٤

8K 134 36
                                    


الدوحة

وقت ما بين منتصف الليل وقبل صلاة الفجر

أرض المطار..



سخونة لزجة ولدتها رطوبة أثقلت الجو 

نزل عن سلم الطائرة ليلفح الهواء الساخن برودة وجهه 

استعاذ بالله من الشيطان وهو ينفض رأسه ويفتح أعلى قميصه عن عنقه النحيل بحثا عن بعض الهواء

شعر كما لو أنه عاجز عن التنفس وكأن هذه الرطوبة ألتهمت كل الأوكسجين وامتصت مابقي من هواء رئيتيه

مسح عرقا وهميا شعر به يعبر شعر حاجبيه ليغشى رموش عينيه

واسم واحد يكتسح أفكاره


"جـــــــمـــــيــــلــــــة!!!"



لطالما بدت له جميلة أشبه ماتكون بلعبة

جميلة.. رقيقة.. وهشة.. هشة جدا كلعبة كريستالية قابلة للعطب السريع!!


ولطالما رآها أيضا طفلة!!

في كل سفراته كانت هديتها دائما دمية.. كان يتعب كثيرا في انتقاء دمية مختلفة لها كل مرة

يكاد يقسم أنها لابد ملئت غرفة كاملة من دماه التي أهداها لها هو!!

ولم يتوقف عن إهدائها الدمى حتى بعد أن قالت له مزون وهي تتناول منه هدية جميلة قبل عامين لتعطيها لها:

علي ترا جميلة صارت مره.. جيب لها شيء غير.. عبيت غرفتها ألعاب..

جيب لها شنطة.. عطور


حينها ابتسم وهمس: هي تنبسط على العرايس والدباديب اللي أجيب لها أو لا؟؟


ابتسمت مزون: بصراحة تنبسط..


همس بدفء حنون: خلاص خليها تنبسط بعرايسها وخلي الشنط والعطور لش


وها هي من لطالما أهداها العرائس ستصبح عروسه هو..

لا يعلم أي جنون أصابه حين أخبرته مزون قبل يومين بتدهور وضع جميلة

واشتكت له خيبة أملها في كسّاب حين عرضت عليه أن يتزوج منها ولكنه رفض

حينها صرخ بغضب مجنون: وليش تطلبين من كسّاب ومهوب مني؟؟ 

ولو كان وافق يتزوجها أنا وش كان بيصير فيني؟؟ مافكرتي فيني؟؟


مزون بدهشة عميقة وهي في استغراب أعمق لثورة علي الذي لطالما كان شديد التحكم في أعصابه: علي عمرك ماقلت أنك تبيها ولا بينت..

بين الامس و اليوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن