عل كل الجبهاترماد معارك انجلت.. ومعارك مازال غبارها يثور ينتظر لحظة الإنجلاء
***************************
رحلة العودة
تبقى القليل من الوقت للهبوط في مطار الدوحة
الصمت مطبق.. وحزن مجهول خانق يطبق على قلب اعتاد الحزن..
فلماذا يبدو لها هذا الحزن عصيا على الاحتمال؟!
ما الجديد في هذا الحزن حتى تشعر أنها غير قادرة على التنفس
وهي من اعتادت على تنفس الأحزان شهيقا وزفيرا لسنوات
حتى باتت لا تعرف أنفاسا ليس لها لون الحزن ونكهته
تتذكر الآن سعادتها الطفولية المبتورة وهي تركب الطائرة قبل ساعات قلائل
حينها لا تعلم هل خدعت نفسها؟! أو كانت ترسم لنفسها فرحة في خيالها لم تنطبق أبدا على الواقع؟!
قبل أربع سنوات تحدت الكل لتكون هنا.. أرادت التراجع ولم تستطع..
وظلت طوال السنوات الماضية تقنع نفسها أنها حينما تركب الطائرة لأول مرة ككابتن فعلي
حينما تتحسس الأزرار بإحساس الكابتن.. وترى الأرض تبتعد لتنفصل عنها وتحلق في سموات لا يحدها حدود
حينها سينتهي الحزن كما لو كانت في حلقة أخيرة من مسلسل طويل طال انتظار حلقته الأخيرة..
أقنعت نفسها بذلك.. حتى تصمد!!
" حلمي سيضمد جراحي!!
حلمي سيضمد جراحي!!
حلمي حين يتحقق سيضمد جراحي!!"
هاهو الحلم تحقق.. تحقق
فلماذا تشعر أن الجروح لم تتضمد.. لم تنغلق.. ولكن تنفتح باتساع..ليذر عليها الملح
لماذا لم تقنع بسعادتها المسروقة من بين الأحزان؟!!
لماذا هي عاجزة عن إقناع نفسها إنها سعيدة؟!
لماذا هي عاجزة عن الإحساس بسعادتها المفترضة؟!
لماذا تشعر أن كل هذا لا يوازي حتى ساعة واحدة من أيام جلوسها بجوار كسّاب حتى وإن كان غارقا في القراءة بصمت؟!!
بعد انتهاء حوارها السابق مع غانم.. بدأت تغرق في إحساس سوداوي بالحزن والاختناق
"أنا من سمحت لنفسي أن أكون في هذا الموقف
أنا من سمحت له بالتطاول عليّ بوجودي في هذا الموقع
كما سمحت قبله لمهاب ان يتجرأ على إهانتي