الفصل السادس والعشرون
استمعت (هانيا) لصوت فرامل سيارة عالياً فركضت نحو الشرفة التى بغرفتها وجدت سيارة (رائد) ترحل شعرت بغرابة فهو لا يقود سيارته بتلك الطريقة أبداً كما أنها لم تنتبه حتى أنه كان هنا فقررت الهبوط للأسفل لترى ما الذى يجرى معه هو و (طلال) هبطت بالأسفل ثم دلفت داخل المكتب بحثت بعينيها عن (طلال) لم تجده فزمت شفتاه وكادت أن تلتلف لكنها لمحت شئ ما على الأرضية اتسعت عيناها وهى تجد (طلال) على الأرضية مستند على مكتبه وفى يده الدماء لوهلة شعرت بأنها لا تستطيع التحرك ولكنها حاولت تمالك نفسها واسرعت نحوه وهى تمسك يده وتسئله وهى تشعر بالخوف
-ح٠٠ حصل ايه ؟! ٠٠ ايه اللى حصلك ؟
حاول أن يبتسم ليخبرها أنه بخير كى تطمئن ثم قال
-اتصلى بدكتور (لطفى)
-ط٠٠ طب ايه الدم ده ؟! ازاى
-ا٠٠اتصلى يا (هانيا)
شعرت (هانيا) بالخوف ثم هزت رأسها للأعلى والأسفل بالإيجاب ووقفت وإلتقطت الهاتف الخاص ب (طلال) الذى فوق المكتب وحدثت الطبيب وعيناها متشبثتان ب (طلال) تشعر بخوف وقلق شديدان وفى خلال ثلث ساعة كان قد وصل الطبيب الذى فحص (طلال) وطلب من زوجته أن تنقله إلى المشفى شعرت حينها (هانيا) بأن قدمها تتخبطان بعضهم ببعض ولكنها سئلته
-طب هو عنده ايه ؟! أرجوك طمنى
-لازم تحاليل وفحوصات يا مدام مش هقدر افيدك بشئ ياريت تروحوا مستشفى وهما يتولوا الأمر هناك
ابتلعت (هانيا) ريقها ثم هزت رأسها بالإيجاب وودعت الطبيب ثم أخبرت الخادمة بالأعتناء ب (مايا) ريثما تعود ثم أسندت (طلال) وذهبوا معاً إلى المشفى كان (طلال) صامت طوال الطريق لا يريد أن يتحدث فى شئ بينما شعرت (هانيا) بالقلق والخوف عليه وظلت تدعو الله فى نفسها أن يكون بخير ٠٠
******************
فى صباح اليوم التالى ٠٠
جلس (أدهم) على المكتب الخاص ب (جميلة) فقد وصل مبكراً كی ينتظر حضورها حتى وجدها تدلف أخيراً إلى المكتب ابتسم فشعرت هى بالتوجس وهى تراه ينظر إليها وينتظر حضورها هكذا فنهض عن المكتب ليقول
-صباح الخير يا (جميلة)
-صباح النور يا فندم
زفر (أدهم) بضيق ثم قال
-برده يا فندم !! ٠٠ أنا عاوز اتجوزك يا (جميلة) ٠٠ أنا مش صغير عشان مبقاش عارف أنا عاوز ايه ؟! أنا متأكد من قرارى 100٪
-بس لسه خارج من علاقة فاشلة ٠٠ وأنا مش عاوزة اكون مجرد عجلة استبن وقعت فى طريقك
-(جميلة) إنتى مش كده وفى خطوبة هتبينلك أنى فعلاً حبيتك ٠٠ عموماً أنا مش هضغط عليكى يمكن إنتى فعلاً مش عاوزنى وأنا بالطريقة دى بضغط عليكى أنا متعودتش اجبر حد ع حاجة وكفاية أوى اللى حصل أول مرة لما (روفيدا) اتجبرت عليا مش هكرر ده تانى
قالها ثم دلف إلى المكتب وهو يشعر بحزن كبير شعرت (جميلة) بتأنيب الضمير وقررت أن تبوح له أنها أحبته أحبته منذ زمن بعيد ولكنه لم ينتبه لذا هى خائفة خائفة أن يمل منها أن لا يهتم بمشاعرها اغمضت عيناها وقررت الجلوس على مكتبها لترتب افكارها لترى ماذا ستقول له ظلت على هذا الحال لمدة عشر دقائق ثم نهضت على الفور لتدخل له المكتب لولا أنها استمعت لشئ وقع على الأرض يبدو أنه كان أعلى المكتب ومع حركة يدها فى النهوض وقع نظرت للأرضية وجدت الحافظة والهاتف الخاصين ب (أدهم) فقد كان يجلس مكانها ابتسمت ثم انحنت لتلتقط إياهم ولسوء حظها أو حظ (أدهم) كانت الحافظة مفتوحة ولمحت صورة بداخلها ففتحتها أكثر لكى ترى لمن تخص تلك الصورة وجدت أنها (روفيدا) عضت شفتاها بغيظ شديد ثم أتجهت على الفور لمكتبه وطرقت باب المكتب لتسمع أذنه فدلفت للداخل وهى تقول بعصبية واضح
-نسيت المحفظة والتليفون فى المكتب عندى
قالتها وهى تضعهم على المكتب الخاص به فقال
-شكراً يا (جميلة)
زمت شفتاها وجدته على المقعد الخاص برسم التصاميم وأمامه لوحة يحاول انهاء التصميم الذى بداخله وهو لا يعيرها أى إهتمام حتى فقالت
-أنت واحد كداب وأنانى ٠٠ أنانى اوووى
-يا فتاح يا عليم ٠٠ وأنا عملتلك ايه دلوقتى ؟!
أخذت الحافظة من أعلى مكتبه ووضعتها أمام اللوحة التى يجلس أمامها على صورة (روفيدا) فابتسم هو دون أن يشعر فلاحظت بسمته وقالت بغضب
-أنت أكبر كداب شوفته
إلتف ثم نظر لها وقال
-إنتى غيرانة
-أنا مش زفت
-لا إنتى غيرانة ٠٠ عموماً أنا مش بفتح محفظتى أصلاً
ثم اتجه نحو المكتب ليلتقط هاتفه ويريها صورها الذى أخذها لها دون أن تنتبه وتابع
-أنا ببص هنا كتير
نظرت لصورها الخاصة على الهاتف الخاص به ولاحت تلك البسمة حول شفتيها ثم نظرت له وتحدثت بخجل
-ا٠٠أنا بجد مهمة ليك
هز رأسه بالإيجاب فشعرت هى بسعادة كبيرة فهزت رأسها بالإيجاب ثم قالت
-أ٠٠ أنا موافقة
قالتها وهمت لتركض نحو الداخل فمسك معصم يدها ليسئلها عما قالته لكنه رفعت سبابتها تجاه وجه وقالت
-أى كلمة أى نقاش أى ماسكة أيد هغير رأيى متخلنيش أغير وجهة نظرى فيك مفيش كلام غير لما تكلم ماما
ثم تملصت من يده وخرجت نحو الخارج فهز رأسه بالإيجاب وقال
-هو أنا هنهب ٠٠ كفاية أنها وافقت ٠٠ دى مجنونة وممكن تعملها ٠٠
*******************
جلست (شجن) على مكتبها تراجع بعض التصاميم الخاصة بالشركة فى تلك الأثناء دلف عليها شاب فى الثلاثون من عمره وجدها هى وحدها تعمل فى ذلك المكتب قطب حاجبيه وسئلها
-لو سمحت بشمهندسة (شجن) مش ده مكتبها ؟!
رفعت (شجن) رأسها بذلك الشاب بأبتسامة ودودة وقالت
-أكيد حضرتك البشمهندس (شادى) ٠٠ مش كده ؟
هز رأسه بالإيجاب وهو ينظر لها بغرابة فتابعت (شجن)
-مستر (جلال) قالى أنى هتابع مع حضرتك التصاميم
هز (شادى) رأسه بالإيجاب ثم هز رأسه نافياً غير مصدقاً
-هو إنتى (شجن) ؟
شعرت هى بغرابة من حديثه ذلك وقالت
-اه
فاطلق هو صافرة وحدث نفسه قائلاً
-أول مرة بابا يخلينى اشتغل مع مزة بجد غير المعاتيه اللى قبل كده
شعرت (شجن) بغرابة وبعدم راحة لكنها حاولت نفض تلك الأفكار من رأسها وحثت نفسها على أنها يجب أن تتعامل مع الجميع وهذا عملها عليها إلا تفسده وظلا يتابعان العمل عنها بينما كان ينظر لها (شادى) بنظرات إعجاب كلما سمحت له الفرصة وكانت هى غير منتبهة ٠٠
*******************
بينما كان (ريان) متجه نحو (رائد) فى مكتبه الخاص بالدار بعد أن حدثه وطلب منه مقابلته هو كان يعلم لما يريده فقد قصت عليه (عتاب) كل شئ بالأمس لقد قالت له الوجه الآخر من الحقيقة فقد كان يشعر بحيرة حقاً يرى كل منهم ظالم ومظلوم صحيح أن تصرفات (عتاب) طبيعية لكنها بشكل أو آخر تصرفاتها هذه نتج عنها أن شخص فقد حياته أخذ نفس عميق وهو يقف أمام مكتب (رائد) ثم قام بفتح مقبض الباب ودلف للداخل وجد عينان (رائد) متورمتان فابتلع ريقه ثم سئله
-مقولتلهاش صح ؟
-مش هى حكتلك برده ماهى مبتقدرش تخبى عليك حاجة
رفع (ريان) حاجبه ولكنه قال ببرود
-حكتلى
زفر (رائد) بغضب شديد ولم يتحدث فابتلع ريقه ثم قال
-مش عارف اقولها ٠٠ مش هينفع اقولها أنت كنت عارف هى حكتلك مش كده
-من قريب بس
زعق فى وجهه
-وكنت عاوزنى اقولها عشان اخسرها صح عشان يخلى ليك الجو
-أنت كل شوية هتعلق عليا شماعة أخطائك .. أنا مقولتلكش انتقم مقولتلكش هبب اللى عملته زى ما طلبت منك تحكيلها طلبت منها تحكيلك
-مش عارف ٠٠ مش عارف هخسرها أنا لو خسرتها هموت المرة دى غير اللى فاتت المرة دى هتتكسر بجد مش هتستحمل
-الحقيقة لو مجتش منك وجت بطريقة تانية أنت بتفقد أى فرصة للرجوع
-ولو قولتلها هفقد كل شئ
-تكسرها دلوقتى بدل بعد الجواز
ضرب (رائد) كف يده على المكتب ثم ترك المكتب والدار بأكملها بينما شعر (ريان) بالشفقة على حاله خرج من المكتب واتجه نحو مكتبه لكنه قابل (عتاب) ابتسمت هى واقتربت ثم سئلته
-أنت كنت جاى من مكتب (رائد) ؟ أنا رايحاله
-هو مشي
-مشى من غير ما يشوفنى !!
قالتها بصدمة فابتلع (ريان) ريقه ثم قال
-عن أذنك ٠٠ أنا رايح اشوف الاطفال
تنحت (عتاب) جانباً وشعرت بحزن حقيقى لذا أمسكت الهاتف الخاص بها وأرسلت له رسالة
(أنا زعلانة منك اووووى
أول مرة اسمع أنك كنت فى الدار ومتشوفنيش :( )
وصلت الرسالة ل (رائد) وهو فى السيارة مستعد لقيادتها ففتحها
(معلش يا (عتاب) عندى إجتماع)
شعرت ببرودة حديثه فى تلك الرسالة فأرسلت له
(أنت مكسوف تقول أنك مش عاوزنى
قولها متتكسفش أنا من الأول قولتلك منفعكش)
حينما قرأ (رائد) تلك الرسالة ضرب عجلة القيادة بيده بقوة بعدها ترجل من السيارة ودلف لداخل الدار كان سيذهب إلى مكانها مع الأطفال لكنه وجدها بمنتصف الطريق كانت تمسح دموعها فاقترب منها وقال
-أنا عمرى ما هستغنى عنك أبداً ٠٠ فاهمة ٠٠ أنا عاوزك زوجة
ازداد بكائها وهى تسمع صوته ثم ضربته بقبضة يده على صدرها بعدها نامت على صدره وقالت
-أوعى فى يوم يقل اهتمامك بيا
ابتسم عليها ثم قال
-مش هيحصل
ثم ابعدها بلطف ورفع ذقنه لها وقال بمشاكسة
-بلاش الرقة دى ٠٠ مش هبقى مسئول عن تصرفاتى
شعرت هى بالخجل وابتعدت عنه ثم قالت
-امشى ٠٠
ابتسم ثم قال
-هكلمك تانى بس دلوقتي عندى إجتماع بجد
هزت رأسها بإيجاب ونظرت فى عينه قبل أن يرحل وجدتهم متورمتان فقالت
-مال عينك ؟
ابتلع ريقه ثم قال
-سهرت طول الليل فى شغل ٠٠ هكلمك بعد ما اخلص
هزت رأسها بالإيجاب وابتسمت ومسحت دموعها وهى تراه يبتعد عنها ٠٠
*********************
كانت (روفيدا) فى الغرفة الخاصة بها تشرب كوب من القهوة وهى تجلس على الحاسوب الخاص بها فى الشرفة حيث كانت تشعر بملل كبير منذ أن أنتهت إمتحانتها تشتاق لرؤية (أشرف) ولكنها وعدت (رائد) بأنها لن تتقابل معه حتى تتم خطبتهم وستكتفى بمعرفة أحواله عن طريق الرسائل ففكرت أن ترسل له رسالة وتطمئن عن أخباره فسمعت صوت الهاتف الموضوع بجانب الحاسوب على المنضدة لتفتحه وتجد رسالة منه شعرت بسعادة كبيرة لأنها فكرت أن تراسله فى نفس الوقت الذى راسلها به فتحت الرسالة لتقرأها
(أنا فى البريك فى الشغل
حبيت اطمن غليكى صحيتى ولا نايمة ؟ )
زمت شفتاها بعدم رضا ثم أرسلت له
(أنت شايف أنى كسولة كده عشان اصحى بعد الظهر )
ابتسم فقد علم أنه آثار ثورتها الآن وأرسل لها
(امممم يعنى مش أوى)
(أنت غتت)
(بحبك)
فجائها بتلك الرسالة فتحولت ثورتها لأبتسامة ثم أرسلت له
(مش هتبطل جنان !! )
(لما ابطل أحبك ٠٠ يعنى عمره ما هيحصل)
(روح كمل شغلك ٠٠ بطل دلع)
(ماشى ٠٠ خلى بالك من نفسك )
(وأنت كمان)
أرسلتها ثم قامت بإحتضان الهاتف وهى تشعر بسعادة كبيرة فهى لم ولن تشعر سوى بالسعادة معه ٠٠
******************
فى المساء أمسكت (عتاب) الهاتف الخاص بها وقررت مراسلة (رائد) فمنذ الصباح لا تعلم عنه شئ فقامت بكتابة رسالة له
(روحت ؟!
حابة اطمن عليك )
فى ذلك الوقت كان هو متكأ على الفراش يفكر كيف سيخبرها بالذى فعله فى حقها هو و (طلال) كيف سيخبرها بأنه شقيق (عاصم) كيف سيخبرها أن (عاصم) انتحر بسبب رسالتها الأخيرة شعر بنيران تحرق قلبه فهى لن تغفر له لن تسامحه أغمض عيناه ونزلت الدموع من عينيه حتى استمع إلى صوت رسالة تأتى من هاتفه ففتح الرسالة ليجدها منها ابتسم قليلاً ثم أرسل لها
(أيوة فى البيت)
ابتسمت حين رأت رسالته ثم أرسلت
(عارف أنا من زمان وكان نفسى لما احب حد يبقى رومانسى مش عاوزة حياتى وحياته تبقى زى الناس عاوزة حياتنا مختلفة )
(عاوزها ازاى ؟!)
(أولاً مفيش خصام نهائى ومينفعش حد فينا ينيم التانى زعلان
ثانياً أنا بحب اغانى عبد الحليم جداً نفسى كل اغنية ليه تبقى بموقف لينا
ثالثاً كل يوم جمعة فى عشا رومانسى ع اضواء الشموع لما نتجوز يعنى
رابعاً عاوزة كل يوم نحتفل اننا سوا مش بهدايا لا أننا بس كل يوم نقول لبعض كل يوم وانت معايا <3
خامساً كل يوم قبل النوم الاقى منه رسالة حتى لو احنا متجوزين حتى لو فى نفس الأوضة يقولى فيها النهاردة اضايق منى فى ايه وحبنى فى ايه )
ابتسم (رائد) وهو يقرأ رسائلها ثم قال
(بس كده !!
ده أنا عيونى ليكى)
شعرت بسعادة تغمر قلبها ثم أرسلت له
(ابقى اسمع الأغنية دى كويس ;)
كان يوم حبك أجمل صدفة
لما قابلتك مرة صدفة
كان يوم حبك أجمل صدفة
لما قابلتك مرة صدفة
ياللي جمالك أجمل صدفة
ياللي جمالك أجمل صدفة
كان يوم حبك صدفة