت (عتاب) له بينما هز (رائد) رأسه بآسى ثم نظر ل (عتاب) وجدها مازالت تنظر فى الإتجاه الذى رحل منه فوغزها فى ذراعها وهو يقول بغيرة واضحة
-نركز هنا بقى ؟
هزت رأسها مع ابتسامة ثم وجدت (روفيدا) قد عادت من الجامعة لذا قالت ل (حفصة)
-روحى مع أبلة (روفيدا) توريكى اوضتك
ثم نظرت إلى (روفيدا) وقالت
-وديها الأوضة اللى وضبنها سوا
فى حين ابتسمت (روفيدا) وهى تتأمل الفستان الذى اشترته مع (رائد) من أجلها وهى ترتديه الآن ثم ذهبت نحو الصغيرة وأمسكت يدها وهى تقول
-متقوليش يا أبلة أنا (روفيدا) وبس أنا مش كبيرة زيها
ذهبت الصغيرة مع (روفيدا) متجهين للطابق العلوى يينما هزت (عتاب) رأسها بآسى فنظر (رائد) لها وهو يقول
-هو أنا آخر من يعلم وضبتى ليها أوضة إنتى وروفى كمان من ورايا
وضعت (عتاب) يدها فى خصرها وهى تقول
-عندك اعتراض ولا ايه ؟
نظر لها هائماً ثم قال
-أبدا ًإنتى تعملى اللى إنتى عاوزه يا ست البيت إنتى
شعرت هى بالخجل وأحمرت وجنتيها ثم قالت
-أيه رأيك تزود كمان تذكرتين لإسبانيا ؟
نظر لها بعدم فهم وسئلها
-لمين ؟
-مش آن الآوان بقى أنك تصلح علاقتك ب (شجن) وجوزها أنت قولتلى أن أنت و (وليد) كنتوا صحاب بس بدئت تنسحب من حياته لما (شجن) اتجوزته وطبعاً سبب طلاقهم كان أنت بس دلوقتي الوضع اتغير (شجن) بتحبه وأنت بتحبنى
ابتسم لها (رائد) ثم قال
-معاكى حق
********************
فى المساء قرر (رائد) أن يذهب إلى العيادة الخاصة ب (وليد) فقد اشتاق له واشتاق أن تعود علاقتهم كما كانت من قبل فى ذلك الوقت كان (وليد) بالعيادة يرتدى معطف البذلة الذى كان يرتديها قبل مدوالته لعمله ويتأهب للخروج بعد أن سمح للمرضة الخاصة به بالأنصراف أخذ سلسلة مفتايحه والهاتف الخاص به وتوجه نحو الخارج وهو يفتح باب الشقة صُدم حين رأى (رائد) كان على وشك أن يقرع جرس الباب ابتلع ريقه بينما شعر (رائد) ببعض التوتر لرؤيته هكذا على حين غرة لذا قال
-ممكن نتكلم شوية ؟
صمت (وليد) لبعض الوقت وبعدها قام بفتح الباب على مصرعيه وقال
-اتفضل
دلف (رائد) للداخل وتبعه (وليد) ثم جلسا سوياً على المقاعد التى بقاعة الإستقبال وانتظره (وليد) كى يبدء حديثه
-أنا عارف أنك مستغرب أنا جاى ليه خصوصاً أن بقالنا يجى سنتين علاقتنا منقطعة تقريباً
ابتلع (وليد) ريقه ولم يكن يعلم ماذا عليه أن يقول ولكن بالنهاية وجد نفسه يجيبه
-اعتقد أنت اللى بعدت مش أنا
-أحياناً بنبعد عشان منأذيش حد بنحبه ٠٠ البعد كان أحسن ليا وليك بس صدقنى كنت مستنى اللحظة المناسبة عشان ارجع اللى فات واعتقد أنه جاه وقتها
ابتلع (وليد) ريقه وقد فهم كل حرف يرمى إليه لن ينكر أن بداخل اعماق قلبه هو ممتن لذلك البعد ولكن حقاً البعد الآن اصبح ليس له معنى لذا نظر له وحثه على تكملة حديثه فاخرج (رائد) تذكرتان من جيب بنطاله وقال
-دى تذاكر سفر ليك أنت و (شجن) تروحوا (أسبانيا) أنا هسافر مع مراتى و (أدهم) و (طلال) مع مراتتهم حسيت أن المكان ناقصك هتقبل الدعوة ؟
سئله وكأنه يسئله هل يقبل أن يعودوا اصدقاء كما كانا من قبل أم لا وفهم (وليد) جيداً ما يرمى إليه (رائد) فهم ظلا اصدقاء لسنوات طويلة من الصعب إلا يفهمه لذا ابتسم وأخذ منه التذاكر وقال
-مجنون مين اللى يضيع شهر عسل مجاناً من إيده
ابتسم (رائد) ثم قال
-كنت عارف أنك هتوافق
قالها ونهض عن مقعده وتأهب للخروج فقال (وليد) بنبرة ضعيفة بعض الشئ لكنها وصلت ل (رائد) جيداً
-شكراً
ظل (رائد) واقفاً دون أن يتحدث لبعض الوقت ثم قال
-افتكر واحنا صغيرين قبل ما تسافر اتفقنا ان كل ما نفترق هنرجع تانى صحاب أكتر من الأول
ابتسم (وليد) وحرك التذاكر حول وجهه فى الهواء وقال
-صحيح
-اشوفك ع الطيارة
قالها ثم انصرف (رائد) فابتسم (وليد) ثم هز رأسه بآسى كم اشتاق له وللحديث معه ثم ابتسم على غباوته فعندما وقع فى غرام (شجن) كان يقص عليه كل شئ ويطلب منه مساعدته و (رائد) حقاً كان يساعده بالبعد عنهما ٠٠
*****************
مرت الأيام سريعاً وذهبوا جميعهم إلى إسبانيا لقضاء عطلة لطيفة مع زوجاتهم لمدة أسبوع واستمتعوا كثيراً مع بعضهم البعض ويُصادف اليوم عيد مولد (عتاب) فقرر (رائد) عمل حفلة خاصة ومفاجاءة من أجلها لذا اتفق مع أدارة الفندق أن يحضروا إلى حفلتان حفلة بالغرفة الخاصة بهم بعد إنتهاء الحفلة الرئيسية فى قاعة الفندق وهو يرى التجهيزات بالأسفل بمساعدة كلاً من (جميلة) و (شجن) و (هانيا) إتاه إتصال فأخرج هاتفه ليبتسم وهو يجد أن المتصل (ريان) أجاب على الهاتف وهو يقول
-هو أنت ورايا ورايا ؟!
ضحك (ريان) ثم قال
-ده أنا عاوز مصلحتك وأنا بقلب فى الفيس فوجئت أن النهاردة عيد ميلاد مراتك فقلت اقولك لاحسن تكون ناسى وشكلك يكون وحش
-وأنت فاكرنى ناسى أصلاً ده يوم محفور فى قلبى قبل عقلى
-يا سلااام ع الرومانسية هدمع بجد أنا ع اد كده بطاطا فى الرومانسية
-أنت كفاية عليك اللى بتشوفه من المجانين بتوعك
-اسمهم مرضى نفسيين مش مجانين تفرق كتير
-طب امشى بقى واقفل عشان بجهز للحفلة كفاية عليك كده
-اه طبعاً كفاية ناس بتقضى شهر العسل زيك أنت وآخوك وناس تانية قعدين فى مصحة يتابعوا مرضى
-يلا اتشجع أنت وشوفلنا واحدة اذا لاقيت واحدة ترضى بيك
-للدرجة دى
-للدرجة دى
قالها(رائد) مؤكداً فضحك (ريان) ثم قال
-هتشوف (ريان) ده هيتجوز مين وهتندم ع كل كلمة
-يا شيخ أنا نفسى اندم ٠٠
****************
بينما كانت (عتاب) فى ذلك الوقت فى غرفتهم الخاصة بالفندق تقف أمام الشرفة ولكنها استمعت إلى صوت هاتفها فذهبت نحو الداخل لتجلب هاتفها فوجدت أن المتصلة هى (ندا) ابتسمت بسعادة ثم إلتقطت الهاتف الخاص بها وجلست على الفراش وهى تجيب على الهاتف
-وحشتينى جداً جداً يا نودة
-كل سنة وإنتى طيبة يا قلبى
ابتسمت (عتاب) بسعادة وهى تقول
-وإنتى طيبة يا حبيبتى متعرفيش مكالمتك دى فرحتنى اد ايه ٠٠ محدش أصلاً افتكر عيد ميلادى غيرك
وضعت (ندا) يدها على فمها وهى لا تصدق
-ايه اومال (رائد) عملك ايه ؟! مجبلكيش هدية ولا حاجة
هزت (عتاب) كتفاها بلا مبالاة نافية ما تسئل عنه صديقتها وهى تقول
-لا أصلاً ميعرفش ان عيد ميلادى النهاردة مقولتلوش
-افندم !!
قالتها (ندا) بإستنكار لما تقوله لها صديقتها
-يعنى ايه !! يعنى ايه بجد المفروض تقوليله
-هقوله ايه يعنى يا مجنونة النهاردة عيد ميلادى فانزل جبلى هدية هو مهتمش يعرف وأنا مقولتش وبعدين هو مش مخلينى محتاجة حاجة كل اللى نفسى فيه بيجيبوه بدون أى مناسبة الطمع وحش يا (ندا)
-إنتى اصلك ع نياتك أنا نفسى ارتبط عشان لما يجى عيد ميلادى يجبلى هدايا وتورتة ليا لوحدى و ٠٠ و٠٠ كل اللى نفسى فيه
-طب واحدة شيف زيك ومستواكى كويس جداً جداً مش ناقصك حاجة ليه بتفكرى كده
أخذت (ندا) نفس عميق ثم قالت
-عشان منه هتبقى حاجة تانية أنا مش محتاجة زى ما بتقولى بس منه هتبقى حاجة تانية فهمتى ؟
هزت (عتاب) رأسها بالإيجاب بتفهم وفى تلك الأثناء دلف (رائد) لداخل الغرفة وهو يطالعها بحب فقالت (عتاب)
-طيب يا نودى هبقى اكلمك بعدين عشان (رائد) جاه
-قوليلى يا بت أن النهاردة عيد ميلادك
-سلام يا (ندا)
قالتها وهى تجز على أسنانها فقالت (ندا) بإقتضاب
-سلام يا فقرية
أغلقت (عتاب) الهاتف ونظرت ل (رائد) وهى تقول
-خير يا حبيبى
-خير إن شاء الله ٠٠ بفكر ننزل نتعشى سوا ايه رأيك ؟!
-ما احنا بنتعشى كل يوم هنا ايه اللى جد يعنى !!
-زهقت مزهقتيش
زمت شفتاها بطفولة وقالت وهى تعقد يدها نحو صدرها
-زهقت منى
هز رأسه بآسى ثم قال
-لا من الأوضة يا حبيبتى
ثم اتجه نحو الخزانة وأخرج لها فستان ازرق طويل وحجاب لونه أحمر ثم قال
-أنا بحب اللون ده عليكى
ابتسمت ثم هزت رأسها بالإيجاب وشرعت فى تبديل ملابسها وبعد أن انتهت فمد هو يده كى تتأبط بذراعه وهو يقول
-لو تسمحيلى
فانحنت هى بطريقة تمثيلية وتأبطت ذراعه وهى تقول
-سمحتلك
ابتسم ثم خرجوا سوياً خارج الغرفة وتوجها بالأسفل وعند دخولها لصالة الفندق وجدت كثير من البالونات وعلى الحائط مكتوب بأضواء تُفتح وتُغلق خلال جزء من الثانية (happy birthday Etap) وبجوارها (I love U) رمشت بعينها قليلاً وهى تنظر حولها وجدت مائدة كبيرة عليها جميع أصناف الحلوى وكعكة كبيرة من أجل عيد مولدها وشاشة كبيرة تعرض لهم صور جمعتها هى و (رائد) منذ زواجهم فابتسمت دون أن تشعر وكادت أن تبكى وهى تضع يدها على فمها غير مصدقة لما تراه شعر هو بفرحتها تلك حتى وجدت (جميلة) تركض نحوها وتحتضنها
-كل سنة وإنتى طيبة يا حبيبتى
احتضنتها (عتاب) وهى تبكى ثم قالت
-ربنا يخليكى ليا يا (جميلة)
بينما اقتربت منها (شجن) وهى تقول
-كل سنة وإنتى طيبة ٠٠ يمكن منعرفش بعض بس حقيقى أول ما شوفتك حبيتك جداً فى وشك براءة مستحيل حد يقدر ينكرها
ابتسمت (عتاب) من بين دموعها ثم قامت بأحتضان (شجن) فابتسمت (شجن) بينما قالت (جميلة) بمشاكسة
-أنا كده هغير
فى تلك اللحظة تدخل (رائد) قائلاً
-ما تطرقونا بقى عاوز اقولها كل سنة وإنتى طيبة
ابتسم كلاً من (جميلة) و (شجن) وابتعدا وهم ليتحدث مع زوجته ولكن قاطعه صوت من خلفه
-أنا الأول
زم شفتاه وهو يرى (هانيا) تقول
-كل سنة وإنتى طيبة ٠٠ إنتى بجد تستاهلى كل خير
ابتسمت (عتاب) بخجل فقال (رائد)
-روحى جوزك بيدور عليكى
-رايحة يا رخم
قالتها بابتسامة ثم ابتعدت عنهم ليقول وهو ينظر فى عينيها التى يعشقها
-كل سنة وإنتى طيبة يا حبيبتى
-كنت عارف أنه عيد ميلادى !!
-وهو ده يوم يتنسى !!
-بس أنا مقولتلكش !!
-المفروض أنا اللى اهتم واعرف مستناش تقوليلى
ابتسمت هى بخجل ثم قالت
-بحبك اوووى
-الكلمة دى مش هعرف اعبر بيها لأنها قليلة ع إحساسى
ابتسمت بخجل ولم تستطع أن تجيبه بينما اقتربت (هانيا) من (طلال) وقالت
-جميلة اوووى (عتاب) دى
-فعلاً
اتسعت عينان (هانيا) ثم نظرت له وهى لا تصدق فابتلع هو ريقه
-بس طبعاً مش احلى منك
-أيوة كده اتعدل
فهز (طلال) رأسه بأسى بينما كانت (جميلة) بجوار (أدهم) الذى كان يطالعها هائماً فلاحظت هى ذلك فسئلته
-ايه أول مرة تشوفنى !!
-أبداً بس كل مرة ببصلك فيها بقول أنا ازاى كنت اعمى عنك المدة دى كلها ازاى اللى كنت عاوزه وبتمناه كان قدامى وكنت بجرى ورا سراب
-فى حاجة اسمها الوقت المناسب يا (أدهم) أنا جتلك فى الوقت المناسب يمكن لو قبل كده مكنتش هتحس بالحب ده كله
ابتسم لها ثم قال
-ربنا يخليكى ليا يا (جميلة)
-ويخليك ليا يا حبيبى
بينما كان (وليد) يطالع (شجن) التى كانت جالسة تشاهد الجميع عن كثب وموقف كل واحد منهم مع زوجته فقال (وليد) لكى بنبهها بوجوده
-احم احم
زمت (شجن) شفتاها ثم قالت وهى تنظر له
-ايه عاوز ايه ٠٠ كنت حاسة انى بشوف مسلسل كل اتنين عساسيل مع بعض اووى
قالتها وهى تضع يدها اسفل وجنتها فرفع هو احدى حاجبيه وقال
-طب واحنا ما ندخل احنا كمان فى المسلسل كل واحدة قعدة مع جوزها مفيش غيرك بتتفرجى
-احنا قدمنا يا (وليد)
-قدمنا !! ع فكرة (طلال) اقدم
لم تستطع (شجن) منع نفسها من الضحك ثم قالت
-حاسة أن اى مشهد رومانسى هيبوظ ببطنى المكعبرة دى
-ده أنت زى القمر فى كل حالاتك
ابتسمت بخجل ونظرت لأسفل فقال هو
-نويتى تسمى البنوتة ايه قولتيلى مفاجاءة
-هسميها (فرحة) مش عاوزة يبقى فى فى قلبها أى حزن عاوزة اسمها يبقى (فرحة) عشان تبقى (فرحة وليد) هتبقى فرحتنا مش كده ؟!
ابتسم (وليد) ثم قبل جبينها وقال
-كده ونص
مرت الحفلة جميعها وانتهت وشعرت (عتاب) وقتها بسعادة كبيرة للغاية لإهتمام (رائد) بالتفاصيل الخاصة بها وأنه يتفنن فى إيجاد طريقة لإسعادها وصعدوا جميعهم لغرفهم لتتفاجئ (عتاب) بالمرة الثانية بأن الغرفة الخاصة بهم تحولت لقاعة خاصة ليحتفل بعيد مولدها للمرة الثانية وجدت العديد من البالونات ومائدة خاصة بالعشاء بهما تحتوى على الطعام السورى الذى تعشقه واستمعت إلى صوت (عبد الحليم) بأغنية
(عشانك يا قمر .. أطلع لك القمر
مدام هواك أمر .. أطاوعك يا قمر
بحبك .. احبك .. احبك .. يا قمراطويلك السما ..على جناح الهوى
بروحي المغرمة وقلبي اللى انكوى
واسمعك كلام .. ما يقوله إلا أنا
عذابي في الغرام وفي جنة حبناقمر سلمته قلبي سلمني للسهر
وفي نوره شفت حبي ارحمني يا قمر
حرام يضنيني حبك وعندك الدوا)ووجدت على الفراش الخاص بهم قلب مكون من أوراق الورود كما أن رائحة الغرفة معطرة بالعطر الذى تعشقه وبجانب الفراش علبة كبيرة اقتربت لتفتحها فوجدت بداخلها الشوكولا التى تعشقها التى تمتزج بنكهة الفراولة نظرت إلى (رائد) وقالت
-مش عارفة اقولك ايه ٠٠ أنت بتفكر بس ازاى تسعدنى مبتفكرش فى حاجة تانية
ابتسم لها ثم قال
-إنتى الحاجة الوحيدة الصح فى حياتى إنتى كنتى سبب فى أنى اتوب برائتك ورقتك اللى مشوفتش زيهم إنتى الحاجة الوحيدة اللى تستاهل احبها وتستاهل أنى احافظ عليها
-أنا بحبك
قالتها وهى تركض نحوه وتحتضنه فابتسم هو واغمض عيناه وهو يقول
-وأنا كمان ٠٠تمت ٠٠