استيقظ محمد مبكراً كعادته كل صباح على صوت المنبه... لتمتد يده تغلقه ويعتدل في جلسته... وأخذ يفرك في عينيه ليزيل آثار النوم.... ليتطلع إلى تلك النائمه بجواره وقد انتفخت بطنها قليلاً فقد أصبحت الآن في شهرها الخامس.... ليتذكر عندما ذهب مع آيه؛ ليعرفا نوع الجنين...
كان يقف بجانبها داخل غرفه الكشف والطبيبه تضع لها جهاز السونار على بطنها.. أبعدت آيه يد الطبيبه برفق قائله:لا يادكتوره مش عايزه أعرف..
عقد محمد مابين حاجبيها قائلا بتعجب:ليه ياآيه؟!
اعتدلت آيه في جلستها على فراش الكشف قائله:مش عايزه أعرف خليها مفاجأه يوم الولاده...
ضحكت الطبيبه وهي في سن والدتها قائله:خلاص ياآيه مش مشكله خليها يوم الولاده إن شاء الله...
وبعدين الحمد لله حجم الجنين كويس... ربنا يتملك على خير...
نزل محمد وآيه من العياده... ليقول لها محمد بعد أن ساعدها على الجلوس بالسياره وجلس هو الآخر خلف المقود:أنا عايز أعرف دماغك دي فيها إيه؟!
نظرت إليه آيه قائله ببساطه:فيها إيه بس يامودي؟!أنا مش عايزه أعرف دلوقتي خليها مفاجأه لحد لما أولد وبعدين فاضل ٥شهور يامحمد استحملهم يعني...
احتضنها محمد قائلا:أنا أصلاً عارف من دلوقتي إن أنتِ أكيد حامل في بنت...
ضحكت آيه برقه قائله بتساؤل:ليه بقى؟!
رفع محمد حاجبه قائلا بمساكشه:عشان سمعت ماما بتقول زمان إن الحمل في البنات بيخلي الواحده مش جميله أوي يعني..
نظرت إليه آيه قائله بغضب وهي تمسكه من تلابيب قميصه:نعم يخويا.. مين دي إن شاء الله اللي مش جميله؟! أنت هتستهبل ولا إيه؟! وبعدين بقولك إيه يامحمد أنا يابابا دلوقتي أحلى بكتير من قبل الحمل كمان فأنت بقى اطلع منها كده واسكت خالص...
حاول محمد احتضانها رغم مقاومتها له ولكنه نجح في الأخير.. ليقول لها:خلاص أنتِ حلوه وهتفضلي حلوه على طول... خلاص كده اتبسطي؟!
هزت رأسها بمعنى نعم... ليضحك هو عليها قائلا: طفله... والله العظيم طفله...
ليعود من ذكرى جنونهما الذي لاينتهي... ثم أخذ يزيل شعرها من على وجهها قائلا وهو يقبل جبهتها برقه:قطتي... يلا اصحي ياقلبي...
تمتمت بكلمات غاضبه وهي تضع الوساده على وجهها.. ليزيح الوساده من على وجهها قائلا وهو يضحك عليها:اصحى يلا بقى ياآيه... كل ده نوم حرام عليكِ والله ١٢ ساعه مش مكفينك...
عقدت مابين حاجبيها قائلا بصوت ناعس غاضب:في إيه يامحمد؟! وبعدين أنا دلوقتي ٢ في ١.. يعني ٦ ساعات ليا و٦ ساعات الباقيين للبيبي في بطني...
انحنى تجاه بطنها..ليمرر يده عليها بحنان قائلا وهو يخاطب جنينهما:كده ياحبيبه بابي تتعبي مامي كده وتخليها تنام ده كله.. ليكمل بهمس:على أساس إنها قبل ماتحمل فيكِ مكانتش بتنام ده كله...
وكزته آيه في ذراعه قائله بغيظ:سمعتك على فكره... ماشي يا محمد بس لما أروقلك... وبعدين بطل بقى ضمنت منين إنها بنت؟!
أطلق ضحكه رجوليه عاليه وهو يضمها بين ذراعيه يهدهدها كالأطفال قائلا:نامي براحتك ياقطتي...
ليكمل بحب:بس أنا ببقى عايز أشوف عينيكِ الحلوين دول قبل ماأنزل... مش هتخليني أشوفهم ولا إيه؟! وبعدين هي بنت ملكيش دعوه...
نظرت إليه آيه قائله وهي تتأثب:وشوفتهم خلاص.. سيبني بقى أنام...
أبعدها محمد عن أحضانه قائلا بحزن مصطنع:طب ومين هيطلعلي بدلتي زي كل يوم.. يلا بقى ياقطتي...
نهضت آيه من على الفراش قائله بتذمر:خلاص يامحمد صحيت أهو استعطفتني خلاص... وأطلعلك لبسك ومش عارفه إيه وإسطوانه كل يوم... يلا يامحمد أدخل خد شاور على ماأحضرلك لبسك...
قبل وجنتيها قائلا:ربنا يخليكِ ليا ياأحلى آيه في الدنيا...
ثم دلف إلى المرحاض.. لتتجه هي بتكاسل نحو الغرفه المخصصه لملابسهما...
أخرجت له بدله باللون الأسود.. ثم أخرجت لها هي فستان طويل من اللون الفيروزي...
بعد فتره خرج محمد من المرحاض.. ابتسمت إليه.. لتأخذ هي ثيابها وتتجه نحو المرحاض...
أما هو ارتدى ملابسه وأخذ ينتظرها لحين خروجها..
خرجت آيه من المرحاض بعد مده ليست طويله..وهي تجفف شعرها بمنشفه صغيره.. لتتركها من يدها وتقف أمام طاوله الزينه... تناولت مجفف الشعر من على الطاوله... لتبدأ بتشغيله.. وجدت من يقف خلفها ويختطف منها مجفف الشعر.... أخذ يجفف لها شعرها وهو ينظر إليها بحب في المرآه... لتبتسم هي له بسعاده....
************************
استيقظت سيرين من النوم... لتطبع قبله صغيره على وجنة زين بسعاده.. ثم جاءت لتنهض من على الفراش... لتجد مَن يجذبها من ذراعها.. لتضحك وهو يحتضنها من خصرها وينحني عليها... وضعت يدها على صدره قائله بتحذير:بتعمل إيه يازين؟! هتتأخر على الشغل؟!
غمز إليها زين قائلا بعبث:لا ياستي مش هتأخر.. وبعدين ده برده شغل ياقلبي...
نظرت له بصدمه... ثم ابتعدت عنه بصعوبه قائله:يلا بقى يازين على ماأصحي سيلا...
شعث زين شعره بيده قائلا بتذمر طفولي:أنتِ بقيتي بتهتمي بسيلا أكتر مني... ودلوقتي كمان لما تجيبي بيبي هتهتمي بيه هو كمان وأنا هتركن على الرف...
وضعت يدها على وجنته قائله بحب:ياحبيبي انت حبيبي وجوزي وأهم حاجه في حياتي... وبعدين أنا بحب سيلا عشان هي بنتك وبتفكرني بيك... وبالتالي بنتك يعني بنتي صح؟!
احتضنها زين قائلا بسعاده:هو أنا بحبك من شويه وبعدين أنتِ عارفه سيلا بتحبك أكتر من ساره نفسها..أنا كده عرفت هي بتحبك ليه؟! هو في حد ميحبش طيبه قلبك ياروحي...
ابتسمت إليه سيرين قائله:خلاص بقى يبقى تسيبني أهتم بسيلا...لتكمل بغيره:ومتجيبش سيره ست زفته تاني... ممكن؟!
هز رأسه بمعنى نعم وعلى وجهه ابتسامه جذابه...
لتقبل وجنتيه... ثم خرجت من الغرفه متوجهه لغرفه سيلا.. أما زين نهض متوجها إلى المرحاض ليبدأ يومه وهو سعيد بل يكاد يطير من السعاده حبيبته وزوجته حامل في بدايه شهرها الثاني.. ابنته تعشقها.. وهي تعشق ابنته... ماذا يريد من الله أكثر من ذلك؟! هذا هو عوض الله لك يازين.. وقد أخذته على أكمل وجه... ماذا تريد أكثر من ذلك؟!
دلفت سيرين إلى غرفه وهي تبتسم إلى سيلا التي كانت نائمه... أبعدت الغطاء عن سيلا... لتقول وهي ترتب لها شعرها المبعثر في كل جانب... لتقول لها بحنان:يلا ياسيلا... اصحى ياحبيبتي...
تأثبت سيلا قائله وهي تعقد حاجبيها بلطافه:في إيه يامامي؟! هو الصبح خلاص جيه؟!
ضحكت عليها سيرين قائله:اه ياحبيبتي.. يلا بقى قومي عشان أغيرلك هدومك عشان نروح لتيتا ياسمين...
صرخت سيلا بسعادة وهي تبعد الغطاء عنها:يلا يامامي عشان نلحق اليوم من أوله...
هزت سيرين رأسها قائله بحماس:خلاص يلا...
*************************
كانت آيه جالسه برفقه محمد بالسياره عندما رن هاتفه.. ليرد عليه قائلا بسعاده:ازيك يامايا.. عامله إيه وسيف ومليكه عاملين إيه؟!
هزت مايا رأسها قائله:كويسين.. بس أنت عارف حبيب قلبي سيف تاعبني إزاي.. كل شويه اقوله ياحبيبي قوم ذاكر... ياحبيبي قوم اتزفت... مفيش..
قاطعها صوت سيف من خلفها قائلا ببرود:او وبعدين... ماتقوليله بالمره ابني كل يوم بيضربني بالرصاص...
سمعت مايا صوت ضحكات أخيها الصاخبه... ليقول لها وهو مازال يضحك:خلاص يامايا.. هو هيذاكر في إيه؟! ما أنتِ عارفه ابنك مبيحبش حد يحرجه يامايا...
ردت عليه مايا قائله:هو أنت أي حد يامحمد... ده أنت خاله.. وبعدين الخال والد ياحبيبي..
قاطعها محمد قائلا:لا ياحبيبتي.. الخال مش والد.. وبعدين ابنك مش صغير يامايا عشان تهزقيه كده.. عرفيه الصح من الغلط بالراحه...
ردت عليه مايا قائله بعصبيه طفيفه:في إيه يامحمد؟! أنا ابني متربي كويس وعارف الصح من الغلط كويس أوي...
عقد محمد حاجبيه قائلا بتعجب:في إيه يامايا؟! أنا قلت إمتى إن سيف مش متربي؟!
قاطعته مايا قائله بحده:طريقتك يامحمد بتوضح كده...
غضب محمد من حدتها ليقول لها بنفاذ صبر:طب اقفلي يامايا عشان أنا مش عايز اتخانق معاكِ...
ليغلق معها الهاتف.. نظرت إليه آيه قائله بعتاب:ليه كده تزعلها منك يامحمد؟! وبعدين أنت عارف سيف شقي وأكيد تاعبها...
رد عليها محمد قائلا بغضب:يعني هو أنا اللي صغير عشان تزعقلي ياآيه قدام ابنها ولا إيه؟! هي اتجننت فيها...
هدأت آيه من روعه قائله:خلاص ياحبيبي.. هي أكيد متقصدش.. ثم أكملت بمرح:وبعدين هو في حد يقدر يزعقلك ياكبير... انت مابتشوفش عدي بيترعب منك إزاي ولا إيه؟!
احتضنها بإحدى ذراعيه والذراع الأخرى يقود بها... ثم قال: أنتِ عارفه إنك الوحيده اللي بتقدر تخليني أنسى كل الزعل اللي في الدنيا... ربنا يخليكِ ليا...
لفت ذراعها حول خصره قائله بسعاده:ويخليك ليا..
أوقف السياره قائلا:خلاص وصلنا... هاعدي عليكِ بعد لما أخلص شغل...
هزت رأسها بمعنى نعم... لتقترب منه وتطبع قبله صغيره على وجنته... ثم أحاطت عنقه بذراعيه قائله وهي تتأمل وجهه:هو إحنا ممكن نبعد عن بعض في يوم من الأيام؟!
جاء ليتكلم.. لتضع هي يدها على ثغره تمنعه من الكلام.. ثم قالت:سيبني أكمل كلامي يامحمد للآخر.. أنا متأكده من إن السعاده مش بتدوم.. بس خايفه سعادتنا تنتهي وترجع الأوقات الصعبه تفرقنا تاني عن بعض... أنت عارف إن كل لحظه حلوه بنعيشها سوا بحتفظ بيها جوا قلبي عشان خايفه إنها توحشني بعد كده لما تيجي الأوقات الصعبه...
ابتسم إليها محمد بطمأنيه.. ثم وضع يده على بطنها قائلا:كل لما تخافي حطي إيدك على بطنك... هتعرفي إن اللي جوه ده هو اللي هيطمنك وأنا مش معاكِ.. طب ماأنا كمان بخاف من كده بس برجع وأطمن نفسي إن وعودنا أقوى من إن إحنا لما أي مشكله تواجهنا نبعد عن بعض... متأكد حتى إن قلوبنا إحنا الاتنين مش هتقدر تعيش من غير اللي بيكملها... آيه احنا علاقتنا عامله زي القلب والنفس.. لو النفس وقف القلب هيقف... ولو القلب وقف النفس هيقف..
ليحتضن يديها بين كفيه قائلا بصدق:بعشقك ياآيه.. وعمري ماأقدر أعيش من غيرك... متخافيش من المستقبل ياآيه... خليكِ عارفه طول ماإحنا مع بعض هيبقى مستقبلنا حلو زي حاضرنا.. متقلقيش...
طمأن قلبها بكلامه... ولكن ماذا تفعل؟! هي دائماً ماينتابها القلق... وتريد أن تقطع الشك باليقين...
نظرت إليه بابتسامه هادئه... ثم قالت:عارفه يامحمد.. إن شاء الله ومفيش حاجه هتقدر تفرقنا ياحبيبي...
لتترجل من السياره... ثم نظرت لسيارته حتى اختفت من أمامها نهائياً... لتتوجه نحو الداخل..

أنت تقرأ
ملكت عرش قلبي "الجزء الثاني من طفله أوقعتني في عشقها"
Romanceهما كقطبي المغناطيس يجذب كل منهما الآخر باتجاهه.. مهما ابتعدا سيظلا معاً.. هي اتخذت من قلبه مملكه لها على مر السنين وستظل عشق حياته.. طفلته التي كبرت أمام عينيه وكُتبت على اسمه منذ ولادتها.. ولكن تأتي أعاصير الزمان؛لتبعدهما عن بعضهما.. مشاكل ومصاعب...