الفصل العاشر
شعر (ريان) أنه من حقها أن تعلم السبب رغم أنه يعلم جيداً ما فعلته جعل بقلبه فجوة كبيرة ولا يقدر على نسيان ما كانت تفعله وكيف كانت تتجاهله من أجل الدراسة والأبحاث الخاصة بها لذا نظر لها بهدوء شديد ثم قال
-طبعاً من حقك يا (أسما) تعرفى السبب ٠٠ اتفضلى اقعدى
ظلت واقفة مكانها لم تتحرك وتحدثت وكأنها تصطنع اللامبالاة حفاظاً على الباقى من كرامتها
-لا أنا مشغولة ٠٠ مش فاضية اقعد كل ما فى الأمر أنى بس فضولية أنت سبتنى ليه ؟!
ابتسم بسخرية فهة يعلم الطبيعة العملية التى تتصف بها ثم أجابها
-اهو ده بالظبط اللى خلانى اسيبك ٠٠ أنك دايماً مشغولة ٠٠ دايماً يا شغل يا رسالة أنا مكنش ليا وقت فى حسابتك ابداً ولو تكرمتى جتيلى يبقى محتاجة منى شئ يخص دراستك دى كانت علاقتنا يا (أسما) بس اللى متعرفهوش أنا مش عاوز اكتر من واحدة تحبنى وتخاف عليا واحدة تحسسنى أنى أهم شئ عندها اعتقد ده ماهوش صعب ولا بطلب المستحيل ده غير أنك مكلفتيش خاطرك تسئلي أنا سابتك ليه إلا دلوقتى يعنى برده حسبتيها بعقلك وبطريقتك العملية قبل ما تجيلى
تلاشت هى أخر جملة بحديثه ثم قالت
-يعنى هو أنا لما ابقى دكتورة ناجحة ده مش هيخليك تفتخر بيا قدام أى حد وكمان هو أنا بعمل ليا أنا وبس أنت دكتور ناجح جداًوتستحق أن شريكة حياتك تبقى على قدر ثن علمك أنا بعمل كده عشان اليق بيك يا (ريان)
قالتها وهى تقاوم رغبتها فى البكاء بعد أن شعرت بأن كرامتها تبعثرت ولكنه اسرع بأجابتها
-أنا مطلبتش منك أن شغلنا يبقى واحد ٠٠ أنا طلبت شئ واحد بس منك أنك تبقى معايا وتدينى جزء من وقتك زى مانا بعمل ٠٠ بس إنتى ٠٠ إنتى مستعجلة ع أنك تخلصى رسالتك اما اللى حواليكى ملهومش أى حقوق عندك ٠٠مفيش مرة كلمتك إلا وكنتى مشغولة ومفيش مرة إنتى بدئتى حتى تسئلى عليا ٠٠ أنا جالى وقت مكنتش عارف أنا بالنسبة ليكى ايه اصلاً مفيش واحدة بتعامل خطيبها بطريقة عملية كده ٠٠ أنا من حقى اشوفك جميلة ومهتمة بيا لما خطبتك مقولتلكيش عاوزك مثقفة ولا ع درجة علمية تليق بيا طلبت منك تفضلى زى مانتى لكن أنتى بدئتى تهملى فى نفسك وفيا لحد ما جالى وقت مكنتش عارف اشوفك فيه أنثي أنا مرضتش اقولك ده عشان عارف ان فى صداقو بين والداتك ووالداتى أنا حتى لسه مقولتش لأمى أنى فسخت الخطوبة معاكى عشان كنت بتمنى أنك تصلحى أى شئ من اللى اتكسر لكن للأسف خايفة تضيعى وقتك ووقت الشغل معايا فى أنك تعرفى انفصلت عنك ليه
ضمت (أسما) قبضة يدها كى تتحمل أى إهانة لكنها لم تستطع لذا ركضت من أمامه دون حتى تخبره بأنها ستنصرف كى تبكى بإريحية بينما وجدها هو على حالتها تلك فشعر بالشفقة على حالها ولكن عاجلاً ام آجلاً كان لابد لها أن تعلم ٠٠
سارت (أسما) بالممر الذى يصلها للمكتب التى تجلس فيه غير عابئة بأى شخص قام بمنادتها حتى وصلت إلى المكتب وأغلقت الباب خلفها ووقفت لتضع يدها على فمهاكماتمة شهقاتها وبكائها بيدها فهى من تسببت فى ذلك الشرخ وذلك البعد الذى حصل بينهم نظرت بعينيها وجدت بعض الكتب الخاصة بالرسالة الخاصة بها أعلى مكتبها فذهب نحو المكتب لكى ترمى كل تلك الكتب بعصبية شديدة ثم جلست على المقعد لتكمل بكائها الهيسترى ٠٠
******************
داخل النادى الذى اعتاد (رائد) الذهاب فيه يلعب داخل الصالة الخاصة (بالاسكواش) كان يلعب ويضرب الكرة بعصبية شديدة شاهدته (ريما) من الخارج وشعرت بالدهشة لحاله ذاك فهى لم تعتاد أن تراه بكل تلك العصبية لذا انتظرت حين خرج وهو غاضب بشدة فاقتربت منه لتحدثه قائلة
-مالك يا (رائد) ؟!
-مفيش كالعادة الشغل
-طب روح بدل لبسك وهستناك ع التربيزة بتاعتنا
هز رأسه بالإيجاب وذهب من أمامها واتجهت هى نحو المكان المخصص الذى يجلسوا فيه سوياً وبعد وقت قليل كان قد وصل (رائد) بكامل أناقته ووسامته المعهودة فابتسمت (ريما) ثم قالت
-سامعاك ٠٠ حصل ايه ؟!
-فى الشغل كالعادة يا (ريما) ٠٠ بينى وبين (حاتم المنياوى) خد شغل مهم منى وأنا جبت اخرى منه ومش هعديها ليه بالساهل
-أنت مخك أكبر من كده يا (رائد)
-هو من زمان وهو حاططنى فى دماغى وكنت بعدى بمزاجى لكن دلوقتى مبقتش قادر استحمل
-اتغيرت كتييير بعد موت (عاصم)
لمعت عيناه بدمعة أبت أن تنزل أمام أى شخص حتى اقرب ما لديه فشعرت (ريما) بالأسف فور ذكرها له وقالت
-أنا آسفة أنى جبت سيرته ٠٠ وأنى ٠٠
قاطعها قائلاً
-وأنا من امتى نسيته يا (ريما) !!
-ادعيله دايماً ٠٠ أنت عارف أن الموتة بتاعته مش كويسة محتاج دعا كتير
ابتلع (رائد) ريقه وشعر بغصة فى حلقه ثم قال
-بدعيله ٠٠ بدعيله دايماً
-حاول تنسى اللى مضايقك يا (رائد) اعصابك اكييد تعبانة
ابتسم لها كى يطمئنها ثم قال
-متقلقيش ٠٠
*******************
جلست (جميلة) فى مكتبها لتتابع عملها فى ذلك الوقت خرج (أدهم) من مكتبه وجدها منهمكة فى عملها وتراجع بعض الملفات الخاصة بالشركة فجلس أمام مكتبها ثم قال
-بعد كده لما حد يضايقك لازم تقوليلى ؟!
ابتلعت (جميلة) ريقها ثم قالت بثبات
-أنا بعرف اتصرف كويس ٠٠ مش محتاجة مساعدة حد
ابتلع (أدهم) ريقه ثم أجابها
-لما حد يضايقك تبع الشغل معايا ٠٠ يبقى لازم تقوليلى أنا المسئول عنك فى ساعات الشغل دى وع فكرة أنا روحت ل (إيهاب) ولغيت معاه الشغل وكمان هزقته أنه ضايقك وازاى يضايق السكرتيرة بتاعتى
شعرت (جميلة) بسعادة كبيرة لأنه اهتم لذلك الأمر ولكنها سرعان ما ذكرت نفسها أنه مرتبط ب (روفيدا) لذا قالت
-ميرسى يا فندم
نظر (أدهم) إلى الساعة التى فى يده ثم قال
-أنا هروح اجيب (روفيدا) من الجامعة ميعاد خروجها
زمت (جميلة) شفتاها ولم تتحدث فتابع هو
-محتاجة حاجة ؟!
-شكراً يا فندم
ثم نظرت للأوراق لتتابع عملها اندهش هو من تصرفها ذاك ولم يفهم لما تتصرف معه على هذا النحو فقد تغيرت كثيراً معه كثيراً جداً تنهد بعدم إرتياح ثم ذهب من أمامها ليتلقى بحبيبته ٠٠
******************
وقفت أمام السيارة الخاصة بها وهى تنظر لإيطار سيارتها الذى ثقب ثم زفرت بضيق ونظرت للساعة التى فى يدها فشقيقها حتماً الآن قد ذهب لملاقاة (روفيدا) لم ترد أزعاجه وأن تجعله يترك خطيبته من أجلها لذا قررت أن تستقل سيارة آجرة وقبل أن تخرج من الجراچ الذى تضع فيه سيارتها وجدت سيارة قد توقفت أمامها علمت أن تلك السيارة هى خاصة ب (وليد) اشاحت وجهها للأتجاه الآخر وهى لا تريد رؤيته أو محادثته لذا ترجل هو من السيارة وذهب إتجاهها ونظر لسيارتها
-مش معقول العجلة نامت !! صعبتى عليا
نظرت إليه وضيقت ما بين حاجبيها فقال هو
-بلاش البصة دى أرجوكى
فنظرت له أكثر وعقدت يدها نحو صدرها ليتابع هو
-هعترف بكل حاجة ٠٠ أيوة أنا اللى نيمتها اصلها كانت صاحية طول الليل
قال جملتها الأخير بسخافة مما جعلها تبتسم له ابتسامة باردة جافة فحك هو مؤخرة رأسه بيده لتخرج من صمتها قائلة
-مش هتبطل حركات العيال دى وتعقل يا (وليد)
-(شجن) أنا مش عارف اعمل ايه زيادة عن اللى بعمله عشان ترجعيلى
-أنت ليه مش فاهم نفسك يا (وليد) ؟! ٠٠ أنت مبقاش عندك فيا ثقة ٠٠ استحالة نرجع زى الاول
-لا أنا واثق فيكى وفى اخلاقك بس حصلتلى صدمة أنا مخبتش عليكى أى حاجة حتى الماضى الهباب قولتلك ع كل حاجة وقولتلك أنى حابب اتغير ع ايدك و٠٠
قاطعته قائلة
-افتكر كويس أنى قولتلك أنه مش من حقى اعرف مادام اتغيرت وأنت عرفتنى عشان اخويا صاحبك وعارف كل بلاويك كده كده كنت هعرف وبعدين أنت عارف كويس أنى ملياش ماضى دى كانت مجرد مشاعر بس عمرى ما ٠٠
صمتت عن الحديث ولم تستطع التكملة فتابع (وليد) جملتها
-عمرك ما خونتينى حتى بفكرك عارف ده كويس
صمتت قليلاً ولم تجيب ولكنها خرجت من صمتها قائلة
-عن أذنك أنا هروح اوقف تاكسى
-أنا هوصلك ٠٠ وكلمت حد يصلح عربيتك وهجيبها ليكى بنفسى بليل تحت البيت
-شكراً أنا هتصرف ٠٠ عن أذنك
وهمت لتنصرف فأمسك يدها مانعاً إياها
-لا أنا هوصلك مينفعش تركبى تاكسى وإنتى زى القمر تعرفى أن حزنك لما بيبان ع وشك بيخليكى ملفتة أكتر وأكتر وجميلة أكتر وأكتر
تعجبت من تغير حاله فى لحظة ومغازلته لها الآن بعد أن كانا يتشاجرا حتى أنها نست اأنه يمسك يدها لذا قالت وهى ممسكة بيده
-قلت لا همشى
-وهو اللى عاوز يمشى يمسك إيدى كده ؟
تنبهت ليدها الممسكة بيده وسحبتها على الفور ثم قالت
-أنا ماشية
-قلت مش هينفع تمشى لوحدك وإنتى حلوة كده ٠٠ يلا ع العربية
علمت جيداً أنها تستطيع الأصرار على رأيها وأن تمشى بمفردها ولكن شئ ما جعلها تتبعه نحو السيارة وهى صامتة استقلت معه السيارة وبدء هو بالقيادة فشعرت بملل ثم قالت
-هفتح الراديو
فنظر لها هائماً
-اعملى اللى يعجبك ٠٠ كل حاجة هنا ملكك بما فيهم أنا
شعرت هى بخجل شديد وتوردت وجنتيها ولكنها لم تجيبه وفتحت الراديو الخاص بالسيارة حتى استمعت إلى أغنية (قدامى لرامى جمال)
(قدامى احلامى وكنت دا كله مابشوفهاش
حبيبتى انا اسف ده غلطه بجد مقصدهاش
بقالنا سنين بنتقابل ومش فاكرين)
وجدت نفسها تفكر فى (وليد) فبالفعل هى تعرف (وليد) منذ الطفولة فقد كان صديق ل (آدهم) صحيح افترقوا لبعض الوقت ولكنهم مازالوا اصدقاء فهى عندما وافقت على الزواج من (وليد) وافقت لأنها وجدت أنه يحبها وهى قد قررت أنها لن تعطى قلبها لشخص آخر بعد (رائد) ليس لأنه هو الأوحد الذى يستطيع سرقة قلبها من محله بل لأنها لا تريد أن تشعر بذلك الألم مرة آخرى فلن تتحمل أن يتحطم قلبها مرة آخرى لذا اختارت من يحبها ولم تختار من أحبته هل قلبها قد مال إليه ؟! بالتأكيد لا فهى تعلم (وليد) منذ زمن لم تشعر تجاهه بأى شئ من قبل ما الذى تغير لما تفكر ب (وليد) وهى تستمع للأغنية ولم تفكر مثلاً ب (رائد)
لما عقلها وقلبها منشغل الآن ب (وليد) لذا قالت بصوت مرتفع
-غير الزفت ده
-ما تغيرى إنتى ٠٠ إنتى اللى جيباه
-اه صح
ثم قامت بتغير تلك الأغنية وآتت ببرنامج وحاولت صرف أفكارها تلك حتى وصل أمام منزلها قبل ان تترجل من سيارته قال
-أنا مش هجبرك تانى بحركات الآطفال دى ٠٠ إنتى كبيرة بما فيه الكفاية وأنا كمان بس فى فرق بينا أنا عارف أنا عاوز ايه إنما إنتى مش عارفة أى حاجة يا (شجن) أنا لما حسيت أنك حبيتى راجل قبلى وأنك عمرك ما حبتينى حسيت أنى اطعنت فى قلبى منك مكنتش متخيل ابداً ان قلبك دق لراجل غيرى ٠٠ عموماً أنا مش هيأس هستناكى طول العمر عشان إنتى تستاهلى يا (شجن) تستاهلى قلبى وعقلى وأسمى ومفيش غيرك يستاهل ده ٠٠ ومش بس كده لو لسه بتحبى (رائد) ممكن ٠٠
ابتلع ريقه وكتم دمعة تلألأت فى عيناه ثم قال
-ممكن تعتمدى عليا ولو فى إيدى شئ اقربكوا من بعض هعمله عشانك ٠٠ عشان اشوف سعادتك اللى عمرى ما شوفتها وأن مكنتش ابقى السبب الرئيسى فيها كفاية ابقى سبب مشترك
علمت جيداً ثقل تلك الكلمات على لسانه كانت لديها رغبة ملحة فى عناقه ولا تفهم السبب ربما لأنها شعرت بصدق كلامه وحديثه لذا وجدت نفسها تمسك يده وتربت عليها ونظرت فى عيناه وابتسمت بعدها ترجلت على الفور من السيارة نظر لها وهو لا يفهم ولكنه تبعها بعينه حتى دخلت لداخل العقار وتمتم قائلاً وهو يبدء فى القياردة مرة آخرى
-تعبتينى ٠٠
**********************
توقف (أدهم) كالعادة أمام القاعة التى تحضر بها (روفيدا) محاضرتها انتظرها تخرج للخارج وحين وجدها ابتسم لها فبادلته بسمة رائعة جعلت قلبه يتوقف للتو اقتربت منه فتحدث هو قائلاً
-أنا آسف بجد عن آخر مرة
رفعت أحدى حاجبيها ثم قالت
-ع شرط تقولى سبب أنك لغيت الغدا معايا ٠٠ يا ترى سبب قوى كده ؟!
ابتسم لها ثم إجابها
-كنت بعمل تصاميم لرجل اعمال مشهور وطلبت من السكرتيرة عندى انها تروح توديهم رفضت ودى كان أول مرة ترفض ليا طلب اصريت اعرف طلع الراجل ده ضايقها كذا مرة
وضعت (روفيدا) يدها على فمها وشعرت بالشفقة على تلك السكرتيرة
-يا حرااام ٠٠ طب وانت عملت ايه ؟!
-مفيش روحتله واتخانقت معاه جداً ولغيت الشغل معاه اصلاً وهخلى التصاميم دى لأى شغل تانى
رفعت (روفيدا) أحدى حاجباها بتعجب ثم قالت
-مش شايف أنك تلغى الشغل معاه ده شئ أكتر من اللازم ؟! كان ممكن بس تنبهه أنه ملوش أى دعوة بأى موظفة عندك
-اهو اللى حصل ٠٠ (جميلة) مش أى موظفة عندى (جميلة) انسانة بثق فيها
شعرت (روفيدا) بإندهاش من طريقة حديثه عليها ولكنها تنهدت قليلاً وفكرت لما لا تمحو أى ذكرى لها مع (أشرف) بأن تذهب مع (أدهم) فى أى مكان كانت توجد فيه مع (أشرف) حتى تكون ذاكراتها متعلقة ب (أدهم) فقط ٠٠ (أشرف) قد تهرب منها وهى عليها الآن ان تنساه هو حتى لم يعد يأتى للجامعة بسببها لذا نظرت ل (أدهم) ثم قالت
-فى محل بتاع ايس كريم قدام شوية ٠٠ أيه رأيك نروح نقعد فيه شوية ؟!
-موافق طبعاً
ذهبوا سوياً إلى السيارة ووصلوا إلى متجر بيع المثلجات من ثم دلفوا داخله وجلسوا على طاولة ما ونظرت (روفيدا) فى أعين (أدهم) وقالت
-أنت عمرك حبيت قبل كده يا (أدهم) ؟!
هز رأسه نافياً فى تلك اللحظة آتى النادل فطلب (أدهم) كوبيان كبيران من المثلجات وعند انصرافه نظر فى أعين (روفيدا) وقال
-انتى أول حب فى حياتى
شعرت بسعادة وابتسمت قليلاً وعلى الرغم من ذلك كان لديها رغبة كبيرة بأن تقص له كل شئ عن (أشرف) ولكن ! ٠٠ لا تستطيع البوح الآن بشئ بعد إجابته تلك لذا سئلها هو
-وإنتى ؟!
عضت شفتاها خجلاً ولكنها وجدت نفسها تجيب
-لا عمرى ما حبيت
ابتسم هو وشعر بسعادة كبيرة وآتى النادل بالمثلجات الخاصة بهم وبدئوا يتحدثوا فى أشياء مختلفة حاولت (روفيدا) معرفة كل شئ عن (أدهم) مما زاد إعجابها به مع كل كلمة يقولها ٠٠
********************
فى المساء شعرت (هانيا) بتوتر بالغ فهى يجب أن لا تجعل ذلك المدرس يدخل البيت مرة ثانية ولكن كيف ستخبر (طلال) بذلك شعرت بأنه كجبل فوق ظهرها لذا ظلت آتية ذاهبة داخل الغرفة الخاصة بها حتى استمعت إلى صوت سيارة (طلال) قد آتى فذهبت نحو الشرفة كى تتأكد فوجدته يتجه نحو الداخل فركت يدها بتوتر بالغ وبعد ثوان قليلة وجدته قد دخل للغرفة ابتلعت ريقها وشعرت بأنها لن تستطيع اخباره بما قاله (سامح) ذاك لذا قررت أخباره بأى شئ آخر كى يأتى مدرس غيره هنا فقالت
-تحب احضرلك العشا ؟!
-لا اتعشيت فى المستشفى
زمت شفتهاها بغضب شديد فهو دوماً لا يهتم بتناول أى وجبة معها لذا قررت أن تتحدث فى الموضوع الذى تريد التحدث به ف (طلال) لن يتغير ابدا فقالت
-أنا شايفة ان (مايا) مستواها وحش أووى مع المدرس اللى اسمه (سامح) ٠٠ ايه رأيك نغيره ؟
-ليه ده احسن مدرس فى المدرسة
ابتلعت ريقها وشعرت بخوف كبير من أن تخبره بما حدث لذا قالت
-شايفة مستوى البنت مش كويس معاه
-ازاى وهى الأولى فى المدرسة !!
زفرت بضيق ثم قالت
-بنتك مش مستريحة ليه يا (طلال) !!
-إنتى مدلعة البنت زيادة عن اللزوم مش كل طلباتها تبقى مجابة كده تغير المستر بتاعها ليه اصلاً !!
عضت شفتاها بغيظ شديد ثم قالت
-صح معاك حق ٠٠ من امتى بنختار وأنت موجود
ثم اتجهت نحو الفراش وغطت كامل جسدها بالفراش حتى لا تسمع انفاسه لقد كرهت كل شئ تحملت منه الكثير والكثير كم تود أن تقول له حقيقة ذلك المدرس حتى تراه غاضب أو على الأقل يعترف بصحة طلباها منه لتغييره ولكنها ابتسمت بسخرية وحدثت نفسها قائلة
-(طلال) ده لوح ولا يمكن يغير ٠٠
**********************
بعد أن وصل (ريان) للمنزل وجد والداته و (عتاب) قد اعدوا المائدة من أجل العشاء فابتسم وهو يرى الكثير من الأصناف على المائدة ثم وجه حديثه إليهم قائلاً
-ايه ده انتوا عازمين حد ولا أيه ؟ أيه كل الاكل ده !!
إجابته والداته بإبتسامة
-وهو المعزومين أحسن منكوا فى ايه
فنظر (ريان) إلى (عتاب) ثم قال
-وإنتى بقى معملتيش اى صنف كده من دول ؟!
كان يبدو على وجهها حزن شديد حتى أنها لم تميز ا
أن تلك النبرة التى يتحدث بها يتحدث بها كى يمازحها فقط فقالت
-لا أنا مليش فى الأكل ٠٠ اكلى ميتاكلش
شعر بإنها تتحدث برسمية أكثر من اللازم فشعر بالشفقة عليها وقتها شعرت والداته من نظرات ابنها ل (عتاب) ليس نظرات دكتور لمريضة كيف له أن ينسى أنه مرتبط من الواضح أن جلوس (عتاب) معهم فى نفس المنزل كان قرار غير صائباً عندما وافقت عليه ولكن ٠٠ ولكن أين ستذهب تلك المسكينة اخذت نفس عميق ثم تحدثت لكى تصرف نظر أبنها عن مريضته تلك
-يلا عشان ناكل
فجلسوا ثلاثتهم على المائدة لكى يتناولوا الطعام فلاحظ (ريان) وقتها أن (عتاب) تعبث بمحتويات الطبق الخاص بها وأنها شاردة كثيراً لذا لم يستطع أن يكمل حديثه وقال
-يلا يا (عتاب) نكمل كلامنا
نظرت له بشرود ثم أجابته بعدم وعى
-ها !!
-يلا
ثم وجه نظره إلى والداته وقال
-معلش يا ماما اعمليلى كوباية شاى أنا و (عتاب) هنتكلم فى البلكونة
-ماشى يا بنى
قالتها والداته ولكن قد قررت أن تتحدث معه فيما بعد عن اهتمامه الزائد ب (عتاب) وأن خطيبته لها حقوق عليه وهى لم تعد تراه يتحدث إلى (أسما) منذ أن جاءت (عتاب) ٠٠
ذهب (ريان) مع (عتاب) إلى الشرفة وجلسا سوياً على مقعدين مقابلين لبعضهم البعض فنظر لها (ريان) بإهتمام ثم قال
-بعد كده حصل ايه ؟! ٠٠ ولا لسه مش قادرة تتكلمى
هزت (عتاب) رأسها نافية ثم قالت
-بالعكس ٠٠ عاوزة اتكلم
-طب قولى
اغمضت عيناها بحزن ثم قالت
-روحت القسم واعترفت أنى قتلته وأنه هو البادئ هو اللى اعتدى عليا ولما الظابط راح هناك ملاقش جثة ولا لاقى أى حاجة
صدم (ريان) مما يستمعه منها
-يعنى ايه ؟!
-معرفش مش بس كده الشقة اصلاً طلع المالك الاصلى ليها واحد تانى وأن مفيش حد اسمه (فضل) من أساسه ٠٠ حتى الجيران قالوا أن الشقة فاضية ومفيش حد ساكن فيها وأن صاحبها سايباها فاضية
ابتلع (ريان) ريقه ثم قال
-طب ومين صاحب الشقة ؟! ٠٠#عتاب