البارت الرابع عشر :آلام مدفونة

1.1K 67 174
                                    

تستعير النار في صدري منتقماً.... واليأس ينهشني رافعاً راية الحسم... مصطدماً بواقع أعمى بصيرته  عمن سواي...






تأملت الشقراء الشاب الواقف أمامها، بعينين متسعتين عن آخرهما، وبأُذن تأبى سماع المزيد، شعرت به كتمثال حجري جامد، ربتت على كتفه بخفة بينما بقي على حاله دون حراك....

كم هو مؤلم ذاك اليتم الذي وللمرة الثانية قد صفعه، وبقوة ، شعر بالأرض تهتز أسفله بعيون طفل عنّفت  الأيام روحه ليبدو كهلاً طاعنا في السن قد ملّت الحياة منه ممزقة أوصاله........

شد على اليد الرقيقة بين أصابعه بما يفوق طاقتها، لكنها لم تشتكي ولم تتكلم، ذلك الحزن الذي غار بين ضلوعه ، كم تمنت أخذه بعيداً، حيث ما من مؤرق لابتسامته التي أدمنتها أبداً....

استمر السكون باحتلال المكان ما عدا صوت الانفاس الخفيفة للواقفين من حول الأشقر الذي رفع نظره الذي عانق الأرض لفترة من الزمن نحو المديرة بملامح لا تفسر و ببحة غلف الحرن محتواها :ما المذكور بشأن موته أيتها الجدة

تنهدت ذات الوقار للمرة العاشرة لهذا اليوم وعلت ملامح الجدية وجهها :حسنا، تشير التقارير إلى ن الجثة قد احترقت عن آخرها، لم يتمكنوا من معرفته هوية صاحب الجثة الا بعد أخذ العينة من أسنانه، عدا عن ذلك، فجثته قد........... سرقت...

سماءٌ حزينة مغطاة بالسواد، كثياب الجالس على سريره بذهن ضائع، كبحر هادئ من الخارج بينما بداخله إعصار يتأجج، ومشاعرٌ، أشبه بثورة من الغضب أعجزت عقله عن طريق للعودة....

ما العمل الآن.... تمتم بغصة بينما يغمض عينيه مانعا تلك القطرات المالحة من التدفق نحو مقلتيه، حسنا، حبس نفسه ليومين في غرفته لم يحسّن الأمور بتاتا، تضاربت المشاعر في قلبه قبل عقله، لكم يشعر بأنه قد خذل الشخص الوحيد الذي سانده في أصعب لحظات حياته،لولاه حقاً، لما استطاع أن يصبح ما هو عليه الآن....

سمع باب غرفته يفتح، لكنه لم يرفع رأسه، شعر بخطواتها تقترب إليه بينما تترقب عيناها أن يحادثها ولو بكلمة، ثلاثة أيام قد مرت، فيما هو ملازم غرفته بيأس قد خيم عليه بلا هوادة...

سمع خشخشة الأطباق الموضوعة على الطاولة بجانبه، حسنا، لن ينكر أعتنائها به طوال هذه المدة بلا تذمر، رغم ما لاقت منه من برود و جفاء...

جلست على السرير أمامه فيما تقرب صحن الحساء لتلقيه يده بعيداً بعدم اهتمام، كما فعل في كل مرة حاولت فيها إطعامه، ويعيد المشهد نفسه ككل مرة، لتحاول مجدداً فيما عيناها ترجوه ألا يفعل بنفسه هذا، لكنه أبله، بل... محطم ربما، لا يريد أن ينهار أمامها، بالكاد يشعر بتماسكه حتى الآن، يتجنب أي تواصل جسدي معها حتى لا تسوء الأمور أكثر....

تسللت يدها بخفة للامساك بكفه الكبيرة نسبيا، ليفزع نافضا يدها بعيدا:اخرجي... هيناتا، لم ترد عليه، ولم تتحرك، شعر بصمتها ليرفع نظراته باتجاهها، ليتفاجئ بذراعيها التي دفعته ليستلقي على السرير فيما هي اعتلته، لم يسبق لها أن فعلت ذلك، حسنا، توهج وجنتاه قد انتقل إليها مسرعاً بعدما أدركت بالفعل أين جلس جسدها بالضبط ....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن