مضت أكثر من نصف ساعة وهو يجلس على مقعد أمام غرفة عبداللهالمندوب احترم رغبة صالح في البقاء وحيدا وتركه على أن يعود له فيما بعد
وصالح بقدر لهفته لرؤية شقيقه بقدر توجسه الجارح من رؤيته
فما سمعه عن حالته كان مؤلما.. مؤلما لأقصى حد
يريد له وقتا للاستعداد للمواجهة!!
مازال جالسا رأسه مدفون بين كفيه
غارق في الهم والتفكير .... والذكريات!!
.
.
.
قبل حوالي 5 سنوات و ثلاثة أشهر
" أنت ياعبدالله.. أنت.. ؟؟
هذي آخرتها.. ماهقيتها منك..
لو فهيدان أقبلها منه.. بس أنت يالعاقل تسويها!! وقد لك ثلاث شهور بعد حتى أنا داس علي"
عبدالله يتنهد بعمق في مقابل ثورة صالح المتزايدة ويهتف بعمق وهو يشد صالحا ليجلسه جواره:
اقعد يابو خالد الله يهداك.. اقعد جعلني فداك.. خلني أشرح لك
أنا أبيك تصير لي عوين مهوب فرعون
صالح يلطم يد عبدالله بحدة ويقف وهو مستمر في غضبه: وأنت خليت فيها عقل وإلا تفاهم..
يوم لك خاطر في العرس.. وإلا تبي لك مرة تحصنك في الغربة
كان قلت لنا وزوجناك شيخة النسوان تروح معك
مهوب تأخذ كافرة مالها أصل ولا دين..
عبدالله بضيق عميق: أنا داري إني غلطان إني تزوجت بذا الطريقة
وأدري إني ضعفت قدامها
بس صدقني أنا مقتنع فيها
راكيل فيها بذرة خير ما تتخيل أشلون.. وخاطرها تسلم...
صالح مستمر في غضبه: كنك يعني ما تسمع البلاوي اللي تسير مع المساكين اللي خبالهم حدهم على أجنبيات مثلك...
وبعدين ابيك مستحيل يوافق.. مستحيل.. وأنت أكثر واحد عارف ابيك
حرام عليك ياعبدالله... أنت عارف غلاك عند ابي.. تسوي فيه كذا..
عبدالله بضيقه المتزايد: تكفى صالح أبيك تساعدني عليه... أنا بعد ست شهور تقريبا راجع
وأبي أرجع فيها معي..
صالح غاضب فعلا ولكن ما باليد حيلة.. فالمرأة أصبحت زوجته لذا سأل عبدالله بذات نبرة الغضب: عبدالله صارحني... مرتك ذي أنت مقتنع فيها؟؟
وعندك إنها تقدر تعيش في مجتمعنا وتتبع عوايدنا..
حينها أشرق وجه عبدالله بشبح ابتسامة: مقتنع فيها وواثق منها... راكيل تموت في طبايع العرب.. وأمنية حياتها تعيش في مجتمع عربي