البارت العشرون:أفضل ابن...

1K 65 171
                                    

يا غامراً روحي بلطفك... هوس سنيني... بعضٌ من حضنك...






يتأمل جسدها المستلقي أسفله بخجل يرتوي الحياء منها ذاته، تنظر لكل ما حولها... سواه، تخشى اتصال عينيها بعينيه، حسناً، الأمر بدأ ببعض القبلات فقط قبل أن يصل بهم الأمر لما لا رجعة فيه أبداً...

قلص المسافة بين جسديهما أكثر عاضاً شحمة أذنها بين قواطعه راغباً بالطرب بأنينها كمعزوفة َخطّ العشق بين طياتها كل ما حمل في قلبه... ليداعب سمعه صوتها المكبوت مهيمناً على جميع حواسه مطالباً بالمزيد والمزيد....

يهتز جسدها بفعل قبلاته خلف أذنها بارتجاف وصل إلى أسفل ظهرها حيثما كانت يده الدافئة تبعث الحر لجسدها البارد، أنفاسه تلهب اشتياقها، ولمساته تفقدها صوابها.....

يبتسم بقناع الأوكسجين المغطي لفمه فيما يراقب الطبيب إشاراته الحيوية ليقوم الممرض المرافق بتدوين ما يمليه عليه...

.... يبدو بأنه يحظى بحلم ما... تمتم الطبيب ناظراً نحو الأشقر الغارق بأحلامه الوردية ليتنهد خارجاً نحو الواقفين خارجاً بانتظاره حيث كان كان الوضع هو الأسوء على الإطلاق...

تتكئ الحورية الحمراء على كتف زوجها بدموع لم تجف منذ الأمس، يتكرر في ذهنها منظره المدرج بالدماء لتعاود التجدد بصيحات مكتومة آلمت قلب كل من نظر إليها فيما يحاول الأب إظهار التماسك عله يخفي كسر قلبه نحو ابنه الوحيد بين الحياة والموت.....

تنهدت الوردية مطبطة على كتف حبيبها ذو الملامح المتألمة، حسنا، غاضب من نفسه أكثر ، كم يشعر بالضيق كلما تذكر شكله شبه الميت بين ذرعيه، لم يكن يتخيل أن يوماً كهذا قد يأتي، شعر بالعجز يهلك قلبه، هل هو بلا نفع حقاً.....

نهض الجميع متجهين نحو الطبيب الخارج نازعاً كمامة أنفه ملتفتاً نحو الأم التي تقدمت الجميع بلهفة مستميتة في سماع كلام يطمئن قلبها المجروح وروحها المتعذبة...

شد زوجها كفها الأسير بين أصابعه باثاً عزيمته إليها
.... لم  يتجاوز المريض مرحلة الخطر بعد، نحتاج لمتبرع بالدم، بالكاد استطعنا إنقاذه فقد.... لم تستطع سماع المزيد لتنهار فاقدة للوعي بصدمة ما بعدها صدمة ليسارع زوجها بالتقاطها بدرع صلابة غلف ملامحه وما لبث أن تلاشى....

حمل زوجته بين ذراعيه متجهاً نحو الغرفة الأخرى ممداً جسدها على السرير ببطئ متأملاً ملامحها المتعبة، انهالت دموعه بعد سماع تمتماتها باسم ابنهما الوحيد....

.... أنا سأتبرع بالدم... تقدم الغرابي ومن خلفه رفاقه  نحو الطبيب والممرض بجانبه
هز الطبيب رأسه معدلاً نظارته:حسنا، فالتقوموا بإجراء فحص لزمرة الدم، ومن تطابق مع زمرة دم المريض سيمكنه التبرع...

.... يخرج من هناك ضارباً الجدار بقبضته بكل ما حمل قلبه من الغضب..
تباً... تباً... تباً... تمتم الغرابي بغضب مكبوت لاعناً كل ما حوله، هذا لا يبشر بخير، زمرة دم الأشقر لا تتطابق مع أي منهم عدا والدته التي لم تستعد وعيها بعد.....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن