"حياك الله.. أنا أبو محمد.. نورت مكتبنا"
"الله يحيك ويبقيك"
" وش تشرب طال عمرك؟؟"
" اشرب؟؟
لا طال عمرك.. شربتني من الروعة ما يكفي وزود..
طمني وبس.. دخيلك يابو محمد .. وش السالفة؟؟"
أبو محمد يتنهد بعمق عانى صعوبة في نفث زفراته.. ثم هتف بحزم مهني ضروري:
والله العظيم ماني بعارف من وين أبدأ.. وخصوصا إنه أنا سبحان الله اللي بلغت أبوك قبل حوالي 4 سنوات
وتدور السنين وأرجع أبلغك أنت بشيء ثاني..وكل السالفتين توجع
تدري يأخوي صالح.. إنه عقب اللي صار لأبوك في مكتبي هنا.. إني قعدت كم يوم بعدها أحلم فيه كل ليلة
يا سبحان الله لأبوك هيبة وقدر وتأثير ما تتخيل أشلون أثر فيني
انا ترا جيت وعزيت في عبدالله مع أني ما أعرفه ولا أعرفكم بس حبيت أتطمن على أبوك عقب اللي صار له هنا
يانا تفاجأت من وقفته كنه يا جبل ما تهزك ريح وهو يستقبل المعزين وأنا عارف إنه فجيعته فوق كل حد..
صالح بقلق شديد: الله يهداك أنا بروحي متروع من حكيك
وزود روعتني على إبي.. تكفى وش اللي صاير..وإبي وش سالفته معكم؟؟؟
.
.
.
قبل أقل من 4 سنوات .. نفس المكتب.. نفس الشخص.. لكن مع فرد آخر من عائلة آل ليث
تختنق الكلمات في حلق أبي محمد.. لم يتخيل أن المهمة ستكون صعبة هكذا
تمنى لو أنه لم يتصل بالوالد.. تمنى لو أنه أتصل بأحد الأشقاء
كم بدا له مؤلما حتى نخاع النخاع كسر كل هذه الهيبة.. هذا الجلال.. هذا الاعتداد العظيم!!
ولكن ما باليد حيلة.. فالشيخ يقف أمامه ويسأل عن سبب استدعائه بهذه الطريقة العاجلة: وش فيك يا ولدي ساكت؟؟
أنتو طالبيني.. وصار لي عندك ربع ساعة وأنت تلف وتدور يأبيك
عندك شيء تبي تقوله، قوله.. ماعندك ، خلني أتسهل
أبو محمد بالفعل اختنقت الكلمات في حنجرته: ولدك عبدالله.....؟؟
حينها تقلصت قبضة أبي صالح بعنف وقلبه قفز لحنجرته التي تشققت جزعا مفاجئا وهو يحاول الاعتصام بالجَلَد: وش فيه عبدالله؟؟
أبو محمد بكلمات مبتورة تمنى لو يغير من حقيقتها التي لا تتغير شيئا: يـ ـطـ لـ بك الـ..