٨٦

6.9K 118 40
                                    

كساب ماعاد يرى أمامه من الغضب وهو يشد يده منها ويمسك العرق بنفسه وهو يضغط عليه بفوطة كانت جوار سريره:
أنتي خليتي في رأسي عقل.. أقول لش فارقي للبيت.. فارقي.. قدام أكسر وجهش الحين..

زايد يتدخل بحزم جازع: أنتو استهدوا بالله. اذكروا الله..
وانت يا الخبل اقعد خلني أدعي حد يشوف المصيبة اللي سويتها في روحك..

كساب يصرخ بغضبه الأسود المتفجر: يبه خذها من قدامي الحين.. قدام أرمي عليها اليمين.. تراني مافي رأسي عقل ذا الحين..

كاسرة حينها تقدمت نحوه بثبات.. وهي تهمس بثقة حازمة صارمة متحكمة عكس غضبه المتفجر:
ارمي علي اليمين.. خلصني وخلص روحك..
أنا ما أبيك وأنت ماتبيني.. وش جابرنا على ذا الحياة؟؟
خلك قد كلمتك.. يا الله طلقني.. هذا أنا قدامك!!

قبل أن يبدر من كساب أي تصرف.. كان زايد هو أول من تكلم وهو يتدخل بقدرته الفائقة على السيطرة ويشد كل واحد منهما بقوة من عضده
ويهتف بغضب شديد وحزم بالغ:
أص ولا كلمة.. والله ثم والله ماحد منكم يفتح ثمه بكلمة..
أنا واقف بينكم مالي حشمة وتقدير..

ثم أفلت كساب الذي كان ينتفض من شدة احتكام غضبه ومع ذلك أسكته شيء أقوى منه.. لم يكن والده.. ولكنه شيء آخر!! آخر!!

ثم شد زايد كاسرة من عضدها برفق وهو يهتف بحزم: يا الله يأبيش أنا بأوديش..

حينها كانت الممرضة تدخل بناء على الجرس الذي ضغطه زايد.. زايد أشار لها أن تتوجه لكساب..
وهي تنظر برعب ليده.. بينما زايد شد كاسرة لغرفة الجلوس وأغلق الباب بينه وبين كساب.. قبل أن يتكلم أحد منهما..

حـــيــنــهـــا...
سمع كساب بوضوح تام.. صوت انفجارها في البكاء.. شهقاتها المكتومة التي علم أنها تسكبها الآن بين أضلاع والده وهي ترتمي في حضنه..
تلك القوة الهائلة التي كانت تتسربل بها أمامه قبل ثوان انهارت كلها..

كانت بالفعل تبكي بانهيار على صدر زايد الذي كان يهمس لها بحنو: بس يأبيش خلاص..
لا تشرهين على كساب.. تعبان ومتضايق من أشياء واجد..

كاسرة بين شهقاتها التي كانت تئن بينها فعلا: وأنا ما أنا بتعبانة..؟؟
أنا تعبت يبه تعبت.. والله العظيم تعبت ووصلت آخري..
حدني على أشياء عمري ماهقيت إني ممكن أقبلها على روحي..

زايد احتضنها بحنو أكبر وهو يهمس لها بحنو حازم:
المرة اللي فاتت ماسويتي لي خاطر.. ذا المرة أقول عديها عشان خاطري أنا كن لي خاطر عندش..
عشاني يأبيش.. طالبش ما ترديني..

كان كساب يتمزق تماما وهو يقف قريبا من الباب الفاصل بين غرفتي الجناح.. ويرفض أن يستجيب لرجاءات الممرضة أن يجلس..
يتمزق من غيرته.. ومن غضبه..!! ويتمزق أكثر من أي شيء من صوت بكاءها!!

بين الامس و اليوم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن