الفصل الثالث

11.7K 387 48
                                    

بعد ساعه استعادت آيه وعيها...لتجد عينين تبتسم لها... ابتسمت له ابتسامه باهته ثم قالت بوهن:كسبت التحدي مش كده؟! طلعت بنت صح؟!
أطلق ضحكه رجوليه عاليه..لتنظر إليه آيه بحنق.. أوقف ضحكته بصعوبه..ثم قال:ياقطتي ماأنتِ عارفه محدش بيتحداني... ليه بقى بتتحديني؟!
أوقفته هي قائله بملل:طب بس يابابا... أنا أصلاً عارفه من الأول إنها بنت.. بس مبحبش أتكلم...
رفع حاجبه باستنكار.. ثم قال:لا ياشيخه.. إزاي بقى؟!
زفرت آيه ببطئ ثم قالت بغرور:قلب الأم يابني... أقولك إيه بس؟! أقولك على حاجه اسكت ساكت خالص...
وضع يده على فاهها قائلا بصدمه:يابنتي أنتِ لسه والده مش تعبانه خالص... لك لك مش مبطله افصلي كلام شويه...
نظرت إليه آيه بحنق طفولي... ثم قالت:فين بنتي دلوقتي؟!
أشار لذلك السرير الصغير بجانبها.. ثم قال بسخريه: جنبك أهي ياختي... لسه مصحيتش لحد دلوقتي.. شكلها هتطلع زي واحده أعرفها...
رفعت آيه حاجبها قائله بمكر:حتى لو كده.. تنكر إنك بتحب الواحده دي...
قبل جبهتها قائلا:لا طبعاً مقدرش أنكر كده....بس تصحيح بسيط مش بحبها أنا بعشقها...
نظرت إليه آيه بسعاده... لتقول له بحماس:طب يلا هاتها أشيلها...
امتثل محمد لكلامها... ليأتي لها بصغيرتهما النائمه وهو يحملها بعنايه بحرص كأنها در ثمين يخاف عليه أن ينكسر... وكيف لا؟! وهي قطعه منه هو وحبيبته التي أصبحت أم الآن... متأكد مائه بالمئه أنها ستكون أفضل أم... أعطاها طفلتهما.. لتنظر لها بحنان سرعان ماوجدت دموعها تتساقط لاإرادياً عندما وجدتها على وشك الاستيقاظ... نظرت آيه إلى محمد قائله بصوت مبحوح:هتسميها إيه يامحمد؟!
ابتسم محمد قائلا وهو يحتضنهما:سميتها عشق.. إيه رأيك أنتِ؟!
نظرت إليه آيه قائله بمرح:مبتضيعش وقت أنت ياسيدي...ثم نظرت إلى طفلتها قائله بسعاده:عشق محمد البغدادي...
لتكمل قائله لمحمد بتحذير:بس أنا اللي هفضل عشقك الأول والأخير... أنا بقولك أهو...
ضحك محمد قائلا:طبعاً ياقطتي... ده أنا سميتها عشق عشان تفكرني بيكِ على طول...
أسندت آيه رأسها على ذراعه قائله بابتسامه هادئه: بنتي الصغننه خلاص شرفت يامحمد... لتنظر إلى عشق التي مازالت نائمه قائله:بصي ياعشق أنا بصراحه أنا وبابي كان نفسنا تيجي بالسلامه.. بس ياحبيبه مامي ملقتيش يوم غير عيد ميلاد مامي... يعني أنا هسيبك تشاركيني في بابي... تشاركيني كمان في عيد ميلادي... والله حرام عليكِ ياعشق... بس مش مشكله كل يهون عشان الأميره الصغيره دي...
قبل محمد وجنه آيه ثم قال بمشاكسه:طب فيها إيه يعني لما بنتي حبيبتي تشاركك فيا... وبعدين أنا كل ليكم إنتوا الاتنين أصلاً...
نظرت إليه آيه شرزا ثم قالت بتحذير:لا ياحبيبي انت بتاعي أنا لوحدي... عشق هي بس اللي تشاركني فيك... وطبعاً أنت لازم تبقى لينا احنا الاتنين وبس... مفهوم...
ضحك محمد قائلا:طبعا مفهوم...
خبطت آيه جبهتها بيدها قائله:اه صحيح هو فين مامي وسيرين والباقي كله فين؟!
نظر إليها محمد هو الآخر قائلا ببلاهه:أنا نسيتهم... دول كلهم واقفين بره...
زجرته آيه قائله بنفاذ صبر:اطلع ناديهم يامحمد...
زفر هو بغضب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه لتضحك عليه آيه في خفوت...
بمجرد أن فتح محمد الباب حتى اندفعت والدتها إلى الداخل قائله بقلق:كل ده ياآيه... قلقتيني عليكِ ياحبيبتي...
نظرت آيه إلى والدتها قائله بهدوء:معلش يامامي.. كنت بتكلم أنا وعشق شويه...
قبلت ياسمين آيه من جبهتها... ثم حملت عشق قائله بسعاده:ازيك ياحبيبه تيتا... خلاص نورتي ياحبيبتي..
أما في الخارج..
دلف الجميع إلى داخل الغرفه.. أما عمرو بمجرد أن جاء ليدخل سحبه محمد من ذراعه قائلا ببرود:تعالى عايزك...
نظرت لهما زينه قائله باهتمام:في إيه ياجماعه؟! إنتوا مش هتدخلوا ولا إيه؟!
التفت محمد إلى زينه قائلا بهدوء:معلش يامدام زينه اتفضلي أنتِ جوه.. أنا عايز عمرو في حاجه مهمه...
أومأت برأسها... لتدلف إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها بهدوء...
التفت عمرو إلى محمد قائلا بدهشه:عايز إيه مني دلوقتي يامحمد؟!
زم محمد شفتيه قائلا:هأقولك.. أنت دلوقتي هتروح عندي البيت وهتجيب....
ماإن انتهى محمد حتى نظر له عمرو قائلا باستنكار:ومش لاقي غيري يامحمد... ماتشوف أي حد تاني...
دفعه محمد قائلا ببرود:لا.. ويلا بقى متتأخرش عشان آيه متشكش في حاجه...
ليدلف محمد مره أخرى إلى الداخل....
قالت سيرين لآيه:أيوه بقى ياعم بقيتي مامي... وهتشيلي مسئوليه...
نظرت إليها آيه قائله باشمئزاز مصطنع:عادي ياحبيبتي أنا هتعود متقلقيش... واللي يشوف كده يقول إن أنتِ كمان مش كلها كام شهر وتقرفي في عيشتك...
ردت عليها سيرين قائله بتلاعب:لا ياحبيبتي أنا مامي أصلاً من زمان... ولا أنتِ مش شايفه سيلا...
استوقفتهما نورا قائله:طب بذمتكم إنتوا متأكدين إنكم هتشيلوا مسئوليه أنتِ وهي...
ضحكت منار زوجه ابنها قائله:تنكري ياطنط إني كنت زيهم كده أول لما خلفت إياد... كنت شايفه نفسي بصراحه إني هبقى سوبر مامي...
نظرت آيه وسيرين كل منهما للأخرى بقلق... لتكمل منار قائله بابتسامه هادئه:بس متقلقوش هو أول كام شهر بس لحد ما تتعودي على البيبي وبعدين هتبقوا سوبر مامي...
لاحظت آيه أن كل من مازن وتيا حتى سيلا تقاوم النوم بصعوبه... لتنظر لوالدتها قائله بعتاب:كده يامامي تسبيهم صاحيين لحد دلوقتي... تلاقينا دلوقتي الفجر المفروض كنتِ تروحيهم يناموا...
نظر إليها مازن قائلا وهو يتأثب:لا ياآيه إحنا كنا عايزين نشوف عشق الأول...
لتكمل تيا قائله:وبعدين أنا كبيره مش هنام على نفسي ياآيه على فكره...
أما سيلا كانت نائمه بالفعل في حضن زين...
لتضحك آيه قائله:عشق مين بس اللي تشوفوها هي راضيه تصحى...
هز محمد رأسه باستنكار... ثم قال بسخريه:تاني واحده أعرفها تتولد ومتصحاش...
نظرت إليه آيه قائله بغيظ:لاحظ إن أنا قاعده على فكره..
نظر إليها محمد قائلا بابتسامه مستفزه:عارف على فكره...
نظر إليه والده قائلا بتوبيخ:ارحم آيه شويه يامحمد.. هي لسه طالعه من عمليه ولاده...
ردت عليه آيه قائله بحزن مصطنع:قوله ياأونكل... مش مقدر خالص إني لسه تعبانه عمال يزعلني ازاي...
رفع محمد حاجبه قائلا: لا والله..
ردت آيه قائله ببراءه:اه والله...
قاطعهم صوت بكاء عشق وأخيراً استيقظت...
ليتناولها محمد من أخته مايا.. ثم قال وهو يبتسم لآيه: شوفتي أهي صحيت...
ليجلس بجانبها على الفراش وهما يحملاها سوياً.. قبلت آيه يد صغيرتها قائله بسعاده:شوفتي يامامي.. عشق طلعت شبهي إزاي...
احتضن محمد ابنته قائلا بتملك:لا على فكره شبهي أنا...
نظرت إليه قائله بغضب:لا شبهي أنا على فكره... صح ولا غلط يامامي؟!
كتمت ياسمين ضحكتها بصعوبه.. ثم قالت:أه طبعاً ياحبيبتي... خلاص بقى يامحمد..
لتقول آيه لمحمد:طب بص عشان تتأكد ملامحها مش باينه بس هي شبهي...
رد عليها محمد قائلا ببرود:ماشي ياآيه.. شبهك خلاص ارتاحتي...
ابتسمت آيه ابتسامه انتصار... ثم قالت بغرور:أيوه كده.. اعترف من الأول...
هز محمد رأسه.. ثم تمتم قائلا:والله العظيم هتفضل محنونه حتى لو خلفت عشره...
سمعته آيه.. لتغمز له قائله بمشاغبه:لا على فكره أنت ظالمني أنا مش مجنونه خالص...
قاطعهما عدي قائلا بمرح:على فكره ياآيه أنتِ من أول مادخلنا قلتِ على فكره ييجي مليون مره...
احتضن محمد آيه قائلا:تقول اللي هي عايزاه هي حره..
أخرجت آيه لسانها لعدي قائله بشماته:أحسن تستاهل عشان تبقى تتكلم تاني..
قاطع حديثهم عمرو وهو يدخل قائلا بطريقه مسرحيه:يلا كل سنه وإنتِ طيبه ياعشق وأم عشق كمان..
نظرت إليه آيه قائله باشمئزاز مصطنع:أم عشق... إيه اللي أنت بتقوله ده ياعمرو اخرس خالص..
زم عمرو شفتيه قائلا بغيظ:يعني أنا رجعت عندكم تاني البيت الساعه٤ الفجر أجيب التورته عشان البيه جوزك عايز يحتفل بولاده عشق هانم بنتكم وبرده مش عاجب..
هز محمد رأسه قائلا ببرود:اه مش عاجب.. عندك مانع ولا حاجه ياعمرو؟!
قبل أن يتحدث عمرو.. منعه عدي قائلا بخوف مصطنع: لا بص ياعمرو قبل ماتتهور وتتكلم افتكر إن إحنا في مستشفى وان ممكن متروحش ونحجزلك أوضه هنا...
ضحك الجميع.. لينظر إليهم عمرو قائلا بحنق:خلاص ياجماعه في إيه؟! وأنت يامحمد طب قولي حتى شكراً.. أي حاجه يعني...
رد عليه محمد قائلا ببرود:طب شكراً ياسيدي... ارتحت كده خلاص..
عدل عمرو لياقه قميصه قائلا بفخر:اه طبعاً..
هز محمد رأسه بيأس.. ليحضر كعكه العيد ميلاد منه.. نظرت إليه آيه قائله بدهشه: هنا يامحمد في المستشفى؟!
أومأ برأسه قائلا بابتسامه هادئه:مش عشان عشق بوظت العيد ميلاد في البيت.. يبقى خلاص كده راح.. وبعدين لازم نحتفل بعيد ميلاد حبيبه قلبي وبنتي مع بعض ولا أنتِ شايفه إيه؟!
ضحكت برقه وهي تهز رأسها بيأس منه.. ثم قالت:اللي انت عايزه يامحمد...
************************
مر اليوم بأكمله بسلام... ليمر أكثر من شهر آخر وقد عادت آيه وابنتها عشق إلى المنزل.. بالرغم من أن محمد جلب مربيه لعشق ولكن آيه أصرت على أن تبيت معهما في الغرفه... حسناً هما لايستطيعا النوم من صراخ عشق طوال اليوم ولكن ماذا يفعل محمد فهو يعلم بأن زوجته رأسها يابس...

ملكت عرش قلبي "الجزء الثاني من طفله أوقعتني في عشقها" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن