البارت الرابع :صداقة....

1.2K 87 41
                                    

للصمتِ أحياناً ضجيجٌ يطحن عظام الصدر....



خرج الأشقر من مكتب المديرة حائراً، غائراً في أفكارٍ تحوم في عقله كموجٍ صاخب، ما قد سمعه قبل قليل ليس بالأمر الهيّن، ليهمس في نفسه :لا تزال الحياة قادرةً على إدهاشي، لم أتوقع ذلك حقاً، يبدو أن ذلك الوجه البريء يخفي الكثير، ضيق عيونه بضيق يتذكر عينيها ليهز رأسه محاولاً التوقف، وابتسم بسخرية :سيجنّ نيجي بلا شك، لا بأس في اللعب قليلاً...
أما عن بطلتنا فقد كانت تجلس مع المجموعة على العشب الأخضر، تستمع إلى قصصهم عن طفولتهم معاً، ساكرا :إننا أصدقاء منذ سبع سنوات تقريباً، اينو:كلامك يشعرني أننا قد كبرنا بسرعة؛أردفت الوردية متابعةً كلامها:إن ناروتو وساسكي يعرفان بعضهما منذ الروضة، اتسعت عينا هيناتا ولم يكن أمام عقلها الخجول سوى رسم صورة ذلك الطفل الأشقر بعينين زرقاء صافية وخدود ممتلئة،
اكتست وجنتاها احمرارا عندما لاحظت المجموعة تحدق بها :ما.. ما الأمر، تيماري بابتسامة :لازلنا نحدثكِ يا فتاة، أين سافر عقلك، ازدادت حمرة صغيرتنا وابتسمت بارتباك: أ... أعتذر، لتسألها اينو بحماس :بالمناسبة يا هيناتا، أنتي لم تخبرينا أي شيء عن نفسك، لم لا تحدثيننا عن الماضي الخاص بك، شحَب وجه صغيرتنا فجأة، ولم تعرف ماذا تقول، اتجهت أنظارها نحو شقيقها طالبة المساعدة لتراه بنظرات متشتتة بغمامة حزن عكست ذكريات الماضي بلحظة ، علمت حقاً ما يفكر فيه، فاينو، ومن دون قصد، قد جعلت ذكرياتها تتشابك في رأسها بصخب، ماذا ستخبرهم الآن، ربما ستذكر الطفلة المنبوذة التي سميت غريبة الأطوار، أو ربما تتحدث عن الدمية التي كانت عليها بيد والدها يحركها كيف يشاء وفق مصالحه، أو ربما ستتطرق لمحاولة بيعها في السوق السوداء، ماذا أيضاً، فكرت أنه لم يبقى سوى أن تخبرهم أنها ملاحقة مستباح دمها، شعرت بالمرارة في فمها التي عجزت عن فتحه، فيما انتشر الثقل في صدرها، مانعاً إياها من التنفس، لم تعلم ماذا تفعل وشعرت بنفسها محاصرة لتتفاجأ بصوت الأشقر الذي تحولت أنظار الجميع إليه :ما هذا التحقيق يا اينو، دعي الجديدة وشأنها وحدثيها عن الطريقة التي اعترفتِ بها لساي، وأكمل باستفزاز:إن نسيتي فأتشرف بتذكيرك، انفجر الأصدقاء بالضحك عندما علموا مقصده تلون وجه اينو وصرخت بالأشقر:انت حقييير ناروتو، لقد مرّت مدة، عدلت تنتن جلستها المائلة من نوبة الضحك :أيتها الغبية، كل المدرسة تعلم أنكي قد قمتي بحبسه في حمام الفتيات لكي.. قاطعتها الشقراء بصراخ مُحرَج:كفى، لقد فهمت أنكم تتذكرون، ليس هناك داعٍ من ذكر المزيد.....
لاحظ الأشقر نظراتها إليه، تلاقت عيناهما لوهلة توقف الزمن فيها، حسناً،لقد شعرت به يغوص في أعماقها،تلك النظرة قد فهمتها جيداً، لقد أنقذها حقاً، لتستأذن منهم ذاهبةلدورة المياه..
أما عند الأشقر فقد استلقى إلى جوار الغرابي متكئً على الشجرة مغمضاً عينيه، التفتت الوردية إليه:ناروتو، ما الذي أرادته منك تسونادي ساما، فتح عينيه ببطئ وأخذ نظرة سريعة على نيجي ليلقي بالقنبلة:تلك الفتاة، ستسكن في شقتي، ساد الصمت من المجموعة كلها....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن