مزون وصلت لقمرة القيادة وطرقت الباب لتدخلوتــفــجــع وهي ترى الكتفين العريضين لظهر عريض يستحيل أن يكون ظهر إيمي
شهقت والكلمات تجف على لسانها بينما سهى تبتسم لها وتشرح بمهنية:
الكابتن إيمي اعتذرت عن الرحلة
والكابتن استلم مكانها.. إجا دايركت لهون ماكان عندو وئت يشوفنا بالاستراحة
وما تخافي من شيء هو حافظ خط الدوحة- أبوظبي
واحنا بنزوده ببائي المعلومات
حزن عميق غمر قلب مزون لفساد مخططاتها.. ولكن على الأقل هاهي معها فتاة أخرى وليست لوحدها معه
كانت تدلف خطوة للداخل
في الوقت الذي كان الكابتن يدير وجهه ناحيتها بحزم وغموض
مزون تأخرت بحرج وهي تتطلع لوجهه الوسيم الذي بدأ لها مألوفا
رغم أنه ليس من المعتاد رؤية هاتين العينين بلونهما الأشبه ببحر عميق من عسل صاف
سهى أكملت حديثها بابتسامة ودودة: اسمحي لي عرفك بكاتبن غانم
من أشطر كباتن القطرية... رجل المهمات الصعبة مزبوط.. مستعد يطير ئبل اللحزة الأخيرة
مزون تنهدت بعمق وهي تدفع بصوتها النبرة المهنية المطلوبة وتجلس عن يساره حيث يفترض أن تجلس وهي تحاول أن تبعد جسدها قدر المستطاع:
تشرفنا كابتن..فيه توقع لمطبات جوية في المنطقة بين تقاطع 345 شرق على 765 غرب
وتقاطع 564 شرق على 323 غرب فترة قد تصل من عشر دقائق لربع ساعة..بس الرؤية إن شاء الله صافية
انهمرت بالمعلومات المطلوبة بدقة عالية وسرعة ودون أدنى تلعثم .. ويداها تعملان بسرعة ودقة على الاجهزة أمامها
مازالت لم تستمع لصوته.. فقط كانت يداه تعملان بذات سرعة يديها
ليهمس بعد دقائق وعيناه مثبتان أمامه ودون أن ينظر ناحيتها وبصوت رجولي عميق:
صباحش خير يا كابتن.. (صمت لثانيتين) بنت زايد آل كساب؟؟.. والا أنا غلطان؟؟
ابتلعت مزون ريقها ولكن ريقها جف وتبخر على أول حنجرتها لشدة جفافها دون أن يرطب جفاف امتداد باقي حنجرتها المتيبسة
فهذه اللهجة الحادة بتركيزها على مخارج الحروف
يستحيل أن تكون لهجة أحد لا ينتمي إلى قبيلتها ..
همست في داخلها : (ومن قبيلتي بعد.. وش ذا البلوة؟؟ ذا الرحلة باينة سودا من أولها
ذا البدوي أبو عيون عسلية من وين الله جابه؟؟)