البارت الثاني والعشرين :زهرتي....

1.1K 62 212
                                    

يتوارى لقلبي الشوق لاهثاً.. قناعُ صلابةٍ بين يديها أتحطّم....




المراقبة والمراقبة، الكثير من حصار النظرات، والكثير من الابتسامات المبهمة، والرائحة المألوفة لم تبقي لعقلها ذرّة من الأفكار التي هربت نحو الفضاء الخارجي، لينتهي بها الأمر عاجزة تمام العجز عن فهم المشاعر المهاجمة لقلبها على حين غرة....

هي.. تحاول التركيز.. بشدة.. محاولتها لتجنب النظرات الزرقاء القاتمة من السيدة ذات الشعر الأحمر التي تكاد تقسم بأنها ترى قلوباً وردية تشع من حولها بهالة لطيفة أشغلت صغيرتنا عن تأمل ملامحها لينفجر وجهها بحمرة زادتها فتنة ميزتها عمن سواها....

عض الأشقر شفته بإثارة،شد على باطن يده ممسكاً نفسه من الانقضاض عليها، لطالما كان وجهها الخجول يثيره لأبعد الحدود،لكن،عليه بالصبر، لم يحن أوان الإفصاح بعد......
سيفضح نفسه اذا ما سمعت همسه باسمها، يعلم تماماً بوجوب توخي الحذر، بالكاد قاوم أفكاره التي تدعوه لخلع قناعه جانباً والاندفاع لتقبيل الفاتنة أمامه بلا قيود أو حواجز.....

انتهى الاجتماع بأنفاس ثقيلة على بطلنا الأشقر الذي زمجر عقله من المشهد المقزز لتونري الذي يحاول جاهداً لمس حبيبته ب شتى الطرق، هو بالتأكيد سيجعل هذا المختل يدفع الثمن غالياً....

تتهد الأشقران فور احتلالهما لمقعد السيارة ليشير ميناتو للسائق بأن ينطلق، التفت الإثنان نحو الحمراء التي لم تلبث أن تعانق ابنها بحماس :ناروتو صغيري، لا أصدق بأن تلك الجميلة هي حبيبتك، تبدو مختلفة في الحقيقة..تبدو هادئة كنسمة.،رقيقة كزهرة، يجب أن تتزوج بها تيبانيه....

لم يعلق الآخر فيما اكتفى بابتسامة خفيفة ليربت والده على كتفه بحنان ك ستحل الأمور قريباً....

ترتب الأوراق التي تناثرت على مكتبها بمعالم... بهجة، والمشكلة تكمن في عدم معرفتها للسبب:نظرات السيد ميناتو وزوجته إلي كمن يعرفانني منذ زمن بعيد، تتردد الأفكار كتيار جارف داخل رأسها فيما انتفضت فزعة على كف تونري الذي يتحسس أسفل ظهرها.....
ملأها الاشمئزاز في محاولة للخلاص، ثبت جسدها مقترباً نحو رقبتها، هي تشعر بالفزع والفراغ في آن واحد....

تراجع عدة خطوات بعدما صفعت يده ، رفع نظراته الجليدية إليها، تشتت نظرها يمنة ويسرة لتجرح باطن كفها بظفرها نتيجة لتوترها :أ... أعتذر... تونري سان... أنا... لا أحب.. فعل هذا...

لم تدع له مجالاً للرد لتركض نحو غرفتها بخطوات سريعة....
أسندت جسدها على الباب الذي أغلقته للتو لتتنهد بخفة، حسنا، إن الوضع هنا يزداد صعوبة، ما الذي سوف يفعله تالياً...

سارت بخطوات مهزوزة لتنعقد حاجبيها باستغراب ما إن عكست عينيها تلك الهدية ذات الحجم الصغير نسبياً على طاولة مكتبها....

العشق المنفصم (الجزء الأول) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن