البارت الخامس : إنها مختلفة...

1.2K 88 48
                                    

خائفٌ من الشفقة... أكره نظرة العطف في عيونهم..
تلك دموع طفلٍ في الظلام.... والوحدة سمفونية صمت عزفتها روحه للأيام....




خرجت البيضاء من غرفة المديرة تحدق بالورقة بين أصابعها، تأملت الرقم المطبوع عليها، كيف سيكون شريكها، لا تدري لما قفزت صورة الأشقر لمخيلتها، ابتسمت بهدوء وهي تتذكره:قاسٍ... بارد...غامض، وأيضاً لامبالي، لكنه رغم كل ذلك يمتاز بجاذبية خاصة، ويحرك لديها الفضول لتتعرفه...

حرّكت رأسها يمنة ويسرة طاردةً تلك الأفكار، فهي قد ترغب في أن تكون مع أي شخص.. سواه، فهو متسلط ومتقلب المزاج، كما أنه يغضب بسرعة، ولا يضحك أبداً، حزين.. ووحيد أيضاً، توقف عقلها عند كلمتها الأخيرة، أغمضت عينيها بحزن، فهو الشيء المشترك بينهما، عرفت ذلك من عينيه، غموض البحر الواسع الذي يخفي الكثير، قد يبقى هادئاً، حتى لو أن بداخله إعصار يتأجج..

تنهدت بتعب، فهي حتى الآن لم تتمكن من إيجاد الباب الذي يحمل الرقم على الورقة، أرادت طلب المساعدة، لكنهم يحدقون إليها بفضول مزعج،إلى أن تقدّم إليها الغرابيّ بوسامته الّلافتة للنظر، لكن ناروتو أوسم منه، تباً، لماذا قفز ناروتو لأفكارها مرةً أخرى، ابتسمت مجاملةً بعدما حيّاها وعرض عليها المساعدة
وسار أمامها فيما تبعته بخطوات مترددة، ولم يتكلما كثيراً إلا سؤاله الذي استغربته:هيناتا سان، ما هو انطباعكي الأول عن شقيقي ناروتو.

بثّ كلامه الراحة في نفسها، ناروتو محظوظ حقاً لامتلاكه صديقاً مثله، ابتسمت بهدوء :حسناً، لا أعلم ماذا أقول، فأنا لم أعرفكم جيّداً بعد، لكني علمت أنكم - على اختلافكم- أُناس طيبون، ابتسم ذو الشعر المائل للزرقة بخفة، دعا بداخله أن تكون هذه الرقيقة شفاءً لذلك القلب المجروح....

وصلا لآخر الرواق الطويل، نظرت هيناتا له باستغراب، فهي متأكدةٌ بأنها قد مرت من هنا، فهم الآخر نظراتها المتسائلة، وأشار إليها أن تتبعه، دخلا ممراً آخر لم تنتبه له،ربما لأنه كان مظلماً، ولوهلة شعرت بأنه بلا نهاية، أخيراً، وقفا أمام الباب، نظرت هيناتا للرقم المنقوش على الباب، إنه يحمل رقم الورقة ذاته، إذن هي قد وصلت لوجهتها، ساسكي:حسنا، اعتني بنفسك، شكرته بهمس مسموع، فيما ذهب تاركاً إياها واقفةً لدقيقة تقريباً، أخذت نفساً عميقاً، أدخلت المفتاح لتديره للجهة اليمنى، أدارت المقبض ودخلت بخطوات مترددة، لا تدري لما اقشعر جسدها فور رؤيته، لقد توقعت أن يكون أي شخص... إلّا هو، رأته أمامها بصدره العاري ممسكاً بعلبة عصير، ينظر إليها، شعرت بالحرارة تسري في جسدها، وبانعدام الهواء من المكان، أنزلت نظرها للأرض بارتباك، وبيدين مرتجفتين، تباً لهذه المواقف المحرجة، تنفست الصعداء بعدما سمعت صوت باب يقفل، رفعت رأسها، كان باباً أسود بخطوط برتقالية.

أخذت جولة سريعةً في المكان، مطبخ صغير، غرفة جلوسٍ أنيقة رغم بساطتها، غرفتان متجاورتان دخل الأشقر إحداها قبل قليل، دخلت الغرفة الأخرى، نافذة كبيرة، خزانة بيضاء مطابقة للون الغرفة، وسريرٌ ما إن وضعت حقيبتها حتى استلقت عليه بتعب، أغمضت عينيها للحظات، لتنهض بعدها بتكاسل، تناولت منشفتها المطابقة للون بشرتها الجميل، ودخلت حمامها الصغير المترافق مع الغرفة، أخذت حماماً دافئاً، ارتدت ثياب نومها، أقفلت الأنوار لتغط بنومٍ عميقٍ بعد هذا اليوم الذي حسبته لن ينتهى أبداً.....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن