البارت الثالث :تعارف

1.3K 91 50
                                    

               لن تفهم الذي أمامك إلا إذا اشتركت 
                     معه في الألم 

اتسعت أعين الجميع بدهشة ، لاسيّما الفتيان، فقد دخلت تلك الخجولة ورأسها محنيٌّ للأسفل، كانت ترتدي زيهم المدرسي ذاته وكم بدت جميلة به، تنورة كحلية مع قميص أبيض يحمل شعار الأكاديمية، شعرها المائل للسواد مع غرتها التي غطت عينيها ولم تستطع أن تغطي وجنتيها الحمراوتين...
كابوتو:إذن؛ أنت هي الطالبة الجديدة، هزت صغيرتنا رأسها بصمت، تسونادي : عرفي بنفسك، عدّلت وقفتها وانحنت بارتباك: اسمي... هيناتا... سُعدتُ بكم جميعاً.
وضعت تسونادي يدها على كتف الفتاة:لا داعي لكل  هذا الخجل، مع أنهم يكادون يلتهمونك بنظراتهم، انتفضت هيناتا بخوف وضمت يديها معا،
كابوتو:آنسة هيناتا، اختاري مقعداً إذا سمحتي...

رفعت نظرها للجيش الجالس يحدق بها، تباً، نظراتهم تشعرها وكأنها كائن فضائي، لم تتمكن من النظر في وجوههم، لكنها لمحت عدة مقاعد فارغة، حاولت  التركيز قليلا لتلمح إحدى المقاعد قريباً من النافذة، يفصله عنها مقعدٌ واحد، فكرت في نفسها قد تستطيع مبادلة ذلك الشخص في مقعده لتحصل عليه، رفعت نظرها لصاحب المقعد ذاك، لترى ذو العينين الزرقاوين يحدق بها بملامح لم تستطيع تفسيرها، اشتعلت وجنتاها من دون أن تعرف السبب،شدت على يدها المرتبكة والأخرى التي تحمل الحقيبة، دارت أحداث الصباح في رأسها لتزيد الأمور سوءا، إلى أن استجمعت نفسها وأشارت لذلك المقعد فيما شعرت بالصمت المفاجئ وما تبعه من همسات، وحتى أنها قد شعرت بارتباك المعلم، فيما بقيت المديرة صامتة تشاهد ما يجري، كابوتو:يمكنكِ اختيار مقعد آخر، لم ترد عليه هيناتا بل اتجهت إليه وجلست بهدوء،
تحولت أنظار الجميع لناروتو الذي نظر إليها بطرف عينه يخفي تحته اهتماماً لا يعرف له سببا، فهو لم يتوقع وجودها في فصله، بل وبجواره، طن أن لقائهم صبتحا كان الأول والأخير، وجودها أمامه الآن فاجأه، وبجدارة، حوّل أنظاره للمديرة التي بادلته النظرات نفسها، ضيق عينيه قليلا لتومئ المديرة له بخفة، أغمض عينيه لبرهة فيما أدار رأسه للنافذة.
نظر كابوتو للشقراء بجانبه :ألن تجبريها أن تغير مقعدها، تسونادي :لا، كابوتو: لكن، نظرت تسونادي إليه بتكشيرة جعلته يصمت لتردف :لا تتدخل
ضيق عيناه بانزعاج ليتمتم:إنها فظّةٌ كالعادة.
وجهت الشقراء نظرها للطلبة ثانية لتقول بصوت جهوريّ: آنسة هيناتا، تعالي إلى مكتبي عند انتهاء دوام اليوم، هزت البيضاء رأسها بنعم، لتغادر تسونادي تاركةً الاستاذ يكمل ما بدأه.

مرت الحصص متتابعةً حتى أتت ساعة الاستراحة، تنهد الطلبة بتعب، فمنهم من يتكلم مع زميله ومنهم من يهم بالخروج، أما عن بطلتنا فقد كانت تضع كتبها في الحقيبة فيما كل ما تفكر به هو الذهاب للسؤال عن الفصل الذي يدرس فيه شقيقها ولم تدرك بعد أنها معه في الفصل نفسه،لتقترب من مقعدها آيكو بملامح أقل ما يقال عنها أنها غاضبة، وقفت بتكبر وإحدى يديها على خصرها فيما تشير نحو هيناتا بازدراء:اسمعيني أيتها الجديدة، عليكي أن تغيري هذا المقعد حالاً، رفعت هيناتا نظرها للفتاة وضيقت عينيها :ما بالها تصرخ بي وأنا لم أفعل لها، أدارت وجهها متجاهلة إياها لتشتعل آيكو غضباً وتضرب المقعد بقبضتها بصراخ لفت أنظار كل من في الفصل:هو لن يسمح لكي بالبقاء، ولن تستطيعي أن تأخذينه مني، أمالت هيناتا برأسها وأغمضت عينيها بانزعاج وعدم فهم  وتثائبت بملل لتشعر بشيء ما يشد شعرها بقوة.
بان حقد آيكو بقوة قبضتها المحكمة على شعرها، حاولت هيناتا تحريك رأسها ولم تستطع، أطلقت صوتاً  دل على حبسها الألم وعجزت عن التفكير:ما العمل....
أما عن الأشقر فقد اخترق صوتها الضئيل نفسه ووصل لقلبه بسهولة وكأنه يحفظ الطريق، نظر إليها في محاولة معرفة سبب تأثيرها عليه، ولم يشعر بملامحه كيف اشتدت بحقدٍ وبغض حتى لاحظتها آيكو، لتسري قشعريرة في جسدها وابتلعت ريقها بخوف وأفلتت شعر هيناتا ببطئ، تراجعت عدة خطوات للخلف وأدارت ظهرها لهم مغادرة وفي داخلها شيطان خفي ينتظر أن ينفث سُمّه في الأرجاء.
أمسكت هيناتا برأسها ومسحت عليه برقة ليأتيها صوت من خلفها:أأنتِ بخير؟ رفعت نظرها لترى من يحادثها لتجد فتاة جميلة وردية الشعر ومعها  صديقتيها الشقراوتين، هزت رأسها بنعم وابتسمت بلطف، ساكرا :اسمي ساكرا، وهاتان صديقتاي اينو وتيماري، أهلا بكي بيننا، شعرت هيناتا بهالة من اللطف حولهن:تشرفت بكنّ، اينو :دعكي من هذه الرسميات هيناتا، بالمناسبة أنت جميلة جداً، تحولت وجنتا صغيرتنا للأحمر :أشكرك على هذ الإطراء اينو سان، تيماري :تلك صديقتنا أيضا واسمها تنتن، نظرت هيناتا حيث تشير تيماري لترى فتاة بملامح جميلة ذات عينان بنيتان واسعتان، وشعر بنيٍّ طويل، كان تحادث الشاب بحماس، لفت الشاب نظرها لتنهض بسرعةٍ بملامح مصدومة، فقد عرفته فوراً، لاحظ الفتى نظراتها المشدوهة برؤيته، وأطلقت شفتيه ابتسامة عذبة، كم مضى على فراقهم، لا يعلم، لكن وجودها الآن أمامه قد أنساه كل لحظة ألم عاشاها.

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن